ما لم يقله العلماء عن قوله تعالى ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) طه 15
بقلم عبدالله يحي عجيبي
.
يرى العلماء أن هذه الآية مشكلة وأن موضع الإشكال فيها قوله ( أكاد أخفيها )
وقد تعددت الأقوال فيها :
منها أن ( أخفيها ) تعني ( اظهرها ) لأنها من الأضداد وهذا القول أجودها
ومنها أن (أكاد ) زائدة
ومنها أن التقدير ( أكاد أخفيها عن نفسي ) وهذا ضعيف
ومنها أن ( أكاد) بمعنى أريد
ويلاحظ أن كل أقوال العلماء في هذه الآية تنطلق من منطلق واحد هو أن كلمة(أكاد) فعل مضارع مبدوء بهمزة المتكلم مشتق من ( كاد ـ يكاد ) ، ولكن هناك معنى آخر لهذه الكلمة غفل عنه العلماء لو أخذنا به لأصبحت الآية محكمة لاإشكال فيها وهو القول الذي سأذكره هنا وأتحمل تبعاته .
هذا القول هو أن كلمة (أكاد ) اسم مشتق من ( أكَّد ـ يؤكَّد ) ومثله مايلي:
أذَّن ـ يؤذن ـ أذان
أمَّن ـ يؤمن ـ أمان
أثَّم ـ يؤثم ـ أثام
أسَّس ـ يؤسس ـ أساس
أثَّث ـ يؤثث ـ أثاث
تبَّر ـ يتبر ـ تبار
بلَّغ ـ يبلغ ـ بلاغ
أيَّد ـ يؤيد ـ أياد
أبَّن ـ يؤبن ـ أبان
أكَّد ـ يؤكد ـ أكاد
و( أكَّد يؤكد ) من كلام العرب قال عمر بن أبي ربيعة :
فأرسلتُ ألا أستطيع فأرسلتْ
تؤكد أيمان الحبيب المؤنب
ويقول صاحب القاموس ( وكد يكد وكودا : أقام وقصد وأصاب ، والعقد : أوثقه … والتوكيد أفصح من التأكيد وتوكد وتأكد بمعنى )
وعلى هذا يكون معنى الآية ( إن الساعة آتية أكاد ـ أي أمر مؤكد ـ ثم يستأنف الكلام بقوله أخفيها …)
وفي سورة الحج قوله تعالى ( إن الساعة آتية لاريب فيها …) (7)
و(أكاد) اسم ممنوع من الصرف لمشابهته الفعل ولعل هذا هوالسبب الذي صرف العلماء إلى الفعل
وإعراب ( أكاد ) في الآية خبر لمبتدأ محذوف ، والجملة الإسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب حال .
وعلى هذا تكون الآية محكمة لا غشكال فيها والله أعلم .
يرى العلماء أن هذه الآية مشكلة وأن موضع الإشكال فيها قوله ( أكاد أخفيها )
وقد تعددت الأقوال فيها :
منها أن ( أخفيها ) تعني ( اظهرها ) لأنها من الأضداد وهذا القول أجودها
ومنها أن (أكاد ) زائدة
ومنها أن التقدير ( أكاد أخفيها عن نفسي ) وهذا ضعيف
ومنها أن ( أكاد) بمعنى أريد
ويلاحظ أن كل أقوال العلماء في هذه الآية تنطلق من منطلق واحد هو أن كلمة(أكاد) فعل مضارع مبدوء بهمزة المتكلم مشتق من ( كاد ـ يكاد ) ، ولكن هناك معنى آخر لهذه الكلمة غفل عنه العلماء لو أخذنا به لأصبحت الآية محكمة لاإشكال فيها وهو القول الذي سأذكره هنا وأتحمل تبعاته .
هذا القول هو أن كلمة (أكاد ) اسم مشتق من ( أكَّد ـ يؤكَّد ) ومثله مايلي:
أذَّن ـ يؤذن ـ أذان
أمَّن ـ يؤمن ـ أمان
أثَّم ـ يؤثم ـ أثام
أسَّس ـ يؤسس ـ أساس
أثَّث ـ يؤثث ـ أثاث
تبَّر ـ يتبر ـ تبار
بلَّغ ـ يبلغ ـ بلاغ
أيَّد ـ يؤيد ـ أياد
أبَّن ـ يؤبن ـ أبان
أكَّد ـ يؤكد ـ أكاد
و( أكَّد يؤكد ) من كلام العرب قال عمر بن أبي ربيعة :
فأرسلتُ ألا أستطيع فأرسلتْ
تؤكد أيمان الحبيب المؤنب
ويقول صاحب القاموس ( وكد يكد وكودا : أقام وقصد وأصاب ، والعقد : أوثقه … والتوكيد أفصح من التأكيد وتوكد وتأكد بمعنى )
وعلى هذا يكون معنى الآية ( إن الساعة آتية أكاد ـ أي أمر مؤكد ـ ثم يستأنف الكلام بقوله أخفيها …)
وفي سورة الحج قوله تعالى ( إن الساعة آتية لاريب فيها …) (7)
و(أكاد) اسم ممنوع من الصرف لمشابهته الفعل ولعل هذا هوالسبب الذي صرف العلماء إلى الفعل
وإعراب ( أكاد ) في الآية خبر لمبتدأ محذوف ، والجملة الإسمية من المبتدأ والخبر في محل نصب حال .
وعلى هذا تكون الآية محكمة لا غشكال فيها والله أعلم .
اقتباس:
وعلى هذا يكون معنى الآية ( إن الساعة آتية أكاد ـ أي أمر مؤكد ـ ثم يستأنف الكلام بقوله أخفيها …) وفي سورة الحج قوله تعالى ( إن الساعة آتية لاريب فيها …) (7) |
تجليات رائعة استاذ عبد الله عجيبي
يعطيك العافية وجعلها في موازين حسناتك
جازاك الله خيرا
جزاكم الله خيرا