تخطى إلى المحتوى

ملكة شيبا قصة مرعبة 2024.

أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
09-09-27, 01:34 AM #1
اصايل
اميرة كرة القدم

تاريخ التسجيل: Nov 2024
الدولة: kuwait
المشاركات: 62,608
ملكة شيبا…. قصة مرعبة
هي قصة حزينة للغاية.. عن ملكة شيبا.

عن حقيقتها أو من أين أتت أو عن مملكتها ؟ أسئلة لا نملك إجابة عنها.

كل ما نعلمه أنها ملكة شيبا.

من قلب الظلام أتت أو من قلب الجحيم.

من باطن الأرض أو من سماءها أو من أعماق البحار.

كل ما نعلمه أنها ملكة شيبا.

ربما تشعر بها داخل حجرتك، وربما تراقبك في الظلام. ربما تدخل كوابيسك.

إنها ملكة شيبا.

– غير معقول !

هتف (خالد) بهذه العبارة، وهو ينظر من شرفة الفيلا إلى الفيلا المقابلة.

كانت شقيقته (أسماء) ذات العشرة سنوات جالسة على أرض الغرفة، تلهو بدميتها؛ لكن عبارة شقيقها جذبت فضولها، فقالت:

– ما هذا الغير معقول؟

أجابها (خالد) دون أن يلتفت لها، وقال:

– لا شأن لكِ بما أقول.

شعرت (أسماء) بفضول أكثر؛ فنهضت متسللة من خلف ظهره، وأخذت تبحث بعينيها عما يتأمله، وما أن شاهدت فتاة حسناء تجلس في شرفة الفيلا المقابلة وهي تتصفح كتاب، حتى هتفت صائحة:

– هل تغازل الجيران ؟ سأقول لأمي .

هجم (خالد) عليها، وكمم فمها بكفه، وهو يقول:

– أصمتي أيتها الحمقاء.

أنشبت (أسماء) أسنانها في كفه؛ فأطلق آه ألم، بينما هي أخذت تركض داخل الغرفة، وتقول صائحة:
– أمي .. خالد يغازل الجيران .

ركض خلفها، وأمسك بها، ثم جذبها وهو يقول:

– أنتِ تستحقين هذا.

وأعقب قوله فعله، وقام بوضعها داخل خزانة الملابس، ثم أغلق عليها الباب.

أخذت شقيقته تصيح، وهي تضرب الباب من الداخل:

– افتح الباب يا خالد .. إنني خائفة هنا.. افتح الباب أرجوك وسأصمت.

ابتسم (خالد) ولم يجابوها؛ فأخذت تطرق الباب بهيستريا، وهي تصيح:

– افتح الباب أرجوك.. إنني أخاف الظلام.. خالد .. لا.. لا.. لا ..لا.

شعر شقيقها بالتوجس؛ ففتح الباب ببطء.. وما أن شاهد شقيقته مغشياً عليها، حتى شعر بالذعر الشديد؛ فحملها إلى الخارج، ووضعها على أرضية الحجرة، ثم أخذ يربت على وجنتيها، وهو يقول:

– أسماء.. ماذا بكِ؟ استيقظي أرجوكِ.

لكن الفتاة كانت ممددة كجثة بلا روح.. شعر شقيقها بقلقل أكبر، وأخذ يهزها برفق، وهو يقول:

– أسماء.. أرجوكِ استيقظي ولن أفعل هذا مرة آخرى.

كادت الدموع تنهمر من عينيه عندما لم يتلقى أية إجابة، ولم يدري ماذا يفعل؟

فجأة.

دفعته شقيقته بكفها؛ ليسقط أرضاً، ونهضت تركض إلى الخارج، وهي تقول ضاحكة:

– بالتأكيد لن تفعلها مرة آخرى عندما أخبر أمي .

ركض شقيقها خلفها، محاولاً إمساكها؛ لكنها كانت قد وصلت إلى حجرة والديها.. نظر لها شقيقها متوسلاً؛ فابتسمت على الرغم منها، وعادت إليه مرة آخرى، وقامت بلكزه بأصبعها، وهي تقول:

– أنت مدين لي هذه المرة.. لا تنسى هذا.

ربت (خالد) على رأسها، وقال:

– بالطبع يا عزيزتي .. اشكركِ على كرمكِ البالغ .

*****

كان (خالد) عائداً من الجامعة، ومتجهاً إلى منزله، عندما لمح جارته الحسناء تسير داخل حديقة فيلاتها.

شعر بنبضات قلبه تتسارع؛ فهو خجول بطبعه، ويتلعثم عند محادثة أي فتاة.. لذلك أخذ ينظر إليها وقد تسمر مكانه كتمثال قد من صخر.

تنبهت الفتاة إليه، وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساحرة، وهي تتقدم إليه قائلة:

– مرحباً .

حدق (خالد) بها بأنفاس مبهورة. لقد كانت صارخة الجمال بحق. كان شعرها الذهبي يتحرك في نعومة بفعل الهواء، ويضيف إلى وجهها الشاهق البياض جمالاً آخاذاً. لكن عينيها هي فقط ما جعلته يشهق بلا وعي :

– عيناكِ!

