الصدق والكذب في التوريخ
ثمّ لا يخفـى: إنّ الصدق صدق، والكذب كذب، سواء عرفهما الناس أو لم يعرفهما، وسواء كان الذي لا يعرف على نحو الجهل المركّب، أو على نحو الجهل البسيط، وللشيء الواحد يقال صدقٌ؛ لأنّه يطابق الواقع، ويقال له حقّ؛ لأنّ الحقّ مطابق له على ما ذكره بعض العلماء.
ومـن الواضح: إنّنـا قـد لا نتمكّن أن نحكم على الدعوة التاريخية، أو غير التاريخية مثـلاً الاقتصاديـة، أو السياسيـة، أو الاجتماعيـة، أو العقائديـة، أو ما أشبه ذلك بأنّها صادقة، أو أنّها كاذبة، لكن من الواضح أنّ الإنسان قد يكون جاهلاً مركباً، فيرى الصدق كذباً، أو الكذب صدقاً، وهذا لا يضرّ بالواقع أعني كون الكذب كذباً، والصـدق صدقــاً، وعمـل المـؤرّخ إنّمــا هـو تسجيل الواقـع بدقّـة وأمـانـة كبيـريـن،فاللازم أن يلاحظ هل هذه الوثيقة صادقة، أم كاذبة؟. وهل نسبتها إلى راويها أو كاتبها مطابق للواقع أو غير مطابق للواقع؟ فما وقع، يكون صادقاً، إذا رويناه كما وقع، وما لم يقع، يكون كاذباً، إذا رويناه باعتبار أنّه واقع. فالواقع واقع وإن لم يؤرّخ له مؤرّخ، أو لم يكتب له كاتب، أو لم يروِ له راوٍ.
نعم، لاشكّ أنّنا لم نؤت من العلم إلاّ قليلاً، والوثائق التاريخية قليلةٌ حتّى أقل من واحد، بالنسبة إلى مليار مليار جزء سواء كان من الحوادث القديمة، أو الحوادث المتأخرة. هذا بالإضافة إلى أنّ كثيراً من الوقائع التاريخية المعاصرة تكتمها الحكومات خوفاً من إفشائها، وحتّى لا يطَّلع عليها الناس إطلاقاً، إمّا لهدف سياسي، أو لهدف اقتصادي، أو لهدف اجتماعي. فهنا أمران بالنسبة إلى المؤرّخ: هل وقع الشيء الفلاني أم لم يقع؟، والمشكلة الثانية هي في الأمر الثاني، وهو في التعرّف على ما لم يقع.
سلمت .. ودام ابداعك
الصدق والكذب في التوريخ
مشكور سكران . ِ
يسآـموَ ميسـوَ مروركَ أنيق
يسآـموَ موَدي ع آلـمرور الآنيق
يسآـموَ غرآمَ ع آلـمرورَ
يسلموو الاياادي
يسآـموَ إميرةَ ع ألـمرورَ إلـرآقي
وَدي (~..,