تخطى إلى المحتوى

الغضب 2024.

حكم الغصب .

باب الغصب: عن سعيد بن زيد -رضي الله عنه- من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: الغصب من اقتطع شبرًا من الأرض ظلمًا طوَّقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرَضين الغصب متفق عليه .

الغصب: مصدر غَصَبَ يَغْصِبُ غَصْبًا، والغصبُ اختلف في تعريفه قيل: "هو الاستيلاء على حق غيره قهرًا بغير حق" وقيل: "هو استيلاء غير حربي على حق غيره قهرًا بغير حق" وهذا أقرب في من يخْرج غير الحربي -"استيلاء غير حربي على حق غيره قهرًا بغير حق"- لأن استيلاء الحربي على مال المسلم ما يسمى غصبًا؛ ولهذا إذا استولى الحربيون على مال المسلمين، ثم فات هذا المال وذهب ولم يبق؛ فإنهم لا يضمنونه ولو أسلموا؛ ترغيبًا لهم في الإسلام فلا يضمنوا، إنما الخلاف إذا كان المأخوذ قهرًا من المسلمين باقٍ، مثل غصبوا من المسلمين أموالا أو سلاحًا، وكان هذا السلاح موجودًا حتى الآن لم يفت، وهو موجود، هذا هو الخلاف فيما إذا عرف صاحبه، هل يرجع إليه؟ أما إذا فات تلف فلا يضمن بلا خلاف.

والغصب محرم؛ لأنه من أكل أموال الناس بالباطل، والله -عز وجل- يقول: الغصب وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ الغصب ويقول: الغصب يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ الغصب والرسول -عليه الصلاة والسلام- في عدة أخبار نهى عن أخذ المال بغير حق قال: الغصب لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه الغصب وقال -عليه الصلاة والسلام-: الغصب إنما البيع عن تراض الغصب وقال: الغصب لا يحل لمسلم أن يأخذ متاع أخيه، من أخذ متاع أخيه فليرده إليه الغصب وفي لفظ: الغصب من أخذ عصا أخيه فليردها إليه الغصب .

حتى في الشيء اليسير؛ ولهذا لا يجوز من يأخذ من حق أخيه غصبًا، ولو شيئًا تافهًا، ولو حبة بر أو شعير بغير حق، إلا ما جرى العرف والعادة بأخذه، في المشاورة أو في التجربة بأن يطعم هذا الشيء، أو ما يتسامح بين الناس عادة وعرفًا مما يكون بينهم.

فالمقصود من هذا هو الأصل؛ ولهذا جاء التشديد في الغصب، وأنه من المحرمات الظاهرة من جهة أنه أخذ من مال غيره بغير حق، وحديث سعيد بن زيد هذا له شواهد: الغصب من اقتطع شبرا من أرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين الغصب هذا له شاهد في البخاري من حديث ابن عمر ومن حديث عائشة بهذا المعنى، وفي لفظ حديث ابن عمر الغصب خسف به في سبع أرضين الغصب .

وجاء في حديث سعيد بن زيد قصة من أروى بنت أويس ادعت عليه أرضا وأنه أخذ منها حقّا فقال: أنا آخذ منها شيئا بعد الذي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: الغصب من اقتطع أرضا ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين الغصب اللهم إن كانت كاذبة فعمي بصرها واقتلها في أرضها وكانت عميت في آخر عمرها فكانت تمشي في أرضها فسقطت في بئر فكان فيه موتها رحمها الله .
فالمقصود من الظلم محرم وعاقبته وخيمة في الدنيا غالبا قبل الآخرة، خاصة في ظلم الحقوق وأخذ الحقوق من أموال أو أرض أو غير ذلك؛ ولهذا قال: الغصب طوقه يوم القيامة من سبع أرضين الغصب هذا وعيد شديد، يوم القيامة يؤمر من تكون هذه الأرض طوقا في عنقه إلى الأرض السابعة.

وقال كثير من أهل العلم إن هذا على ظاهره وأنه تطوق في عنقه، ومعلوم من عنقه لا يمكن من يأخذ إلا شيئا يسيرا لكن إذا كان عنقه فيها وفي وسطها فكأنه طوق إياها، وقيل: إنه يعظم يوم القيامة ويعظم عنقه حتى تكون طوقا في عنقه، كما من الكافر يعظم جسمه ويعظم ضرسه، كما جاء في الأخبار، وقيل في معناه من هذا من باب التعذيب له أنه يؤمر بأن يجعلها طوقا في عنقه ولا يستطيع ذلك، من باب التعذيب له، مثل ما جاء في حديث عند البخاري عن ابن عباس: الغصب من كذب في حلمه كلف أن يعقد بين شعيرتين وليس ذلك الغصب يعني حبة الشعير مع الشعير لا يمكن من تعقدها مع بعضها، ما يمكن، ولهذا يكلف من باب التعذيب من يعقد بين شعيرتين لأنه عقد حلما كذبا ولأنه ادعى من الله أراه؛ لأن هذه الأمور لا يمكن عليها ولا يقدر عليها إلا الله عز وجل.

وإذا ادعى أنه رأى شيئا فهو ادعى شيئا وأن الله أمكنه منه وكذب على الله في مثل هذا، فكان من عقوبته من يكلف من يعقد بين شعيرتين لكن ليس بفاعل من باب التعزير العظيم في ذلك الموقف، كذلك أيضا هذا يؤمر من يحملها وليس بفاعل ولا قادر على هذا التأويل، وقيل على ظاهره فالله أعلم، لكن شاهد الكلام أو الشاهد من الخبر ومعناه أنه شدة العقوبة التي يكلف إياها في ذلك المقام، سواء كانت بهذا المعنى أو بهذا المعنى.

وفي هذا أيضا في الدلالة من من ملك أرضا ملك ما تحتها إلى تخوم السابعة وأنه لو أراد من يحفر فيها فإنه يملك ما خرج منها ولو إلى الأرض السابعة، ولهذا قال الغصب طوقه من سبع أرضين الغصب ما لم يحدث ضرر على جاره، وإلا فالأصل أنه يملك قرارها وما نزل من قرارها، كما أنه يملك هواءها إلى السماء ما لم يكن ضرر على أحد، وهذا هو الأصل في القرار وملكه وإن نزل، وفي الهواء وملكه وإن ارتفع.

حكم الغصب
يسلمووو موضوع مهم ومميز

دومت ودام لنا تميزك ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

جزآآك آلله كل خير ~

يسلموووو


جزاك الله خير الجزاء
وجعله في ميزان حسناتك
طرح كان مميز ورائع بارك الله فيك
ودي وتقديري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.