مدخل ) تجسد بعض القصص الواقع الذى نعيش فيه ، حين لا ندرك المعنى ، أو أننا صعب علينا الوصول إليه نستخدم القصص .
ما بين الشعوب والحكام فاصل كبير ، من صنعه ، ومن استخدمه ، ومن بات المتهم فى صنع فرعون فى مصر ، وديكتاتور العراق ، وزنقة ليبيا ، واطماع سوريا ، وفساد تونس ، وضياع اليمن ، وغياب الدور الأردنى .
هل هو الحاكم الذى صنع نفسه ، أم أنه الشعب هو من أوجد الحاكم .
قصة ) يحكى التاريخ اثنان يعيشان مع بعضهما ، أحدهما كان أعمى والأخير قصير.
وكان الأعمى والقصير يسكنان بالقرب من حديقة جميلة ، إلا أن صاحب الحديقة يمنع الإقتراب منها ، ويمنع أن يلقتط من ثمارها أحد .
وذات يوم مر الأعمى والقصير من أمام الحديقة ، وكان بابها مفتوح
نظر القصير للأعمى وقال : أترى يا أعمى ما أرى
ضحك الأعمى وقال : يا قصير أنا أعمى لا أرى لكنى أحس بما تقصد
فرائحة الثمار بالنسبة للأعمى ، وجمال منظرها للقصير ، جعلهما فى حيرة صامته
قال القصير : يا أعمى سنلتقط واحدة ونقسمها ، وصاحب الدار ليس هنا ، ونغادر قبل مجيئه
قال الاعمى : اذا هيا يا قصير التقط واحدة
غضب القصير وقال : يا أعمى أنسيت أنى قصير لا أطول ثمارها
ضحك الاعمى وقال : يا قصير أنا لا أرى
صمت القصير والأعمى ، إلا أن الثمار بات مطمعها
فكرا قليلا …
قال القصير : يا أعمى لو انحنى ظهرك وقفت عليه وأصبحت طويلا أقطف الشجرة
ووقف القصير على ظهر الأعمى ، ينادى الأعمى يا قصير التقط لى واحدة ، يأكل القصير عشرة من أفضل الثمار ويلقى للأعمى واحدة من أقلها .
وجاء صاحب الحديقة ووجدهما يأكلا
قال : من منكما التقط من الشجرة
قال القصير : يا صاحب الحديقة أنا قصير والشجرة عالية والثمار بعيدة كيف التقطها ؟ اذا هو الأعمى
قال الأعمى : يا صاحب الحديقة أنا أعمى لا أرى والشجرة لا أراها والثمار لا أراها كيف ألتقطها ؟ اذا هو القصير
وظلا يتهم كل واحد منهما الآخر .
تجسيم ) صاحب الحديقة هو الوطن الذى سأل القصير – الحاكم – والأعمى – الشعب –
فلولا أن الأعمى انحنى ظهره ما استطاع القصير أن يأكل ، وأطماع القصير حيث هو يمسك بكل شئ جعل منه ظالم يأكل ولا يؤكل الأعمى .
اذا اخوانى : بات هذا السؤال يحير كل زمان من السارق ، الحاكم ؟ اذا ومن صنع منه سارق ، هل الشعب انحنى ظهره وصعد الحاكم عليه ؟
أنا شخصيا – صدى الإسلام – أميل إلى هذا أن الشعوب صنعت منهم ديكتاتوريات أو بالكلمات " عاش الملك .. عاش الملك، مات الملك .. مات الملك "
فى مصر .. ظهور فرعون بات على الأرض ثلاثين عاما ، اسمه حسنى مبارك ، حين قدم ليحكم مصر ، تأملنا خيرا فيه ، ولكن سرعان ما انحنى الشعب ليتسلق مبارك ، ليس هو فقط ، بل مجتمع متكامل ، وزير ومحافظ ورجل أعمل و …
فى النهاية وصلنا لمرحلة الفساد البين .
وعلى غرب مصر .. نجد ليبيا
ومعاناة شعب طيلة أعوام كثيرة مع طاغية اسمه القذافى – رحمه الله – كيف تحول ثورى ليبى ناضل حتى انتصر للحريات ، إلى ديكتاتورى ، لم يجيد سياسة ولا قراءة ولا حديث ، نعم! وجد الشعب الليبى نفسه أمام شخصية وكاريزما لا تصلح لوجودها رب أسرة فمبالك من وجودها على دولة كبيرة ، اذا الشعب الليبى حول انسان ثورى إلى طاغية ديكتاتورى .