ابتسمت الفتاة، وهي تقول:

– أعلم أن لونها غير مألوف، وأنا سعيدة بهذا.

تأمل (خالد) عينيها الذهبية كالمسحور، ثم قال:

– في الحقيقة لم أرى عينان بهذا الجمال.

ثم تنحنح بخجل، وقال:

– أنا خالد .. جاركِ.

– وأنا رانا.

– كيف حالكِ يا رانا؟ هل انتقلتي هنا أمس؟ أنا لم أرى أحد بهذه الفيلا سابقاً.

– نعم انتقلنا أمس أنا ووالدتي .. أبي يعمل بالخليج.

لمح (خالد) كتاب صغير تحمله في يدها؛ فقال:

– هل تحبين القراءة؟

لوحت (رنا) بالكتاب، وهي تقول:
– تقصد بسبب هذا؟ ليس دائماً.. لكن هذا الكتاب جذبني بشكل كبير.

– وعما يتحدث؟

– عن أسطورة ملكة لمملكة تدعى شيبا.. أسطورة حزينة للغاية.

– ولماذا هي حزينة؟

– الأسطورة تتحدث عن ملكة تبحث عن الحب والقلوب الدافئة؛ لكن أصابع الأتهام بدأت تشير إليها؛ لعثورهم على جثث قتلى من رجال كانت تعرفهم، وتم محاكمتها بنفيها إلى الأبد.

– تم نفيها إلى أين؟

– لا أحد يعرف بالتحديد.. ربما إلى مملكة الظلام، أو إلى الجحيم، أو إلى باطن الأرض .. كانت هذه الأماكن المقترحة لنفيها؛ لكن باقي صفحات الكتاب مفقودة للأسف.

تناول (خالد) الكتاب من بين يديها، وأخذ يقلب في صفحاته، قائلاً:

– هذا عجيب! الصفحات مكتوبة بخط اليد، والورق ذاته يشبه ورق البردي.. لكن اللغة عربية.. شيء غريب جداً ! من أين حصلتي على هذا الكتاب.

– عند انتقالنا من منزلنا القديم، وجدته ملقى داخل صندوق من العاج .

تأمل (خالد) الكلمات العجيبة المبهمة المعنى، وقال:

– ماذا تعني هذه الكلمات؟

– لا أعلم.. لكنني أعتقد أنها تعويذة نفي الملكة.. لقد قرأتها أمس، ولم يحدث شيئاً.

– ألم تخافين؟

– ومم أخاف؟ هذه مجرد أسطورة قديمة.

لمح (خالد) فتاة عجيبة الهيئة تقف على مقربة منهم.. اشارت (رنا) لها، وقالت:

– هذه صديقتي (سما) . كانت تعيش في أمريكا، وجاءت منذ شهر واحد.

تأمل (خالد) ملابسها السوداء التي كانت تشبه ملابس الساحرات، ووجهها الذي تناثر عليه مكياج بألوان عجيبة، وشفتيها التي طلتهم بلون بني كئيب، ثم قال:

– مرحباً يا سما .

رمقته (سما) بنظرة ليس لها معنى، ثم دلفت إلى داخل الفيلا.

قالت (رنا) بلهجة مرحة:

– نسيت أن أقول لك أنها بطيئة التأقلم مع الغرباء .

نظر (خالد) إلى ساعته، وقال:

– لا يهم؛ فأنا في بعض الأحيان بطيء التأقلم أيضاً.. سأذهب الآن للغداء.. أراكِ مساءً إن شاء الله .

ثم مضى في طريقه، وعقله مشغول بأسطور الملكة العجيبة هذه !!
ملكة شيبا .

*****

أنهمك (خالد) في التجول عبر شبكة (الأنترنت)، حين فاجأه صوت شقيقته، وهي تقول :

– صديقك (عماد) ينتظرك بالأسفل.

نهض (خالد) وتوجه إلى باب الحجرة، وهو يقول :

– شكراً يا عزيزتي سأهبط له حالاً.

استوقفته شقيقته بكفها، وهي تقول بلهجة ذات مغزى:

– لقد رأيتك اليوم تقف مع جارتنا الحسناء.. لا تقابلها مرة آخرى.

– وما شأنكِ أنتِ ؟!

– هذه الفتاة تخيفني يا خالد.. لقد رأيت عينيها تبرق في الظلام.. ولا تنسى أيضاً أنك مدين لي .

– مدين لكِ بالهراء.. غير ذلك هي لون عينيها غير مألوف .

ثم تركها وانصرف لمقابلة صديقه، بينما هي أخذت ترمق الفراغ..
وترتجف.

*****

جلس (خالد) مع صديقه، وأخذ يثرثر عن جارته الحسناء قائلاً:

– لو رأيتها ستفقد صوابك من فرط جمالها.. لم أرى في حياتي مثل هذا الجمال من قبل، ولا حتى في الأفلام الأمريكية.

