خلف أســوار الــذاكره
فى ليله ، جلســت مع قلمــى أعُيد ذكريات الامس القمـــراء … سرعان ما اخذت تداعب ذاكرتى المتعبه اشياء ليست كالاشياء … لا ادرى لماذا اليوم ؟! وفى هذا المســاء يسرقنــى الحنيـــن من بين قيود الشقاء … ويبعدني كثيــرا عن الماضى القريب ، وعن ادمع البكاء … يأخذنى حيث كانت الفراشات اجمل ما فى عالمى … وحقول الياسمين اروع جسورى … يأخذنى حيث كان الامل والفرح يشعان من عيونى … والشوق ، والحــب يملئان قلبى … يأخذنى حيث كان الحنين ، والحنان ، واعذب الاحلام تداعب انفاس الروح بى …
كثيرهٌ هى الايادى التى تمسح على شعرى … كثيرهٌ هى الاكتاف التى حملتنى حينما كنت ابكى … كثيرهٌ هى الاكفف التى تقتلع اشواك دموعى … كثيرهٌ هى الاحضان التى بدفئها كانت تشعرنى …
واين انا الان من كل هذا ؟! … كانت احلامى حينها بريئهُ كبرائتى … كنت احلم ان اطير الى مالا نهايه … كنت احلم ان اعانق السماء العاليه ، لالملم النجوم فى سله قــش … كأنها ثمارٌ قد حان قطافها … واين اصبح الان حلمى منى ؟! … كنت اراهن الوقت فى تلك الايام … كنت افترش العشب ليلا لاتسامر ووجه القمر بحلو الكلام … كنت اكبر وتكبر فى اعماقى الاحلام … الى … الى ان تبددت بعتمت الظلام … وتلاشت فى بحر يكتظ بالاوهام .
…
يشدنى الحنيــن الى طفولتــــــى … ياخذنى الى القصص التى كانت تسردها امى على مسامعى … الى النوم فى احضان ابى تارتا وتارتا مع امى … يبحر بى حنيـــن الطفولـــه الى ابتياع الحلوى ، واللهو بالدمى … يأخذنى شوقا للعب مع الصغار ممن هم اقرانى … يأخذنى ، وياخذنى الى ان سرقنى بعيدا عن طفولتــــــى .
…
كنت لا اعرف حزنا ، كنت لا اعرف هما ، كنت لا ادرك شقاءا …كنت لا ادرك ألما ولا دمعا ولا عذابا … كنت انظر للحياه من شرفه الحـــب … اروع القيم الانسانيـــه كانت تهطل علينا من الغيوم والسحُب …
حين كنا اطفــــالا صغـــار ، كنا نكتب على الجدار الحب عــذب وننسى الالــــف … والمعنى جدا مختلف … نحفر قلوب وحروف من نحب على جذوع الاشجار ، نفرح كثيرا حين تهطل الامطــار … لقد كنا صغار لا نعرف الحقد ولا الاسرار …نقطف من البساتين اجمل الورود والازهار … كنا نتسابق والسنين لنصبح كبار … لنصبح كبارا احرار ، ولنشارك فى اتخاذ القرار … وياليتنــــــى بقينا اطفـــالا صغـــار … نلهو ونلعب ولم نتذوق طعم المرار .
…
سقطت من ارواق العمر سنين وايام … كبرتُ وكبرت امانى والاحلام ، كبرتُ وكبرت معى حروفى والاقلام … سطور عامٍ تطوى صفحات الاعوام المنصرمه عاما بعد عام … وبدأت تتضح رويدا كل المعانى والرؤى فى نور الظلام … حينها اخذنى الحنيــن لقديم الزمان ، الى سنين اللاحزان ، الى سنين طفولتى التى كانت مرسومهً بأجمل الالوان .
…
فى عهد طفولتى كنت لا اعرف سوى الضحك والافراح ، بعدما انتهى عهد طفولتى اصبحت لا اعرف سوى حزن الجراح … فعطرى اصبح بعبير الدمع ، وشذا الالم الفواح … احتسى العذاب بالاقداح … رحت اتذكر الاعياد ، عرائس البنات ، ارجوحه الاولاد … طفولتى باتت فى واد وانا فى واد … فهل رحلت عنى طفولتى ام انا من رحلت عنها ؟! … سؤال معلق بدم الحبر وفم القلم
مشكوووووووور اختي غرور على الخاطرة الجمليه ويعطيك العافيه
نسال المولى عز وجل ان نرك جديدك وابداعاتك الجايـه لنا
تحيــــــاتي لك اخوك / صيـاد القلووب
خـآطره جميله
مشكووره غرور على هـآلخاطره
تسلم يدينك يالغاليه
لا تحرمينا جديدك
تحيـآتي
يسلووووووووووو على الموضوع
الرائع
ننتظر جديدك
تحياتي