مفهوم الحياة البرزخية 2024.

مفهوم الحياة البرزخية

خليجية
مفهوم الحياة البرزخية

قدّر الله عز وجل على بني آدم أن يوجدوا في هذه الحياة ليختبرهم اختبارا تقوم به الحجة عليهم فيظهر شكرهم وكفرهم، وفي ذلك تحقيقٌ لسنّة الابتلاء التي أرادها الباري لعباده وبيّنها في كتابه الكريم: { الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا} (تبارك:2).

وهذا الابتلاء متحقّق من خلال مرحلتين متباينتين قدّر الله تبارك وتعالى لكلٍ منهما طبيعة خاصّة بها، أما الدنيا فهي محدودة وفانية، وأما الآخرة فدائمة وباقية، والدنيا ممر، والآخرة مستقرّ.

ورحلة الخليقة بينهما طويلة وشاقّة، فاقتضت أن يكون بين محطّتي الدنيا والآخرة مرحلة وسط هي أشدّ التصاقاً بالثانية منهما وممهّدةٌ لها، وفيها يتمكّن الخلق من رؤيةِ عوالم لم يكونوا قادرين على رؤيتها في الدنيا، كعالم الملائكة بمختلف أنواعهم، وأن يمرّوا بأحوالٍ مختلفة، منها: رحلة الروح إلى السماء، وتكريم أرواح المؤمنين، والتشديد على أرواح الكافرين، وعذاب القبر ونعيمه، وأحوال الموتى بعد مفارقتهم للدنيا.

وحديثنا عن ذلك العالم الذي ليس فيه جوع ولا شبع، ولا نوم ولا استيقاظ، ولا عمل ولا تحصيل، عالمٍ غريبٍ لا يمكن تصوّره، يُدفن أحدهم في القبر فيكون ضيفاً في ذلك العالم ويُلبس من الجنة ويُرى منزله منها ويفسح له مد بصره، فلا يشعر الأحياء بشيءٍ من ذلك، بينما يُدفن آخر فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه، ويفتح له بابٌ إلى جهنم فيأتيه من حرّها وسمومها، ولا يُدرك الأحياء ما يصيبه.

ذلك هو عالم البرزخ، والذي أخبرنا عنه ربّنا في كتابه، وفصّله لنا رسوله –صلى الله عليه وسلم- في سنّته، وذكر لنا من أحواله وأخباره، ولولا وروده في الشرع ما علمنا عنه شيئاً، فإن العقل قد يهتدي بمنطقه ضرورة وجود حياةٍ أخرى تكون باقيةً ودائمةً ليحصل فيها فصل القضاء ووردّ المظالم والجزاء على الأفعال، كذلك الفطرة تقوم على ضرورة يوم الحساب، أما إدراك وجود عالم البرزخ بكلّ تفصيلاته فالعقل لا يستقلّ بإدراكه ولا معرفة أحواله.

وقد ورد البرزخ في قوله تعالى: {كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون} (المؤمنون:100)، ولأجل أن نفهم سرّ تسميته بالرزخ يلزمنا العودة إلى الأصل اللغوي للكلمة.

البرزخ لغةً ما بـين كل شيئين، أو هو الحاجز بين الشيئين، وقد جاء في التنزيل قوله تعالى: { مرج البحرين يلتقيان*بينهما برزخ لا يبغيان } (الرحمن:19-20) ومعناه الحاجز الخفيّ، ومثله قوله تعالى: { وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا } (الفرقان:53).

وبحسب الإطلاق الشرعيّ، فهو مصطلح يُعبّر عن أمدٍ ما بين الدنيا والآخرة وعالمٍ خاصٍّ مباينٍ لهما، يَرِدُ عليه الخلق بعد الموت والفناء، وقد فسّره الإمام الطبري بأنه حاجز يحجز بين الخلائق وبين الرجوع إلى الدنيا، ويظلّون فيه إلى أن يُبعثوا من قبورهم، واعتبر أن البرزخ والحاجز والمهلة متقاربات في المعنى، ويظهر من تعريفه ملاحظة مسألة الفصل القائمة في الحياة البرزخيّة عما قبلها وما بعدها فلذلك عبّر عن البرزخ بالحاجز.

