سرعة الانفعال ظاهرة مرضية ام خلل عصبي 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سرعة الانفعال .. ظاهرة مرضية ..ام خلل عصبي !

تُعرف سرعة الانفعال بتدني القدرة على السيطرة أو ضبط ردود الفعل العاطفية تجاه الأحداث اليومية بشكل متكرر أو دائم وبزيادة في الشدة عن أثر الحدث ويمتاز هذا السلوك بالعصبية ، أو العنف سواءً بحدة الكلام أو الإيماءات الحركية أو التهديد أو الوعيد أو النفور أو أداة الظهر واللامبالاة أو بروز علامات الانفعال العاطفة مثل البكاء ، أو التذمر ، أو الاستجداء .
وقد يترجم هذا الانفعال سلوكياً مثل الشتم أو إيذاء الذات أو إيذاء الآخرين أو تكسير الممتلكات الشخصية أو ممتلكات الآخرين ، وعدم إتاحة الفرصة للطرف الآخر بالتعبير عن رأيه ، وإصدار القرارات بشكل تعسفي .
ومن المنطق أن أي سلوك ناجم عن عاطفة مشحونة سيكون ضارا بالشخص والمحيطين على العكس تماماً من السلوك الناجم عن عاطفة متزنة.
وتعود أسباب سرعة الانفعال وأنماطها المتعددة إلى مجموعة من الحالات النفسية أو ناجمة عن ظروف نفسية ضاغطة ، ومن ذلك حالات القلق النفسي حيث انخفاض عتبة التوتر وسهولة الاستفزاز والتحسس الزائد فالأحداث البسيطة تُضخم لدى من يعاني هذه الحالة وتسبب سرعة الانفعال وأيضاً بعض أنواع الاكتئاب النفسي العُصابي والتهجمي والمتميزان بتكدر المزاج وسرعة الانفعال إسقاطا وإزاحة لمعاناتهم على الآخرين ، ( وحالات الهوس ) والتي تتميز بحدة المزاج وارتفاعه وتأرجحه ، وزيادة عالية في الشعور بالاهميه وزيادة في النشاط والحركة والإسراف ، يميزها سرعة الانفعال والعنف .
وهناك أيضاً الأشخاص الذين يعانون من تدنٍ في درجة الذكاء وهم لا يستطيعون مواكبة متطلبات الحياة اليومية كالأسوياء ولذلك يتميزون بالعصبية الزائدة والعنف .
أما الحالات المصابة باضطراب الشخصية فأهمها الشخصية السيكوبائية ( الضد الاجتماعية ) فيمتاز سلوكهم بالأنانية وعدم الاكتراث لمشاعر الآخرين والعنف بإيذاء الذات والآخرين والعصبية والتهور والاندفاعية ، وخرق الأعراف والتقاليد والقوانين ، وكثير منهم ينغمس في تناول الكحول أو تعاطي المخدرات والتي تزيد من هذه الحالة سوءاً ، وأيضاً الشخصية العظامية ( البارونيا ) والتي تمتاز بالتعالي والشعور بتميز الذات والشك وسهولة الاستثارة والاستفزاز .
والشخصية العصابية حيث تتصف سماتها بقلة القدرة على تحمل الأعباء الحياتية ، وكثرة التذمرّ ، والمبالغة في إعطاء الأحداث حجمها الحقيقي ، والشعور بعدم الاطمئنان و الأمان ، وإسقاط القلق باتهام الآخرين من المحيطين واضطراب العلاقات الزوجية والعائلية والاجتماعية ، من الجدير ذكره أن هذه الصفات لإضطراب الشخصية متجذره في نفسية الشخص منذ الصغر .
أما الأشخاص الأسوياء ، فقد يقعون أحياناً في هذه السلوكيات الانفعالية لفترة ما نتيجة لظروف العمل الطويل أو نوع العمل الدقيق أو الحساس مثل العمل في الكمبيوتر أو المراقبة ,أو الذين يعانون من سوء العلاقات الزوجية أو العائلية وتتفاقم هذه الانفعالات في ظل سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية .
أما بالنسبة للعلاج فيعتمد على تشخيص الحالة وغالباً ما تكون بالعقاقير ، والعلاج السلوكي معاً

سرعة الانفعال .. ظاهرة مرضية ..ام خلل عصبي !

