قصة أبو المفقودين الذي اغتُصب ابنه وضاعت ابنته
«أبو المفقودين»: الولد اغتصبوه فى السجن فقرر «ياخد حقه بإيده».. والبنت اختفت من المترو فى يوم «الداخلية»
نزل «عمرو السيد»، ابن الـ20 سنة، إلى الشارع ليشارك فى جمعة الغضب عندما رأى الاشتباكات فى التليفزيون، فتم خطفه فى ميدان التحرير من قبل أمن الدولة ووُضع بسجن وادى النطرون لمدة 7 أشهر، وهناك ذاق العذاب ألوانا، حيث تم ضربه وسحله وكهربته واغتصابه دون توجيه اتهامات محددة له، وعندما خرج من المعتقل لم يعد للمنزل حيث قرر أن يأخذ حقه بيده، بينما فُقدت أخته «سماح السيد»، 18 عاما، التى اعتادت الذهاب مع والدها للميدان فى أحداث وزارة الداخلية فى شهر فبراير، فى حين لم تصبح السجون والمستشفيات والمشارح مكانا للسؤال عن المفقودين، وبقى الأمل لوالدها فى إشارات المرور ومحطات المترو.
والد عمرو وسماح تحدث بكل حزن وألم عن فقد والديه نور عينيه كما يقول، ليكشف ملابسات ما تم فى لحظة فارقة من عمر الوطن، تشابكت فيها الأحداث وتعقدت فيها الأمور واستحالت على الفهم بين البسطاء والمستضعفين فى الأرض.
* هل كان عمرو مشاركا فى الثورة عندما تم اختطافه يوم جمعة الغضب؟
– يوم 28 يناير كان بيتفرج على المظاهرات فى التليفزيون، وعندما بدأ الضرب والاشتباكات مع الداخلية، قرر أن ينزل ليقف مع الناس اللى بتنضرب بوحشية فى الميدان، بعدها أخته كلمتنى وقالت لى إنه نزل المظاهرات، فتركت الشغل وجريت عشان أروح وراه، ولما وصلت كوبرى الجلاء لم أقدر على الاقتراب ولا الدخول للميدان فقد كانت معارك الكر والفر بين المتظاهرين والأمن على أشدها.
* بعد مرور أيام على اختفائه، كيف بدأت رحلة البحث عن عمرو؟
– لما ابتدينا ندور عليه ونطرق كل الأبواب الرسمية لم أر أى أسرة تبحث عن أولادها مثلنا، ومجلس الوزراء أعلن أن المفقودين فى الثورة وصل عددهم إلى 1300 حتى التنحى، وكان المسئولين عن ملف المفقودين فى حكومة عصام شرف اتنين، اسمهم سيد أبوبيه وأحمد حمدى، قالوا لى إن هناك 19 جثة لمسجونين فى المشرحة، وإن عمرو محتمل يكون ضمنهم، واخترت جثة واحدة شكلها قريب من جسم عمرو لكن ملامحها لم تكن واضحة، وعملت تحليل الـDNA بس طلعت مش هى، ولفيت على سجون ومستشفيات ومشارح الإسكندرية والسويس دون فائدة، ولما طلبت من النيابة إنها تستعلم عن رقم ابنى فى شركة الاتصالات بس قالوا لى «الرد سيكون سريا»، إزاى سرى على أبوه؟! وبصراحة رؤساء النيابات كانوا مكبلين وشوفت فى عينيهم الدموع وهما مش عارفين يجاوبوا على أى سؤال.
* هل لجأت أثناء البحث عن عمرو لطرق أخرى غير رسمية؟
– كنت دائما موجودا فى ميدان التحرير وشاركت فى كل الأحداث، حتى لما الناس كانت بتمشى كنت بافضل قاعد ومعلق صورة لعمرو على صدرى، واتخانقت كتير مع بتوع 6 أبريل وباقى الناس اللى فى الخيام جوه الميدان لأن الأضواء متركزة عليهم، وعشان يبقى فيه اهتمام بالمفقودين ومن وراء اختفائهم، وعشان تكون الثورة نجحت بجد، ولجأت لمنظمات حقوق الإنسان وكل اللى بيطلعوا فى التليفزيون، بس كل كلامهم كدب.
