أثر الاستعمار على علاقة الإسلام بالمسيحية 2024.

ان العلاقة بين الإسلام والمسيحية يمكن أن تكون صراعية كما تبدو حاليًا في بعض مناطق وادي النيل، أو تنافسية كما تظهر في شرق إفريقيا، أو تُقدم على قبول الآخر كما هو الغالب في بعض الدول مثل تنزانيا. فالمسيحية والإسلام يدخلان في علاقات تصارعية عندما تتصاعد العداءات، حيث يتمثل الدينان العظيمان ظلال الحروب الصليبية. وتكون العلاقة تنافسية بين المسيحية والإسلام حينما يتباريان في سوق مفتوحة من القيم والمبادئ، ويتدافعان في الدعوة إلى دينهم دون الوصول إلى مرحلة العداء. وتكون المسيحية والإسلام في علاقة تآلف، حينما يقبل كل منهما الآخر بوصفه طريقة متمايزة للوصول إلى حقيقة متقاربة(واحدة)، وسبل مختلفة لغاية واحدة مشتركة، وعلى أقل تقدير فإن روح القبول بالآخر ناتجة عن قاعدة: "عش ودع غيرك يعيش"، وفي أقصى صورها فإن روح التآلف تعني روح التعاون. ويقع الحوار الإسلامي المسيحي موقعًا وسطًا بين الاثنين.

وسواء كانت العلاقة صراعية، تنافسية، أو علاقة تآلف، فإنها تتحدد بثلاث قوى هي: أهمية العقيدة، التوازن الاجتماعي في مجتمع ما، الشرعية التاريخية في هذا المجتمع المعني.

فالقوى العقائدية، والاجتماعية، والتاريخية؛ تساهم في تحديد العلاقة بين المسيحيين والمسلمين في أي مكان من العالم.

وفي إفريقيا فإن هذه الثنائيات الثلاثية (الصراع – التنافس – التعاون، من جانب، العقيدة – المجتمع – التاريخ من جانب آخر) تجد فاعليتها في إطار ثلاثية أخرى، هي الميراث الثلاثي لإفريقيا القرن العشرين، الناجم عن الحضارة المحلية والحضارة الإسلامية والحضارة الغربية. فإفريقيا القرن العشرين قد تأثّرت بهذه الحضارات الثلاث، فالمسلمون من شعوب نيجيريا، مصر، إثيوبيا، يبلغون معًا (140 مليون نسمة) يمثلون أكثر من ربع إجمالي عدد سكان قارة إفريقيا ككل. ويوجد في نيجيريا مسلمون أكثر من أي دولة عربية بما في ذلك مصر. وفي عام (1994م) احتفلت جنوب إفريقيا ليس فقط بأول انتخابات ديمقراطية تشترك فيها إثنيات متعددة، ولكن أيضًا بالذكرى الثلاثمائة لوصول أول مجموعة إسلامية وافدة إلى البلاد. وهي الأقلية الدينية التي أثبتت مرونة وتكيفًا تاريخيًا بأكثر مما كان متوقعًا، كما شهد عام (1994م) انتخاب أول رئيس مسلم في مالاوي. وكان التراث الثلاثي لإفريقيا، الذي يتكون من الثقافة الوطنية، الإسلام، الثقافة الغربية، في بعض الأحيان مصدرًا للثراء الثقافي، كما كان سببًا في أحيان أخرى للتوترات الاجتماعية والسياسية، وفي إطار ذلك السياق للتراث الثلاثي دخلت المسيحية والإسلام في صراعات تارة، وفي منافسة شريفة تارة أخرى، وكان لديهما مجالات فكرية متزايدة تعبر عن التعاون المتآلف تارة ثالثة.

وجاء التأثير الغربي عبر الاستعمار بشكل أساسي، وكان لهذا أثره المباشر على مستقبل كل من المسيحية والإسلام، والثقافة الوطنية في إفريقيا. حيث أصبح حجر الأساس في سياسة بريطانيا الاستعمارية في إفريقيا هو مذهب لوجارد عن "الحكم غير المباشر". وذلك بالسيطرة على الشعوب التابعة من خلال "سلطاتهم أو مؤسساتهم المحلية" (كالمهراجا في الهند، الأمراء في شمال نيجيريا، الكاباكا [الملك] في البوجاندا).

وعند تطبيقه في إفريقيا، كان الحكم غير المباشر في صالح الإسلام في هذه المناطق التي أسلمت بالفعل قبل وصول البريطانيين إليها، لكن كان في صالح المسيحية في المناطق التي كانت تسودها الديانات الإفريقية التقليدية.

