آلحٍّمًآمًهٍَ وٍ آلفْيَل 2024.

قصة من كتاب ..( كليلة ودمنة ) .. ( لعبد الله ابن المقفع ) ..

يحكى أن حمامة اتخذت وكراً وباضت فيها على طريق الفيل

وكان للفيل مشرب يتردد عليه

فمر ذات يوم بالوكر فوطئه وهشم البيض وقتل الفراخ

فلما رأت الحمامة ما حل بفرخها طارت فوقعت على رأس الفيل باكيه

وقالت : أيها الملك لم هشمت بيضي وقتلت فراخى وآنا في جوارك

أفعلت هذا استصغاراً منك لأمري

واحتقاراً لشأني

قال : هو الذي حملني على ذلك لوجودهـ في طريقي

فتركته وانصرفت باكيه إلى جماعة الطير

وشكت إليهم ما حل بها وطلبت منهم أن يسرن إلى الفيل ويفقأن عينيه

فذهبن إلى فيل فلم يزلن ينقرن عينيه حتى أصيب بالعمى

وأصبح لا يهتدي إلى طريق مطعمه ومشربه

ثم ذهبت الحمامة إلى غدير فيه ضفادع كثيرهـ

فشكت إليها ما نالها من الفيل

وطلبت منهم أن يذهبوا إلى هوةٍ قريبه منه فينققن ويضججن فانه إذا سمع الأصوات ظنه انه الغدير

فلما سمع الفيل نقيق الضفادع لم يشك في الماء فهوى في الهوهـ

فهلك فيها

وانتقمت منه شر انتقام

وجاءت الحمامة ترفرف على رأسه

وقالت : أيها الطاغي المغتر بقوته المحتقر لأمري

كيف رأيت عظم حيلتي مع صغر جثتي عند عظم جثتك وصغر همتك

همسه في أذنك ..

كـل الحوادث مبدأها من النظـــر ***** ومعظم النار من مستصغر الشرر
*
*
لا تحقرن صغيراً في مخاصمـــــة ***** إن البعوضة تدمي مقلة الأســـد

أتمنى تعجبكم