والحاصل أن البرزخ يفصل بين الموت والبعث، أو بين الدنيا والآخرة، أو بين الموت والرجوع إلى الدنيا، وهو الإمهال إلى يوم القيامة، وكلام العلماء وتعبيراتهم تدور حول هذه المعاني.

وعالم البرزخ له متعلّق بالدنيا والآخرة، فهو يبتديء من نهاية الدنيا: أحوال المحتضر ونزع الروح، وينتهي ببداية الآخرة، وهو بعث الأموات للحساب يوم القيامة.

وقد يُعبّر عن البرزخ بتسمية أخرى وهي القيامة الصغرى باعتبار أنه مقدّمةٌ له، فكل من مات فقد قامت قيامته، وقد استدلّ العلماء لذلك بالحديث الذي روته عائشة رضي الله عنها قالت: كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي -صلى الله عليه وسلم- فيسألونه: متى الساعة؟ فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم) متفق عليه.

قال ابن كثير : " والمراد انخرام قرنهم ، ودخولهم في عالم الآخرة ، فإن من مات فقد دخل في حكم الآخرة، وبعض الناس يقول : من مات فقد قامت قيامته ، وهذا الكلام بهذا المعنى صحيح ".

وللإمام ابن القيّم إطلاقٌ آخر، فالبرزخ عنده معادٌ أوّل، وتفسيره أن الله عز وجل جعل لابن آدم معادين وبعثين يجزي فيهما الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى ، فالبعث الأول : مفارقة الروح للبدن ، ومصيرها إلى دار الجزاء الأول، والبعث الثانى يوم يرد الله الأرواح إلى أجسادها ويبعثها من قبورها إلى الجنة أو النار.

وعلى أية حال فإن للحياة البرزخيّة طبائع ومقاييس مختلفة تمام الاختلاف عن الحياة الدنيا، وسوف نُفرد لها الحديث في المرّات القادمة.

مفهوم الحياة البرزخية

خليجية
مفهوم الحياة البرزخية

يسلموٍ صمتي ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مفهوم الحياة البرزخية

خليجية
مفهوم الحياة البرزخية


مفهوم الحياة البرزخية

بارك الله تعالى فيك …….وثقل ميزانك
بما تفعله من مجهود
تقبل مني مرورا متواضعا
وأسأل الله تعالى أن يجازيك
على عملك هذا خير الجزاء..
لك جل تقديري واحترامي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

تغطية مميزة صمتي

تسلم الانامل ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

خليجية
مفهوم الحياة البرزخية

خصائص الأنبياء البرزخية 2024.

للأنبياء عليهم الصلاة والسلام في البرزخ خصائص انفردوا بها دون غيرهم من البشر ولو شاركهم غيرهم في بعضها فهو على وجه الإلحاق النسبي وتبقي الخصوصية للأنبياء من جهتين: الأولي: من جهة الأصالة والثانية: من جهة الكمال

فالحياة البرزخية حياة حقيقية وأن الميت يسمع ويحسُّ ويعرف سواء أكان مؤمناً أم كافراً وأن الحياة والرزق ودخول الأرواح الجنة ليس مختصاً بالشهيد كما دلت على ذلك النصوص الثابتة وهذا هو الصحيح الذي عليه الأئمة وجماهير أهل السُّنة ومن هنا فإن القول بحياة الأنبياء من فضول القول وهو أمر ظاهر كالشمس لا يحتاج إلى إثبات بل إن الصواب هو أن نقرر أن حياتهم أكمل وأجلُّ وأتمُّ وأعظم – وهكذا حياة الناس على ظهر الأرض في الدنيا – فإنها درجات ومقامات ومراتب متفاوتة

فمنهم أموات في صورة أحياء قال فيهم المولي جل شأنه {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} ومنهم الذين قال فيهم {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ومنهم من قال فيهم {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إلى قوله تعالى {أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} ومنهم من قال فيهم {إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} وهكذا الحياة البرزخية درجات ومراتب ومقامات متفاوتة {وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً}

