السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل الكتاب المبين على عبده ورسوله الصادق الأمين , فشرح به صدور عباده المتقين الغر الميامين , وأشهد أن لا أله الله وحده لا شريك له
ولا ولد له ولا ند له , واحد في ذاته متفرد بصفاته , ليس كمثله شئ وهو السميع البصير, إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه , يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل , حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما أنتهي إليه بصره من خلقه ,
وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه , سيد الأولين والآخرين , وخاتم الأنبياء والمرسلين , والمبعوث رحمة للعالمين.
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ متهما رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا"
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وشر الأمور محدثاتها , وكل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة , وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد,,,
أيها الأحبة الكرام ربما يكون هذا أول موضوع لي أتكلم فيه عن النار
بل لا أكون مبالغاص حينما اقول انه اول موضوع يُتكَلَم فيه عن النّار منذ أن دخلت هذا المنتدى المبارك
لم أرى موضوع يتكلم على النار على ما أعتقد
ولكن ما دفعني لكي أتكلم عن النّار عافانا الله واياكم
هي خطبة الشيخ محمد حسان حفظه الله حينما فسر سورة الكهف وكان تفسيره وكلامه يدمي القلب ويبكي دماً بدل الدمع
ففكرت في أنه لا توجد مواضيع تتكلم عن النّار فلما لا أخوض هذا الموضوع الملتهب
فتحرك مارد التحدي في قلبي ولعلي أنفعكم بأي شيء والكلام ليس من كيسي ولكنه نقلاً مما سمعت من العلماء
تعالى معي أيها القارئ وأطرح قلبك بذل وانكسار بين يدي العزيز الغفّار
وتدبر معي هذه الآيات
بسم الله الرحمن الرحيم
" إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30" (
إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ۚ وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا
" وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ(41) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ(42) وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ(43) لَّا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ "
" كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ(4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ(5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ(6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ(7) إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ(8) فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ "
بعد أن قرأت معي هذه الآيات والتي من المؤكد أنها لمست قلبك
أو شيئاً في قلبك تعالى معي لأستغل الوضع وأطرق على قلبك وهو ساخن
لنبدأ في الحديث عن
" الهاوية "
عن النار
ولكن
ما هي النار
وما وصفها
وكم عدد أبوابها
وما صفات أهلها
وماذا في النار من العذاب
وهل يطلب أهل النار الغوث
وما هو الجواب عليهم ؟
هذا ما سنعرفه سويّاً
تعالى معي أيها الأخ الحبيب وأيتها الأخت الكريمة
تعالى لنقف معاً على وصف النّار
ولنبدأ من كتاب الله
"إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ.وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ.لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ "
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَـفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ بَلَى وَلَـكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"
"وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ.إِذَآ أُلْقُواْ فِيهَا سَمِعُواْ لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ.تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ"
" وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ.لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ.لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ "
" يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ "
"وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ.نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ.الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ.إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ.فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ"
أنا لا أذكر لك هذه الآيات لكي تقرأها وتمر عليها مرور الكرام
لا أنا أريدك أن تتدبر ويقشعر بدنك
عنْ عبدِ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: « يُؤتى بالنارِ يومَ القيامةِ لها سبعون ألفَ زمامٍ مع كلِّ زمامٍ سبعون ألفَ ملَكٍ يجرُّونَها»، رواه مسلم.
يؤتي بجهنم لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها حيث أراد الله .. وحيث شاء الله .. وحيث قدر . يؤتي بها تتغيظ ، يؤتي بها تتلظي . يؤتي بها تتقطع من الغيظ علي العصاة والمشركين ، تأتي وهي تنطق بمنطق الأكول الشره تقول لربنا جل وعلا هَلْ مِنْ مَزِيدٍ
عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ قال: « نَارُكم هذِه ما يُوقدُ بنُو آدمَ جُزْءٌ واحدٌ من سبعين جزءاً من نار جهنَّم»، قالوا: يا رسولَ الله إنَّها لَكَافيةٌ، قال:« إنها فُضِّلَتْ عليهَا بِتِسْعَةٍ وستينَ جزءاً كلُّهن مثلُ حرِّها».
