تخطى إلى المحتوى

محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الانسانى 9 2024.

خليجية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سُكنة آدم الجنة ونزوله على الأرض

لقد انتهت معرفتنا بالإستخلاف وماهية الخليفة ولمن تكون الخلافة ومن لا تحق له الخلافة. ونعود الأن إلى الملأ الأعلى ونرى ما جرى بعدما سجدت الملائكة لآدم وعصيان إبليس. لقد أمر الله آدم أن يسكن فى الجنة كما جاء فى سورة البقرة " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) " فهل ترك إبليس اللعين آدم؟
لقد حذر الله آدم من إبليس اللعين كما جاء فى سورة الأعراف " فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ (22) " ولكن المتأمل فى القرآن يجد أن الله جعل آدم خليفة فى الأرض وليس فى الجنة وسواء أغواه إبليس أو لم يغوه فإنه كان سينزل إلى الأرض محل خلافته لا محالة وهنا يجوب فى خاطرى سؤال ماذا كان سيحدث لو أن آدم لم يسمع كلام الشيطان ولم يأكل من الشجرة؟
مؤكد أن سوءته كانت ستبقى متوارية وكان سيبقى كما خلقه الله. ماذا لو نزل آدم إلى الأرض بصورة طبيعية، فلابد أن تكون هناك إحتفالية قدسية تليق بخليفة الله أثناء نزوله للإرض لتسلم مملكته التى استخلفه الله فيها، وقد ينزل فى كوكبة من الملائكة حتى يصل إلى الأرض وسط دعائهم له بالتوفيق فى هذه المهمة الصعبة. لقد أعلن الشيطان الحرب على آدم وأفسد إحتفاليته بل وعجل بنزوله من الجنة.
إن الذين يدّعون أن آدم هو سبب كدنا وأن خطيئته سبب نزول المسيح أو غير ذلك فهم للأسف سطحيون فى تفكيرهم، لأن آدم كان كما قلنا سينزل الأرض لمحالة، فالأرض هى محل إقامته. لقد كان آدم كان الخاسر الوحيد. ولو إفترضنا أن آدم لم ينسى أمام مغريات وتضليل الشيطان ما أدراهم أن كل بنى أدم كان سيبقى معصوما وينتصر على الشيطان. ولو إفترضنا أن كل مخطئ من بنى آدم سوف تبدو له سوئته، فهل هذا كان سيمنع الصراع بين الخير والشر؟
أعتقد على العكس تماما، لو حدث ذلك لكان الصراع أشد ضراوة والحقد أكبر وبقيت الحروب بصورة مستمرة مما قد يؤدى إلى فناء الإنسان منذ نزول آدم إلى الأرض. وتصبح أيضاً آية واضحة من آيات الله التى تستوجب قفل باب التوبة وذلك لقول ربنا فى سورة الأنعام " هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) "، اليس التفريق بين المؤمن والكافر بآية تستوجب قفل باب التوبة أو حتى قيام الساعة؟
إن نسيان آدم وإن كان سبب فى أن يشقى ويجوع ويعرى هو أيضاً فى حقيقته رحمة بالناس. فلولا أن نسى آدم لكانت الحياة أصعب كثيراً مما هى عليه الأن وقد تكون أقل عمراً كثيراً مما هى عليه الأن. كان الناس سيكونون فريقين واضحين فريق المؤمنين على هيئة آدم فى الجنة وفريق أخر على هيئة الإنسان حالياً وبالطبع هى آية واضحة من آيات الله تستوجب قفل باب التوبة وهى آية ثابتة ودليل واضح مما يجعل الناس ليسوا بحاجة إلى رسل لتذكرهم وهم عندهم الدليل القاطع. تخيل عزبزى القارئ كم الحقد والكره والعداء الذى سيكون من الكافرين تجاه المؤمنين وكيف سيكون إحباط الكافرين. أعتقد أن حربا ستقوم بين الفريقين حتى ينهى أحدهما على الأخر، أو يمتنع المؤمنين عن القتل كما فعل هابيل ابن آدم مع أخيه قابيل، وفى كلتا الحالتين ستقوم الساعة.
والسؤال الأخر هل هيئة آدم عليه السلام ستكون متوافقة مع تركيبة الأرض التى نعرفها؟. بالتأكيد لا وإن كان مكتوب عليه الفناء وهو نقطة الضعف التى استغلها إبليس لإغواء آدم ليخرجه من الجنة كما جاء ذكره فى سورة طه فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120). وأعتقد أنه لكى يتوائم مع بيئة الأرض لابد أن تتغير خلقة آدم إلى ما نحن عليه. إن مطعم آدم من الشجرة التى لها طبيعة الأرض والله أعلم كان سبباً فى فى سرعة بداية الحياة على. إن نسيان آدم وعصيانه لربه تحت إغراء إبليس كما جاء فى سورة