أمَّا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن حياتهم ورزقهم ومعرفتهم وسماعهم وإدراكهم وشعورهم وإحساسهم أكملُ وأتمُّ وأرفعُ من غيرهم والدليل هو قوله تعالى في حق الشهداء {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وإذا كانت الحياة معناها هو بقاء الرُّوح – فلا تفني ولا تبلي – فلا مزيةٌ للشهيد يستحق أن تُذكر وتُشهر إذ أرواح جميع بني آدم باقية لا تفني ولا تبلي وهو الصواب الذي عليه المحققون من أهل العلم كما حققه الشيخ ابن القيم في كتاب الروح

فلابد من وجود مزية ظاهرة يزيد بها الشهداء على من سواهم وإلاَّ كان ذكر حياتهم عبثاً لا فائدة منه خصوصاً وأن الله نَهي أن نقول عنهم أموات فقال {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ} وحِينَئِذٍ نقول إنه لابد من أن تكون حياتُهم أكملَ من غيرهم وأشرف وهذا ما يؤيده ظاهر النصوص فأرواحهم مرزوقة تَرِدُ أنْهَارَ الجنة وتأكل ثمارها كما قال تعالى{عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} ثم إحساسهم بذلك الطعام والشراب والنعيم إحساسٌ كامل بشعورٍ تام وتلذذ تام وتمتع حقيقي كما جاء في الحديث (فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَحُسْنَ مَقِيلِهِمْ قالوا: يَا لَيْتَ إِخْوَانَنَا يَعْلَمُونَ مَا صَنَعَ اللهُ بِنَا)[1]

وأرواحهم لها تصرف أكبر من غيرها وأوسع فهي تتجول وتسرح في الجنة حيث تشاء ثم تأوي إلى قناديل تحت العرش (كذا في الصحيح) وهم يسمعون الكلام ويفهمون الخطاب فقد جاء في الصحيح (أن الله تعالى يقول لهم: ما تشتهون؟ فيقولون: كذا وكذا ويعود السؤال ويعود الجواب ثم يطلبون أن يعودوا إلى الدنيا للجهاد ثم يطلبون أن يبلِّغ الله عنهم رسالة منهم إلى إخوانهم بالدنيا فيها بيان ما أكرمهم الله به فيقول الله. أنا أبلِّغ عنكم) فإذا ثبت هذا في حق الشهداء ثبت في حق الأنبياء من وجهين:

الأول: أن هذه رتبة شريفة أعطيت للشهيد كرامة له ولا رتبة أعلي من رتبة الأنبياء ولا شك أن حال الأنبياء أعلي وأكمل من حال جميع الشهداء فيستحيل أن يحصل كمال للشهداء ولا يحصل للأنبياء لا سيما هذا الكمال الذي يوجب زيادة القربى والزلفي والنعيم والأنس بالعليِّ الأعلى

الثاني: أن هذه الرتبة حصلت للشهداء أجراً على جهادهم وبذلهم أنفسهم لله والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم هو الذي سنَّ لنا ذلك ودعانا إليه وهدانا له بإذن الله وتوفيقه وقد قال صلى الله عليه وسلم (مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنَةً فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)[2] وقال أيضاً (مَنْ دَعَا إِلَى هُدَيً كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ يَتَّبِعُهُ لا يَنْقُصُهُ ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثلُ آثامِ من يتبعه لا ينقصه ذلك من آثامهم شيئاً)[3]

