الحمد لله وكفى, وصلاة وسلاما على النبي المصطفى , وعلى من سار على دربه واقتفى , أما بعد:
عند الحديث عن القيمة الفنية للشعر فإننا أمام مصطلحات متفاوتة وغير مستقرة,ذلك لأن الفن وعلاقته بالشعر يمر بأقوال عديدة,أضف إلى ذلك كون الأدب محل نزاع بين النقاد,فبين من يقول بعلمية الشعر وبين من يقول بفن من الفنون الإنسانية. وإذا أدخلنا الشعر في الفنون ,فإننا بإزاء محاور متعددة حول مفهوم الشعر ,ووظيفته,وعلاقته بالفنون الأخرى. لذلك علينا أولا أن نحدد ذلك العلاقة بين الأدب والفن ,ثم نشرع في تحديد نشأة الشعر,ثم ندلف نحو وظيفة الشعر,وبعد ذلك نخلص إلى معرفة قيمة الشعر الفنية والإنسانية.
علاقة الفن بالأدب:
– من الناحية النفسية العلوم تندرج نحو مظهر الفكر ,والفنون تندرج نحو ناحية الوجدان,فالشعور الإنساني له مظاهر ثلاثة الفكر والوجدان والنزوع والإرادة ,والعلوم تتصل بالحقائق واكتساب المعارف وتنظيم المعلومات.
– ومن الناحية العملية ,فإن العلوم نظرية منطقية,والفنون تأملية عملية تستخدم فيها المعلومات.
وليس معنى هذا أن الصلة بين العلم والفن منقطعة,بل هما يسيران نحو مراحل متماسكة متلاحقة توصل إحداهما الأخرى. فمثلا ننظر إلى الزهرة بمنظار العلم فنحلل أجزاءها ,ونموها ,وتكوينها,بينما ننظر إليها بنظرة وجدانية لما فيها من جمال ,وحب ,وشعور بالسعادة,ففي النظرة الأولى نظرة علمية ,بينما الأخرى نظرة فنية.
فالأدب يصور الحياة الإنسانية بطريقة اللغة والأساليب ,وفيه تصوير الحياة ووصفها ,بكل تقلباتها فتارة حزنا ,وتارة أخرى فرحا,ومادته المعاني والأفكار ,وخلجات النفس وتعبيراتها,وعليه فإنه يؤثر في المتلقي ويقلب مشاعره ,ويهدئ من حزنه ,وينتشي لفرحه.
ونلاحظ أن الأدب والشعر خصوصا يعالج موضوعا واحدا وهو الإنسان ,ويتجه نحوه,بشتى الوسائل بالكلمات والموسيقى والتصوير والمعاني. وبعد نشأة الشعر تفوق عليه لشموله المنطوق والمسموع,حيث كان الشعر مرافقا لعزف القيثارة ,ثم انفصل عن الموسيقى نسبيا ,لكنه مع انفصاله يبقى له تأثيره الكبير على مشاعر المتلقي. مر الشعر لتطور كبير ,ففي الوقت الذي أخذت فيه اللغة تتخلى عن وظائفها المنطقية والاستدلالية في سبيل كسب قيم تصويرية ,كان تصوير الرومانسية يدعو إلى تفضيل التصوير على الرسم وهذا التصوير كان الهدف من وراءه أن يوحوا للقارئ بالألوان عن طريق النشيد ثم يستخلصوا من تلك المجموعة من الألفاظ الموسيقية الملونة موضوعا يحملنا على التأمل والتفكير .
نشأة الشعر ووظيفته: يقول أرسطو في فن الشعر ( لما كانت غريزة المحاكاة طبيعية في الإنسان,شأنها شأن اللحن والإيقاع,كان أكبر الناس حظا من هذه المواهب هم الذين تقدموا شيئا فشيئا وارتجلوا ومن ارتجالهم ولد الشعر. ثم يقول : ويمكن أن تكون العلل المولدة لصناعة الشعر هي بالطبع علتان: التشبيه والمحاكاة مما ينشأ مع الناس منذ أول الأمر وهم أطفال .