* لماذا؟
– أى إعلامى كان بييجى ياخد معلومات ولما تكلمه تانى لا يرد، بيطلعوا فى التليفزيون ويتكلموا عن الثورة ويجتمعوا هنا مع المجلس العسكرى وهناك مع كدابين ومنافقين، محدش بيساعد اللى جنبه، وحتى جمعيات حقوق الإنسان، كله بيعمل دعاية عشان يجمع تبرعات، إيه مصلحة الدكتور محمد أبوالغار مثلا عشان يطلع فى التليفزيون يقول إنه عمل جمعية لمفقودى الثورة، ولما أكلمه يقولى مفيش جمعيات وينكرها؟! كله بيشتغل لنفسه، رغم إنهم مش محتاجين.
ابنى اتحبس 7 شهور فى وادى النطرون ولما رجع متمسك بالانتقام.. وبعدها قرروا ينتقموا منى فى بنتى
* إذن.. كيف رجع عمرو؟
– كنت خلاص فاقد الأمل لأنه كان عدى 7 شهور، لحد يوم 17 يوليو 2024، لقيت التليفون بيرن وبلال صاحب عمرو بيقولى: «عندى ليك خبر بمليون جنيه، عمرو عندى»، رحنا خدناه من عند بلال وبعد يومين من رجوعه بدأ يتكلم، وعرفت إنه كان معتقل من قبل أمن الدولة فى سجن وادى النطرون.
* ما الذى قاله عمرو عن طريقة اختطافه؟ وما الذى رآه أثناء اعتقاله؟
– قال إن أفرادا من أمن الدولة كانوا لابسين زى مدنى اختطفوه فى شارع متفرع من محمد محمود يوم 28 يناير، وخدوه على مبنى وزارة الداخلية فى لاظوغلى 9 أيام، ثم تم نقله إلى مكان آخر عرف بعد ذلك أنه سجن وادى النطرون، وقال إنه كان محبوسا مع شاب آخر اسمه «ياسر» من البساتين، بس كانوا بيفرقوهم عن بعض وقت التعذيب.
* هل تم التحقيق معه طول مدة الاعتقال؟
– لا.. قال لى إنه لم يكن يستطيع رؤية أى شخص سوى ياسر والجلادين الذين يقومون بتعذيبهما فقط، وكان يتم هتك عرضه وتعذيبه بشكل يومى، وإنه لم ير أى ضابط ولم يتم التحقيق معه أو توجيه أى اتهامات ضده، وبعدها أطلقوا سراحه من غير أى مقدمات بسبب الضغط الإعلامى، وخرجوه بشورت وفانلة، وكمان مش معاه ولا ورقة تثبت أنه كان معتقل عشان نرفع قضية تجيب حقه، بس يا ريته ما رجع طالما بالمنظر ده، رجع عشان يضيع تانى.
* لماذا اختفى للمرة الثانية وترك المنزل؟
– قعدت اتكلمت معاه بعد ما رجع البيت، بس كلامى لم يعجبه وكان سببا فى أنه يمشى من البيت؛ عشان قلت له إن فيه ثورة حصلت وإن حقه هيرجع عن طريقها، لكن هو كان عايز ياخد حقه بإيديه، وكلمنى بعد 10 أيام وقال: «سامحنى يا بابا.. أنا عايز آخد حقى بإيدى»، ومن وقتها معرفش عنه حاجة، وجه اختفاء أخته سماح عشان يكمل علىّ.
* كيف فُقدت سماح؟
– بيربونى فى بنتى، لم يكفهم ما حصل لعمرو، عشان أنا كنت بشارك فى كل الأحداث فى التحرير وكانت سماح معايا، وكنت أنتقد المجلس العسكرى والداخلية بشكل واضح، ويوم 2 فبراير وقت أحداث وزارة الداخلية، أوصلتها لمحطة أنور السادات عشان ترجع البيت، ومن وقتها اختفت، وبحثت عنها فى المستشفيات والسجون دون فائدة، وتليفونها من يومها مغلق.
* ماذا تفعل حالياً من أجل التوصل إلى مكان سماح؟
– بانزل أركب المترو من أوله لآخره وأدور عليها وسط الناس، أو أركب الأتوبيس وأدور عليها، وظروفنا المادية صعبة قوى، ساعات كمان لا أجد فلوس المواصلات فأبكى حرقة لأنى ما باقدرشى أبحث عن بنتى، ولو الثورة دى قامت تانى أنا مش هنزل، عشان أنا شوفت السواد فيها ومحدش يستاهل.
قصة أبو المفقودين الذي اغتُصب ابنه وضاعت ابنته
يسسلمو احمد ..
قصة أبو المفقودين الذي اغتُصب ابنه وضاعت ابنته
يسسسسسسسلمو على المرور
قصة أبو المفقودين الذي اغتُصب ابنه وضاعت ابنته
يسسسسسسلمو عاشقه