ابتسم صديقه، وهو يقول:

– تقول : "أن لها صديقة كانت تعيش في أمريكا ؟"

– هذا صحيح .. لكنها غريبة الهيئة .

– هذا بديهي يا صديقي؛ فالحياة في أمريكا تختلف عن هنا.. ما يهمني الآن هل ستعود إلى (أمريكا) مرة آخرى ؟

– لا أعرف.. لماذا تسأل ؟

– ظننتك أذكى من هذا .. بالتأكيد لأحصل على فرصة العمر للعيش بأمريكا .

– وكيف هذا؟

– سؤال ساذج آخر .. سأجعلها تقع في غرامي بالطبع .. ثم نتزوج، وبهذا أحصل على الجنسية .

– يبدو أنك أنت الساذج يا صديقي .. الفتاة مصرية وتحيا بالخارج.

انطلق صديقه يضحك بقوة، وهو يقول:

– وكيف تظنها تحيا بأمريكا ؟! بالتأكيد هي تحمل الجنسية يا صديقي .

نهض (خالد)، وهو يقول بلا اكتراث:

– أفعل ما يحلو لك.. لكن الآن حان وقت المذاكرة .. هل ستأتي معي .

نهض صديقه بدوره، وهز رأسه نافياً، وقال:

– لا .. سأذهب للفيلا المقابلة ربما يسعدني الحظ، وأقابل هذه الفتاة ..

ثم أنصرف تاركاً صديقه يغمغم لنفسه قالاً : " ومن يرغب في العيش بأمريكا ؟!"
*****

تململ (خالد) في فراشه، من جراء سماعه لبعض الضوضاء؛ فهتف قائلاً:

– أمي أرجوكِ اخفضي صوت (التلفاز) .

شعر بعد ذلك بيد تهزه برفق كي توقظه. فتح عينيه بكسل شديد؛ فرأى وجه والدته، وهي ترمقه بنظرة مشفقة.. نهض من على فراشه، وهو يقول:

– ماذا هناك يا أمي ؟ وما سبب تلك الضوضاء ؟

ربتت أمه على رأسه، وقالت بأسى:

– صديقك عماد .

نظر لها (خالد) غير فاهم؛ فسألها مرة آخرى :

– ماذا به ؟

أطرقت أمه رأسها، وهي تقول بحزن عميق:

– لقد عثروا عليه قتيلاً في الطريق الذي يقع بيننا وبين الفيلا المقابلة.. عثروا على جثته وقد انتزع منها القلب بطريقة بالغة الوحشية !!

جلس (خالد) بردهة الفيلا. دامع العينين، وسؤال واحد يدور بعقله: " من فعل بصديقه هذا؟ ولماذا "

تنبه فجأة على صوت الضابط، وهو يقول بلهجة هادئة :

– هل تسمح لي ببعض الأسئلة ؟

نظر له (خالد) نظرة حزينة، ثم قال بخفوت :

– كما ترغب .

– منذ متى تعرف القتيل ؟

– منذ الطفولة تقريبا .

– هل له أعداء ؟

– كلا بالطبع .. عماد محبوب من الجميع .

– اعذرني إذا قلت لك : أن طريقة قتله لا تدل على هذا .. القاتل أنتزع قلبه من بين ضلوعه بمنتهى الوحشية .

– هذا لا يعني أن له أعداء .. هذا يعني أن هناك قاتل مهووس يجول في الخارج؛ ليقتنص ضحاياه.

– هو كان عندك بالأمس .. عندما أنصرف ألم يقل إليك أين سيذهب ؟

– لا أعتقد أن هذا مهم؛ فقد تم قتله بالخارج .

– أنا أعلم هذا بالطبع .. لكنني أقصد هل كان سيقابل أحد يقطن بالقرب منك ؟

تذكر (خالد) فجأة حديثه عن الفتاة الغريبة الأطوار (سما) وعن حلم سفره (أمريكا) .. ومضت الحقيقة بغتة أمام عقله .. لقد عرف الآن من القاتل ؟

تأمله الضابط بتفحص، ثم قال:

– مازالت أنتظر جوابك.

– لا .. لم يقل لي شيئاً .

نهض الضابط ، وهو يقول:
– حسناً .. سأكتفي بهذه الأسئلة .. لكنك لو تذكرت أي شيء مهما كان أبلغني به فوراً .

– بالتأكيد يا سيدي .

أنصرف الضابط بهدوء.. بينما ظل (خالد) جالساً يفكر بعمق شديد، ثم تنبه فجأة على صوت شقيقته، وهي تقول :

– ألم أقل لك " لا تقابلها مرة آخرى "

نظر (خالد) إليها بعدم فهم، ثم قال:

– ماذا تقصدين ؟

ضاقت عينيها، وهي تقول بحذر شديد :

– أقصد جارتنا الحسناء بالطبع .. بالتأكيد هي القاتلة .. لقد شعرت بالفزع تجاهها وحذرتك.. لكنك لم تستمع إلي ..