والأحاديث الصحيحة في ذلك كثيرة مشهورة فكل أجر حصل للشهيد حصل للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لسعيه مثله والحياة أجرٌ فيحصل للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مثلها إن حياة الأنبياء البرزخية الحقيقية وخصوصاً نبيِّنا صلى الله عليه وسلم هي أرفع وأكمل من أن يتصور جاهل أو أحمق أننا نعني بها أن يعيشوا كما نعيش فيأكلوا ويشربوا محتاجين إلى الأكل والشرب ويبولوا ويتغوطوا مضطرين إلي ذلك ويخرجون من قبورهم لحضور مجالس الذكر ومجامع القرآن ولمشاركة الأمة في أفراحها وأحزانها وأعيادها ومواسمها ثم يرجعون إلى قبورهم تحت الأرض في تلك الحفرة الضيقة وفوقهم التراب ليس في هذا أدني كرامة أو منقبة بل هو عين الإهانة التي لا يرضاها الإنسان لتابعٍ أو خادمٍ له فضلاً عن أن يَمُنَّ الله بذلك على خير خلقه وأجلِّ عبيده حاشا وكلا وألف حاشا وكلا

إن الحياة البرزخية الحقيقية هي الشعور التام والإدراك الكامل والمعرفة الصادقة إنها حياةٌ طيبةٌ صالحةٌ: دعاءٌ وتسبيحٌ وتهليلٌ وتحميدٌ وصلاة ومن ثمرات تلك الحياة البرزخية صلاتُهم في قبورهم صلاةً حقيقية ليست خيالية ولا مثالية وقد جاءت أحاديث في هذا الموضوع فمنها عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون)[4]

وقد قال الإمام الحافظ البيهقي في الجزء الخاص بهذه المسألة : ولحياة الأنبياء بعد موتِهم شواهدٌ من الأحاديث الصحيحة ثم ذكر البيهقي بأسانيده (مررت بموسي وهو قائم يصلي في قبره) وحديث (قد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسي قائم يصلي وإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة وإذا عيسي بن مريم قائم يصلي أقرب الناس به شبهاً عروة بن مسعود الثقفي وإذا إبراهيم قائم يصلي أشبه به صاحبكم – يعني نفسه – فحانت الصلاة فَأَمَمْتُهُم فلما فرغت من الصلاة قال قائل لي: يا محمد هذا مالك صاحب النار فسلم عليه فَالتَفَتُ إليه فبدأني بالسلام) قلت: أخرجه مسلم عن أنس (ج2 ص268) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (ج3 ص577) وقوله ضَرْب: أي خفيف اللحم الممشـوق المستدق

وقال البيهقي في دلائل النبوة: وفي الحديث الصحيح عن سليمان التميمي وثابت البنان عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت على موسي ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره)[5] وقد ثبت بما لا يقبل الشك أن السبب في تخفيف الصلاة علينا من خمسين إلى خمس صلوات هو موسي عليه السلام وهو ميت قد أدي رسالة ربه وانتقل إلى جواره في الرفيق الأعلى ولكنه هو السبب في إيصال أعظم خير إلى الأمة المحمدية حينما طلب من نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم مراجعة ربه وقال له: سل ربك التخفيف فإن أمتك لا تطبق ذلك فهل هذه المراجعة حقيقية أم خيالية؟ وهل في اليقظة أم في المنام؟ وهل هي صحيحة أم مكذوبة؟ وهل موسي مات أم لا يزال حيًّا حتي وقت تلك المراجعة؟ أخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس (أن النَّبي صلى الله عليه وسلم مَرَّ على ثنيَّة فقال: ما هذه؟ قالوا: ثنيَّة كذا وكذا قال: لأني أنظر إلى يونس على ناقة خطامها ليف وعليه جبة من صوف وهو يقول: لبيك اللهم لبيك)[6] أ هـ

وفي حديث آخر (آراني ليلة عند الكعبة فرأيت رجلا أدم كأحسن ما أنت راء من الرجال له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم قد رَجَلَهَا فهي تقطر ماء متكئاً على رجلين أو على عواتق رجلين بالبيت فسألت: من هذا؟ فقيل: هذا المسيح ابن مريم)

