لم يرجع حمار ابي يعقوب كعادته للبيت. كان من المفروض ان ينهي مهامه اليومية في الكرم , ثم يعود قافلا للبيت وقت الغروب , لا يلوي على شيء . هكذا تربى وعلى هذا تعود.
لملمت الشمس اشعتها, واقفلت على نفسها ابواب الظلام, وتركت ابا يعقوب ينتظر عودة الرفيق المناضل, امام بيته. هذا الرفيق الذي لا يعرف الكلل والملل. الرفيق المخلص, الذي لا يتخذ عليها اجرا. يأكل ويشرب, ما يجود به عليه ابو يعقوب. ليس له طلبات خاصه , لا لباس مزركش ولا حذاء منقوش.
دخل أبو يعقوب حالة القلق, لعدم عودة حماره , فهذه ليست من شيم هذا الحمار, أن يبيت خارج الدار.
مر الوقت والرفيق لم يعد. مما حذا بابي يعقوب بالانتقال إلى خانة الارق. ينتظر إفراج الشمس عن أشعتها, لتبدد الظلام, ويتنحى جانبا لإفساح المجال لقدوم الصباح .
هذا الوضع, لم يسبب الخوف الشديد في قلب أبي يعقوب . فهذه حالة عرضيه, يستطيع أن يلتمس فيها الأعذار لحماره, على غيابه . وما أكثر أعذار زمرة الحمير.
لعلها كانت العاصفة الشديدة, أرغمته على اللجوء إلى احد الكهوف ليتقي شرها .
أو لعله أعجب بحمارة, قد أغوته, فاستضافته في ليلة عاصفة , رغم انه موصى, بان لا ينجر وراء المنحرفات .
أو ربما ذهب ليعمل وردية ثانية, ليؤمن نفقات رحلته الاستجمامية, إلى مملكة الحمير المجاورة.
لكن……. فكرة أن يكون قد اغتيل على يد الوحوش المفترسة , لم تراود أبو يعقوب, وذلك لمعرفته حق المعرفة, أن هذا الرفيق, مدرب على خوض اعنف المعارك, والمشدات اليدوية, واستعمال احدث أنواع الركل . كيف لا وقد شهدت له المقاومة, مواقفا بطولية , استطاع التغلب فيها على أعدائه.
لاح الصباح يحمل معه هدوء العاصفة. وخرج أبو يعقوب يجوب الكروم . ينادي بأعلى صوته أيها الرفيق !!!!أيها الرفيق !!!! لكن لا اثر للمذكور.
بحث في كل كهف, ومغارة , بحث في كل رقعة ارض ,عله يرى بقايا لحم, أو عظام, تدل على انه مغدور به .لكن بدون جدوى.
بدأ الخوف يساور قلب ابي يعقوب , الذي اخذ يميل للاستسلام, بان رفيقه لن يعود .
عاد أبو يعقوب إدراجه إلى بيته ,يجرأذيال الخيبة من ورائه . وأثناء عودته , قرر أن يعّرج على القرية المجاورة لقريته , وذلك من اجل استمرار مساعيه الحميدة, للعثور على الرفيق. فمهما يكن , لن تهون عليه هذه العشرة الطويلة بسهولة.
بدأ ابو يعقوب, مشوار بحثه في بيت صديقه, أبي سليم المشهور بكثرة كلامه .
رحب أبو سليم, بابي يعقوب, اشد الترحاب. فقد كان يعتبره من اعز الأحباب. وقدم له الشاي الممزوج, بالحزن الشديد على فقدان الرفيق , محثا له على الصبر والسلوان , ومن المكتوب لا مهروب .
رشف أبو يعقوب, رشفته الأولى من شاي أبي سليم , الساخن. آملا أن تهديء من روعه, وتخفف من حدة مزاجه المتوتر. لكنه ما ان رفع بفنجانه إلى فمه, واستوت عيناه, حتي لمح حمارا مربوطا في ساحة البيت .
يا للعجب !!!!! هذا الحمار يشبه حماري في كل شيء , الأنف , الفم , العينان , الإذنان , الرأس , الذنب .
حتى النظرات الثاقبة, التي كان يرمق الحمار بها أبا يعقوب, عندما كان يغضبه, أو ي يحمله أكثر من طاقته . يرمقه بنظرات كأن لسان حاله يقول : يا خسارة خدمتي لك يا ابا يعقوب, حتي لوغيروا كل دلالة فيّ , كان عليك ان تتعرف عليّ .
يا الاهي , إني أكاد ان اجن , نسخة طبق الأصل من حماري, ونظراته .لكني لا استطيع ان أبوح بذلك لأبي سليم. أو أعلن بأنه حماري . حماري اسود اللون وهذا لونه ابيض .
ومع هذا, قرر ان يوجه كلامه لأبي سليم قائلا : يا أبا سليم ! لم تعرّفني على حمارك, الذي لم أعهده من أملاكك سابقا !!!!
– انه أخوك أبو الصابر. لقد حررته حديثا من مالكه السابق, حيث أوقع فيه اشد أنواع العذاب, والاضطهاد. القى عليه المهام ليلا ونهارا. وكما ترى, فالسرور يظهر على محياه, لنيله حريته واستقلاله.
– اجل إني المح محبته لك , فالقلوب عند المحبة تتتوأم .
هم أبو يعقوب بالانصراف , لكنه عاد وجلس, بعد إلحاح مضيفه في البقاء, حتى تتوقف الأمطار, التي أخذت تشتد غزارتها.
هذه الامطار, أصّرت على السقوط بكميات هائلة, لتمنع من أبي يعقوب مغادرة المكان, ولتكشف الحقيقة أمام عينه , هذه الامطار, لم تكن إلا جند من جنود الله, أراد بها تطهير القلوب من الخبث, وغسل الرفيق من الدهان, الذي صبغه به أبو سليم , بعد ان استولى على الحمار, العائد بكل اطمئنان إلى بيته. نعم ظهر الرفيق بلونه الأسود الحقيقي , وزالت عنه أصباغ الجير الأبيض, ليعود إلى أحضان أبي يعقوب .
هذه قصة روتها لي ارض تدعى فلسطين .
قالت :. خدمت أهلي كما خدم الحمار صاحبه .
صبرت كما صبر الحمار.
غيروا ملامحي كما غيرت للحمار.
لكن الحمار نال استقلاله وحريته , لمثابرة صاحبه ونضاله في البحث عنه .أ
اما أنا ……… فأهلي يمرون عني, ويتنكرون لي , فلن تنزل الإمطار لتزيل الصباغ , ما داموا لا يبحثون عني . لقد نسوني . وأخاف!!!!!!!! ان يأتي يوما, لن يعرفوني , من كثرة الأصباغ المتراكمة على جلدي.
فاني أحملك الامانه, ان تخبرهم باني ما زلت انتظرهم .
قل لهم : فلسطين تنتظر……. فلسطين بحاجة لصلاح الدين
الاديب الفلسطيني الساخر احمد حامد صرصور
يسلمو على القصة
تحياتي
قصه حلووووووووووووة الله يوفقك بس الذى كان يدور بجعبتى وانا اقراء القصة كنت افكرر ان الحمار كان مواعد حبيبتة الحمارة هههههههههههههه كلنا لك يافلسطيين الحبيبة ونفديك با عمارنا وارواحنااا
مشكور يابو الشباب كلك نظر
يسسسسسسسسآـمو لـ هالايآإًٌَْدى . لـ طرح القصصـة ,
وِدى . . .