قال تعالى : {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} (الحشر:21)
تتضح عظمة القرآن الكريم من ملاحظة عدة أمور:
1-أنه هو كلام الله عز وجل فيكون فضله وعظمته على كلام المخلوقين كفضل الخالق على المخلوق كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: (فَضْلُ الْقُرْآنِ عَلَى سَائِرِ الْكَلَامِ كَفَضْلِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ) فلا يدانيه أي كلام آخر لنبي أو وصي نبي.
2-أنه المتكفل لهداية البشر وإخراجهم من الظلمات إلى النور ونيلهم للسعادة العاجل والآجل:
قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ}
وقال تعالى : {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}
وقال تعالى: {هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِين}
وقال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ}
3-دستور الأمة التي يجب أن تطبقه وتهتدي بهديه وتمتثل بأوامره وتنتهي بنواهيه.
4-أنه صمام الأمان للأمة عن الاختلاف والتنازع إذا تمسكت به؛ قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
5 أنه سبب لنزول الرحمة على الأمة فيما إذا قرؤوه واستمعوا له وعملوا به؛ قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
وقال تعالى: {وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَاباً مَسْتُوراً}
6-القرآن فيه خير الدنيا والآخرة: فقد روى الْحَارِثُ الهمداني قال دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فإذا أُنَاسٌ يَخُوضُونَ في أَحَادِيثَ فَدَخَلْتُ على عَلِيٍّ فقلت ألا تَرَى أن أُنَاسًا يَخُوضُونَ في الْأَحَادِيثِ في الْمَسْجِدِ؟.
فقال : قد فَعَلُوهَا .
قلت : نعم .
قال أَمَا إني سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يقول سَتَكُونُ فِتَنٌ قلت: (وما الْمَخْرَجُ منها) قال: (كِتَابُ اللَّهِ، كِتَابُ اللَّهِ فيه نَبَأُ ما قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ ما بَعْدَكُمْ، وَحُكْمُ ما بَيْنَكُمْ، هو الْفَصْلُ ليس بِالْهَزْلِ، هو الذي من تَرَكَهُ من جَبَّارٍ قَصَمَهُ الله، وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى في غَيْرِهِ أَضَلَّهُ الله؛ فَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ، وهو الذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وهو الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وهو الذي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ، ولا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ، ولا يَشْبَعُ منه الْعُلَمَاءُ، ولا يَخْلَقُ عن كَثْرَةِ الرَّدِّ، ولا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وهو الذي لم يَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ أن قالوا {إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} هو الذي من قال بِهِ صَدَقَ، وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ، وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ، وَمَنْ دَعَا إليه هدى إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، خُذْهَا إِلَيْكَ يا أَعْوَرُ)
وهذه الآية المباركة تتحدث عن عظمة القرآن الكريم فبعد أن تحدث المولى سبحانه عن فِرَق المنافقين والمشركين والمنحرفين ومن كان غافلاً عن الله أراد القرآن أن يعالج تلك الانحرافات الموجودة بالفعل في زمن الرسول صلى الله عليه وآله أو التي تأتي في المستقبل ولا شك أنه بعد رحلة الرسول إلى عالم الملكوت سوف يصعب علاجها حيث عوامل الانحراف سوف تتعدد وتتطور وتتعمق والمعالجون سوف يواجهون مختلف الصعوبات في الدعوة إلى الله ويصبحون أقل كفاءة من النبي والأئمة الأطهار عليهم السلام، والسبيل الوحيد لعلاج تلك الانحرافات هو القرآن الكريم فإنه شفاء للأمراض الجسدية القالبية والأمراض القلبية والروحية ولكن لمن يؤمن به ويستشفي به فهو كتاب شفاء من كل الأمراض التي تستعصي على الأطباء بل ويستحيل علاجها قال تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَاراً} فغير المؤمن به لا يفيده ولا يزيده إلا خسارة.
َقَالَ (ص): الْقُرْآنُ غِنًى لَا غِنَى دُونَهُ وَلَا فَقْرَ بَعْدَهُ.
وَقَالَ (ص): الْقُرْآنُ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مَأْدُبَتَهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ حَبْلُ اللَّهِ وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ فَاقْرَءُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلَاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَاحِدٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ وَلَامٌ وَمِيمٌ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً.
وَقَالَ عليه السلام الْقُرْآنُ أَفْضَلُ كُلِّ شَيْءٍ دُونَ اللَّهِ فَمَنْ وَقَّرَ الْقُرْآنَ فَقَدْ وَقَّرَ اللَّهَ وَمَنْ لَمْ يُوَقِّرِ الْقُرْآنَ فَقَدِ اسْتَخَفَّ بِحُرْمَةِ اللَّهِ وَحُرْمَةُ الْقُرْآنِ عَلَى اللَّهِ كَحُرْمَةِ الْوَالِدِ عَلَى وُلْدِه
فالآية المباركة التي ابتدأنا حديثنا بها تتحدث عن عظمة القرآن الكريم وأنه لا يقاس به غيره في تلك العظمة وأنه كلام الله العظيم وأنه المتصدي لعلاج الانحرافات الموجودة عند الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور
لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ
طرح فى منتهى الروعه
جزاكى الله عنه خير
تسلمى ست البنات
تحياتى
تسلمي ست البنات
يعطيكي العافية اختي
ودي
جزاكـ الله الف خير
بارك الله فيك ,, ونفع بك
يعطيك العافيه
احترامي
اسمحيلي يا اختي انقل الموضوع الي القسم المناسب
جزاكم الله خيرا وجعل ذالك في موازين حسناتكم
يسلمووو على مرورك الكريم
دومتو بكل خير
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
يسلموووو دندونه
يعطيكى الف عافيه