يسسسسلموا قوت علي الاختيار
انا اعتقد اني هو خلل عصبي
ودي ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©


شكرا لك على الموضوع الجميل و المفيذ ♥

جزاك الله الف خير على كل ما تقدمه لهذا المنتدى ♥

ننتظر ابداعاتك الجميلة بفارغ الصبر

============ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©============

ألم الصدر عند الصراخ والعصبية,الآثار البدنية للغضب والانفعال 2024.

ألم الصدر عند الصراخ والعصبية,الآثار البدنية للغضب والانفعال
خليجية

ألم الصدر عند الصراخ والعصبية,الآثار البدنية للغضب والانفعال


الغضب وهو أحد أبرز الانفعالات التي يتعرض لها الإنسان وهو أحد الأحاسيس التي تنتابنا جميعا . وهو ينتج عادة عن إيذاء عاطفي ويمكن التعبير عنه بأنه شعور سيء نحس به حين نتعرض لمعاملة سيئة أو ألم أو معارضة لما نعتقد به ونؤمن به أو حين نتعرض للفشل أو حين نرى ما يعوقنا للحصول على ما نخطط له .

يختلف الغضب لدى الناس اختلافا كبيرا في عدة جوانب منه : كم مرة نغضب وكيف هي حدة الغضب حين يحدث ، و ما هي درجة المعاناة الغضب ، وكم يستغرق من الوقت ، و ماهو الحد الذي يبدأ معه الشعور بالغضب و ما هي المشاعر المصاحبة للغضب حين يحدث .

بعض الناس يغضبون بشكل سريع ومتكرر وبعضهم نادرا ما يغضب والبعض يدرك أنه مصاب بالغضب والبعض لا يدرك ذلك بسهولة.
بعض الخبراء يرى أن الإنسان العادي يتعرض لنوبة غضب بمعدل مرة كل يوم وبعضهم يقول أن الإنسان قد يتعرض لعدد 15 نوبة غضب على درجات مختلفة مما يواجهه في حياته .

وبغض النظر عن مدى معاناة الناس مع الغضب ، فإنه شعور لابد من أن يتعرض له الكل ، ويحتاجون للتعرف على كيفية التعامل معه ومعالجته .

الانفعال بالغضب وغيره يمكن أن يكون بناء أو مدمرا . فحين يتم التحكم فيه فإنه لن يكون له أية تبعات نفسية أو جسدية على صاحبه . إن الغضب حقيقة هو جرس تنبيه بأن شيئا ما غير جيد أو غير صحيح يحدث أو في طور الحدوث، وبالتالي يجب أن يكون الغضب دافعا للتغيير بايجابية وليس لتدمير الذات ، وعليه فإن الاستجابة لتلك التنبيهات هو ما يحدد مدى معاناتك وطريقة وأثار الغضب عليك.

إن لعدم التحكم بالغضب والانفعال المتكرر تبعات نفسية واجتماعية وآثار سيئة وهي آثار جسدية على صحة الجسد وسلامته من حالات الوفاة . ومن جانب أخر فان الآثار النفسية والاجتماعية مثل العزلة وقلة الأصدقاء وصعوبة التكيف مع الأوضاع الاجتماعية تخلف آثار جسدية وأمراضا بدينة أيضا