*****

انسابت المياه على جسد (خالد) داخل الحمام؛ لكنها أبداً لم تطفيء نيران الغضب والحيرة لما حدث لصديقه.. كان عقله يعمل بسرعة البرق، عله يجد إجابات لما حدث ..

تنبه فجأة على صوت مبهم غامض مجهول المصدر.. أنصت (خالد) باهتمام متحفز، وشعر كأن هناك أقدام متلصصة تجول بالقرب منه؛ لكنه لم يعرف إذا كانت قادمة من خارج الفيلا أم من الداخل..

ارتدى ملابسه على عجل، وغادر الحمام بشكل مفاجيء؛ لكنه لم يجد أي شخص.. ذهب تجاه النافذة ونظر عبرها إلى الطريق؛ فشاهد جارته (رنا) تسير ببطء بالقرب من حديقة فيلته..

انطلق بسرعة يهبط درجات السلم، ثم غادر الفيلا تجاه (رنا)، وهو يصيح قائلاً:

– أريد أن أفهم.. ماذا تريدين؟ .

نظرت له (رنا) بوجوم، ثم قالت بتعجب:

– لست أفهم يقيناً ما الذي تقصده ؟!

– لماذا تتلصصين علي ؟

– أتلصص عليك !! ولماذا أفعل شيء كهذا؟

– ربما تنتقين ضحية جديدة .

– ماذا تعني ؟ هه .. ما الذي تعنيه بكلامك هذا ؟ هل تتناول مخدر ما ؟!

– أين صديقتكِ الآن ؟

– وما شأنك بها ؟

– شأني أن صديقي كان يود التعرف بها قبل أن يتم قتله مباشرةً .

– واضح أنك تعاني من بارانويا متقدمة.

– بل أعاني من قاتل مهووس، ودون مواربة أشك بكِ وبصديقتكِ عجيبة الهيئة .

حدقت (رنا) بها لحظات، وخيل إليه أن عينيها تلتمع بالدموع.. اقترب منها ببطء، ثم قال بلكنة حاول أن يجعلها هادئة :

– لو كنتِ تعرفين شيئاً عن جريمة القتل البشعة أخبريني .

انهمرت الدموع غزيرة فجأة من عيني (رنا)، وقالت بصوت مختنق:

– أنا أسفة .

أمسكها (خالد) من ذراعها، سألها بحدة:

– أنتِ تعرفين ما حدث .. أليس كذلك ؟ أخبريني هل صديقتكِ هي من قتلت صديقي ؟

ثم تأمل شفتيها منتظراً أن تنفرج عن الإجابة التي تنهش عقله..

انفرجت شفتيها ببطء، وهي تقول ببطء وبنبرة حزينة:

– لا ليست هي .. أنا .. أنا من قتلته .
*****

تراجع (خالد) كالمصعوق من فرط المفاجأة، ثم تمالك أعصابه، وصاح بصوت هادر:

– ولماذا؟ لماذا فعلتي هذا ؟

ارتجفت (رنا) بفعل نحيبها، وحاولت النطق لكن الكلمات تحشرجت داخل حنجرتها؛ فخرج صوتها مشوهاً بلا معنى .

أمسكها (خالد) من كتفيها، وهزها بعنف، وهو يصيح :

– لماذا ؟ لماذا بالله عليكِ فعلتِ هذا ؟

أجابته بصوت ضعيف مختنق:

– لم أقصد .. صدقني لم أكن أقصد شيئاً كهذا أن يحدث.. إنها التعويذة التي بالكتاب هي السبب.. كنت أظنها التعويذة الخاصة بإرسال ملكة شيبا إلى المكان الذي ذهبت إليه.. لكن أتضح أنها تفعل العكس.

ارتسمت البلاهة على وجه (خالد)؛ فسألها بتعجب :

– العكس !! لست أفهم شيئاً .

حدقت فيه وهي تقول بخوف :

– التعويذة.. التعويذة جاءت بملكة شيبا إلى عالمنا، وهي تجول الآن بحثاً عن ضحاياها؛ لتنتزع قلوبهم وتلتهمها .

*****

وقف (خالد) أمام النافذة، يراقب الطريق الذي كساه الظلام، وفي ذات الوقت يفكر فيما قالته له (رنا)، عن عودة ملكة شيبا إلى عالمنا.. كان يشعر بسخافة الفكرة، وبدت له كحكايات النداهة والغولة التي تخيف بها الجدات أحفادها.. لكن الحيرة ظلت تغزو عقله، وتطرح سؤال تلو الآخر.. وفي النهاية قرر أن يذهب إلى (رنا)، ويأخذ منها الكتاب؛ ليقرأه بتمعن، ربما فهم شيئاً، أو وجد به ما يذهب بحيرته بعيداً.

قرن قوله فعله، وغادر الفيلا إلى الفيلا المقابلة .. دفع باب الحديقة الحديدي الصغير، وتوجه ناحية باب الفيلا ..
فجأة ..
تعالى نباح كلب في طرف الحديقة البعيد.. كان نباحاً شرساً للغاية.. نظر (خالد) تجاه صوت النباح؛ فشاهد كلب ضخم بلون الليل ينبح ويتقافز بهياج.. أراد الذهاب نحوهه ليعرف ماذا به؟ وما سر حالة الهياج التي انتابته.. لكنه تنبه فجأة إلى أن باب الفيلا منفرج قليلاً ..

