اهات الحزن
هو أن أفتح لك مدن أحلامي , وأسكن معك في قصر من الخيال , ثم ينهار القصر على رأسي ,
هو أن أخبئ عمري في قلبك , وأملأ حقائبك بأيامي , وأضع سعادتي في عينيك , ثم ألوح لك مودعه لاحول لي ولا قوه ,
هو أن تصبح مع الأيام عيني التي أرى بهما , وهوائي الذي أتنفسه , ودمي الذي أعيش به , ثم أنزفك عند الرحيل دفعه واحده ,
أن أدمن حبك , وأدمن صوتك , وأدمن عطرك , وأدمن وجودي معك , ثم أفتح عيني على غيابك ,
أن تتحق بعد حلم , وألتقيك بعد أمنيه , وأن تأتي بعد إنتظار, وأن أجدك بعد بحث , وأن أستيقظ على زلزال رحيلك ,
أن تفارق ولا تفارق, فتصمت ويبقى صوتك في أذني , وتغيب وتبقى صورتك في عيني , وترحل وتبقى أنفاسك في قلبي , وتختفي ويبقى طيفك خلفي يمزقني ,
أن اغمض عيني فأراك , وأن أخلو بنفسي فأراك , وأن اقف أمام المرأه فأراك , وأن ألمح هداياك فأراك , وان أقرأ رسائلك فأراك , وعندما أعود لواقعي , لا أراك ,
أن أجمع البقايا خلفك , وأن أرسم وجهك في سقف غرفتي , وأن أحاورك كل ليله كالمجانين وأن أشد الرحال إليك عند الحنين , وأن أعود إلى سريري آخر الليل فأبكيك وأبكيك ,
أن ياتي العيد وأنا وحدي , وأن يأتي الربيع وأنا وحدي , وأن تهطل الأمطار وأنا وحدي , وأن يطرق الحنين بابي وأنا وحدي , وأن يمضي بي أجل العمر وانا وحدي ,
أن أراك صدفه, وأن يجمعني بك الطريق ذات يوم , فأراك بصحبه غيري , يدك في يدها تنظر إلي فلا تعرفني , وعمري خلفك يناديك فلا تسمعه ,
أن أكتب فلا يصلك صوتي , وأن أصرخ فلا يصلك صوتي , وأن ألفظ أنفاسي فلا أراك , وأن أموت فيصلك النبأ كالغرباء