فسيولوجية الغضب

الغضب كغيره من المشاعر له علامات وصور نفسية وجسدية وهي عملية معقدة إلى حد ما وتتداخل فيها عوامل كثيرة . في الدماغ جزء معني بالتعرف على المهددات التي يتعرض له الإنسان وهو مسئول عن إرسال إشارات تنبيه للتعامل مع التهديد والاستعداد له كي يبقى الشخص بأمان . هذا الجزء يسمى بالانجليزية ( اميجدالا ) . وهو يعطي إشارات بالتحرك وعمل أشياء معينة حتى قبل أن ندرك خطورتها أو صعوبتها ( تحرك لا واعي ) مثل الهارب من الحريق يطأ على الجمر . وحين نتكلم عن تفاعلات الغضب فان على الإنسان أن يتأني ويتعلم كيف يتحكم في مشاعره ويدرك أبعاد ما يفعله قبل أن يقع المحظور .

بمجرد الشعور بالغضب تصبح العضلات مشدودة – يبدأ إفراز هرمونات ( كاتيكول امينز )في الدماغ ويؤدي إفرازه إلى الشعور بالطاقة والتحفز بدرجة كبيرة وهذا هو ما يجعلنا نشعر بحاجتنا للعمل بشكل سريع حين نحس بالغضب . ويحدث مصاحب لذلك ارتفاع في النبض وسرعة التنفس وارتفاع في ضغط الدم واحمرار للوجنتين وازدياد ضخ الدم في الأطراف. ويصبح الانتباه ضعيفا فيما عدا دائرة التهديد التي يتعرض لها الغاضب أو ما يظن انه تهديد . ومع استمرار النوبة تفرز هرمونات أخرى مثل أدرينالين ونور أدرينالين والتي تجعل التحفز واليقظة والانتباه وتفاعلات الدورة الدموية أكثر . لكن يحصل تدخل من قشرة الدماغ في ناصية الإنسان وهي تعمل على ضبط المشاعر والانفعالات و تصويب الرأي والتعرف على ما ينبغي فعله وما يجدر تركه .

لكن المشكلة أن الهرمونات تبقى معدلاتها مرتفعة لوقت أطول حتى بعد انقضاء نوبة الغضب وهذا ما يجعلنا عرضة للتهيج والغضب مرة أخرى حتى عند التعرض لسبب بسيط لا يشعرنا بالغضب عادة .
وهذا ما يجعل الإنسان باستمرار سريع الانفعال وهي ما نعنيه بقولنا (تدني عتبة الغضب ) ، ولهذا فإن الغضب هو عملية بدنية ونفسية ولذا فهو يؤثر على صحة النفس والبدن .

من الآثار البدنية للانفعال والشعور المستمر بالغضب أو العدوانية :

أمراض شرايين القلب : حيث ثبت أن الرجال الذين لا يسيطرون على انفعالاتهم يتعرضون لنوبات القلب قبل سن 55 أكثر من نظرائهم . وفي دراسة أخرى وجد أن عامل الانفعال والغضب يوازي بل ربما يفوق عوامل خطورة القلب الأخرى مثل ارتفاع الكولسترول والتدخين والسكري وغيرها.
ارتفاع ضغط الدم : إذ أن فقد القدرة على الاسترخاء وبقاء الجسم متيقظا لفترة طويلة بسبب مشاعر الانفعال يؤدي مع الوقت إلى ارتفاع مستمر في ضغط الدم
وبشكل عام فإن عدم التحكم في الانفعالات والشعور السهل والمتكرر بالغضب يؤدي إلى أمراض القلب والشرايين 5 أضعاف ما يحصل عند الناس العاديين
ضعف المناعة وتدني قدرة الجسم على مقاومة الأمراض
تهيج الأمراض الجلدية مثل الحساسية والصدفية
الصداع المزمن
اضطراب النوم
قرحة المعدة والشعور المتكرر بالحموضة وعسر الهضم
أمراض القلق التوتر والكآبة
تهيج الربو
الآلام المزمنة غير واضحة السبب
الشعور الدائم بالإجهاد والإعياء المزمن وضعف القدرة على التحمل

نهر الطب و الصحة

يسسَلمو ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

ألم الصدر عند الصراخ والعصبية,الآثار البدنية للغضب والانفعال
خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©خليجية

الغضب والانفعال 2024.