ضغط بأصبعه على زر الجرس، وهو يشعر بحالة توجس تنتابه.. وعندما لم يجاوبه أحد دفع الباب ببطء، ودلف إلى داخل الفيلا، وهو يصيح منادياً :

– رنا .. هل أنتِ هنا ؟

اتسعت عيناه بهلع شديد، وهو يرى أثاث الصالة محطماً، وكأن صاعقة ضربت المكان.. المائدة الخشبية الثقيلة متفسخة، وكأن عملاقاً دهسها بقدمه ..الجدران ذاتها مشققة بطريقة مرعبة، وكأن أظافر حديدية قامت بخربشتها..

أراد أن يهتف منادياً مرة آخرى؛ لكن الكلمات أحتبست داخل حنجرته.. حاول مجدداً ونجح لكن الكلمات خرجت ممطوطة متقطعة:

– ر.. نا .. أ.. ين .. أ .. نتِ ؟

لم يكن يتوقع أية إجابة؛ لذلك انتفض مذعوراً عندما سمع صوت (رنا)، وهي تقول :

– خالد .. أنا هنا.

كان مصدر الصوت من الطابق العلوي؛ لذلك أسرع (خالد) يركض بكل طاقته إلى أعلى .. وعندما وجد (رنا) ممددة على الأرض جثا بجوارها، وقال:

– رنا .. ماذا حدث ؟

تأملته بعينين زائغتين، ثم قالت بوهن:

– لا أعرف .. لقد أظلمت الدنيا أمامي فجأة، ولم أفق إلا الآن .

أمسك يدها ليساعدها على النهوض، وهو يقول:

– الطابق السفلي محطم تماماً؛ كأنما انفجرت داخله قنبلة.

نهضت بضعف وهي تستند عليه، ثم قالت :

– لقد عرفت الحقيقة.. ملكة شيبا لا تحضركالشبح .. بل لابد لها من أن تحتل أحد الأجساد.

سألها (خالد) مستفسراً:

– ماذا تعنين ؟

أجابته بتوتر:

– أقصد أن شبح ملكة شيبا لا يتجول كشبح.. بل إنه أحتل جسد شخصاً ما.

– شخص !! مثل من ؟

– أعتقد أنها سما .. هي كانت هنا عندما فقدت الوعي .

– وأين ذهبت ؟

– وكيف لي أن أعرف بحق الجحيم .. لقد كنت غائبة عن الوعي .

– لابد أن نبحث عنها، ونتأكد أنها هي .

– حسناً .. هيا بنا .

– هبط الأثنان درجات السلم، وغادرا الفيلا .. وما أن لمحت (رنا) كلبها وهو ينبح، حتى اندفعت نحوهه قائلة:

– سأخذ كلبي معنا .

تبعها (خالد)، وهو يقول :

– حسناً .. لكن احذري فقد كان مصاباً بحالة هياج .

تقدمت (رنا) نحوهه، وربتت على رأسه، وهي تقول :

– ماذا بك يا عزيزي ؟ ما الذي أخافك لهذه الدرجة ؟

لمح (خالد) عند أطراف الحديقة شيئاً لفت انتباهه؛ فتقدم بفضول حذر ليعرف كنهه، وما أن رأي هذا الشيء حتى تراجع بذعر شديد، وهو يقول :

– مستحيل!!

فقد كان ما رأه هو جثة الفتاة التي كانا يبحثان عنها ، وهما على يقين تام أنها هي القاتلة..

كانت جثة (سما) .

تنبهت (رنا) على صيحته، ونظرت إليه متسائلة .. لكنها لمحت نظراته المذعورة، وهو يحدق بأرض الحديقة؛ فسددت هي الآخرى نظراتها تجاه ما ينظر إليه، ثم تراجعت هي أيضاً بذعر شديد، وهي تصرخ :

– إنه أنت القاتل .. لقد احتل الشبح جسدك أنت .

وبعد أن أنتهت من جملتها، ركضت تجاه الفيلا، وهي تواصل صراخها :

– لقد قتلتها أيها اللعين .

ركض (خالد) خلفها، وهو يقول :

– بل هي أنتِ .. إنها تحتل جسدكِ، وتسلبكِ عقلكِ .

دلفت الفتاة داخل الفيلا، وأوصدت الباب خلفها بإحكام، وصاحت من خلفه قائلة:

– لا يوجد غيرنا هنا .. وبالتأكيد لست أنا .

طرق (خالد) الباب بعنف، وهو يقول :

– بل هي أنتِ .. لكن شبحها يجعلكِ تغيبين عن الوعي .

– قلت لك لست أنا .. بل هو أنت أيها الأحمق .

– لا يهم هذا الآن .. افتحي الباب كي اقرأ ما بالكتاب.. ربما أجد حلاً لنا .

