السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لقد اسلمت ام سليم رضي الله عنها و كان زوجها مالك والد انس مازال كافراو ذات مرة سمع مالك زوجته و هي تردد بعزيمة اقوى من الصخر اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله خرج من البيت غاضبا فلقيه عدو له فقتله و لما علمت ام سليم بقتل زوجها احتسبت و قالت لا جرم لا افطم انسا حتى يدع الثدي و لا اتزوج حتى يامرني انس .
وذهبت ام انس الى الرسول صلى الله عليه و سلم على استحياء و عرضت عليه ان يكون انسا خادما عنده فرحب و اقر عينها بذلك و مضى الناس يتحدثون عن انس بن مال وامه باعجاب و تقدير و يسمع ابو طلحة بالخبر قيتقدم للزواج من ام سليم و يعرض عليها مهرا غاليا الا انا المفاجاة اذهلته و عقلت لسانه عندما رفضت ام سليم كل ذلك بعزة و كرامة و هي تقول انه لا ينبغي ان اتزوج مشركا ام تعلم يا ابا طلحة ان الهتكم ينحتها ال فلان و انكم لو اشعلتم فيها نارا لاحترقت .
فاحس ابو طلحة بضيق شديد فانصرف وهو لا يكاد يصدق مايرى و يسمع لكنه عاد في اليوم التاي يمنيها بمهر اكبر و عيشة رغيدة عساها تلين و تقبل .
و لكن ام سليم الداعية اللبيبة الذكية التي ترى الدنيا تتراقص امام عينيها حيث المال و جاه و الشباب و تشعر بان قلعة الاسلام في قلبها اقوى من كل نعيم الدنيا فقالت بادب و لطف و الله مامثلك يا ابا طلحة يرد و لكنك رجل كافر و انا امراة مسلمة و لا يحل لي ان اتزوجك فان تسلم فذاك مهري و لا اسالك غيره .
لقد هزت هذه الكلمات اعماقه و ملات كيانه فقد تمكنت ام سليم من قلبه تماما فليست هي المراة اللعوب التي تنهار امام المغريات انها المراة العاقلة التي تفرض و جودها و هل يجد خيرا منها تكون زوجا له و اما اولاده .
فالقى الله الاسلام في قلبه و احس بعظمة هذا الدين الذي يجعل تلكم المراة لا تتاثر بمغريات الدنيا و زينتها بل انها تستعلي بايمانها فوق ذلك كله فاراد ابو طلحة ان يعلن اسلامه فقال لها فمن لي بذلك ؟ قالت النتبي صلى الله عليه و سلم فانطلق يريده فقال النبي صلى الله عليه و سلم جاءكم ابو طلحة و غرة الاسلام بين عينيه ماشعر الا و لسانه يردد انا على مثل ما انت عليه اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمد رسول الله .
فالتفتت ام سليم الى ابنها انس و هي تقول بسعادة بالغة بعد ان هدى الله على يديها ابا طلحة قم يا انس فزوج ابا طلحة … فزوجها و كان صداقها الاسلام .
و بذلك قال ثابت راوي الحديث عن انس فما سمعنا بمهر كان قط اكرم من مهر ام سليم الاسلام اي كان مهرها الاسلام و منذ تلك اللحظة عاش ابو طلحة رضي الله عنه فر رحاب الوحي و نوره و خالط الايمان شغاف قلبه حتى احس و كانه اسعد انسان في دنيا بايمانه بل و تعيش في بيتنه امراة من اهل الجنة ..
فقد قال صلى الله عليه و سلم ذات مرة دخلت الجنة فسمعت خشفة بين يدي فقلت ماهذه الخشفة ؟ فقيل الغميصاء بنت ملحان و الغيمصاء بيت ملحان هي ام سليم رضي الله عنها …
و سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ولا تحرمينا من جديدك وتقبل مروري..