تحظىمصر بحياة برية غنية ومتنوعة ويعكس تنوع الحياة البرية موقع البلاد
الفريد فى ملتقى ثلاث بطاقات رئيسية جغرافية حيوانية فتحتوى على كائنات من كل نطاق جغرافي وتتمثل الكائنات من أصل البحر المتوسط والأصول الصحراوية السندية أكبر هذه المجموعات يليها أعداد صغيرة من الكائنات ذات الأصول الإيرانية والطورانية والإفريقية الأستوائية وهى قطاعات على وشك الإنقراض من عصور ماضية كانت أكثر ماءاً ويؤثر تنوع البيئات الجغرافية فى تنوع الكائنات الحية فتوجد حيوانات تنتمي إلى بيئات مختلفة مثل البيئة البحرية والممطرة والصحراوية والزراعية والمدنية وتعتبر عدد قليل من هذه النوعيات متوطنة اصلاً ويقتصر عدد منها على توزيعه فى مصر والبلاد المجاورة .
وقد استفاد المصريون وازدهروا من موارد الحياة البرية منذ قديم الزمن ولم تترك ثقافة أخري تفصيلات مثيلة مسجلة للحياة البرية فيوجد رسومات صخرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ وتسجل الحياة البرية التى سادت فى الأراضى المصرية بينما تزخر العصور الفرعونية برسومات على الجدران ، نقوشات بارزة وموميات الحيوانات فجميع هذه الشواهد تظهر أن الحيوانات البرية كانت تصطاد كمصدر للغذاء واللهو كما كانت تستأنس كحيوانات أليفة وتعبد كآلهه ومما يتضح لكل من يشاهد هذه الكم الهائل من الأثريات أن قدماء المصريين كانوا يكنوا أعظم التقدير والإحترام للحيوانات البرية التى كانت تمثل كيان حيوى لثقافتهم ومظاهر حياتهم المتعددة .
بالإضافة إلى كون مصر فى مُلتقى الطُرق بين أربع مناطق جغرافية حيوية ، فهى تقع على أحد طُرق هجرة الطيور الرئيسية بالعالم . وقد سجّل أكثر من 470 نوعًا فى مصر من بينها 150 نوعًا فقط مُتزاوجًا مُقيمًا ، ونوع واحد متوطن بالبحر الأحمر وهو نورس عجمة .
تشكل الأراضى الرطبة الواقعة على ساحل البحر المتوسط بيئات طبيعية هامة للطيور السابحة المُهاجرة ، بينما تعد السويس أحد أهم مُلتقيات الطيور المُحلّقة بالعالم . وقد تم حصر 134.000 طير جارح هناك فى خريف 1981 ، وهناك أيضًا أعداد هائلة من اللقلق الأبيض ورهو والبجع الأبيض تمر بهذه المنطقة سنويًّا .
وتنقسم الأراضى الرطبة بمصر إلى الأراضى الرطبة للبحر المتوسط وسواحل البحر الأحمر ، والأراضى الرطبة الداخلية بوادى النيل وعدّة واحات ، وهى مواطن طبيعية للطيور السابحة المُتنوّعة ، ومن بين الطيور السائدة على طول الساحل بشاروش والعقاب النسارية وخطاف والنورس .
ويُمكننا أن نجد العديد من الطيور الصغيرة ، حتى فى أكثر المناطق جفافــًا ، ومن بينها أبلق أسود أبيض الرأس الكلى الوجود وصقر حر .
تعد مصر موطنــًا لـــ 93 نوعًا من الثدييات ، من بينها ستة أنواع متوطنة ، بالإضافة إلى ثلاثة عشر نوعًا من الحيتانيات ( الحيتان والدلافين ) ، ونوع من عروسة البحر فى مياه البحر الأحمر المصرية .
وتشكل القوارض المجموعة الأكبر بين الثدييات الصغيرة ، حيث تمثل 32 نوعًا ، وتتفاوت فى الأحجام من الفئران الضئيلة إلى الشهيم الذى قد يصل طوله إلى متر . وهناك 20 نوعًا من آكلى اللحوم من بينها أربعة أنواع من الثعالب ، ويعد ثعلب الفنك الصغير أحدها ، وفصيلة الـ Mustelidae التى تتضمّن مجموعات حضرية مثل " العرسة " واسعة الانتشار حول العالم .
يوجد ما يقرب من 20 نوعًا من ثدييات مصر مُهدّدة بالانقراض ، من بينها " الفهد " الذى يوجد فقط فى مُنخفض القطارة ، والكبش أروى الذى ينحصر بين جبل العوينات وجبل عُلبة ، وانخفضت أعداد ريم ( الغزال المقرن ) بشكل هائل . أيضــًا تتعرّض أعداد من الثدييات الصغيرة المُتواجدة على طول ساحل البحر المتوسط إلى الخطر بسبب العُمران .
يوجد فى مصر 106 أنواع من الزواحف والبر مائيات ، من بينها ستة أنواع متوطنة ، ونوع واحد مُهدّد بالانقراض هو السلحفاة المصرية .
والزواحف الأكبر عددًا هى 49 نوعًا من السحالى ، تتصدرها من حيث الكبر فصيلة الأبراص Gekkonidae ، ومن بين 36 نوعًا من الثعابين 9 سامة و 9 أخرى لها أنياب خلفية لكنها سامة هى الأخرى رغم أنها أقل خطرًا على الإنسان ، حيث إنها تحتاج أن يصل جزء من ضحيتها إلى الجزء الخلفى من فكها حتى تحقنها بالسم .