وفي حديث آخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بوادي الأزرق فقال (كأني أنظر إلى موسي هابطاً من الثنية وله جؤار إلى الله بالتلبية ثم أتي على ثنية هرشي فقال: كأني أنظر إلى يونس ابن متي على ناقة حمراء جعدة عليه جبة من صوف خطام ناقته خلبة وهو يلبي) وفي حديث آخر (كأني أنظر إلى موسي واضعا أصبعيه في أذنيه) وهذه الأحاديث كلها في الصحيح وقد تقدم في موسي وعيسي وكذلك صلاتهم قياماً وإمامةُ النَّبي صلى الله عليه وسلم بهم ولا يقال إن ذلك رؤيا منام وإن قوله (أراني) فيه إشارة إلى النوم لأن الإسراء وما اتفق فيه كان يقظةً على الصحيح الذي عليه جمهور السلف والخلف ولو قيل بأنه نوم فرؤيا الأنبياء حقّ وقوله (أراني) لا دلالة فيه على المنام بدليل قوله (رأيتني في الحِجْر) وكان ذلك في اليقظة كما يدل عليه بقية الكلام
[1] قال ابن كثير رواه أحمد [2] رواه مسلم عن جرير بن عبد الله [3] رواه مسلم عن أبى هريرة [4] رواه أبو يعلي والبزار ورجال أبي يعلي ثقات كذا في مجمع الزوائد (ج8 ص 211) وصححه الألبانى [5] أخرجه مسلم (ج2 ص 268) [6] الدر المنثور ج4 ص334

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[IMG]https://www.*****************/data/Book_Kamalat_mohammadeya.JPG[/IMG]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم طرح في غايه الروعه ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

طرح مميـــــز جدـآ ~
طرح رـآئـع وآلـآروع آنه منك ..
ربي يخليك يَ الغلـآ ’
ويعطيك العــــآإفيه .. .
نتتظر جديد آبدآعــآتك

بارك الله فيك
وجزاك خيرا
على هذا الطرح القيم المفيد
جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
بأنتظار جديدك الممتع
تحيتي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

مشكور آخي~

جزاك الله خيراً
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك جنةً عرضها السموات والأرض

حياته البرزخية صلى الله عليه وسلم 2024.

قد ثبت لنبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم حياةٌ برزخية أكمل وأعظم من غيره تحدّث عنها بنفسه تثبت اتصاله بالأمة المحمدية ومعرفته بأحوالها واطلاعه على أعمالها والأحاديث في هذا الباب كثيرة

فمنها عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام) صححه الألباني في " صحيح الترغيب " [1664] وقال المنذري: رواه النسائي وابن حبان في صحيحه أ هـ من الترغيب والترهيب (ج2 ص498) قلت: ورواه إسماعيل القاضي وغيره من طرق مختلفة بأسانيد صحيحة لا ريب فيها إلى سفيان الثوري عن عبد الله بن السائب عن زاذان عن عبد الله بن مسعود وصرح الثوري بالسماع فقال: حدثني عبد الله بن السائب هكذا في كتاب القاضي إسماعيل وعبد الله بن السائب وزاذان روي لهما مسلم ووثقهما ابن معين فالإسناد إذاً صحيح

ومنها عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تُعرض أعمالكم علىَّ فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شرّ استغفرت الله لكم) قال الحافظ العراقي في كتاب الجنائز من طرح التثريب في شرح التقريب: إسناده جيد[1]

وقال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص24: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح وصححه الحافظ السيوطي في المعجزات والخصائص وكذا القسطلاني شارح البخاري ونص المناوي في فيض القدير ج3 ص401 بأنه صحيح وكذا الزرقاني في شرح المواهب للقسطلاني وكذا الشهاب الخفاجي في شرح الشفا ج1 ص201 وكذا الملا على قاري في شرح الشفا ج1 ص201 وقال رواه أيضا الحارث ابن أسامة في مسنده بسند صحيح وذكره ابن حجر في المطالب العالية (ج4 ص22) وجاء هذا الحديث من طريق آخر مرسلاً عن بكر بن عبد الله المزني ورواه الحافظ إسماعيل القاضي في جزء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه الشيخ الألباني: مرسل صحيح وصححه الحافظ ابن عبد الهادي مع تعنته وتشدده في كتابه الصارم المنكي فالحديث صحيح لا مطعن فيه وهو يدل على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم يعلم أعمالنا بعرضها عليه ويستغفر الله لنا على ما فعلنا من سيء وقبيح وإذا كان كذلك فإنه يجوز لنا أن نتوسل به إلى الله ونستشفع به لديه لأنه يعلم بذلك فيشفع فينا ويدعو لنا وهو الشفيع المشفع صلى الله عليه وآله وسلم وزاده تشريفاً وتكريماً وقد أخبر الله في القرآن أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم شهيدٌ على أمته وذلك يقتضي أن تُعرض أعمالهم عليه ليشهد على ما رأي وعلم

