[اتصل أحمد على مها وأخبرها أنه عند باب بيت أهلها طالباً منها الخروج بناء على الموعد المتفق بينهما… إلا أن انتظاره طال فقد تركته نصف ساعة.. يزداد احتراقاً بمرور دقائقها…
بعدها دلفت إلى السيارة وهي تسلم ضاحكة … لم يردَّ عليها فالتفتت إليه مستغربة!!
أنا قلت السلام عليكم؟
فرد عليها: وأنا أقول لماذا تأخرت؟!!
ابتلعت ريقها، وبدأ قلبها يخفق، وعلمت أنها مقبلة على موقف جديد لم تجربه من قبل … تابعت آآآ كنت أرتدي عباءتي وأسلم على أهلي، وأجمع أغراضي … آسفة إن كنت قد ضايقتك!
نصف ساعة ترتدين عباءتك وتسلمين!! وأنت تذكرين الموعد الذي اتفقنا عليه!!
ألا تعلمين أن هناك سائق غبي ينتظرك عند الباب ؟!!
أنا لست عاملا استقدمني والدك.. تتركينني في الحر انتظر خروج صاحبة الجلالة!! يبحلق فيَ الغادي والرائح!!
إنها ليست المرة الأولى فقد نبهتك أكثر من مرة!
واندلع بركان ثائر يصب حمم غضبه وهو يقود سيارته بسرعة… نعم فالشرهة ليست عليك الشرهة على اللي يعطيك وجه!! كنت أحسبك على قدر المسؤولية…. وهنا بدأت تبكي… لقد قلت لك آسفة آسفة لن أكررها مرة أخرى!
هه (أسفة) قالها بتهكم ثم تابع .. لقد قلتِها ثم عدتِ إلى نفس الخطأ..
إذاً ماذا تريديني أن أعمل؟!
واستمر النقاش الحاد إلى أن وصلا إلى شقتهما وفي قلب كل واحد منهما آلاف المصطلحات والكلمات التي تقعقع تنتظر الخروج..!
لم تنم تلك الليلة.. فيما ألقى هو بنفسه على فراشه ونام صامتاً..
وجلست تفكر.. نعم أنا أخطأت فقد تأخرت عليه .. كنت أعلم أنه سيأتي هذه الساعة ولكن حديث هيا زوجة أخي كان ممتعاً لدرجة أني لم أستطع المقاومة.. ثم استدركت.. ولكن الأمر لا يستحق أن يثور إلى هذه الدرجة.!! وكأنني عملت كبيرة لا تحتمل!.. مسكينة أنتِ يا مها عروس لم يمض على زواجك شهرين .. هذا قدرك زوج عصبي طويل اللسان.. ثم خنقتها العبرة فبكت..
.. تدير عينيها في الصالة وتركز على باقة الورد التي أهداها لها صبيحة اليوم… هه ويدَعي أنه لبق رقيق….. ولكن كيف سأتصرف غداً؟
هل أذهب إلى بيت أهلي حتى يعرف قدري وابنة من أنا؟
أم أعد له إفطاراً وأعتذر له؟! وأحتسب ذلك عند الله؟
وفكرتْ.. على من أتصل؟ ومن أشاور؟ أمي؟، صديقتي؟، من؟
–
من تشاورين إن وقع لك موقف مشابه؟
ليكن اختيارك مبنيا على نوع المشكلة، فليس من المعقول أن تشاوري أخاك في مسألة تخجلين من ذكرها أمامه، لكنه سينفعك كثيراً في معرفة نفسية الرجال وسينفعك في اختيار بعض الحلول التي لا يمكنك الوصول إليها وحدك لقلة خبرتك في هذا الجانب مثلاً..
لن يخلو من تتجهين إليه أن يكون من هؤلاء ـ الأم: لكن يجب أن تتأكدي أنها من النوع المحايد بعيد النظر واسع الحكمة، فكثير من الأمهات تغلبها العاطفة والحزن على ابنتها فتطلب منها أن تترك له البيت وبيت أهلها يسعها كما وسعها من قبل…، أو ترفع السماعة عليه – إن كانت من النوع العصبي – فتصرخ في وجهه بسببك .. الخ، ومع أني لا أحبذ مثل هذه المشورة حتى لو اتصفت الأم بالحكمة وذلك لأن الحب الأبوي سيلقي بظلاله على نصيحتها كما أنه سيبقى في قلب الأم من آثار هذا الموقف ولن يمحى حتى لو عادت المياه إلى مجاريها، وعدت لزوجك تحبينه أكثر إلا أنها لن تنسى أبداً.. كما أن هذا سيزيد من همومها ويضيق صدرها وليس من البر تحميلها مثل هذا الهم.
2 ـ الأخت الكبرى: قد تكون من أنسب من تشاورينهم بشرط أن تتصف بالحكمة والخبرة واتساع الأفق والتقوى لأنها ستكتم سرك، وهي أدرى الناس بظروفك والظروف المحيطة بك، كما تعرف زوجك وطباعه وأهله وحالته المادية… إلخ فسيكون حكمها واقعياً .. بشرط أن تتصف بما ذكرت.
3 ـ الصديقة: جيدة إن لم يكن لك أخت كبرى أو لم تتصف بالحكمة، فيمكنك استشارة صديقتك وليكن اختيارها للمشورة بناء على عقلها وخبرتها وليس لأنها أقرب صديقة إليك، فقد تكون إحدى زميلاتك في الدراسة أو العمل.
4 ـ المستشار الاجتماعي أو الأسري إن وجد، فهو من أفضل من ترجعين إليه لأنه ينظر إلى المشكلة من زاوية مختلفة، كما أنه لديه خبرات كثيرة ودراسات متنوعة وتخصص في هذا المجال يعطيه القدرة على وزن الأمور بشكل صحيح، ويبعد نظر، لكن ليكن أهم شرط لاختياره أن يكون تقياً ملم بالأحكام الشرعية، فتكون نصيحته نافعة.
5 ـ القريبة: عموما لست أنصحك أن تشاوري قريبة لك، فهي ومهما ستكون مخلصة إلا أن طول المدة قد تنسيها فتفشي سرك وينتشر خبرك بين الأقارب، كما أنك لن تستطيعي أن تخبريها بجميع جوانب المشكلة لحساسيتها فيكون حكمها ناقصاً… إلا أن تكون معروفة بالحكمة وكتمان السر والخوف من الله.. وأنت أعرف بها.
يعطيكـ الف عافيهـ على هالطرح
سلمت اناملكـ
جزيت خيرآ
اخى العزيز محمود الاردنحياك الله وجزاك عنا كل خير وعافية— وبارك الله فيك على الرد الجميل والمرور الكريم من اخ فاضل اسعدنى ودمت اخى بحفظ الرحمن
راقت لي القصة كثيرا وأعجبني التعقيب
وفي مثل تلك الأمور الخاصة أتوقع أن نلجأ الى المصارحة والمصالحة بين الطرفين الزوج والزوجة
وعدم اللجوء الى أي شخص الى اذا استدعى الامر وان كان لابد من اللجوء لطرف ثالث
فالمفروض اللجوء الى شخص كبير في العائلة كالأب او الجد بكلمايتصف به من رجاحة عقل وبعد نظر
سلمت الأيادي على البوح الهام والشيق جدا …كن هنا فان لك متابعين
دمت بالف خير
يسلمك ربي ع نثر القصة
تحياتي وشكري
تســــــآـم آلآآيآإْدى [ عربى اصيل] لـ طرح القصـه .
وِدى .