هكذا عزز الحكم غير المباشر الإسلام في شمال نيجيريا (التي تدين بالإسلام قبل الاستعمار)، ولكنه عزز المسيحية في "بوجاندا"، و"جنوب السودان"، حيث كانت العادات والتقاليد التقليدية هي السائدة.

ولكن بأي السبل عزز الحكم البريطاني غير المباشر الإسلام أو المسيحية؟ لقد تمثلت إحدى الإستراتيجيات المتطرفة في إبقاء الإسلام بعيدًا تمامًا عن مناطق معينة؛ وهو ما جسدته سياسة بريطانيا في جنوب السودان خلال الحقبة الاستعمارية، حيث حظرت أي نشاط للدعوة الإسلامية في الجنوب.

وفي شمال نيجيريا لم يُشجع الحكام البريطانيون القيام بأعمال تنصير في المناطق الإسلامية في الشمال مثل "سوكوتو"، "زاريا"، ولكنهم سمحوا بالتنصير في تلك المناطق الشمالية التي لم تخضع كلية للإسلام.

أما في بقية الأجزاء الأخرى من إمبراطوريتها في إفريقيا، فقد ساعدت بريطانيا المسيحية من خلال تقديم التسهيلات والدعم للمدارس التبشيرية والبعثات التبشيرية الطبية، كما أن السياسة اللغوية البريطانية كانت لصالح المسيحية وليست لصالح الإسلام، حيث ساهمت بريطانيا في تطوير عدد من اللغات الإفريقية، ووضعت القواعد الهجائية لها. وكان للمبشرين دور أساسي في هذا المضمار. كما تُرجم "الإنجيل" للعديد من اللغات الإفريقية مقارنة بالقرآن.

فهل أدت آثار الحكم غير المباشر فيما بعد الاستقلال إلى تعزيز الصراع والتنافس أم التعاون بين المسيحية والإسلام؟ ربما يرى البعض أن معظم التداعيات "الدرامية" في مرحلة ما بعد الاستقلال كانت صراعية. ففي السودان كانت السياسات الاستعمارية القائمة على الفصل الإثني- الديني بين الشمال والجنوب أحد الأسباب الرئيسية في نشوب الحرب الأهلية الأولى في السودان (1955م – 1972م)، وعاملاً مساعداً في الحرب الأهلية الثانية التـي بـدأت فـي (1983م) وما زالت محتدمة.

كما أن السياسات البريطانية للحكم غير المباشر في نيجيريا قد عمقت بلا شك الانقسام بين الشمال والجنوب في البلاد، كما فاقمت من التوترات الإثنية والطائفية. لكن السياسات البريطانية كانت أكثر احترامًا للإسلام والثقافة الوطنية من سياسات أي قوة أوروبية أخرى في إفريقيا، ومع ذلك فإن الامتيازات البريطانية الممنوحة للمؤسسات الوطنية قد شكلت عقبة أساسية في مرحلة ما بعد الاستعمار في إطار الحدود الاصطناعية التي خلقتها حقبة الاستعمار. على الجانب الآخر فإن السلطات الاستعمارية الفرنسية قد ركزت بدرجة كبيرة على سياسة الاستيعاب. ففي سعيه الطموح فكر الاستعمار الفرنسي في تحويل الأفارقة إلى رجال فرنسيين ونساء فرنسيات. ونظرًا لأن الشعب الفرنسي طوال تاريخه لم يكن مسلمًا، فإن سياسة الاستيعاب كانت تعني ضمنيًا معارضة الإسلام، وإعلان الحرب الثقافية على التقاليد الوطنية. وعلى أية حال فإنه باستثناء شمال إفريقيا فإن سياسة فرنسا الاستيعابية قد أثرت بعمق على الثقافات الوطنية أكثر من تأثيرها على الإسلام، فللمفارقة إن سياسات الاستيعاب قد أضعفت مقاومة الوطنيين للإسلام، وبالتالي ساعدت على انتشار الإسلام في غرب إفريقيا.

ذلك أنه إذا كانت سياسة الاستيعاب الفرنسية قد جعلت الأفارقة يخجلون من ثقافاتهم الأصلية، فإن ذلك لم يكن يعني بالضرورة جعلهم فرنسيين، لذا استمر الإسلام في الانتشار حتى في أكثر المستعمرات خضوعًا لفرنسا كالسنغال؛ التي نظر إليها الفرنسيون كنموذج لثقافتهم وجزء منها، حيث استعمروها لأكثر من قرن.

أما بقية البلدان الإسلامية في منطقة إفريقيا الفرنسية الغربية بما في ذلك السودان الغربي (مالي الآن)، النيجر، غينيا (كوناكري)، أجزاء من ساحل العاج، موريتانيا في الشمال الغربي، فقد أفادت سياسة الاستيعاب الفرنسية -دون عمد أو قصد- الإسلام وخدمته في بعض الأحيان.