قال ابن المبارك: أخبرنا رجلٌ من الأنصار عن المنهال بن عمرو أنه سمع سعيد بن المسيب يقول (ليس من يوم إلا يعرض فيه على النبي صلى الله عليه وسلم أمته غدوةً وعشيًّا فيعرفهم بأسمائهم وأعماله فلذلك يشهد عليهم ويقول الله تعالي {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً}

ومنها: عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماع الخلائق، فلا يصلّي علىّ أحدٌ إلى يوم القيامة إلا أبلغني باسمه واسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلّى عليك) رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تبارك وتعالي وكل ملكاً أعطاه اسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحدٌ يصلّي علىّ صلاةً إلا قال: يا محمد صلّى عليك فلان بن فلان قال: فيُصَلّي الربُّ تبارك وتعالي على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا)[2] أ هـ. من الترغيب (ج2 ص500)

ومنها عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أيمن عن عبادة بن يسيّ عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أكثروا الصلاة على يوم الجمعة فإنه مشهودٌ تشهده الملائكة وإن أحداً لن يصلّي علىّ إلا عُرضت علىّ صلاتُه حتي يفرغ منها قال: قلت وبعد الموت؟ قال: وبعد الموت إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء فنبيُّ الله حيٌّ يُرزق] [3] أي رزقاً معنوياً كقوله تعالى للشهداء {أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}

ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم قال (ما من أحد يسلم علىّ إلا ردَّ الله علىَّ رُوحي حتي أردَّ عليه السلام)[4] قال الألباني : إسناده حسن وقال الشيخ ابن تيمية هذا الحديث على شرط مسلم وقال : وفي مسند ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من صلى على سمعتُه ومن صلى على نائياً بُلّغته)[5] و قال الحافظ في الفتح وسنده جيد

وفي النسائي وغيره عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام). إلى أحاديث أخري في هذا الباب متعددة أ. هـ اقتضاء الصراط المستقيم ص 324

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند أبي يعلي في ذكر عيسي: (ولئن قام على قبري فقال: يا محمد لأجيبنه) قال الألباني في " السلسلة الصحيحة وذكره الحافظ ابن حجر في المطالب العالية 4/ ص23 بعنوان (حياته صلى الله عليه وسلم في قبره)

عن يزيد المهدي قال لما ودّعت عمر بن عبد العزيز قال: إنَّ لي إليك حاجة، قلت: يا أمير المؤمنين كيف تري حاجتك عندي؟ قال: (إني أراك إذا أتيت المدينة سترى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فأقرئه مني السلام)

وعن حاتم بن وردان قال: كان عمر بن عبد العزيز يوجِّه البريد قاصداً من الشام إلى المدينة ليقريء عنه النَّبِيَّ صلى الله عليه وآله وسلم السلام ذكره القاضي عياض في الشفاء في باب الزيارة (ج2 ص83)

وذكر الخفاجي: كان من دأب السلف أنَّهم يرسلون السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان ابن عمر يفعله ويرسل له عليه الصلاة والسلام ولأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان يبلغه سلام من سلّم عليه وإن كان بعيداً عنه، لكن في هذا فضيلة خطابه عنده، وردّه عليه السلام بنفسه[6] أ. هـ

روي الإمام الحافظ أبو محمد عبد الله الدرامي في كتابه السنن – الذي يعتبر من كتب الأصول الحديثية الستة – قال: أخبرنا مروان بن محمد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما كان أيام الحرة لم يؤذن في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثاً ولم يقم ولم يبرح سعيد بن المسيب من المسجد وكان لا يعرف وقت الصلاة إلاَّ بهمهمة يسمعها من قبر النبي صلى الله عليه وسلم فذكر معناه[7] أ. هـ