– أنت تكذب .. تعتقد أنها تحتل جسدي وتريد قتلكِ .. لا .. بل هي تحتل جسدك أنت وتريد قتلي .. انصرف .. لن أفتح أبداً .

– لكنكِ بهذه الطريقة ستضيعين أدنى أمل لنا .. لابد لي من إيجاد حل من هذا الكتاب .

– هل نسيت أنني قرأته .. الكتاب يحكي عن قصتها، وفي النهاية التعويذة ثم بعض صفحات مفقودة .

– ربما نجد الصفحات المفقودة موضوعة في مكان ما .. دعيني أدخل لنبحث معاً .

– لا .. لن أفتح لك أبداً .

نظر (خالد) لباب الفيلا برهة، ثم أطرق رأسه، وانصرف مبتعداً بخطى بطيئة .. يائسة.
*****

دلف (خالد) إلى حجرته مفكراً.. بينما شقيقته (أسماء) تجلس على أرضية الحجرة، وتلهو بدميتها، وعندما شاهدته على تلك الحالة، سألته قائلة :

– ماذا بك ؟

نظر إليها بعدم إهتمام، وقال :

– إنه شيء ………

بتر عبارته بغتة، عندما تناهى إلى مسامعه صوت صرخات قادمة من فيلا (رنا)؛ فأندفع يعدو، وهو يصيح :

– يبدو أنها عادت مرة آخرى .

استوقفته شقيقته على باب الحجرة، وقالت:

– من هي التي عادت ؟

أجابها بسرعة :

– نعتقد أنه شبح .. دعيني الآن لأذهب.. سأقص عليكِ كل شيء عند عودتي .

هتفت (أسماء) بحزم، وقالت :

– لا .. لن أدعك تذهب إليها .

صاح (خالد) بها بنفاذ صبر، وقال:

– يجب أن أذهب .. أنتِ لا تفهمين شيئاً .

هزت رأسها نافية، وهي تقول :

– بل أنت الذي لا تفهم شيئاً .

صمتت برهة ثم استطردت :

– أنا ملكة شيبا .

وكانت مفاجأة رهيبة !!

إلى أقصى حد .

تراجع (خالد) إلى الخلف بذهول شديد، وأخذ يردد بلا وعي :

– لا .. لا .. لا .. مستحيل أن تكون أنتِ !! مستحيل .

تقدمت شقيقته نحوهه ببطء شديد، وقد تعاظم جسدها حتى لامس سقف الحجرة، وتلون وجهها بلون بنفسجي عجيب، تتراقص عليه خيوط من النيران . بينما عينيها قد تلونت بلون الدم .

هتفت هي بصوت رنان عميق وكأنه صاعد من قلب كهف سحيق، وقالت :

– أخبرتك سابقاً أن تبتعد عنها لكن رفضت مطلبي، مع أنك كنت مدين لي .

قال (خالد) بصوت ضعيف مهزوز :

– لست أفهم شيئاً .

هدرت هي بصوت مخيف :

– أنا ملكة شيبا .. ملكة مملكة شيبا العظيمة .. كنت دائماً أبحث عن الحب في قلوب الرجال.. لكنهم كانوا ضعفاء .. وعند عودتي هذه المرة وجدتك أنت .. لقد أحببتك .. لكنك كنت مغرم بهذه الحمقاء .. طلبت من أن تبتعد عنها .. لكنك كنت مسحور بجمالها المزيف.. أنا ملكة شيبا، وقد أخترتك زوجي من بين البشر .

هوى (خالد) على أرضية الحجرة، وهو يتمتم في ذهول :

– أتزوجكِ !! كيف ؟! هذا مستحيل أنتِ شقيقتي .

ومضت عينيها ببريق ناري أحمر، وهي تقول :

– أنت ستتزوجني أنا .. أنا أحتل جسدها فقط .. مجرد وعاء لي .

هز رأسه غير مصدقاً، وقال :

– هذا محرم تماماً .. مستحيل ن أتزوج شقيقتي حتى لو كانت مجرد وعاء .

تناهى إلى مسامعه صرخات (رنا) صاعدة من الفيلا المقابلة؛ فهب واقفاً وهو يصيح :

– ماذا تفعلين بها أيتها اللعينة.

انغلق باب الحجرة بقوة، وتهشمت النوافذ بعنف شديد، وطار جسده ليرتطم بخزانة الملابس، ثم هوى أرضاً وهو يشعر بألم شديد .. بينما قالت ملكة شيبا بلهجة تجمد الدماء في العروق :

– أنت لست مخيراً بالقبول أو بالرفض .. لكنني سأكون رحيمة بك .

صمتت برهة ثم استطردت بلهجة أشد إخافة :

– تزوجني أو سأقتل جارتك الحسناء .

أطرق (خالد) رأسه أرضاً، وتمتم بنبرة منكسرة منهزمة:

– سأتزوجكِ .

هنا أنطلقت ضحكات الملكة عالياً، تهز أرجاء المكان .