أحبتي في الله : إن نار الآخرة حرها شديد ، وقعرها بعيد ، ومقامعها حديد فنار الدنيا هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم
نارنا هذه التي تُحَطِّم ، والتي تدمِّر ، والتي لا يجرؤ أحد علي أن يقترب منها وإن كانت ممثلة في شعلة صغيرة ، فما بالكم بحريق هائل مدمر ، بحريق مروع ، هذا الحريق وهذه النار ، بل كل نار الدنيا مجتمعة إنما هي جزءاً كلهن مثل حرها .
الله أكبر .. اللهم إنا نستجير بك من النار .
أوقد عليها ألف عام حتى احمرت ، وأوقد عليها ألف عام حتى ابيضت وألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة
عنه رضي الله عنه قال: كنَّا عندَ النبيِّ فسَمِعنَا وَجبَةً، فقال النبيُّ : « أَتَدْرُونَ ما هَذَا؟ » قلْنَا: الله ورسولُه أعلمُ. قال:« هذا حجرٌ أرْسَلَه الله في جهنَّمَ مُنْذُ سبعينَ خَريفاً (يَعْنِي سبعينَ سنةً) فالآن حينَ انتَهَى إلى قعْرها »، رواه مسلم.
أريدك أن تستوعب معي هذا الحديث
حجر ألقي في النار وبعد سبعين سنة وصل لقعرها
يارب سلم سلم
قال رسول الله :
" يؤتي بأنعم رجل في الدنيا من أهل النار فيصبغ في نار جهنم ثم يقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت خيراً قط ؟ هل مر بك من نعيم قط ؟ فيقول : لا والله يارب ويؤتي بأشد الناس بؤساً من أهل الجنة فيُصبغ صبغةً في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم ، هل رأيت بؤساً قط ؟ هل مر بك من شدة قط ؟ فيقول : لا والله يارب ما مر بي من بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط "
أريدك أن تتخيل معي
أنعم وأسعد أهل الدنيا يحلف أنه لم يرى نعيماً قط
لماذا
بسبب غمزة في النّار
اقرأ معي هذه الآية
وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى
تخيل أنك تقف في أرض المحشر وفجأة ترى النار قادمة تراها تقترب منك بحرارتها ولهيبها .
فماذا عساك أن تفعل
وإذ بك وأنت واقف مكانك إذ بتطاير الصحف يبدأ وأنت هائم على وجهك
وفجأة ترى رجل يأخذ كتابه بشماله ويصرخ
نعم لقد ذكره ربي في كتابه
" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ (37) "
وللنار أبواب
نعم جاء هذا في كتاب الله
"وَسِيقَ الَّذِينَ كَـفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ بَلَى وَلَـكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ"
ولكن كم عدد أبوابها
إنها سبعة أبواب
قال ربي وإن أحق القول لقول ربي
" لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ "
ولكن ما هي صفات من يعبر هذه الأبواب
من هو المستحق أن يدخل من هذه الأبواب
الظالم لنفسه
تعالوا لنتعرف على صفات أهل النار ومن يدخلها
يدخلها المتكبرون الكافرون المشركون أصحاب الكبائر الزناة الذين سبق عليهم الموت قبل أن يتوبوا
آكلو الربا و شاربو الخمر وسافكو الدماء
إسمع معي حديث رسول الله
ألا أخبركم بأهل النار : كل عتل ، جواظ ، مستكبر
تحاجت الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين ، وقالت الجنة : ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم . قال الله تبارك وتعالى للجنة : أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي ، وقال للنار : إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منهما ملؤها ، فأما النار : فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول : قط قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا ، وأما الجنة : فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا
يدخل الفرد منهم جهنم وأريد أن تتخيل معي المرء حين يساق إلي هذا العذاب
تغرس أقدامه في الأرض مخافة الوصول لهذا العذاب
يجر جراً
"إِذِ الأَغْلاَلُ فِي أَعْنَاقِهِمْ والسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ.فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ"
النار تلفظ منن غيظ ومن غضب
وربنا ينادي
" خذوه فغلوه "
تخيل أنك مقبل على هذا العقاب تخيل أنك مقبل على هذا العذاب
أخي هي الحقيقة ولا بد أن تواجهها وتصارح نفسك
هل تظن أن عملك هذا وحياتك تنجيك من النار
؟
النار
يارب سلم
الطعام في النار نار , الشراب في النار نار , اللباس في النار
والنار نار
بل إنها 70 ضعفاً
والمرء يعذب فيها بشتى أنواع العذاب
تعالى اقرأ معي هذا الحديث
وقف على هذه المعاني
عن أنس رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال
" يُقَالُ للرجلِ من أهل النارِ يومَ القيامةِ: أرأيْتَ لو كانَ لكَ ما على الأرض من شيء أكنتَ تفتدي به؟ فيقول: نعم، قال: فيقول: قد أردتُ منكَ ما هُو أهْونُ من ذلكَ، قد أخذتُ عَلَيْك في ظهرِ آدم أن لا تُشْرِكَ بي شيئاً فأبيتَ إلاَّ أنْ تشركَ بي"
رواه أحمدُ ورواه البخاريُّ ومسلمٌ بنحوه.
