الى الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي 2024.

إلى الذين أسرفوا على أنفسهم بالمعاصي

الفقير إلى الله:
أبو البراء المدني

إن الحمد لله نحمد ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين, ثم أما بعد:
يقول المولى عز وجل في سورة الأعراف:{ ورحمتي وسعت كل شيء } , وقال تعالى في سورة الشورى: { ألا إن الله هو الغفور الرحيم }.
أيها الأحبة في الله , إننا والله في نعمة جد عظيمة , ألا وهي أن لنا رب غفور رحيم حليم , يقبل توبة العبد بعد الإسراف في المعاصي , فيتوب عليه ولا يبالي , بل ويبدل سيئاته حسنات , أليس هو الذي نادى عباده قائلا: { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }.
وقال العفو الغفور في الحديث القدسي: ( يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ) .
وقال تعالى في سورة الشورى: { وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفوا عن السيئات ويعلم ما تفعلون } .
وقال أيضا: { ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما } [سورة النساء] .
فالله أكبر الله أكبر الله أكبر, إنه هو الغفور الرحيم
فيا أخي………
متى يتوب من لا يتوب الآن؟
ومتى يعود إلى الرحمن من لا يعود الآن؟
ومتى يراجع حسابه مع الواحد الديان من لم يراجع حسابه الآن؟
تنسلخ الثانية بعد الثانية والدقيقة بعد الدقيقة الساعة بعد الساعة………ألم تتب بعد؟!!؟!؟
تأمل……
إننا يا أخي نذنب الذنب تلو الذنب, والله لا ينسى { أحصاه الله ونسوه }. { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
أليس من الحسرة والندامة أن يعفو الله عن الملايين….. ثم بعد ذلك, لا تكون منهم!
فسارع أخي وأختي بفكاك رقابكم من النار, واغتنموا الوقت بالطاعات والسنن , وكثرة الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم وكثرة التوبة والاستغفار وبادروا بالحسنات.
فإذا علم ذلك يا عباد الله فأوصي نفسي وإياكم بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار ورفع يد الضراعة إلى الحي القيوم , لعل الله يغفر لنا.
فوالله الذي لا إله هو , ليس لنا من الأعمال ما نتقدم به إلى الله , أعمالنا قليلة جدا , مشوبة بالرياء والسمعة ، يتخللها الخطأ والتقصير ، وكلنا فقر ومسكنة , وكلنا عجز وتقصير….{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } . { والله الغني وأنتم الفقراء }.
إن بعضنا يظن أنه عندما يصلي أو يقرأ ساعة أو يذكر الله ساعة أنه قد فعل شيئا عظيما…
فبالله أخبرني يا من تظن هذا…
كم من الساعات تقضيها أما التلفاز, تنظر فيها إلى الكاسيات العاريات…… والملك ينظرك.
كم من الساعات التي يقضيها شبابنا في التسكع في الأسواق……. والملك ينظرهم.
وكم من الساعات التي تضيعها البنات أما المرآة بحثا عن الجمال الزائف….والملك ينظرهن.
أما نستحي يا إخوة؟؟؟؟
ألم يعد في القلب خوف من رب العباد؟؟؟
ألم يهزنا قول الله: { إن جهنم كانت مرصادا } ؟؟؟؟
ألم يردعنا قول الله : { والله بما تعملون بصير } ؟؟
فالله الله بالتوبة يا أولي الألباب, فالله غفور رحيم ولكنه أيضا ملك جبار متكبر قوي عزيز قال عن نفسه: { إن بطش ربك لشديد }
فلنتب الآن… نعم, الآن الآن قبل فوات الأوان.
فلنتب قبل أن تأتينا سكرات الموت.
فلنتب قبل أن نرى ملك الموت فينادي روحنا: اخرجي أيتها الروح ال….فإما مطمئنة وإما؟؟؟….!
وفي الختام, اعلموا أيها الإخوة أن الله لا يمل حتى تملوا, وباب التوبة مفتوح لا ينغلق حتى تخرج الشمس من مغربها, فلنبادر بالتوبة معا من الآن.
واعلموا إخواني بأن الله يفرح بتوبة عبده بعد أن ضل, فيغفر له ما كان من ذنوب ومعاصي ولو كانت كتراب الأرض وكزبد البحر, فلقد قال الله عز وجل في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي] .
ألم يقل عز وجل { إن الله يغفر الذنوب جميعا }……
ولا أملك أن أقول لكم في ختام هذه الكلمات سوى أن أقول كقول نوح لقومه: { فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}
اللهم آت نفوسنا تقواها, وزكها أنت خير من زكاها , ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين , وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا وما كان من صواب فمن الواحد المنان , وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.
الفقير إلى الله:
أبو البراء المدني
خليجية

الذنوب والمعاصي تمحق الارزاق 2024.

المعاصي تمحق الأرزاق:

قد ينخدع الناس بزيادة خيرات الدنيا مع معاصيهم؛ فيظنوا ذلك بسطاً في الرزق فيزدادوا غيّاً وإعراضاً، ولكن اقتران المعاصي مع فيض النعم يعني الإمهال من الله تعالى لحصول التوبة، فإذا تعدى ذلك حدود الإياب والتوبة؛ فإنه يكون الاستدراج الذي يليه الهلاك والعذاب.

وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في عدة مواضع، ولعل من أوضحها دلالة ما جاء في سورة الكهف -في قصة صاحب الجنتين- حيث يقول تعالى: {واضرب لهم مثلاً رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخلٍ وجعلنا بينهما زرعاً . كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئاً وفجرنا خلالهما نهراً . وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً . ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبداً . وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيراً منها منقلباً . قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سواك رجلاً . لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحداً . ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولداً . فعسى ربي أن يؤتين خيراً من جنتك ويرسل عليها حُسباناً من السماء فتصبح صعيداً زلقاً . أو يصبح ماؤها غوراً فلن تستطيع له طلباً . وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول يا ليتني لم أشرك بربي أحداً . ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً . هنالك الولاية لله الحق هو خيرٌ ثواباً وخير عقباً} [الكهف: 32-44].

إن الوقوع في المعاصي والآثام يؤدي إلى محق الرزق وإهلاكه، وتُهلك أصحابها ذلاًّ وضيقاً وعذاباً في الدنيا والآخرة. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه" (رواه أحمد والنسائي). ويقول صلى الله عليه وسلم: "إياكم والمعصية؛ فإن العبد ليذنب الذنب الواحد فينسى به الباب من العلم، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم قيام الليل، وإن العبد ليذنب الذنب فيحرم به رزقاً كان قد هيئ له، ثم تلا صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل: {فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون . فأصبحت كالصريم} قد حرموا خير جنتهم بذنبهم" (أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه).