كل حرف … كل جملة ونص …كل صفحة في كتاب ..
مدونة في ارشيف ذاكرتي ..
كل حقيقة جلية ناصعة كبياض الثلج ..
كل مآمرة أو دسيسة مكللة بالسواد ..
وكل كارثة حَلت على هذا الوجود ..
هنا غرست في رأسي كشجرة نخيل عمرها ملايين السنين
الأحلام .. والآمال … والأمنيات ..
المطامح والمرامات .. وكل حكاية سَجلها التاريخ
في عقلي … شكّلت هذا الكتاب ..
شكلت هذا العذاب
ها أنا اأغزو هذه المساحات المقفرة من جديد ..
ها أنا أنثر المعاني بين ثنايا ألأمكنة الوعرة في هذه
السطوح الحائرة ..
وها هو الكلام يفيض بكل الصدق المتوخى … كما
تفيض المياه في الجداول
وها هي العبارة تنساب لتروي الجدب في هذه الاوراق
اليابسة
فمن أين أبدأ … ؟! فهنالك حكايات وحكايات ..
وهناك ملاحم تسطرت عبر رحلة العمر صعب معها
السرد والتفصيل ..
منذ سنين ليست بعيدة .. كنت ذلك الطفل الذي ساقته يد القدر
لتكون نشأته بين نفسه ونفسه ..
يواسيها كلما خالجه الشعور بالحزن ..
ويحتفي معها كلما ظَفر بلحظة سعادة واحدة ..
ومنذ سنين غير تلك …كنت ذلك الشاب … حيث ريعان الشباب
وحماسته … حيث الطموح والتطلع للمستقبل ..
وحيث بدأت الرجولة اول خطوات لها معه ..
متخبطاً بين ما يراه ، وما تراه الناس من تفاوت في معانيها ..
كنت وحدي اسارق الطمأنينة .. واكابد الأهوال من حولي
وكأنما أستلذ في رفقتها..
واليوم بعد أربعون عاما ونيّف …
ما زلت ‘أعَبر عن هذه الوحدة بقلب مفعم بالأمل ..
وها أنا ما زلت اجد لنفسي مكانا تبوح فيه عما يدور
في خوالجها
وما زلت أضرب الأرض طولاً وعرضاً ..
واستنبط الكلمات واستحضرها لأنثرها هنا على صفحات
دفتري … وما زلت أكتب .. أكتب عني …. وأكتب عني ..
مللاً اضفيه على الآخرين … وأكتب عني … عن ملمات الحياة عليّ ..
عن الآمال والأحزان وكأنها تعني الآخرين
لكنني أكتب أملاً يداعب روحي بالأمل
كلما كتبت…
أكتب املاً بالنسب والعزوة والأهل ..
أكتب لعلي أجد رفيق الروح الذي يَجس‘ نبضات قلبي المجروح
يضمد جرحي النازف فيعوضني فرقة الأهل والأصحاب.