تخطى إلى المحتوى

الخطــًَُ‘ــايـًَُ‘ـا بقلـًَُ‘ـم التـًَُ‘ـاريـًَُ‘ـخ ! 2024.

سوف يذكر التاريخ ان الكاتب الكبير انيس منصور انة هو الذى لفت الاقلام الى ان فى القرن التاسع عشر كانت هناك
سنة عجيبة هى عام 1889 وهى التى انجبت عددا من العظماء الذين اضاءوا سبل الفكر وعمقوا الوجدان وزلزلوا الارض
والهبوا السماء وفيها ولد كبار المفكرين والفلاسفة والشعراء والمؤرخين والفنانين ومنهم عملاق الفكر العربى عباس العقاد
وعميد المؤرخين الانجليز ارنولد توينبى والذى اتجة الى دراسة تاريخ البشرية كلها.
وهو يدرس التاريخ على شكل حضارات لا مجتمعات ولا شعوب ولا افراد ولكن كلها معا فالحضارة تضم شعوبا
والشعوب تضم مجتمعات والمجتمعات تضم عائلات والعائلات تضم افرادا …والفرد نتاج التاريخ الانسانى كلة فى حضارة
من الحضارات .
وقد اهتدى المؤرخ الكبير توينبى الى فكرة الحضارة او ان هناك حضارات تتشابة رغم اختلاف الظروف ورغم اختلاف
البيئات فعندما كان يدرس الحضارة الاغريقية فقد لاحظ ان هناك تشابها بينها وبين حضارات اخرى .. احدى وعشرون حضارة
اولها الحضارة المصرية القديمة قبل الميلاد باربعة الاف سنة واخرها الحضارة الغربية قبل القرن السابع الميلادى ولهذة الحضارات
كما للانسان والحيوان والنبات بذور ونمو وازدهار ونضج وذبول وموت .. طفولة وشباب ورجولة وشيخوخة وموت … ولكن
الحضارة لا تموت .. كما ان الانسانية لا تموت .. وانما تتولد فيها عند مرحلة الشيخوخة بذور نمو الكائنات الجديدة وازدهارها …
وتداخل حضارات اخرى وتفاعلها وانفعالها وردود مقاومتها او انهيارها ضحية حضارة اخرى وكل حضارة لكى تتقدم فلابد ان
تتولد فيها قواها التى تدفعها الى الامام وهذة القوة تظهر فى الاقلية الخلاقة او الاقلية المبدعة هذة الاقلية هى التى تتسلط وتحكم
بما عندها من حلول جديدة للتحديات القديمة وما دامت هذة الحلول نافعة للاغلبية ظلت هذة الاقلية المبدعة من رجال الدين والمفكرين
والعلماء حاكمة للاغلبية السلبية وعند انحدار الحضارة تظل الاقلية هى الحاكمة ولكن هذة الاقلية تحكم بالقوة السياسية او العسكرية
لا بقوة الابداع والخلق ويتفكك المجتمع ويتباعد الطبقات والاديان والاجناس فتجد هذة الاقلية ان وسيلتها الوحيدة فى السيطرة هى ربط
المجتمع بالقوة ويرى المجتمع انة يجب ان يتضامن مع مجتمعات او شعوب او دول اخرى لعلة يجد حلا واحدا لمشاكلة ومشاكل هذة الشعوب اى انة بعد ان عجز
عن مشاكلة هو فانة يتضامن مع شعوب اخرى لها مشاكل.
لعل الشعوب معقدة ومختلفة ولكن الشئ الوحيد الذى يجمع بينها هو التفكك والضعف والانهيار ….وهذة الرغبة فى الوحدة الشاملة ليست
دليلا على القوة وانما هى اكبر دليل على الضعف .
ونحن هنا امام اكذوبة شاملة فكل شعب من شعوب هذة الحضارة المنهارة يعرف انة ضعيف وانة عاجز وهذة هى الحقيقة الوحيدة
ولكن الوهم هو ان يتصور ان الشعوب الاخرى لديها الحل … او لايكون الحل الا بها ومعها … والاكذوبة الثانية هو ان هذة الشعوب
تتصور انها معا اقوى مما هى وحدها اى ضعف+ضعف=شعبا قويا … وهذا الكذب الشامل والخداع العام هو من اهم مظاهر الانحلال
ثم يجئ الانحلال .
وكل محاولة لانقاذ حضارة منحلة هى محاولة فاشلة ويجب ان تفشل لانها يجب ان تموت ولا مفر من الموت وابناء هذة الحضارة
يعلمون جيدا انهم بلغوا الدرك الاسفل من الانهيار ولكنهم يغالطون ثم يصدقون انفسهم ..
ويقول توينبى انهم كالذين يضعون نبيذا جديدا فى اكواب اثرية هذة الاكواب لن تتحمل النبيذ… سوف ينساب النبيذ على الارض…
فلا ابقينا النبيذ ولا ابقينا الاكواب الاثرية !!
فعلا لقد درس المؤرخ العظيم توينبى تاريخ الانسانية كلها.

خليجية

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صمت الليالي خليجية
خليجية

يسلموا يالغلا
سلمت يداكى

شادي

الله يعطيك العافية على مجهودك

ومشكووور على المواضيع القيمة

تقبل مروري

تحيااااتي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رومانسيه بعطورفرنسيه حنان خليجية
شادي

الله يعطيك العافية على مجهودك

ومشكووور على المواضيع القيمة

تقبل مروري

تحيااااتي

يسلموا حنون
موضوعاتى نورت بيكى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.