لقد أنتصرت.
*****

تضاءل جسدها وتلاشت هيئتها المخيفة، وعادت إلى هيئة (أسماء) الحقيقة، ثم قالت بنبرات طفولية عادية :

– هيا بنا .

نهض (خالد) وهو يشعر بألم شديد يفتك بجسده كله، ثم قال بضعف :

– أنتظري .

رمقته بنظرة متساءلة، وقالت :

– ماذا تريد ؟

أشاح بكفه، وهو يقول :

– جاءتني فكرة سديدة .

سألته مرة آخرى:

– فكرة عن ماذا ؟

تقدم نحوها ببطء، وقال :

– أنتِ تستطيعين أحتلال الأجساد .. وأنا أحب (رنا) .. لذلك أرى أن أحتلالكِ لجسدها سيكون أفضل كثيراً .

هزت رأسها نافية، وصاحت بعنف :

– لا .. أنا أكرهها .

ربت (خالد) على رأسها، وقال بحماسة :

– هذا سيكون أفضل لنا .. زواجي من رنا سيكون طبيعياً للغاية .. لكن زواجي بشقيقتي سيكون مستحيلاً أمام الناس .. فبالأضافة إلى أنه محرم تماماً، شقيقتي صغيرة السن للغاية.. سنها لا يتجاوز عشرة سنوات .

ضاقت عينيها، وأخذت تفكر بعمق، ثم قالت :

– نعم .. هي فكرة سديدة فعلاً .. وستربح أنت كذلك .. ستعود شقيقتك، وستتزوج ممن تحب.. لكنك ستكون عبدي إلى الأبد .. لا تنسى هذا .

تلوى جسدها بشكل مؤلم عنيف، وتألق جسدها بخيوط بنفسجية وخيوط حمراء، ثم اندفعت تلك الخيوط خارج جسدها، وأخذت تتلوى في سماء الحجرة؛ لتتشكل معاً، وتتخذ هيئة شبحية مرعبة للغاية.

هوت (أسماء) أرضاً مغشياً عليها؛ فذهب شقيقها إليها، وربت على وجنتيها، وهو يقول :

– أسماء .. هل أنتِ بخير.

هتفت الملكة بصوت كالرعد، وقالت:

– هي بخير الآن .. هيا أنهض حتى نذهب إلى جسد حبيبتك .

نهض (خالد) ببطء، و نظر إليها نظرة مبهمة، ثم صاح فجأة مردداً :

– سيرساكوبولا .. ماتور ساماري .. هيدا زيلا .

تخبط شبح الملكة بجدران الحجرة، وهي تصيح بصوت هادر :

– ماذا تفعل أيها اللعين .

لم يجاوبها، وظل يردد ذات العبارات :

– سيرساكوبولا .. ماتور ساماري .. هيدا زيلا .

اشتعل جسدها فجأة وتأجج بالنيران، واخذت تصرخ بهلع :

– لقد خدعتني أيها اللعيييين .

انفجر جسدها فجأة كقنبلة ضوئية، واشتعلت النيران بالحجرة .

أنبطح (خالد) أرضاً؛ بينما النيران تتطاير فوق رأسه، وتتساقط على أرضية الحجرة لتشعلها بدورها.

حمل (خالد) جسد شقيقته، واندفع خارجاً من الحجرة التي تأكلها النيران ..

قابل والديه في الردهة.. سأله والده بجزع :

– ماذا حدث يا بني ؟

هتف (خالد) بأنفاس متقطعة :

– الحجرة تشتعل بالكامل .
*****

أسند (خالد) ظهره على سيارة المطافيء؛ بينما كان يراقب رجال الإطفاء، وهم يكافحون بشدة، من أجل السيطرة على الحريق ..

قفت (رنا) بجواره، وقالت:

– ماذا قلت لوالديك ؟

نظر (خالد) لها، وقال :

– قلت لهما " أن الحجرة أشتعلت من تلقاء نفسها "

ابتسمت هي بالرغم منها، وقالت:

– وهل صدقوك ؟

هز رأسه، ونظر إلى شقيقته التي كانت والدته تحتضنها، ثم قال :

– لا يهم هذا الآن .. الأهم أن شقيقتي على ما يرام .

أطرق رأسه هنيهة، ثم رفعها ونظر إلى (رنا)، وهو يقول بأمتنان :

– شكراً لكِ .

بينما ذاكرته تعود به إلى ساعات قليلة ماضية .

*****

نظر (خالد) لباب الفيلا برهة، ثم أطرق رأسه، وانصرف مبتعداً بخطى بطيئة .. يائسة.

توقف بغتة على صيحة (رنا)، وهي تقول :

– أنتظر .

أقترب من باب الفيلا، وقال :

– ماذا تريدين ؟

فتحت باب الفيلا، ونظرت إليه نظرة عميقة، ثم قالت :

– لقد تنبهت إلى شيء بالغ الأهمية .. الكلب رأى القاتل بالتأكيد .. لكنه لم يهجم عليك عندما ذهبت إليه .

