ن25أم حكيم بنت الحارث بن هشام القرشية المخزومية, و أمها فاطمة بنت الوليد أخت خالد بن الوليد.
و قد سطرّ لنا التاريخ عنها بطولة رائعة في ليلة زفافها على خالد بن سعيد و ذلك إنها كانت زوجة لعكرمة بن أبي جهل و أسلمت قبله يوم الفتح و لما أسلمت كان زوجها قد هرب إلى اليمن فاستأمنت له من النبي و أستأذَنته في أن تسير في طلبه فأذن لها فردته فأسلم و قتُل عنها عكرمه, ثم تزوجها خالد بن سعيد و لهذا الزواج قصة
قال الواقدي: كانت أم حكيم بنت الحارث تحت عكرمه بن أبي جهل فقُتل عتها بأجنادين فاعتدت أربعة أشهر و عشراً و كان يزيد بن أبي سفيان يخطبها و كان خالد بن سعيد يُرسل إليها يعرض لها في خطبتها فخُطبت إلى خالد بن سعيد فتزوجها على أربعمائة دينار. فلما نزل المسلمون مرج الصُّفر – و كان خالد قد شهد أجنادين و مرج الصُّفر – أراد أن يعرس بأم حكيم فجعلت تقول: لو أخرّت الدخول حتى يفضَّ الله هذه الجموع, فقال خالد: إن نفسي تحدثني أني أصاب في جموعهم, قال: فدونك فأعرس بها عند القنطرة التى بالصفر, فيها سُميت قنطرة أم حكيم, و أولهم عليها, فدعا أصحابه على طعام فما فرغوا من الطعام حتى صفّت الروم صفوفها صفوف خلف صفوف, و برز رجل منهم يدعو إلى الى المبارزة فبرز خالد بن سعيد فقاتل فقُتل. و شدت أم حكيم عليها ثيلبها و تَبدَّت و إن عليها أثر الخلوق (نوع من الطيب) و اقتتلوا أشد القتال على النهر و صبر الفريقان جميعاً و أخذت السيوف بعضها بعضاً و قتلت أم حكيم يومئذ بعمود الفسطاط (أي الخيمة) الذي باب فيه خالد مُعرِّساً بها.
عروس تقاتل ليلة زفافها يا لها من شجاعة و قوة, تأملي يا أختاه تلك العروس و هي تدافع عن دينها في مواجهة أعداء الإسلام من الروم و تُظهر من الشجاعة و القوة ما جعلها تقتل سبعة رجال بمفردها و هي المرأه الضعيفة بذاتها القوية بإيمانها بربها. ما أروع تلك البطولة الفريدة التى سطرها لنا التاريخ عن أم حكيم و التى نتعلم منها أن الدفاع عن الدين لا ينتظر وقتاً معيناً بل يكون في كل وقت و في كل مناسبة و بكل وسيلة ممكنة, فقد قاتلت أم حكيم ليلة زفافها و قاتلت بعمود خيمة و نحن يا أختاه بما نقاتل اليوم و بأي وسيلة ندافع عن ديننا؟ و هل المقصود بالدفاع القتال فقط؟ لا يأختاه فقد يكون الدفاعُ في ليلة العُرس حين نبغي بها وجه الله و حين تقام على شرع الله فتكون فرحه, و لكنها بلإسلام و للإسلام قد يكون الدفاع عن الدين بالمبادئ الإسلامية التى تعلمها صِغَارِنا الذين نأملُ من الله أن يكونوا جُنداً من جنود الإسلام يدافعون عنهو يرفعون رايته و قد يكون الدفاع بالأمر بالمعروف و النهي عنالمنتكر و جذب القلوب لدين الله في ذلك العصر الذي انتشر غي الفساد في كل مكان, فبكاماتناو دعواتنا إلى الله و صدقنا فيها ندافع عن الإسلام الذي نستمد منهكل معاني الفداء و التضحية و الذي يحاول البعض تشويه صورته السمحه بدعوى فاسدة و بكلمات مُغرضة. فمن أحب الإسلام لن يعدم وسيلة يدافع بها عنه و يخدمه بها لأننا نستمد من الإسلام كل هذه الوسائل و نتعلم تحت لوائه معاني الفداء و التضحية, رزقنا الله رجالاً هَم هذا الدين و نساء مسلمات يدافعون عنه في كل مناسبة و في كل مكان … آمـــين.
يسلمووو اخى محمود