ذكر الشيخ ابن تيمية هذه الوقائع في معرض كلامه عن اتخاذ القبر مسجداً أو وثنا يُعبد ثم قال (ولا يدخل في هذا الباب ما يروي من أن قوماً سمعوا ردَّ السلام من قبر النَّبي صلى الله عليه وسلم أو قبور غيره من الصالحين وأن سعيد بن المسيب كان يسمع الآذان من القبر ليالي الحرة ونحو ذلك)[8] أ. هـ[9]

ثم قال في موضع آخر: وكذلك ما يذكر من الكرامات وخوارق العادات التي توجد عند قبور الأنبياء والصالحين مثل نزول الأنوار والملائكة عندها وتوقي الشياطين والبهائم لها واندفاع النار عنها وعمن جاورها وشفاعة بعضهم في جيرانه من الموتي واستحباب الاندفان عند بعضهم وحصول الأنس والسكينة عندها ونزول العذاب بمن استهان بها فجنس هذا حق ليس مما نحن فيه وما في قبور الأنبياء والصالحين من كرامة الله ورحمته وما لها عند الله من الحرمة والكرامة فوق ما يتوهمه أكثر الخلق لكن ليس هذا موضع تفصيل ذلك[10] أ. هـ
[1] كذا قال العراقى فى طرح التثريب ج3 ص297 وقال فى تخريج الإحياء: رواه البزار من حديث ابن مسعود: ورجاله رجال الصحيح إلا أن عبد المجيد بن أبى داود – وإن أخرج له مسلم ووثقه ابن معين والنسائى – قد ضعفه كثيرون. قلت: هذا الكلام منقوص بكلامه فى طرح التثريب وهو المعتمد،لأنه من أواخر كتبه. وبه ظهر أن هذا هو حكم العراقى فى المعتمد فلينتبه لذلك. وقد صنف العلامة المحدث الشيخ أبو الفضل عبد الله الغمارى رسالة فى هذا الموضوع سماها: (نهاية الآمال فى صحة وشرح حديث عرض الأعمال)[2] رواه الطبراني في الكبير بنحوه [3] رواه ابن ماجه في السنن. وفي الزوائد هذا الحديث صحيح إلا أنه منقطع في موضعين لأن عبادة روايته عن أبي الدرداء مرسلة قاله العلاء وزيد بن أيمن عن عبادة مرسلة قاله البخاري ا.هـ سنن ابن ماجه (ص 524)[4] رواه أبو داود كذا في الترغيب (ج2 ص 499) [5] رواه الدار قطني [6] من نسيم الرياض للخفاجي ج3 ص516 وذكره الفيروزابادي في الصلات والبشر ص153 [7] من سنن الدرامي ج1 ص44 [8] إقتضاء الصراط المستقيم 373 لشيخ الإسلام ابن تيمية [9] وقد ذكر الإمام الشيخ/ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله فى كتابه (أحكام الموت) – نصاً يؤيد بعض هذه الوقائع – قال أخرج ابن سعد عن بن المسيب أنه كان يلازم المسجد أيام الحرة الناس يقتتلون قال: فكنت أسمع أذاناً يخرج من قبل القبر النبوي. كذا فى مجموعة المؤلفات 3/47 [10] إقتضاء الصراط المستقيم 374 لابن تيمية

منقول من كتاب [الكمالات المحمدية]

اضغط هنا لتحميل الكتاب مجاناً

[IMG]https://www.*****************/data/Book_Kamalat_mohammadeya.JPG[/IMG]

يسلموو الاياادي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير موضوع باسلوب مختلف وقيم
كتب يموازين حسناتك انه ولي ذلك والقادرعليه

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

بارك الله فيك
وجزاك خيرا على هذا الطرح القيم المفيد
جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
بأنتظار جديدك الممتع
تحيتي

يسلموووووووووووووووووووووو

جزاك الله خير