من علامات العلم النافع والعلم الذي لا ينفع
العلم النافع وعلامات أهله
قال ابن رجب رحمه الله،في العلم النافع،من وقف على هذا وأخلص القصد فيه لوجه الله عز وجل،واستعان عليه،أعانه وهداه، ووفقه وسدده، وفهّمه وألهمه، وحينئذٍ يثمر له هذا العلم ثمرته الخاصة به،وهي خشية الله، كما قال عزوجل(إنما يخشى الله من عباده العلماء)وأن هذا العلم النافع يدل على أمرين،أحدهما،على
معرفة اللَه وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الباهرة،وذلك يستلزم،إجلاله،وإعظامه،وخشيته،ومهابته،ومحبته،ورجاءه ،والتوكل عليه، والرضا بقضائه،والصبر على بلائه،والأمر الثاني،المعرفة بما يحبه ويرضاه،وما يكرهه ويسخطه،من الاعتقادات والأعمال الظاهرة،والباطنة والأقوال،فيوجب
ذلك لمن علمه المسارعة إلى ما فيه محبة اللَه ورضاه والتباعد عما يكرهه ويسخطه،فإذا أثمر العلم لصاحبه فهو علم نافع،فمتى كان العلم نافعاً ووقر في القلب فقد خشع القلب للَّه وانكسر له،وذل هيبة وإجلالاً وخشية ومحبة وتعظيماً،ومتى خشع القلب للَّه،وذل وانكسر له قنعت النفس بيسير الحلال من الدنيا،فأوجب لها
ذلك القناعة والزهد في الدنيا،فالشأن في أن العبد يكون بينه وبين ربه معرفة خاصة بقلبه،بحيث يجده قريباً منه،يستأنس به في خلوته،ويجد حلاوة ذكره ودعائه ومناجاته وخدمته،ولا يجد ذلك إلا من أطاعه في سره وعلانيته،ومتى وجد العبد هذا فقد عرف ربه معرفة خاصة،فإذا سأله أعطاه،وإذا دعاه،
أجابه،وأنس به واستحى من قربه،وعبده كأنه يراه،ومن فاته هذا العلم النافع،وقع في الأربع التي استعاذ منها النبي صلى الله عليه وسلم،اللهم نعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع،
الراوي: زيد بن أرقم المحدث:الألباني – المصدر:صحيح النسائي- الصفحة أو الرقم:5553
خلاصة حكم المحدث:صحيح
وصار علمه وبالاً وحجة عليه،فلم ينتفع به،لأنه لم يخشع قلبه لربه،ولم تشبع نفسه من
الدنيا،بل ازداد عليها حرصاً ولها طلباً،ولم يُسمع دعاؤه لعدم امتثاله لأوامر ربه،وعدم اجتنابه لما يسخطه ويكرهه،وعلامة هذا العلم الذي لا ينفع،أن يكسب صاحبه الزهو والفخر والخيلاء وطلب العلو والرفعة في الدنيا،والمنافسة فيها،وطلب مباهاة العلماء، ومماراة السفهاء، وصرف وجوه الناس إليه،وعدم قبول
الحق والانقياد إليه، والتكبر على من يقول الحق خصوصاً إن كان دونهم في أعين الناس،والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق،فليس له شغل سوى التكبر بعلمه على الناس،وإظهار فضل علمه عليهم ونسبتهم إلى الجهل وتنقُّصهم ليرتفع بذلك عليهم وهذا من أقبح الخصال
وأرداها،وإذا رأى لنفسه فضلاً على من تقدمه في المقال وتشقق الكلام،ظن لنفسه عليهم فضلاً في العلوم أو الدرجة عند اللَه،فاحتقر من تقدمه واجترأ عليه بقلة العلم ولا يعلم أن قلة كلام من سلف إنما كان ورعاً وخشية للَّه،فمن عرف قدر السلف عرف أن سكوتهم عما سكتوا عنه،من ضروب الكلام وكثرة الجدال
والخصام والزيادة في البيان،على مقدار الحاجة لم يكن جهلاً ولا قصوراً،وإنما كان ورعاً وخشية للَّه واشتغالاً عما لا ينفع بما ينفع،فليس العلم بكثرة الرواية، ولا بكثرة المقال، ولكنه نور يُقذف في القلب يفهم به العبد الحق، ويميز به بينه وبين الباطل، ويعبر عن ذلك بعبارات وجيزة محصلة للمقاصد،ومن علامات
