الفن ليس الا اسلوب حياة واسلوب حياة الانسان عبارة عن عمليتى انعكاس وخلق لا تنفصمان بعضهما عن بعض لان الانسان
ليس منعزلا وعندما تواتية فرصة التفتح والانطلاق فانة يتحول الى عالم صغير يحمل فى طياتة ثقافة الجنس البشرى السابقة علية
اما حاضرة فيتمثل فى وجود عصرة فى كيانة انة يعيش حياة جامعة تجعل من حدوث انهيار فى سوق الاوراق المالية فى نيويورك
او انعقاد مؤتمر فى موسكو او قيام اضراب فى اسبانيا مسائل شخصية تمسة انها لحياة جامعة تاكل فى كفها كل دروب الدنيا.
ان بيكاسو انسان وهذا الانسان مصور يحمل العالم فى جنباتة واعمالة تحول العالم المفروض علينا الى عالم يقيمة .
لقد سيطر تصوير بيكاسو على القرن العشرين الذى انقضى وان بيكاسو تعلم كيف يقرا قانون هذا العصر بلغتة التشكيلية وقد تفاوتت
اعمالة بين الازرق والوردى وبين التكعيبية والكلاسيكية وبين لوحة (جرنيكا) والنقوش الزخرفية فى لوحة (نشوة الحياة) وبين العالم
المفروض علينا والعالم الذى بينة وبين الجذب والطرد.
لم يقدم لنا بيكاسو صورة منقولة او مثالية لهذا العصر كما لم يشوهة ايضا .
لم يكتف بتغيير التصوير فحسب بل ساهم ايضا فى تغيير اسلوبنا فى الرؤية وحركة عيوننا وايماءات ايدينا.
اعاد بيكاسو طرح قضية الجمال من جديد وناقش الاصطلاحات التقليدية والنظم المتعارف عليها.
ان بيكاسو عبقرية غير مخيفة بل نحن بصدد طفل نابغة استطاع وهو فى الثامنة من عمرة ان يستوعب حرفايات الرسم الاكاديمى
وتمكن من التصوير بالزيت وهو فى العاشرة وقد عالج فى يوم واحدوهو فى الرابعة عشرة من عمرة موضوع امتحان القبول
بمدرسة الفنون الجميلة ببرشلونة فى حين ان زملاؤة منحوا شهرا لانجاز العمل نفسة.
استوعب فى السادسة والعشرين كل تجارب التصوير علية على ان بيكاسو لم يستنتج من ذلك ان كل هذة التجارب كانت
عدمها بل اكد العكس ….ان نوعية الصور تتوقف على كمية الماضى التى يحملها فى جنباتة وقد اتجة بيكاسو باعمالة نحو
المستقبل واستهل عام 1907 مرحلة جديدة فى عالم التصوير.
يجب ان ندرك انة لولا تمكنة الكامل من جميع حرفيات الرسم والتصوير التى اخضعت لمطلق ليد ومن كل مقتضيات المهارة
الفنية التى مكنتة من الانتقال الى مراحل حياتة المتعاقبة .
ومن التغييرات الكلاسيكية البحتة مثل الصورة الشخصية لماكس جاكوب عام 1915 الى جسارتة العميقة كما نلاحظها فى الصورة
الشخصية لفولار عام 1909 وانتقل بالمثل من خطوط قلمة الشادية النقية فى عام 1944 الى البحث الجاد لتعرية الاشياء
من تفاصيلها الكاملة .
وهكذا اجرى بيكاسو انقلابا فى التقاليد الممتدة عبر الاف السنين والتى تقوى بالذات بمحو خطوط البناء فى التصوير
عند الانتهاء من العمل اما حل المشكلات التشكيلية فلا يغير اية عقبة فى طريقة فكل اعادة تصوير للواقع عندة هى نتاج اختيار حر
اتجة بيكاسو نحو موضوعات وحرفيات التصوير الفرنسى الحى . وقد عالج فى اسكتشاتة الاولى الموضوعات الشائعة عند
تولوز لوتريك وستيلين المنبوذين والحطام والمومسات والحانات . وفى مواجهة عالمنا تطرق بيكاسو الى دنيا البؤس والشقاء
مرحلتة الزرقاء الممتدة من 1900-1905 موجهة ضد عالم المتعة المزيفة.
