السيرة, الذاتية, بارتولوميو, كريستوفوري, معلومات, مخترع, البيانو
السيرة الذاتية بارتولوميو كريستوفوري – من هو بارتولوميو كريستوفوري – معلومات عن مخترع البيانوبارتولوميو كريستوفوري
السيرة الذاتية بارتولوميو كريستوفوري – من هو بارتولوميو كريستوفوري – معلومات عن مخترع البيانوبارتولوميو كريستوفوري-صوربارتولوميو كريستوفوري
اعرف من هو بارتولوميو كريستوفوري عد أن قدّم الباحث الألماني ديتر هيلدبرانت، العديد من الكتب حول تاريخ الموسيقى وسير حياة العديد من أعلامها الكبار، يكرس كتابه الأخير لـ»قصة البيانو» خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وبواقع مجلّد لكل قرن في النسخة الألمانية الأصلية. وقد وجد هذا الكتاب ترجمته إلى أكثر من عشر لغات عالمية.
إن ديتر هيلدبرانت يرسم في كتابه عن «قصة البيانو» المسار التطوري الذي عرفته هذه الآلة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. وهو يصف البيانو بأنه «طوطم الثقافة البورجوازية». ويحاول أن يكشف عن مواطن العظمة التي عرفتها هذه الآلة برفقة مؤلفين موسيقيين كبار من أمثال بيتهوفن وشومان وبراهمز وشوبان وكُثر غيرهم. كذلك يروي «قصص الحب» التي انبعثت حول أنغامه و«أسرار العائلات» التي اهتمت به في أوروبا وأميركا.
ويشرح المؤلف أن البيانو قد عرف ذروة المجد خلال القرن التاسع عشر، وخاصة في إطار تلك المنافسات الدورية للعزف عليه آنذاك. هذا قبل أن «يخفت نجمه» في نهايات ذلك القرن، بل ليسود الاعتقاد أنه «قد مات».
لكن ما يتم تأكيده هو أن أجيالا جديدة من العازفين الكبار ليس أقلهم شأنا روبنشتاين وغلين غولد وهورويتز وغيرهم من أولئك الذين أحبوا طقوس «تمجيد» هذه الآلة السحرية التي تتجاوز كثيرا شروطها من «خشب ومعدن»، كي ترتقي إلى مصاف «الكائن الحي» الذي «يحس ويتألم ويصرخ ويعبّر عن النشوة»، كما يكتب المؤلف.
وإذا كان البيانو قد اكتسب صفة «العالمية» منذ القرن التاسع عشر فإنه كان بامتياز أحد رموز التيار الرومانسي الموسيقي، «الألماني» خاصة، خلال القرن التاسع عشر. هذا قبل أن يؤكد قدراته «الإبداعية» لاحقا كي «يقتحم» ميادين موسيقية جديدة مثل «الموسيقى التصويرية للأفلام السينمائية» وموسيقى الجاز وحيث أثبت «البيانو» أنه يمتلك إمكانيات «صوتية» هائلة.
وحول آلة البيانو التقى المؤلفون الكبار وأساتذة الموسيقى مع أبناء وبنات العائلات «الراقية» حيث يمثل تعلّم العزف على آلة البيانو دلالة اجتماعية على الانتماء الطبقي. ومن خلال التعرّض للكثير من «الحكايات» والقصص التي دارت حول «البيانو»، يقدم المؤلف توصيفا لتلك التقلصات التي عرفتها الموسيقى والمجتمعات الغربية خلال القرن التاسع عشر.
وما يتم التأكيد عليه في هذا السياق هو أن تلك «العلبة الخشبية ذات الأوتار المخفية» احتلت مكانة مركزية في الموسيقى الغربية عامة حتى ظهور ثمرات التصنيع على هذا المستوى مع «الاسطوانات».
إن المؤلف، ومن خلال توصيف البيانو، وقصة انتشاره وصعوده بأسلوب فيه الكثير من الشعر والابتعاد عن اللغة «الجافة»، يقوم بمقاربات موسيقية واجتماعية وتاريخية و«ميكانيكية» فيما يخص مسار التطور على صعيد تصنيع «آلات البيانو»، يرسم مختلف ملامح «شخصية» هذه الآلة «الكبيرة الحجم» إلى درجة أن عملية نقلها تطرح إشكاليات حقيقية، ولكن «الصغيرة» ؟ بالقياس إلى آلات أخرى مثل «الأرغن»- بحيث يمكن أن تجد مكانها في «صالون» أو حتى في غرفة كبيرة نسبيا. عن المسار التطوري لآلة البيانو يشرح المؤلف أن اختراع هذه الآلة يعود إلى بدايات القرن الثامن عشر على يد الإيطالي «بارتولوميو كريستوفوري» في فلورنسة، وذلك من خلال عملية «تطوير» لآلة كانت قد عرفتها العصور الوسطى الأوروبية اسمها «تيمبانون». بكل الأحوال لم يبق من تلك الآلات التي صنعها «كريستوفوري» سوى ثلاث آلات، تعود صناعتها إلى سنوات العشرينات من ذلك القرن الثامن عشر. وساهم إيطالي آخر هو الكاتب سيبينيو مافيي، من خلال مقالات له بالتعريف الواسع بالآلة الجديدة التي عرفت خلال سنوات 1790-1890 الكثير من التبدّل و«التحسين» في آليات عمليها للوصول إلى «البيانو الحديث» المعروف اليوم والذي يؤكد المؤلف بعدده: «إن هذا العملاق الغريب، المصقول واللمّاع» لم يعد يلعب الدور الأول». ثم يضيف مباشرة أن هناك مهمات كثيرة ينبغي على البيانو أن «يقوم بها» في بدايات هذا القرن الحادي والعشرين.
ويعيد المؤلف الدافع الأساسي والأكبر إلى تطوير آلة البيانو لحاجة المؤلفين الموسيقيين والعازفين إلى «صوت» أكثر قوة وأكثر قدرة على التعبير. ولم تكن الثورة الصناعية بعيدة عن «تسريع» ذلك التطوّر المطلوب. هذا خاصة عبر التوصّل إلى تضييع أوتار «فولاذية» ذات نوعية ممتازة، هذا بالإضافة إلى تحسين «هيكل» الآلة نفسه. وبالتدريج غدت آلات البيانو، أكثر كمالا من حيث التعبير الصوتي وأكثر «متانة» بشكل عام.