وكما نعرف أن نشأة الشعر كانت عن طريق الرجاز وهم في السفر على الإبل ,وقد ولد الشعر لقصد المتعة وتخفيف الهم والتعب للعرب. إذن وظيفة الشعر تتمثل في موضوع واحد هو شعور الإنسان ,وإظهار أحاسيسه ,وتخفيف حزنه أو تهويل فرحه. والشعر في الأصل موسيقى وتصوير ,فالشعر نشيد والكلمة صورة. وكما عرفه ابن طباطبا بأنه : (كلام منظوم، بائن عن المنثور الذي يستعمله الناس في مخاطباتهم، بما خص به من النظم الذي إن عدل عن جهته مجته الأسماع، وفسد على الذوق. ونظمه معلوم محدود، فمن صح طبعه وذوقه لم يحتج إلى الاستعانة على نظم الشعر بالعروض التي هي ميزانه، ومن اضطراب عليه الذوق لم يستغن من تصحيحه وتقويمه بمعرفة العروض والحذق به، حتى تعتبر معرفته المستفادة كالطبع الذي لا تكلف معه. )
فالشاعر يستخدم التنغيم والرؤى وسيلة لإعداد الذهن ,ولقبول الإيحاء ,ويصف الرسوم والديار ,وهو يرمز إلى حبيبته الراحلة ثم يصف أشواقه ,ويبرز عواطفه,وهو في كل ذلك يعمل على امتلاك الزمام النفسي للمتلقي,والتمهيد لغرس ما يريد. (وهكذا أقر الناس على أن ميدان الفكر والإيمان والفلسفة والتاريخ وما إلى ذلك وقف على الفن الأدبي ,وخاصة الشعر ) كما يقول هوراس : (كانت للشعر وظيفة,وكانت تلك الوظيفة التعليم,وإلى عهد أريستو فانيس كان مقام الشاعر في المجتمع هو مقام المعلم ) القيمة الفنية للشعر: يتضح لنا مما سبق أن الشعر يعتبر ذو قيمة عالية للإنسان,فهو موضوعه وحديثه,واستخراج ألمه وفرحه,كما هو من التراث الإنساني الرفيع ,ومن أجل الفنون الإنسانية,لأنه يتعامل مع النفس سماعا وكتابة,ثم هو تراث عريق لحضارة عريقة,ولاشك أنه يقدم تعليما وفائدة للإنسان , أضف إلى ذلك أنه يؤرخ للشعوب والحضارات ويبين عاداتهم وتقاليدهم وطقوس دينهم. المراجع والمصادر المصادر: 1) أبو الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي؛عيار الشعر, ت.عبد العزيز المانع , ط2 ,الخانجي للنشر,الرياض ,1402ه
2) ارسطو ,فن الشعر ,ت:عبد الرحمن بدوي,دار الثقافة,لبنان ,بيروت ,ط1 3 ) هوراس,فن الشعر ,ت:لويس عوض,الهيئة المصرية العامة للكتاب,مصر القاهرة, ط3 , 1988م المراجع: 4) عبد الحميد حسن,الأصول الفنية للأدب ط3,مكتبة الإنجلو المصرية والقاهرة. 5) لويس هورتيك ,الفن والأدب ت: بدر الرفاعي,وعمر شخاشير,وزارة الثقافة والارشاد القومي,ت د,د ط.
|
ما القيمة الفنية للشعر؟
تسلمين غاليتى
يسآـممو خيتو موضوع آروع من رآئع ن21
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي ميوسه
رائِع طرحك يحمل كثيرا مِن العِبر
سلمت الآيادي غاليتي
وجزاك خيرا
دمتِ بألف خير ونقاء
مودتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي ميوسه
رائِع طرحك يحمل كثيرا مِن الفائدة
سلمت الآيادي غاليتي
وجزاك خيرا
دمتِ بألف خير ونقاء
مودتي
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
تسلمي من كل شر مرورك اسعدني
ما القيمة الفنية للشعر؟
يسآـممو خيتو موضوع آروع من رآئع ن21 |
يسلموو ميسو طرح قيم موضوع استفدت منة كثيرا
لكى تحياتى وتقديرى