ونذهب غربا أكثر .. تونس
عائلة صنعت ديكتاورية فى تونس ، وكأنها هى صاحبة الأرض ، زين العابدين لم يكن حاكم دولة ، بل كان صاحب الدولة هو وعائلة زوجته ليلى الطرابلسى ، من صنع هذه العائلة ؟ من صنع منهم الفساد ، من أوهمهم أن تونس ملكا لها ، إنه الشعب الأعمى الذى انحنى وتسلق عليه زين العابدين وعائلة زوجته .
كذلك الجزائر .. دولة هى أقرب لأناس معينين والباقى كأنهم ليسوا منها ، من صنع من بوتفليقة فسادا ، من جعله حاكما ، إنه الشعب !
حتى المغرب فى وجود ملك لم يتحرك إلا حينما بدأ الشعب يعدل من نفسه ، وبدأ يسقط القصير ، بدأت بانتخابات طيبة ، لكن من صنع منهم ظلما طوال سنين مضت ، انه الشعب الذى قبل على نفسه !
السودان وانقسامات لا يستفاد منها الا حكامها ، البشير وكأنه على قطعة شطرنج يحرك كيفما يشاء ، بصنع خلافا بين السودانين ، حتى أن الشعب أصبح محلا للنزاع ، كل من أراد الإنتقام جعل الشعب رهينته ، من صنعهم ، إنه الشعب !
العراق .. بلاد الرافدين ، صحيح أنها بها طوائف كثيرة ، تحتاج إلى حاكم حازم ، إلا أن صدام حسين – رحمه الله – كان ديكتاتوريا ، قاسى على شعبه ، صنع بينهم العداوة والكره ، صنع اكراد وسنة وشيعه و … ، قد يكون سقوطه على يد الأمريكان صنع منه بعض الشئ بطلا ، إلا أنه ديكتاتورى ظالم وطن الكره بين أبناء شعبه ، ومن السبب ؟ ومن صنع ديكتاتوريته ؟ انه الشعب !
الأردن .. ملكا حاكما آمرا ناهيا ، الفساد بات يسكن جدران عمان وكل ما حولها ، حتى حينما بدأ الاعمى يعدل من نفسه ، تحولت مظاهر الظلم إلى حكومات تأتى وتذهب ، حرصا على مكانة الملك عبد الله ، من صنع من نظامه ديكتاتورية ،حتى لما بدأ الشعب ، من حماه ، من جعلها على حكومات ، إنه الشعب !
سوريا .. إنه حافظ الأسد – رحمه الله – جعل سوريا كلها فى حزب واحد ، ومن بعد عنه ضد الشعب والنظام ، جاء من بعده ديكتاتور بشار الأسد ، أحل القتل وسفك الدماء حتى أن لعب على وتر التعاطف الشعبى ، وباتت سوريا منقسمة ، من صنع منه ديكتاتورا ، إنه الشعب !
اليمن .. وأطماع على عبد الله صالح ، أنا ومن بعدى ولدى على نفس منهج الفرعون مبارك ، باتت اليمن لا تعرف التقدم ، لا تعرف الحريات ، تعرف عداوات أهلها ، صنع القاعدة بها ، هو من صنع المسلحين ، على نفس ما فعلت أمريكا فهى التى صنعت بن لادن قبل أن ينقلب عليها ! من السبب ؟ إنه الشعب !
لبنان .. لا نعرف لها طعما للحريات ، صنعوا مسلمين ومسيحيين ، صنعوا حزب الله وكله بسبب الشعب !
فلسطين … نسينا القضية ، نسينا أن عدونا ظاهر لنا ، أصبحت حماس وفتح ، أصبحت سلطة ، أصبح الانشغال كيف أكون أنا ؟ وأقف ضد غيرى ، كيف أعادى كل من حولى ، أقف ضد مصر وضد الأردن ، أنشغل بقضية المعابر مع مصر ، وانشغالى فى قضية اللاجئين مع الأردن ، وننسى اسرائيل من صنع منهم هذا ؟ إنه الشعب
ثورات الربيع العربى حين قامت ، أسقطت القصير من فوقنا ، لكن الخوف كل الخوف من أن ننحنى مرة ثانية ؟