تخطى إلى المحتوى

أربعة أشقاء يلتهمون كل شيء ويصرخون في كل وقت 2024.

  • بواسطة

أربعة أشقاء يلتهمون كل شيء ويصرخون في كل وقت
خليجية

أربعة أشقاء يلتهمون كل شيء ويصرخون في كل وقت

رغم أن الواحد منا يعيش حرا طليقا دون أصفاد ولا سلاسل، إلا أننا في الكثير من المرات نشكو الضيق والحزن والكآبة، يحدث هذا رغم أننا نتمتع بالأكل والشرب والتنقل بكل حرية ونحتك بأصدقائنا ومعارفنا وفوق كل هذا ندرك ما نفعل.. إلا أننا نشتكي دائما، وبالمقابل هناك أشخاص آخرون محرومون من كل النعم التي سبق وذكرناها.. الشروق زارت عينة من هؤلاء "التعساء" ونقلت مآسيهم ومعاناتهم التي لا تنتهي. تنقلنا إلى حي شبوبة التابع لبلدية سيدي مروان شمال ميلة، لنعاين مأساة عائلة تتكون مط®ظ„ظٹط¬ظٹط©1فردا منها 4 أبناء معاقين 100
بالمائة، قادنا إلى هذه العائلة رجل طيب التقى والد الأبناء المعاقين صدفة بأحد المقاهي يندب حظه، وقد ضاقت به السبل. والد تجاوز نصف القرن من العمر وزوجة تكافح لتعيل أبنائها، عندما اقتربنا من بيت السيد مجقال حسين الذي لم نجده مساء ذلك اليوم لأنه خرج إلى عمله كحارس ليلي بإحدى الورشات وكلف جاره باستقبالنا ومرافقتنا خرج علينا هذا الأخير مهرولا قائلا من بعيد من فضلكم أبعدوا سيارتكم من أمام البيت فان رآها حمزة فسوف يحطمها أسرعنا إلى إبعاد السيارة، ثم اقتربنا من المنزل، فتعالت أصوات وصرخات غريبة لم نفهمها هل هي لطيور أم لأشياء أخرى..؟ صوت عال يشبه صوت البوم وصوت السلاسل الحديدية المصطكة لشخص يحاول التخلص من أسره، دخلنا فوجدنا امرأة تبلغ من العمر 30 سنة لكن تجاعيد وجهها توحي بأنها قاربت الستين اسمها حنان مقيدة بسلسلة معدنية إلى أنبوب بزاوية تحت سلالم البيت وهي تحاول فتح القيد بأسنانها وتارة تضرب برأسها إلى الجدار في منظر لم نقدر على تحمله، سألناها حنان ماذا تريدين؟ فنظرت إلينا تحاول أن تفهم ماذا نقول وأمسكت بقيدها وهي تتألم اسم جميل لكن الإعاقة حولته إلى ألم حسب " الشروق" الجزائرية.
تعيش حنان حياة بائسة حيث تربط بالسلاسل الحديدية كالحيوانات وعذرا على هذا التشبيه لكنه حقيقة للأسف، تقول والدتها الخالة فهيمة وهي تذرف الدموع رزقت بـ 4 أطفال معاقين الأولى حنان 30 سنة والثانية حنيفة 28 سنة والثالث حمزة 22سنة والرابع شعيب 19سنة لم يزوروا المدرسة يوما، كما أنني لم أفارقهم ولو لدقيقة واحدة، لم أزر بيت أهلي منذ 9 سنوات بسببهم، مضيفة أن حنان وحمزة اخطر، أبناؤها المعاقون لا يحبون ارتداء الملابس ويقومون بتقطيعها ليأكلوها رفقة أي شيء يجدونه أمامهم .. فهم لا يشبعون من الأكل وبإمكانهم التهام أي شيء يصادفونه أمامهم، حتى أصبح الجيران يتصدقون علينا ببعض الطعام لأكفيهم واسكت أصواتهم المرتفعة عندما يحسون بالجوع، كما أنهم يتحولون إلى أشخاص عدائيين أكثر عندما يجوعون..مردفة لقد أصبحوا يضربونني ولا أستطيع منعهم الآن بعدما كبرت، عندما كانوا صغارا كنت أقدر عليهم أما الآن فما باليد حيلة، أراقبهم في كل لحظة خاصة حنان أقيدها في الليل والنهار رغم أن قلبي يعتصر ألما لرؤيتها لكن ربي يعلم أنني مضطرة لفعل ذلك..وتضيف الخالة فهيمة ..إنهم يأكلون قشور البطاطا والعنب والعجين وعندما أكون بصدد طهي الكسرة فلا بد أن أقيدهم وإلا سيأكلون العجينة كلها قبل طهيها، كما أنهم يحملون كل شيء بأيدهم كالسكاكين وغيرها ويؤذون به من يجدونه أمامهم وحتى أنفسهم …أطفال الجيران حرم عليهم اللعب أمام البيت يخافونهم لكن الحمد لله أن جيراني متفهمين للوضعية وهذا عزائي الوحيد .
خلال تجولنا في شبه البيت وجدنا كل الأبواب الخشبية محطمة تقول الخالة فهيمة أنهم قاموا بتحطيمها أثناء الليل فهم لا ينامون إلا عندما ينهكهم الصراخ ، سألناها كيف يتناولون الطعام فردت كل واحد يأكل وحده فمثلا حنان عندما تضع لها الطعام تقوم بسكبه على الأرض أولا ثم تبدأ بتناوله بواسطة أيديها وأحيانا تلعقه بفمها مباشرة من الأرض، حتى أنها تقضي حاجتها في ملابسها.. لقد أنهكني غسل الملابس الرثة .. أريد من يساعدني بغسالة على الأقل وبعض الألبسة لأنهم يمزقونها يوميا فلا أجد ما أسترهم بها، كما أطلب من المحسنين بعض الحفاظات والأفرشة والأغطية خصوصا أن الشتاء على الأبواب وأنا عاجزة عن توفير كل هذا، لذلك لجأت إلى الشروق عساها تنقل معاناتي للمحسنين فلولا العوز لما اضطررت إلى التشهير بأولادي، سألناها كيف تستطيعين أن تعيلي عائلة مط®ظ„ظٹط¬ظٹط©1فردا رغم العوز فقالت أنا أعمل في الحقول القريبة من المنطقة أقيدهم في زاوية أو اتركهم مع والدهم وأذهب لجني الزيتون أو الطماطم أو البطاطا.. المهم هو توفير بعض المال كما أنني أحضر الكسكسي وأبيعه هذا كل شيء، هي حالة أخرى ومأساة أخرى وصرخة استغاثة للمحسنين وأصحاب الخير وما أكثرهم في بلادنا.

نهر القصص والحكايات

أربعة أشقاء يلتهمون كل شيء ويصرخون في كل وقت
خليجية

الله يكون بلعون
يسلمو دلع ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
يعطيكى الف عافية ع القصة المحزنة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.