لماذا قدم الاسلام البر بالام عن الاب؟
قدم الاسلام الأم بالبر علي الأب لسببيــــــن
وجاء ذلك صريحا في قوله تبارك وتعالي
ووصينـا الانسـان بوالديـه حملتـه أمه وهنا علي وهن
وفصاله في عامين أن أشكر لي ولوالديك والي المصير
(لقمان:14)
أولا : أن الأم تعاني بحمل الابـن
( سواء كان ذكرا أم أنثي )
وولادته وارضاعه والقيام علي أمره وتربيته أكثر مما يعانيه الأب ،
ثانيا : ان الأم بما فطرت عليه من عاطفة وحب وحنان …
أكثر رحمة وعناية واهتماما من الأب ..
فالابن قد يتساهل في حق أمــــــه عليه لما يري من ظواهر عطفها ورحمتها وحنانها
لهذا أوصت الشريعة الاسلامية الابن بأن يكون أكثر برا بها ، وطاعة لها حتي لا يتساهل في حقها ،
ولا يتغاضي عن برها واحترامها واكرامها ومما يؤكد حنان الأم وشفقتها ان الابن مهما كان عاقا لها ،
مستهزئا بها ، معرضا عنها .. فانها تنسي كل شيء حين يصاب بمصيبة أو تحل عليه كارثه
وعن أبي هريرة رضي الله عنها قال
جاء رجل الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال
يارسول الله : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟
قال : أمـك.
قال: ثم من ؟
قال: أمـك.
قال : ثم مـن ؟
قال : أمـك.
قال : ثم من ؟ قال: أبـوك
( متفق عليه)
والصحبة والمصاحبة هي الرفقة والعشرة ، وأولي الناس بحسن المصاحبة وجميل الرعاية ،
ووافر العطف والرفقة الحسنة هي الأم التي حملـــت وليدها وهنـا علي وهـن
قال القرطبي: ان هذا الحديث يدل علي أن محبة الأم والشفقة عليها فينبغي أن تكون ثلاثة أمثال محبة الأب ،
وذلك أن صعوبة الحمل ، وصعوبــــــة الوضع ، وصعوبة الرضاع تنفرد بها الأم دون الأب ،
فهذه ثلاث مشقات يخلو منها الأب
وكـان من أشد ما يؤلم النبي صلي الله عليه وسلم أن يسمع الرجل يعير الرجل بأمه.
ولا يستطيع انسان أن يحصي أو يقدر حق الآباء والأمهات علي الأبناء
,
ولو استطاع الأبناء أن يحصوا ما لا قاه الآباء والأمهات في سبيلهم لا ستطاعوا احصاء ما يستحقونه من البر والتكريم
ولكنه أمر فوق الوصف
خاصة ما تحملته الأم من حمل ، وولادة . وارضاع . وسهر بالليل ،
وجهد متواصل بالنهار في سبيل الرعاية المطلوبة
تتلـوي الأم وتحزن لمرض وليدها ( سواء كان ذكرا أم أنثي )
وتغيب بسمتها ان غابت ضحكته ، وتذرف دموعها ان اشتد توعكه ،
وتحرم نفسهـا
من الطعام والشراب ان صام عن لبنها ، وتلقي نفسها في النار لتنقذ وليدها ،
وتتحمل من الذل والشقاء أمثال الجبال كي يحيا ويسعد ،
وتمــــوت راضية اذا اشتد عوده ولو كان علي حساب صحتها وقوتها وسعادتها
تتحمـل في سبيله أي اساءة أو اهانة ففرحه هو فرحها ، وابتسامته هي ابتسامتها ، وبكاءه هو بكاءها ،
تضحي بأي شيء مهما كان قدره من أجله في ما يرضي الرب،
وفي سبيل اسعاده.. تنسي آمالها وطموحها كي يحيا ويسعد ويهنأ بالا
يرقص قلبها اذا ضحك وليدها ( ذكرا كان أم أنثي) ، ولا تسعها الدنيا نشوى اذا حبا أو مشي ،
وتسمع نغم الدنيا في كلمته ، وتري الحياة كلها نورا
وجمالا وهي تراه يلعب مع رفاقه أو الي المدرسة يذهب لتلقي العلم والمعرفة ، وهكذا تعيش له ومعه ،
وهي تنتظر الأيام الحاسمة في حياتها وحياته حين ينجح ويكسب ويتزوج ..
هل يكون لها في ابنها أو ابنتها نصيب أم كل جهودها وتضحياتها وآمالها تذهب أدراج الرياح
هـذه هي الأم ، لذلك جعل الله الجنة تحت قدميها ، وجعل حقها علي الأبناء ثلاثة أضعاف حق أبيهم عليهم
الام
وما أدراك ما الأم .. إنها إحساس ظريف .. وهمس لطيف .. وشعور نازف بدمع جارف ..
الأم
..
جمال وإبداع .. وخيال وإمتاع .. وجوهره مصونة ولؤلؤه مكنونه ..
الأم
..
كنز مفقود لأصحاب العقوق .. وكنز موجود لأهل البر والودود ..
الام
تبقي كما هي .. في حياتها وبعد موتها .. وفي صغرها وكبرها ..
فهي عطر يفوح شذاه .. وعبير يسمو في علاه .. وزهر يشم رائحته الأبناء ..
وأريج يتلألأ في وجوه الآباء.. ودفء وحنان .. وجمال وأمان ..
ومحبه ومودة .. ورحمه وألفه .. وأعجوبه ومدرسه ..
وشخصيه ذات قيم ومبادئ .. وعلو وهمم ..
وهي المربية الحقيقية لتلك الأجيال الناشئة
الام
هي قسيمه الحياة .. وموطن الشكوى .. وعماد الأمر .. وعتاد البيت ..
ومهبط النجاة .. وهي آية الله ومنته ورحمته لقوم يتفكرون
..
صفاء القلب ونقاء السريرة .. ووفاء وولاء .. وحنان وإحسان ..
وتسليه وتأسيه .. وغياث المكروب ونجده المنكوب .. وعاطفة الرجال ومدار الوجدان ..
وسر الحياة .. ومهاج الغضب .. ومقعد ألألفه .. ومجتلى القريحة .. ومطلع القصيدة ..
وموطن الغناه .. ومصدر الهناء ومشرق السعادة
..
الام
أشد أمم الأرض بأسا .. واسماها نفسا .. وأدقها حسا ..
وأرسخها في المكرمات أقداما .. وارفعها في الحادثات أعلاما ..
واقرها في المشكلات أحلاما .. وأمدها في الكرم باعا وأرحبها في المجد ذراعا
..
الام كوكب مضي ء بذاته .. ويسمو في صورته وسماته ..
وأجمل بلسما في صفاته ولها منظرا أحلى من نبراته .. ونفس زكيه طاهرة بصلاته ..
وجسما غريباً يبهر في حجابه .. وعيوناً تذرف الحب بزكاته .. جدها عبرة ..
ومزحها نزهة .. نخلة عذبة .. وشجرة طيبة .. ومخزن الودائع .. ومنبع الصنائع
الام
.. نعم الجليس .. وخير الأنيس ..
ونعم القرين في دار الغربة .. ونعم الحنين في ساعة القربة
.
الله يرزقنا برهم والاحسان اليهم
جزاك الله خيرا نواره
وجعله في ميزان حسناتك
طرح رائع وقيم
الثريا وجزاكِ بالمثل عيونى
يسلمووو علي المرور الراقي
امين يارب العالمين
ولك بالمثل عيوني فزه
الروعه كانت بحضورك عيوني