خليجية

خليجية

ركب الله في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس ، فهو يتأثر بما يجري حوله ، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع من الآخرين ، فيضحك ويبكي ، ويفرح ويحزن ، ويرضى ويغضب ، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية .
ومن الأمور التي نهى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن الاسترسال فيها الغضب ، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره ، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال :
( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب )
رواه البخاري .
ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة ، وبيان آثارها ، بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب ، وتجنب غوائله ، ومن هذه الوسائل السكوت وعدم الاسترسال في الكلام ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( علِّموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت )
رواه الإمام أحمد .
ومن وسائل تخفيف الغضب الوضوء ، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ )
رواه أبو داود وحسنه بعض العلماء .
ومن الأدوية الهامة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب ، والتخفيف من حدته ، وجاء الطب الحديث بتصديقها ، أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب من القيام إلى القعود ، أو الاضطجاع ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )
رواه أبو داود .
فقد كشف الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان ، فالغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين ، تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين ، وهرمون النور أدرينالين ، فهرمون الأدرينالين يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي ، كالخوف أو الغضب ، وقد يفرز أيضاً لنقص السكر ، وعادة ما يُفْرَز الهرمونان معاً .
وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب ، فتضطرب ، وتتسارع ، وتتقلص معه عضلة القلب ، ويزداد استهلاكها للأكسجين ، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم ، وبالتالي زيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم .
ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين ، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب وأن يبتعدوا عن مسبباته ، وكذلك مرضى السكر لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم .
وقد ثبت علمياً – كما جاء في كتاب هاريسون الطبي – أن كمية هرمون النور أدرينالين في الدم تزداد بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق ، وأما الأدرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف ، وأما الضغوط النفسية والانفعالات فهي التي تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فإذا كان الوقوف وقفة هادئة ولمدة خمس دقائق ، يضاعف كمية النور أدرينالين ، وإذا كان الغضب والانفعال يزيد مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً الغضب والوقوف ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان قائماً أن يجلس فإن لم يذهب عنه فيلضطجع .
فكان هذا السبق العلمي منه – صلى الله عليه وسلم – من أوجه الإعجاز التي لم تظهر إلا في هذا العصر ، وإلا فما الذي أدراه بأن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف ، وتنخفض بالجلوس والاستلقاء ، حتى يصف لنا هذا العلاج النبوي ؟ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين .


سبحان الله
معلوومة جديدة

يعطيك العافية اخوي اسلام
ما قصرت

الى الامام دوووم

تحيتي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سبحانه ربي مااعظمة ..!
يسلموو..{.اسلام
لاهنت

خليجية

دلع عينى دلع

عطرتى الطرح بحضورك الراقى

خليجية

خليجية

دفا القلوب

نورتى الطرح بحضورك الراقى

خليجية

سكينة النفس المؤمنة امام براكين الانفعال 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سكينة النفس المؤمنة امام براكين الانفعال