نجد فى اعمال هذة المرحلة عنصرا مشتركا مميزا لها الايدى الطويلة الهزيلة الباحثة عن لمسة انسانية فى حركة حانية او متوسلة
والايدى المتلهفة ايدى الامومة ومداعبات الحب الجارف ويد الاعمى المتحسسة بحثا عن الخبز او دفئ الوجود الانسانى وايد تعانى
العزلة وتسعى مثل الشمندورة الى الاتصال باى شئ ولو حيوان بائس .
وغدت لغة الخطوط والالوان امرا ملحا عند بيكاسو فالمغزى يدخل فى نطاق الشكل دون اشارة مباشرة الى العالم الخارجى وسواء
استخدم بيكاسو القلم او الباستيل او الالوان الزيتية فانة يعمل بالكتل الكبيرة دون ان يحفل بالتفاصيل مكتفيا باخر العريضة .
ان لغة اللون الازرق عند بيكاسو اميل الى الوان الجريكو الرمادية المتجهه نحو البنفسجى والازرق واقرب ايضا الى تناسقات
الازرق والفضى عند ويسلر والازرق عندة هو لون مروحة الانطواء على النفس والتقشف فى وسائل التعبير بالتشكيل.
لقد انتهى بيكاسو وجيوم ابو لينر هذة الانتقالة من المرحلة الزرقاء الى المرحلة الوردية من الاعدام حرقا الى البعث .
فقال الكسحاء والمشردون الذين يتخذون الكنيسة موطنا لهم والامهات اللاتى جف لبنهن والغربان التى يزيد سنها على مائة عام المرحلة الزرقاء.
اما المرحلة الوردية كل المرايا وكل الينابيع وكل الشفافيات وكل الاجسام العارية هل تذكر بابلو؟ هل تذكر يا جيوم؟
كانت الانتقالة بين المرحلتين هادئة فظلت الاجسام مستطيلة كما هى عند الجريكو وبقيت الاصابع هيكلية والمناكب والمرافق مدببة
وبدا اللون الاحمر يتاكد فى الاشخاص ثم فى الخلفيات وانتصرت الالوان الدافئة على الالوان الباردة واجتاحت الالوان مرة اخرى لوحات
بيكاسو وتفتحت الاشكال بعد انطوائها على نفسها وانطلقت الخطوط لتصبح تحركات وخطوط سير وطيران تتبعها العين .
قال بيكاسو انهم يخلقون التعارض بين الطبيعة وبين التصوير الحديث فالطبيعة والفن شيئان مختلفان ولا يمكن ان يكونا الشئ نفسة
ونحن نعبر بواسطة الفن عن مفهومنا لما نفتقدة فى الطبيعة وهذا المبدا الاساسى ابرزتة التكعيبية بقوة.
لذا فان اللوحة لم تعد مجرد نسخة كلا لايخضع احد لايقاع واحد بلا تدرجات فى عناصرة ولا تتجزا من كامل.
لذا فقد تخطى بيكاسو ستة قرون من التصوير مع حرصة على تراثها الفنى .
لقد حطم بيكاسو الاوضاع التقليدية ليخرج من الطريق المسدود الذى تردى فية التصوير ليشق طريقا جديدا ويعبر عن
عواطف الانسان بلغة لا يستعيرها من الطبيعة مباشرة .ومن ذلك ندرك ان مهمة العمل الفنى ليست اعادة نقل للعالم بل هى اكبر
هى تعبير عن امال الانسان.
موضووووووووووع قمة بالرووعه
عن شخصية جدا راائعه
يسلموو اخووووي
يعطيك العافية
اعذب الودٌ
يسلموا اخزتى همس ودفئ مروركم حياكم