وتتعرّض الخمسة أنواع من السلاحف البحرية المُتواجدة فى البحار المصرية إلى خطر الانقراض على مستوى العالم . وتبنى كل من السلحفاة الخضراء وسلحفاة صقر أعشاشها على الشواطئ والجُزر المصرية .
وتمساح النيل المُثير للإعجاب والذى انتشر على طول النيل ، يقتصر اليوم فى تواجده على بُحيرة ناصر ، إلى جانب الورل النيلى الضخم والسلحفاة النيلية ( ناعمة الصدفة ) .
على الرغم من جفاف المناخ فإنه يوجد فى مصر 2075 نوعًا من النباتات التى تندرج تحت 758 جنسًا ، وأكثر هذه النباتات مُتأقلمة بطريقة فريدة مع الظروف المُناخية ، بينما البعض الآخر ينمو فى المناطق الأوفر حظًّا مثل وادى النيل ، وقد طوَّرت أخرى تقنيات للحفاظ على المياه . ومن بين هذه التقنيات للتأقلم نجد الأوراق المُخــَزّنة للمياه ، وأخرى تحتوى على طبقة صمغية على سطح أوراقها للتقليل من المياه المفقودة ، والكثير من نباتات الصحراء لها جذور وتدية تصل إلى جداول المياه فى أعماق الأرض .
تملك مُعظم النباتات القــُدرة على أن تنبت وتزهر وتنتج بذورًا فى فترة زمنية وجيزة أثناء ندرة الأمطار ، وبذلك تبقى البذور فى الرمال إلى مُدة قد تصل إلى سنين ، حتى تسقط الأمطار لتبدأ دورتها من جديد . فنجد جبل عُلبة يأوى أعدادًا هائلة من النباتات من بينها شجرة الأمبيت العظيمة . وتحتوى شبه جزيرة سيناء على البر عددًا من الأنواع ، حيث تضم 19 نوعًا متوطنــًا فى مصر وأكثرها له أهمية طبية .
ترجع أهمية البحر الأحمر إلى أنه طريق لحركة البضائع خاصة البترول ، لكنه أيضًا غنى ومُتنوّع فى الحياة البحرية والشعاب المرجانية المُتناثرة بطول الأرصفة الصخرية الضحلة التى تجعل البحر مليئــًا بالهداب ، وهى الأجمل على الإطلاق على مستوى العالم ، وتعتبر مركز جذبٍ للغطّاسين . والمانجروف المُتواجد على طول الشواطئ هو بمثابة أراضٍ لتكاثر العديد من أنواع الأسماك والقشريات ذات الأهمية التجارية ، بينما تمثــّل الأعماق موطنــًا للأسماك الأكبر حجمًا والثدييات البحرية ، وتمد أعشاب قاع البحر السلحفاة الخضراء وعروسة البحر بالطعام ، فى حين تشكّل العوالق مصدرًا رئيسيًّا لطعام العديد من أنواع الأسماك والكائنات الأخرى .
هناك ما يفوق 1300 نوع من الأسماك ، وأكثر من ألف نوع من الرخويات ، و 200 مرجانيات ، وما يزيد على 250 من الديدان السمكية وغيرها ، كل ذلك فى هذه المساحة الصغيرة ، والكائنات الأكثر تشويقًا وإبداعًا والسهلة المنال هى التى تتواجد على الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر .
ـآَلـحشـرٍآت وـآَللآ فقـآرٍيـآت
تشكل الحشرات المجموعة الأكبر والأكثر نجاحًا على سطح الكرة الأرضية ، ومن بين العشر ملايين كائن المتعارف على وجودها ، فإن الحشرات تفوق جميع المجموعاة الأخرى بنسبة أربعة إلى واحد . وأكثر الأنواع لم تسجل بعد ، وعدد هائل انقرض قبل أن يتم اكتشافه أو دراسته .
تتنوّع الحشرات فى الأشكال والأحجام ، بدءًا من فراشة جناح الطائر التى تصل فى حجمها إلى 28 سم ، إلى أصغر زنبورالذى يصل إلى 0.2 مم ، ولا يقل تنوُّع الأشكال إبهارًا . وهناك حشرات تعتمد عليها حياة الإنسان ، مثل نحل العسل الذى يلعب دورًا محوريًّا فى نقل حبوب اللقاح للنباتات الغذائية . وعلى النقيض نجد حشرات مثل البعوض الحامل للملاريا من نوع الأنوفيليس وأيضًا الناقل للحمى الصفراء إيديس إجبتيا ، التى قد تصبح حياة الإنسان أفضل بدونها ، فيُمكن للحشرات أن تكون آفات للنباتات والحيوانات ، أو تزيد العالم جمالاً ، فمن الذى يريد أن يعيش فى عالم يخلو من الفراشات ؟
الجراد الصحراوى الأسود
فرٍسٍ ـآًلـنبـىآ
فرس النبى : يعُد من أجمل أعضاء إحدى المجموعات الحشرية البدائية نسبيًّا ، ورغم مظهره الهادئ ، فإنه كائن مُفترس ، فحين تقترب منه حشرة أصغر حجمًا ، نجده يهجم بسرعة ويحبس فريسته بين أرجله الأمامية الشائكة ، وقد يُشكّل التزاوج خطرًا على الذكر إذا لم تتمكّن الأنثى من التعارف عليه فى الوقت المُناسب ، فقد تأكله الأنثى بدءًا من الرأس حتى فى أثناء الجماع .