بالهمس قالت بالأمس : أريد الرحيل
الويل سائر اليوم ، قادم بلا استعطاف ، قاتل بلا رحمة ، شتاء قارص بلا مدافئ ، صيف ملتهب بلا مراطب ، خريف شديد الريح العاصف ، وربيع برحيق … برحيق خانق … لمّا قالت الرحيلا !
أتنسى فضلها أم لا تعلمه ؟
لقد صنعت مجدا له فضائله ، وبنت قصرا تعالت جوانبه ، وأبرأت سقما يؤس من براءته ، مدت يد العون تنقذ غريقا ، وأخلقت خلقا طيبا حميدا ، ورسمت على الوجوه بسمة ، وطوت عن القلوب كآبة ، ومسحت من العين دمعة ، نالت الرضا دون سخط ومنحت الشكر بلا إنكار ، وما أن تسأل عنها لدينا ؛ كأنك ترى فضلها بين العالمين شهير ، فسأل به خبيرا .
وما هذا لكل إنسان يصادق ويؤاخي ، ولا امرأ إلى الفضل داعي ، فتأمل فيها صنيع الصانع ، وخلق الخالق ، وعزة العزيز ، وحكمة الخبير .
فترى فضل الله ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، وتحس الهدى منها ولها وعنها ، فلا إن رأيتها تستعجب أو تستغرب أو تظن ظنا ، فالله يهدي من يشاء .
لكنها تريد الرحيلا . تلك الدنيا : ما أعطت إلا ما أخذت ، ما أضحكت إلا ما أبكت ، فالحزن بعدها سبيل مقيم لنا ، والجزع وهن عظيم في قلوبنا ، إذ هي تود الرحيلا .
رُبّ حاجة في نفسها تقضيها ، أو إساءة من لدنا وقعت فيها ، أو أن نفسي بغير الدواء أداويها ! ، هذا هوان لا أهواه ، ما كنت أسعد بأن أراه ، كل ما أوده منها أن يحس هاتفي صوتها ، فتهدأ نفسي لسماعها ، فيسترشد عقلي لنصحها ، فما كنت أرضى لي أو لها ، ولو كان الهوان يصيبني ما سأمت ولو تخليت عن الكون من أجلها ، لكن يا حسرة قلبي ولو مسها مكروه ، فأرحل عن الوجود ، مفقود غير معدود ، يأكلني قبل الموت الدود ، وتغشاني ظلمة القبر نهارا ، ويصلاني زفير وحر النار ، وأنا مازلت في الدنيا .
فلا عجب أني أفرح إذا قالت خير ، فسنة الحياة أن أهنأ إذا القلب سعيد ، ولا ألم يؤذي إلا صوتها الذي يريد الحيلا .
وتبقى الساعات القادمة إما موت وإما حياة
أرجوك يا من أحب
ابقي معي من أجل قلب يحبك 777
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .
سيونو يتحدي النكد ن7ن7
سلمت يداك خيو الغالي مننحرمش من نكدك 77
ودي