يا ربي
أنظر والله إن هذا الكلمات لهي أشد من العذاب يقول له الله
لقد طلبت منك طلباً واحداً
لا تشرك بي شيئاً
ولكنك أبيت
ياااااااااااااااااااااااااااااااه
يا لخسرانه يومئذ
ولكن ما هي أنواع العذاب التي يكون أمامها المرء مستعد أن يضحي بكل ما يملك
تعالى معي لنتعرف على أنواع وألوان العذاب في النار
إن أشد ما في النار من عذاب هو انك ستكون وحدك بمفردك , لن تكون هناك صحبة تخفف عنك العذاب
ترى في الدنيا السجين يتقوى على السجن وألمه بمن يصاحبونه في السجن
أما في النّار فلا
لا يوجد رفيق لك .
ومن ألوان العذاب أيضاً
ما رواه أبي موسى رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «ثلاثةٌ لا يَدْخُلون الجنّةَ: مُدْمِنُ خمرٍ، وقاطعُ رحم، ومُصدِّقُ بالسحرِ. ومَنْ مات مدمنَ الخمرِ سقاه الله من نَهْرِ الغوْطَةِ. قيل: وما نهرُ الغوطةِ؟ قال: نهرٌ يجري من فروج المُومِسَاتِ يؤذي أهلَ النار ريحُ فروجهن»، رواه أحمد.
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال:
«إن على الله عهداً لمنْ شرب المسكرات لَيَسقيِه من طِينةِ الخبَالِ. قالوا: يا رسولَ الله وما طينةُ الخبَالِ؟ قال: عَرقُ أهل النار أو عُصَارةُ أهلِ النارِ». وفي الصحيحين عن النبيِّ صلى الله عليه وسلّم أنَّه قال: «يُقَال لليهودِ والنصارى ماذا تَبْغُون؟ فيقولونَ: عطِشْنَا ربَّنَا فاسقنا فيُشارُ إليهم: ألا تَرِدُوْنَ؟ فيُحْشَرونَ إلى جهنَم كأنها سرابٌ يحطِم بعضُها بعضاً، فيتَساقطونَ في النار»
قال الْحَسَنُ: ما ظَنُّك بقومٍ قاموا على أقدامهم خمسينَ ألْفَ سنةٍ لم يأكلوا فيها أكلةً ولم يشربوا فيها شربةً حتى انقطعت أعناقُهم عطشاً واحتَرقَتْ أجوافُهم جوعاً، ثم انْصُرفَ بهم إلى النارِ فيُسْقَون من عينٍ آنِيَةٍ قد آنَ حَرُّها واشتد نُضْجُها.
وقال تعالى:
{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيِقُولُ ذُوقُواْ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
{وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ.نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ.الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ.إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ.فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةِ}
وتخيل بعد هذا العذاب يجوع أهل النّار
فيقدم لهم الطعام
الطعام !
