لاتهملوا الموعظة
د. محمد بن عبدالله الدويش
إن النفوس تصيبها القسوة والغفلة، وتبتعد القلوب عن الله وتتعلق بالدنيا وما فيها، ويلابس الناس الذنب والمعصية، فيحتاجون للتذكير والوعظ.
ومن يتأمل سنة النبي صلى الله عليه و سلم يرى أنه كان يعنى بالموعظة، وكان كثيراً ما يذكِّر أصحابه ويرقق قلوبهم، ولم تكن الموعظة خاصة بأولئك حديثي العهد بالإسلام والتوبة، ولا بالمقصرين المخلطين، إنما كانت هدياً راتباً له صلى الله عليه و سلم يتخول بها أصحابه.
عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله؛ كأنها موعظة مودع فأوصنا".
ويصف حنظلة الأسيدي وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم مجالسه صلى الله عليه و سلم فيقول: "لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة قال:سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا كثيراً، قال أبو بكر فوالله إنا لنلقى مثل هذا".
وحين دفن النبي صلى الله عليه و سلم أحد أصحابه جلس على القبر وهو لما يلحد فوعظ أصحابه موعظة بليغة وذكر لهم ما يلقاه العبد بعد موته من أحوال البرزخ وأهواله".
وفي خطبه الجمعة كان صلى الله عليه وسلم يعنى بهذا الأمر؛ فعن أم هشام بنت حارثة بن النعمان قالت:ما حفظت (ق) إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنورنا وتنور رسول صلى الله عليه و سلم واحدا".
وقد أخبر تبارك وتعالى عن عباده المتقين وأنهم بحاجة إلى تعاهد النفوس ورعايتها، فقال (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ* وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ). [آل عمران: 133- 135].
بل أخبر صلى الله عليه و سلم عن نفسه فقال: "إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة".
فإذا كانت هكذا نفوس المتقين الذين بلغوا الرتب العالية والمنازل الرفيعة، فكيف. ممن هم في ونذلك بكثير؟ كيف بنا اليوم ونحن نعيش عالماًَ مليئا بالفساد والمنكرات، ونلابس ونواقع كثيراً منها صباح مساء، ناهيك عن الاستغراق في فضول المباحات والوقوع في المشتبهات، وهذه دائرة ربما لم نفكر فيها لأنا لم نتجاوز ما قبلها.
فلئن كان الرعيل الأول وخير القرون يتعاهدهم نبيهم صلى الله عليه و سلم بالوعظ والتذكير، ويتخولهم بها، ويسمعون منه كل جمعة ذلك، فكيف بجيلنا نحن؟ بل وكيف نتصور بعد ذلك أن المواعظ إنما هي لفئات خاصة من حديثي العهد بالاستقامة والتوبة، أما الدعاة ومن قطعوا شوطا في الطريق فهم في غنى عن ذلك كله، وهم بحاجة للحديث عن القضايا الفكرية والدعوية والمسائل الساخنة!.
منقول
بـــــــــارك الله فـــيـــــــــك
يعطيــــــــــك الف الف عافيـــــــــه
عطرتى الطرح بحضورك الراقى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ونور قلبك بنورة تعالى
تحيتي
موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .
عطرتى الطرح بحضورك الراقى
تشرفت بحضورك الراقى
وبارك الله فيـــــــــــــك
تقبل مروري
عطرت الطرح بحضورك الراقى
باركـــ الله فيك اخووي اسلام
جزاك الله الجنة على تقديمكــ هذا الموضوع
الى الامام دووووم
تحيتي