تخطى إلى المحتوى

الفسطاط 2024.

الفسطاط

بعد أن اتم عمرو بن العاص فتح مصرسنة 641 م، أراد أن يقيم عاصمة للدولة الجديدة و مقراً للحكم، ففكر بدايةً في الأسكندرية، و لكن الخليفة عمر بن الخطاب رفض الفكرة لقربها من الماء و بعدها عن عاصمة الخلافة الراشدة، فعمد عمرو بن العاص إلي انشاء عاصمة دولته بالقرب من موقع حصن بابليون حتي تكون بعيدة عن متناول دولة الروم البيزنطية التي كانت تتحكم في البحر المتوسط و في نفس الوقت قريبة من صعيد مصر.
اتفق معظم المؤرخون علي أن تسمية مدينة الفسطاط يرجع إلي فسطاط ( خيمة) عمرو بن العاص الذي أقامه عند حصاره حصن بابليون.
و لقد اقيمت مدينة الفسطاط آنذاك في المنطقة الواقعة الآن بين جامع عمرو بن العاص و الكنيسة المعلقة (حصن بابليون)
و كان مجري نهر النيل في ذلك الوقت يحف بمسجد عمرو بن العاص، و لكنه الآن يبعد عن مسجد عمرو بأكثر من 500 متر، لأن النيل ظل يقوم بطرح الطين و الطمي علي الجانب الأيمن ( الشرقي) فازدادت مساحة الأرض علي الجانب الشرقي فصارت أرضاً جديدة و هي حالياً المنطقة المطلة علي النيل من أول مصر القديمة مروراً بالقصر العيني و جاردن سيتي و بولاق حتي منطقة روض الفرج المطلة علي النيل.
و لقد سكن الفسطاط أمراء و قواد جيش عمرو بن العاص، و قام بتخطيط المدينة بحيث خصص لكل قبيلة عربية موقع ليسكن فيه الجنود الذين ينتمون لهذه القبيلة، و كان لكل قبيلة بيوتها التي تتكون من طابق واحد و مسجدها الذي تقام فيه الصلوات الخمس. أما مسجد عمرو فهو المسجد الجامع الذي تقام فيه الصلوات الجامعة مثل الجمعة و العيدين، كما يجتمع فيه الوالي لينظر في شئون الرعية و ترفع إليه المظالم و يخطب فيه الوالي كلما استدعي الأمر.
ثم مالبثت أن اتسعت المدينة و اجتذبت عامة الشعب للسكن فيها.
ازدانت الفسطاط بالدور و البساتين، و منها دار عمرو بن العاص التي سيمت بالدار الكبري، و دار ابنه عبد الله التي سميت بدار عمرو الصغري، و دار الزبير بن العوام. كما شيد عبد الله بن سعد بن أبي السرح لنفسه قصراً كبيراً، سمي بقصر الجن لكبره و ضخامته. كما أمر مروان بن الحكم ببناء الدار البيضاء ليسكن فيها أثناء إقامنه في مصر. كذلك اتخذ عبد العزيز بن مروان داراً سماها الدار الذهبية سنة 67 هج غربي المسجد الجامع ، وكان يطلق علي داره اسم المدينة لعظمها.
كانت الفسطاط العاصمة الاقتصادية لمصر، حتي بعد بناء العسكر و القطائع و القاهرة المعزية، و ذلك لأن الفسطاط كانت متصلة اتصالاً مباشراً بالعالم الخارجي من خلال نهر النيل. فكانت البضائع ترد إلي الفسطاط من بحر الروم ( البحر المتوسط) عن طريق النيل ، و من بحر قلزم ( البحر الأحمر) عن طريق الدواب أو خليج أمير المؤمنين. فكانت الأسواق في الفسطاط تعج بالبضائع من بلاد الهند و الصين مثل المسك و العود و الكافور و الدارصيني، و من بلاد الروم ترد الجواري و الغلمان و الديباج و جلود الخز و الفراء و السمور و السيوف. و كانت المراكب تجوب النيل تحمل البضائع نازلة إلي الاسكندرية و صاعدة إلي الصعيد.
و لما جاء الحكم العباسي أقام الوالي مدينة العسكر فسكنها الأمراء و القواد. فلما شيد أحمد بن طولون القطائع سنة 870 م / 256 هج، سكنها الأمراء أيضاً، و ظلت مدينة القطائع عامرة حتي انقرضت دولة بني طولون، فعاد الأمراء إلي العسكر.
فلما جاء الفاطميون أقاموا مدينة القاهرة لسكني الخليفة الفاطمي و قواده و حاشيته، و ظل الناس يسكنون مدينة الفسطاط التي ازدادت في العمارة و السكان حتي صارت في ذلك الوقت من أكبر المدن من حيث كثافة للسكان.
و جاءت نهاية الفسطاط سنة 1168م / 564 هج علي يد الوزير شاور في عهد آخر الخلفاء الفاطميين الخليفة العاضد بالله، فقد عمد شاور إلي إحراق المدينة عن آخرها حتي لا تقع في يد الصليبيين الذين أغاروا علي مصر نتيجة ضعف الخليفة الفاطمي و تنازع شاور و ضرغام علي وزارة البلاد.
أمر شاور الناس بإخلاء مدينة الفسطاط و الانتقال إلي القاهرة، فارتحل الناس بأسرهم و ما خف حمله وغلا ثمنه و نزلوا بالقاهرة فافترشوا الطرقات و أقاموا في المساجد و الحمامات و الأزقة. ثم أمر شاور بإحراق الفسطاط عن آخرها، و أرسل لذلك "عشرين ألف قارورة نفط، و عشرة آلاف مشعل نار" و أشعل النار في مساكن المدينة و مبانيها، و ظلت النار مشتعلة 54 فيها يوماً. فخربت كلها و لم يبق منها إلا مسجد عمرو بن العاص.
و عندما دخل صلاح الدين الأيوبي مصر مع عمه أسد الدين شيركوه علي رأس الجيش الذي أرسله نور الدين زنكي لتخليص مصر من فساد وزرائها و الخلافة الفاطمية المتهاوية، وبخ صلاح الدين شاور علي إقدامه علي إحراق الفسطاط، و أمر بقطع رقبته لأنه هو الذي استقوي بالصليبيين علي جيش نور الدين، و أغراهم أن يدخلوا مصر ليحولوها إلا إمارة صليبية. و لكن القدر شاء أن ينتصر جبش أسد الدين شيركوه و يصير الحكم بعد ذلك لصلاح الدين الأيوبي.
و لما رحل أموري عن مصر، عاد الناس إلي الفسطاط يبنون فيها ما تلف من أبنيتها من جديد، و سميت منذ ذلك الحين مدينة مصر التي هي الآن مصر القديمة

يسلمووووووووووووووووو اخوي

يعطيك الف عافيه ع المعلومات القيمه

يعطيك الف عافيه

دمت بود

مشكورة اختى
دمتى بود

الله يعطيك العاافيه على المعلوومااااااات

لك كل الشكرررر

يعطيك العافية اخوي

فقلما تتاح مثل هذه المعلومات بين ايدينا

لك ود من تود ,,,,,,,,,,,,,,,,

يعطيك الف عافيه

يسلموا

الغلا

تسلم الانامل شادي ع المعلومات

ويعطيك الف عافيه

تحيااااتي

مشكورين اخوتى
ويسلموا مروركم

خليجية
يسلمو يالغلا على طرح الموضوع
الرائع بروعت حضورك يالغلا
الله يعطيك الف عافية
سلمت يداااك يالغلا
خليجية

يسلموا مرورك يا غلا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.