نعم يقدم لهم الطعام ولكن ما هو هذا الطعام
طعام من غسلين
قال تعالى:
" فليس له اليوم ها هنا حميم * ولا طعام إلا من غسلين"
( الغسلين ) – كما يقول أهل اللغة – هو ما يخرج من الثوب ونحوه بالغسل؛ ثم استعمل في كل جُرح غُسِل فخرج منه شيء، فهو غسلين، من الغسل؛ واستعمله القرآن في كل ما يسيل من جلود أهل النار، كالقيح والصديد وغيرهما، كأنه يُغسل عنهم .
ثم لأهل التفسير أقوال متعددة في المقصود بهذا اللفظ، والمنقول عن ابن عباس رضي الله عنهما حَبر القرآن روايتان:
إحداهما: قوله: ما أدري ما الغسلين، ولكني أظنه الزقوم. ثانيهما: قوله: الغسلين الدم والماء يسيل من لحومهم. وقال قتادة : الغسلين: شر الطعام وأخبثه وأبشعه .
وهناك نوع آخر من الطعام
نعم
الضريع
قال الله تعالى
" ليس لهم طعام إلا من ضريع "
ما هو الضريع
نوع من أنواع الشوك لا تأكله الدواب لخبائته .
وقال الله تعالي : " إنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً "
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي ( طَعَاماً ذَا غُصَّةٍ ) قال : شوك يأخذ بالحلق لا يدخل ولا يخرج
ولهم شجر في جهنم
اقرأ معي
قال تعالى: {إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ.طَعَامُ الأَثِيمِ.كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ.كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} [الدخان:43-46]،
وقال في تلكَ الشجرةِ: {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ.طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات:64-65].
وقال تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضِّآلُّونَ الْمُكَذِّبُونَ.لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ.فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ.فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ.فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ.هَـذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ} [الواقعة:51-56]
والشوب هو الخلط والمزج أي يُخْلَطُ الزقوم المتناهي في القذارة والمرارة والحميم المتناهي في اللهب والحرارة .
قال رسول الله
"لو أن قطرةً من الزقوم قُطرَت في دار الدنيا لأفسدت علي أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه "
تخيل معي أن بطنك تمتليء بهذا العذاب بهذه النار
تشتهي لتبرد هذا الحر
فتطلب الغوث
تطلب الماء
فهل يأتيك
اسمع معي
قال تعالي :
" وإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً "
أنظر إلي التعبير القرآني الفريد
أنظر إلي كم السخرية من أهل النّار إنه لامعان في العذاب والذل
كيف يشوي الماء الوجه كان الاولى منطقياً أن يشوي الأمعاء او الفم
ولكن أنظر معي لدقة اللفظة ولإعجازها
يقول أهل التفسير
انه من شدة حرارة ولهيب الماء سيشوي جلد وجوههم قبل أن يشربون الماء
أي انه بمجرد أن يرفعوا الماء إلي أفواههم ستصهر حرارة الماء وجوههم
يارب سلم
يشوى الوجه لمجرد رفع الماء فكيف بالماء
اقرأ معي قول الله
" وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ "
رباه رحماك
كل هذا العذاب يكون عذاب من ورائه
رباه رحماك
كل هذه الألوان ولم ينتهي العذاب
رباه رحماك
قال تعالي :
" وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ "
والحميم هو الماء الحار المغلي بنار جهنم يذاب بهذا الحميم ما في بطونهم وتسيل أمعائهم وتتناثر جلودهم كما قال تعالي :
" يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ "
وثياب أهل النار .. نار
قال الله عز وجل :
" وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ "
فقولة : (سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ ) أي قمصانهم من قطران تطلي به جلودهم حتى يكون ذلك الطلاء كالسرابيل ، وخص القطران لسرعة الاشتعال فيه مع نتن رائحته ووحشة لونه .
