تخطى إلى المحتوى

الجود 2024.

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلقة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً، الذي له ملك السموات والأرض ولم يتخذ ولداً ولم يكن له شريك في الملك وخلق كل شيء فقدره تقديراً، واتخذوا من دون الله آلهة لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.
أشهد أن لا إله إلا الله وأَشهدُ أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
هدى الله به الإنسانية، وأنار به أفكار البشرية، وزعزع به كيان الوثنية، وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
يقول الله تبارك وتعالى: ((أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ الله وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَالله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)).
أفمن أسّس حياته ومستقبله على تقوى من الله، وعلى رضوان من الله، وعلى خوف من الله، وعلى خشية من الله.. خير، أمَّن أسّسه بنيانه على معصية، وتمرُّد وعدوان لحدود الله، وانتهاك لحرمات الله؟
ومن سنن الله الكونية الخلقية والشرعية الأمرية: أن ينصر أولياءَه، وأن يحفظ أحبابه، وأن يؤيد عباده.
ومن سننه كذلك: أن يخذل أعداءه، وأن ينبذ من نابذه، ومن حاده.
ولذلك: (لما أتى صلى الله عليه وسلم من غار حراء خائفاً وجِلاً عندما رأى جبريل عليه السلام في صورته؛ قالت له خديجة رضي الله عنها وأرضاها: كلا والله لا يخزيك الله أبداً.
لماذا؟
قالت: إنك لتصل الرحم، وتقري الضيف، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحقّ). (1)
فاستدلَّت بحسن فعائله وبجميل صنعه على أنَّ الله لا يخزيه أبداً.
هل رأيتم متصدقاً أخزاه الله؟
هل رأيتم صادقاً أخزاه الله؟
هل رأيتم صالحاً محسناً أخزاه الله؟
إنما يخزي الله أعداءه ومن حادَّه من أهل المعاصي، وأهل الفواحش، وأهل السيئات.
والله عز وجل ذكر أهل البر وأهل المعروف، فقال: ((مَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَالله يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَالله وَاسِعٌ عَلِيمٌ)).

ولم أرَ كالمعروف أما مذاقهُ فحلوٌ وأما وجههُ فجميل

يقول ابن القيم رحمه الله: والجود منازل ودرجات، أعظمها الجود بالنفس.
أرأيت إنساناً يجود بنفسه لمرضاة الله؟
فهل هناك أعظم منه؟
لا والله.
فيا من بخل بدرهمه وديناره: أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم جادوا بأنفسهم وأرواحهم في سبيل الله.

يجود بالنفس إن ضنَّ البخيل بها والجود بالنفس أغلى غاية الجود

أتى الصحابة إلى بدر و أحد ، وما عندهم مال، ولا عقار، ولا درهم، ولا دينار، فاستقبلوا القبلة متوضئين، ورفعوا سيوفهم شاهرين ظاهرين مُقْبِلين، وقالوا: يا رب لا نملك من الدنيا قليلاً ولا كثيراً، وإنما نملك نفوسنا وقد أهديناها إليكَ فتقبَّلها منَّا.

ومن الذي باع الحياة رخيصة ورأى رضاك أعز شيء فاشترى

أمَن رمى نار المجوس فأُطفأت وأبان وجه الصبح أبيض نيِّرا

ومن الذي دكوا بعزم أكفهم باب المدينة يوم غزوة خيبرا

هم: خالد بن الوليد ، و صلاح الدين ، و طارق بن زياد ، و محمود بن سبكتكين ، ومن أمثالهم من الذين قالوا لله بلسان حالهم: يا رب، نحن فقراء ما عندنا مال، ولا عقار، وما عندنا قصور ولا سيارات، وما عندنا ملابس ولا مشروبات ولا مرطبات، لكن هذه نفوسنا قدَّمناها لك.

أرواحنا يا رب فوق أَكفِّنا نرجو ثوابكَ مغنماً وجوارا

قال ابن القيم : ومن الجود: الجود بالعلم، وهو من أشرف الجود.
فيا دعاة الإسلام، ويا طلبة العلم، ويا حملة الدكتوراه والماجستير، ويا من تفنن في أساليب التفنن العلمية، والتخصصات الشرعية: الأُمة ماتت جهلاً وتخلفاً وعامية، فمن ينقذها بعد الله إلا أنتم؟
((وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ))، اشتروا به مناصب، ووظائف، وتكدسوا في بيوتهم، وتركوا الأمُة غارقة في الجهل، وفي الخرافة، وفي الشرك (فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ).
ويقول سبحانه: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)).
كم من الأساتذة في بلادنا؟
كم من العلماء؟
كم من الدعاة؟
ألوف مؤلفة، ومع ذلك بعض القرى تعيش جاهلة بأحكام دينها الضرورية: كالصلاة، والصوم، وأمور الطهارة.
وانظر إلى أهل الباطل كيف بذلوا علمهم الباطل وعلمهم المتخلِّف وتكلموا وحاضروا وأنتجوا.
لكن أهل الحق في خجل من أن يدافعوا عن حقهم ويوزِّعوا حقهم.
ومن الجود:
الله المستعان

اسال الله ان يحرم وجهك على النار
تميزت بما طرحت الله لا يحرمك الاجر
امين يارب العالمين
اللهم اني اسالك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك
اللهم امين يارب العالمين
دمت بحفظ الرحمن
نواف …

جزاك الله خير الجزاء

اللهم ارزقها مع كل خفقة قلب فرجا

ومع كل طرفة عين مخرجا

ومع كل صباح مشرق عفوا

ومع كل مساء هادىء صفوا

ومع كل ركعة استقرارا وأمنا

ومع كل لحظة عافية وسترا

ومع كل دعاء استجابة ورزقا

آمــــيـــن

خليجية

يسلمو يالغلا على طر الموضوع
القيم والمفيد والرائع
بروعت حضورك يالغلا
الله يعطيك الف عافية
وجعلها ربي في موازين حسناتك
وشفاعة لك يوم القيامة
سلمت يدااااك يالغلا
خليجية

خليجية

جزاك الله خير على الطرح

كتب لك الخير الكثير في الدنيا والاخره

يعطيك العافية

يسلمك ربي

تحيتي

جزاكـ الله كل خير

وجعلها في ميزانـ حسناتكـ

يعطيك الف عافيه

تحيتي لك

جزاك الله كل خير

خليجية

جزاك الله خير على هالكلام الطيب وجعله الله في ميزان حسناتك
اختك دمعة نهر

يسلموو على الطرح الرائع
الله يجزاك خير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.