جزاكى الله كل خير

دمتى فى حفظ لله

موضوع رائع …

بارك الله فيك أختي …

واللهـ يعطيك العااافية …

دمتي بــ خ ــير ..

أثر الاستعمار على علاقة الإسلام بالمسيحية

يعطيك الف عافيه

فعلا اثر ملوحوظ

تقبلى مرورى

يوسف ميوس فانتا نورتوني

الاستعمار الايطالي في ليبيا 2024.

الاستعمار الايطالي في ليبيا

وقع نظر الإيطاليين في خططهم الاستعمارية الجديدة على طرابس الغرب لقربها من السواحل الأيطالية الجنوبية كما أنها مركز تجاري مهم للقوافل التجارية بين مصر والمغرب العربي من جهة وبين افريقيا الوسطى وسواحل البحر المتوسط من جهة اخرى ولأنها هي الولاية الوحيدة التي لا تزال خاضعة للدولة العثمانية في شمال افريقيا
مهدت ايطاليا لاحتلال ليبيا بعدد من الخطوات التي ساعدتها في النهاية على اتخاذ قرارها باحتلال ليبيا وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي :

عقد معاهدة مع فرنسا تقضي بإطلاق يد ايطاليا في ليبيا مقابل اطلاق يد فرنسا في مراكش
تشجيع الايطاليين على إقامة المشروعات التجارية والاستثمارية في ليبيا وتشجيعهم على الهجرة إليها
إقامة المشاريع العمرانية كالمدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية في طرابلس وبنغازي لايجاد الجو المناسب لإقامة مواطنيها
إرسال الجمعيات التبشيرية للعمل في هذه القطاعات لمحاولة زرع الثقة بين المستوطنين والأهالي
قامت بفتح فروع لبنك روما وأتاحت له إقراض الأهالي إلا أنها كانت قروضا مجحفة وبربا مضاعف أثقل كواهلم بالديون وعرض أملاكهم ومزارعهم للمصادرة بعد أن رهنوها مقابل تلك الديون
وهكذا زاد عدد أفراد الجالية الإيطالية في ليبيا وزاد نفوذ الحكومة الإيطالية فيها وبدأت تنتظر الفرصة المناسبة لاحتلال ليبيا
احتلال ليبيا
في عام 1911م بدأت ايطاليا في جمع حشودها لاحتلال طرابلس بعد أن ادعت بعدم توفر الأمن الكافي لحماية مواطنيها في طرابلس وادعت كذلك بأنهم يجدون مضايقة من الموظفين العثمانيين في الولاية وأنهم يحرضون الأهالي ضد الأوروبيين وابلغت ايطاليا الدولة العثمانية بعزمها على احتلال طرابلس وبرقة احتجاجا على اختلال الأمن وعجز الولاة العثمانيين عن حماية المستوطنين الأوروبيين وممتلكاتهم
وفي يوم 6 شوال 1329هـ / 29 سبتمبر 1911م أعلنت ايطاليا الحرب على تركيا ووجهت اسطولها لحصار طرابلس فضرب الحصار البحري عليها للتضييق على الحامية التركية وإرغامها على الاستسلام التي دافع ببسالة رغم قلة امكانياتها وبعد ذلك نزلت فرقة من البحارة احتلت طرابلس
وخشيت ايطاليا من مجئ مدد تركي لإنقاذ طرابلس فأرسلت فرقة من الأسطول لاحتلال مرسى طبرق وفي نفس الوقت بدأت تقوي من مركزها العسكري في طرابلس واستمرت ايطاليا في احتلال المدن الساحلية . وظلت تعمل في الخفاء للضغط على الدولة العثمانية لارغامها على التنازل عن طرابلس حتى واتت الفرصة قبيل الحرب العالمية الأولى حيث احتلت ايطاليا بعض جزر ايجه فاضطرت تركيا لتوقيع معاهدة لوزان التي نصت على انسحاب تركيا من طرابلس مقابل انسحاب ايطاليا من جزر ايجه

آمل الفائدة للجميع والله من وراء القصد

يسلموو شادي على المعلومات بس عيوني راحت فيها من كثر ماقريت ههههه

بالعكس من جد معلومات قيمه بس جلست اقرى فيها ونسيت اضيف معلومات.

ههههههههه….. تحياتي وشادي وتقديري على المجهوود الرائع…

يعطيك العافيه اخوي اوسكار

تحيتي لك

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© موضوع رائع وطرح جميل ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
خليجية

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط© ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©