وعن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله :
( النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب ))
ويقول الله أيضاً
" هَـذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُواْ فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُواْ قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارِ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ.يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ.وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ.كُلَّمَآ أَرَادُواْ أَن يَخْرُجُواْ مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُواْ فِيهَا وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ "
وفُرش أهل النار نار
قال تعالي :
" لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ "
أي فرش من النار ويلتحفون بألحفة من النار عياذا بالله من حالهم
وقال تعالي :
" لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ "
أي أطباق وفراش ومهاد وسرادقات ، وإطلاق الظلل عليها تهكما ، فهي محدقة محيطة بهم من كل جانب والعياذ بالله قال تعالي :
" انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ "
رحماك يارب
النار تحيط بهم من كل جانب
ولكن هل مع كل هذا العذاب يطلب أهل النار الغوث ؟
نعم
يستغيث أهل النار من العذاب الأليم اربع مرات يتصفن بالتدرج والصعود
أول مرة يستغيثون بخزنة النار فيقولون
قال تعالى
" قَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ "
فماذا كان الجواب
" قالوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ"
انظر إلى عنف الإجابة وإلي التأنيب في السؤال
ومع هذا العذاب المستمر يكررون أهل النار طلب الغوث
فيطلبون الغوث من مالك خازن النار
فيقولون
" وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ "
لا إله إلا الله
ماكثون ماكثون
أريدك أن تتفكر معي ما هو حجم العذاب الذي يتعرض له هؤلاء لكي يدفعهم للغوث ويدفعهم لكي يتحملوا المهانة والذل ورفض الطلب تلو الطلب .
يتحملون الذل والإحتقار لا تهمهم كرامتهم ولكن المهم لديهم
هي
النجااااااااااااااااة
ثم يلجأ أهل النار في المرة الثالثة إلى إخوانهم المنعمين في الجنة فيقولون لهم
" وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50) الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ "
أنظر إلى المعاناة أنظر لحجم العذاب
ومع ذلك يواصلون طلب الغوث
فيطلبون الغوث ممن
؟
من الملك جل جلال ربي
فيقولون
" رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ "
فماذا هو جواب رب العزة
"اخْسَأُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ "
ااااااااااااااااااه
إنها الصدمة الكبرى إنها الفاجعة
الطامة العظيمة
المصيبة المفجعة
هذا الجواب من الله
ويعني البقاء يعني الخلود
إنها النهاية
أسألك بالله
أستحلفك برب الأرض والسماء
ما هو موقفك لو كنت مكانهم " أسأل الله أن ينجينا "
أناس كل لحظة تكوى وجوههم وجلودهم وأمعائهم وبطونهم يستغيثون فلا يجدون إلا النار
وحين يستغيثون بجبار السماوات والأرض
يجدون الجواب كأنه الصاعقة
رباه سلم
النار يا إخوتي
النار يا أحبتي
هل تقدر على ما قرأته
هل تتحمله فلماذا لا تكترث لها ؟
لماذا لا تعيرها انتباهك ؟
لماذا التقصير والتفريط ؟
لقد قال مالك ابن دينار وهو من هو
" رباه تعلم ساكني الجنة وساكني النار فأين مقام مالك بن دينار "
مالك يقول هذا
فماذا نقول نحن
لا تستعجل واسمع
قال مالك لأحد أصحابه
" أتظن أن مثلي ينجو من النار "
لا أريدك أن تبكي وتدمع ثم لا تفعل شيء أريد منك الهمة
أريد العهد
أريدك أن تقلع
أريدك أن تخاف من ربك
ولو مرة
مرة تصدك فيها في خوفك من عذابه
مرة
وسترى أن هذا المرة لو صدقت الله فيها
ستكون سبب سعادتك في الدارين
أسأل الله لكم العافية
اللهم أجرنا من النار
اللهم تب علينا توبة ترضيك عنا
اللهم اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم
واغفر لنا الذنوب التي تنزل النقم
اللهم ثبت قلوبنا على الطاعة
اللهم حل بيننا وبين معصيتك
اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل
اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل
اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل
آمين آمين
وصلي اللهم وسلم وزد وبارك على عبدك ونبيك محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم أجرنا من نآر جهنم وسمومها …
لكـ أجر ما ذكرت به ((ThE hIsToRy))
تقديري ..