طه " فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (119) فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آَدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آَدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (121) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى (122) قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) " كانت نتيجته خروج آدم من الجنة، التى لم يكن ليعيش فيها إلا هو وزوجه فقط، فلكى تنجب حواء لابد من الحيض وفى الحيض عدم طهر، من شقى وتعب هو آدم وحده لسرعة نزوله إلى الأرض لأنه كان سينزل عاجلاً أو آجلاً. لقد أعاد محمد صلى الله عليه وسلم الأمور إلى نصابها وهذا ما سوف نتعرض له فى الحديث عن الإسراء والمعراج فيما بعد. ونرد على المدعين بأن المسيح عليه السلام هو الذى جاء ليأخذ خطيئة البشرية الناتجة عن خطيئة آدم عليه السلام. إن خلقة المسيح عليه السلام هى إذانٌ بنزع الخلافة من بنى إسرائيل إلى يوم القيامة وهذا ما سنتناوله عند الحديث عن عيس ابن مريم عليه السلام كخليفة لله فى الأرض.
وقبيل نزولنا إلى الأرض مع أبينا آدم لابد من معرفة هل الجنة التى كان فيها هى السماء أم فى الأرض؟
لقد جاء ذكر الجنة التى سكنها آدم عليه السلام فى ثلاثة مواقع فى القرآن فى سورة البقرة " وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) " وكذلك فى سورة الأعراف " وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (19) " ثم أخيراً فى سورة طه " فَقُلْنَا يَا آَدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) " . إن التأمل فى آية سورة البقرة و الأعراف يجد أن الله عز وجل سمح لآدم وزوجه أن يأكل من حيث شاءا و استثنى شجرة واحدة نهاهما الله سبحانه عن الأكل منها. فما السر الذى جعل الله سبحانه ينهى آدم وزوجه عن تلك الشجرة؟
إن كل شجر الجنة التى كان فيها آدم له طبيعة تغنى آدم عن حاجته للتخلص من فضلاته وبالتالى عدم الحاجة لسوءته كوسيلة إخراج. إن وجود هذه الشجرة هو استثناء فليس هناك نوعاً أخر من الثمار الممنوعة على آدم وزوجه وهذا يدل على أنها نبتة غريبة عن نباتات الجنة. فقد تكون الشجرة ناتجة عن نمو بذرة من بذور نباتات الأرض جاءت مع التراب الذى خلق منه آدم. ولما كان طبيعة نبات الأرض أن تكون له مخلفات فلابد أن تظهر عورة آدم لأنها أصبح لها وظيفة الإخراج. ومن المسلم به أن المخلفات نجسة وتستوجب الطهارة ولن يستطيع آدم وزوجه أن يبقيا فى الجنة التى لها طبيعة تختلف عن طبيعة آدم الجديدة نتيجة أكله من تلك الشجرة مما استوجب نزوله من الجنة. ومما سبق يمكن القول أن هذه الجنة التى عاش فيها آدم هى التى شهدت خلقته و أن الشجرة نمت على بقايا التربة التى جئ بها من الأرض ونمت فى الجنة المباركة. ولما أكل آدم منها، بتحريض من إبليس الذى يعرف طبيعة الشجرة ودورة حياتها وكيف تقتات عليها حيوانات الأرض، أضحت طبيعته من طبيعة الأرض مما ترتب عليه نزوله للأرض هذا والله أعلم.

وللحديث بقية بإذن الله

جزاك الله خير
وبارك فيك ونفع بك

على موضوعك الهادف

دمت فى حفض الله

يسعدني مرورك الحزين
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

خليجية اللهم اعز الإسلام وانصر المسلمين
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد
وعلى آله وأصحابه أجمعين

جزاك الله خيرا اخى الفاضل وبارك فيك ونفع بك
جعلة الله فى ميزان حسناتك واثابك الجنة
االلهم اجمعنا مع حبيبك المصطفى فى الفردوس الاعلى امين يا رب العالمين
لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين

عليه الصلاة والسلام
يسلموووو ع الطرح
تحيتي

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .

طرح مميز ننتظر المزيد

يسعدني مرورك صعيدي
ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.