ربّما يتظاهر المرء بالهدوء وفي أعماقه براكين من الانفعالات والغضب الذي يوشك أن ينفجر! حين يتعرض الإنسان لشيء من الإثارة، ثمّ يحافظ على هدوئه فهو يتصف بالسيطرة على النفس "يملك نفسه عند الغضب".
أن يكون تعبيره عن انفعالاته ومشاعره متوازناً معتدلاً، في حالة الرضا والغضب، والحب والبغض، والعداوة والصداقة.
والهدوء الروحاني ليس استعلاء على الآخرين ولا فوقية، ولا استئثاراً بالخلق الأسمى، وإنما هو سلوك يستلهم منه الآخرون مواقفهم، ويشجعهم على الاستجابة.
هدوء الكلمة واللغة، وهدوء القلب، وهدوء الملامح والقسمات والجسد.
ليست الصلاة وحدها ولا الصيام أو الحج، بل الحياة كلها هي "معبد" يربي المسلم على الانضباط حتى مع النفس، وفي الحديث قال رجلٌ: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها، وصيامها، وصدقتها، غير أنّها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: "هي في النار" (رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد).
من الطبيعي أن تمر بالمرء حالات اندفاع وحالات ضعف ، والهدوء يكمن في جزء من الثانية ما بين المثير الذي صنع الاستفزاز وما بين الاستجابة ورد الفعل، ويالحكمة المصطفى (صل الله عليه وسلم) حين قال: "الصبر عند الصدمَةِ الأولى" (كما في الصحيحين من حديث أنس (رض)).
حين تتعامل مع أي استفزاز على أنّه "كاميرا خفية" وضعت لتسجيل نوع استجابتك، ثمّ تعرضها عليك وعلى الجمهور، هنا ستكون أكثر إحكاماً للنفس وسيطرة عليها، ومعنى هذا أن أي إنسان يدري أنّ السكينة والسيطرة على النفس هي فضيلة إنسانية ونبل كبير، وأنّ الطيش والانفعال السريع فعل مذموم.
حين يمر المرء بتجارب الحياة سيدرك أن من السهل أن يقول ومن الصعب أن يعمل ويمتثل..
سيكون مدافعاً بحرارة عن موقف انفعالي مرّ به، لأنّه لا يجدر به أن يستسلم أو يفوّت الأمر!
الذين حصلوا على قدر من الهدوء لم يدركوه خلال فترة يسيرة، ولكن عبر تراكم ممتد من المحاولات والفشل والخجل والتردد والإحباط، ومع كل المعوقات قرروا ألا تسقط الراية من أيديهم، وأن يكرروا المحاولة تلو الأخرى مسترشدين بقول الحق عزّ وجل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت/ 69)، وألجموا أنفسهم عن البغي والعدوان والظلم متذكرين وصمة النفاق لمن "إذا خاصَمَ فَجَرَ".
فهنا مواطن التقوى الصادقة، وامتحان النفوس، وحين عبر الله تعالى بقول: (أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى) (الحجرات/ 3)، كان ذلك في سورة الحجرات التي اشتملت على النهي عن رفع الأصوات فوق صوت النبي، والنهي عن ترديد الشائعات، وعن الوقوع في الأعراض، وعن التعيير والتحقير، وعن السخرية، وعن سوء الظن، وعن الاختلاف والتقاتل، وعن العنصرية والانتساب..
وختمت بالآية الكريمة: (قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا) (الحجرات/ 14)، فالإيمان الحق هو ممارسة أخلاقية على أعلى المستويات، وانضباط في الحقوق والعلاقات.
النظرة الإيجابية للأشياء والحوادث من منطلق الإيمان بحكمة الخالق الذي لا يقع شيء إلا بإذنه؛ تعطي بعداً لقراءة النتائج البعيدة وحسن الظن بالله، والهدوء في معالجة المواقف الغامضة والجديدة مع كمال الحرص على الإفادة من الفرص واقتناصها وحسن توظيفها، وتوقع الأفضل.
كل ما هنالك أن يقال: أضف إلى العناوين الجميلة الموجودة لديك عنواناً اسمه "السكينة"، تحاول استحضاره كلما ألمت بك مشكلة أو دهمتك نازلة، أو واجهت موقفاً مستفزاً أو مثيراً، تذكر فوراً أنّ هذا الموقف "مصمم" خصيصاً لاختبار صبرك وقدرتك على الانضباط، نعم إنّه "القدر المقدور".
فشكراً لك يا رب وحمداً على نعمائك وحسن تأديبك، وزدنا من فضلك ثواب الشاكرين.