أهل العلم النافع،أنهم لا يرون لأنفسهم حالاً ولا مقاماً،ويكرهون بقلوبهم التزكية والمدح،ولا يتكبرون على أحد،ويدل صاحبه على الهرب من الدنيا وأعظمها الرئاسة والشهرة والمدح،فإذا وقع شيء من ذلك من غير قصد واختيار كان صاحبه في خوف شديد من عاقبته بحيث أنه يخشى أن يكون مكراً واستدراجاً كما
كان الإمام أحمد يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد صيته،وصاحبه لا يدعى العلم،ولا يفخر به على أحد، ولا ينسب غيره إلى الجهل إلا من خالف السنة وأهلها،فإنه يتكلم فيه غضباً للَّه لا غضباً لنفسه،ولا قصداً لرفعتها على أحد،ويسيئون الظن بأنفسهم، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء،وروى
الترمذي وغيره عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً( أن اللَه ليبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تتخلل البقرة بلسانها) فيجب أن يعتقد أنه ليس كل من كثر بسطة للقول وكلامه في العلم،كان أعلم ممن ليس كذلك،قال ابن مسعود،إنكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير
خطباؤه،فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح، ومن كان بالعكس فهو مذموم،والسلف أقل الناس كلاماً وتوسعاً في العلوم،لكن علمهم علم نافع في قلوبهم ويعبرون بألسنتهم عن القدر المحتاج إليه من ذلك،وهذا هو الفقه والعلم النافع فأفضل العلوم في تفسير القرآن ومعاني الحديث والكلام في الحلال والحرام،ما
كان مأثوراً عن الصحابة والتابعين وتابعيهم،وأما ما كان مخالفاً لكلامهم فأكثره باطل أو لا منفعة فيه،قال الأوزاعي،العلم ما جاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فما كان غير ذلك فليس بعلم،ففي هذه الأزمان الفاسدة،إما أن يرضى الإنسان لنفسه أن يكون عالماً عند اللَه،ولا يرضى إلا بأن يكون عند أهل الزمان
عالماً،فإن رضي بالأول فليكتف بعلم اللَه فيه،ومن كان بينه وبين اللَه معرفة اكتفى بمعرفة اللَه إياه،ومن لم يرض إلا بأن يكون عالماً عند الناس دخل في قوله صلى الله عليه وسلم(عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى اللَه عليه وسلم
قال(من طلب العلم ليماري به السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار)حسنه الألباني في،صحيح ابن ماجة،العلم النافع هو العلم،الذي يتعلمه صاحبه ليرفع الجهل عن نفسه وعن غيره، ويعمل به،
أما إذا تعلم العلم رياءً وسمعة، أو ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء،فإنه على خطر عظيم، وقد جاء الوعيد الشديد
في حقه كما في الأحاديث النبوية،
فنسأل اللَه تعالى علماً نافعاً، ونعوذ به من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع، اللهم إنّا نعوذ بك من هؤلاء الأربع.
المصدر / منتدي نهر الحب
من علامات العلم النافع والعلم الذي لا ينفع
جزاك الله الجنة خيتو ع الطرح الطيب
من علامات العلم النافع والعلم الذي لا ينفع
العلم النافع وعلامات أهله
عاشت ايدك ميسسو
جزاكى الله كل الخير عنا حبى
منور خيو كازو
بارك الله فيك غاليتي على الطرح القيم
جزاك ربك الفردوس الأعلى
دمتي بحفظ المولى
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
جزاك الله خيـر
بارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة
وأن يثبت الله أجرك
ونفعا الله وإياك بما تقدمه
بارك الله فيك
وجزاك خيرا على هذا الجهد جعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
دمتي بهذا التميز والارتقاء
لك مني اجمل 5 أستارز *****+
() سلمتي