تنبه فجأة إلى تلك النقطة؛ فهز رأسه مؤيداً، وقال :

– وكذلك لم يهجم عليكِ أيضاً .. إذن القاتل ليس منا .

جذبته من يده، وهي تقول بحماسة :

– هيا بنا إذن .. أعتقد أنني أعرف أين أجد صفحات الكتاب الضائعة .

تبعها وقد أنتقل إليه حماسها، وقال :

– أين ؟

– في حجرة والدي .. أعتقد أن والدي كان يعرف .

– ومن أين عرفتي هذا ؟

– طريقة إخفاءه للكتاب تدل على هذا .

– لكنني لم أفهم بعد .. من أين عرفتي طريق الصفحات الضائعة .

– هو مجرد أستنتاج .. في مكتب والدي الخشبي درج سري صغير الحجم، ومقفل دائماً .. على الأرجح الصفحات الضائعة موضوعة به.

صعدا معاً درجات السلم، ودلفا إلى حجرة مكتب والدها.. ثم ذهبت هي إلى المكتب الخشبي، وأشارت إلى درج صغير الحجم، وقالت:

– هذا هو .. أبحث عن شيء لنفتحه .
عبث (خالد) بالمكان باحثاً عن أي شيء يصلح؛ لكنه لم يجد فقال بسرعة:

– سأذهب إلى المطبخ لأحضر سكيناً .. هل والدتكِ نائمة ؟

أجابته قائلة:

– أمي ليست هنا .. لقد ذهبت إلى خالتي منذ أمس الأول؛ لذلك كانت صديقتي معي لتؤنسني.

غاب (خالد) بالخارج ثوان قليلة، ثم عاد وهو يتنفس بسرعة، وبدون أن ينطق ذهب تجاه المكتب، وأخذ يعالج الدرج الصغير بالسكين .

أنفتح الدرج بعد محاولات عديدة، وجثت (رنا) على أرضية الحجرة تنقب داخل الدرج .. طال الوقت وهي تبحث كالمحمومة؛ ثم توقفت فجأة، وقالت بصوت مختنق :

– الصفحات .. الصفحات ليست هنا .

لمح (خالد) ظرف مهتريء أصفر اللون؛ فأشار إليه قائلاً :

– ربما تجديهم داخل هذا الظرف .

ألتقطت (رنا) الظرف بلهفة، وأخرجت من داخله بضعة أوراق أخذت تقرأهم بصوت مرتفع:

– – " عزيزتي رنا : لو يوم ما وجدتِ هذه الأوراق أعلمي شيئاً واحداً .. فيما مضى كانت لكِ شقيقة كبرى .. لكنها للأسف ماتت بين يدي .. السبب هو ذلك الكتاب الملعون .. لا يهم من أين جئت به ؟! الأهم هو أن روحاً شريرة لملكة قديمة أحتلت جسد شقيقتكِ .. وكنت أنا السبب في هذا .. لذلك مزقت صفحات الكتاب .. هل تعرفين لماذا ؟ لأن الشبح عندما خرج من جسدها دمره تدميراً .. لذلك أرى أن تسكنها روح شريرة أفضل ألف مرة من أن أراها تموت .. لو قرأتي الكتاب يوماً ستجدين في غلافه الأخيرة إشارة إلى هذه الرسالة، وربما لن تنتبهين لها .. وربما أيضاً لن تقرأين الكتاب .. لو حدث وعاد شبح الملكة .. ستكررين تلك الطلاسم (سيرساكوبولا .. ماتور ساماري .. هيدا زيلا ) سترحل الملكة، وكذلك الجسد الذي ستحتله.. إلا لو وجدتِ طريقة مناسبة لإخراجها من الجسد .. ستتساءلين عن عدم تدميري للكتاب .. الكتاب للأسف غير قابل للتدمير .. والصفحات الناقصة نزعتها بمعجزة كبيرة.. صدقيني حاولت كثيراً أن أفعل المثل بكل صفحات الكتاب .. لكن على ما يبدو أن الكتاب ذاته كان يرى إن أختفاء هذه الصفحات أفضل .. اكتب هذه الرسالة وكل أملي ألا تجدي الكتاب مطلقاً "

*****

استعاد (خالد) تلك الذكرى، ثم أمسك بكف (رنا)، ونظر إلى عينيها الذهبية اللون، وقال بهيام:

– لولاكِ لكنت تزوجت شقيقتي .

انطلقت هي تضحك بمرح، وقالت:

– إذن أنت مدين لي .

ابتسم هو بدوره، وقال :

– لا تذكري هذه الكلمة مرة آخرى .. لقد صرت أكرهها .

نظرت له بحنان، وقالت:

– عندي كلمة آخرى ستعجبكِ .

بادلها النظرات، وقال بافتتان :

– أعتقد أنني أعرفها .

أطرقت رأسها أرضاً بخجل، وقالت بخفوت :

– وما هي ؟

ملس بكفه على شعرها الذهبي، وقال بهيام :

– أحبكِ .

تحيـاْتى ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

خليجية

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.