معلومات عن بلاد الأندلس التاريخية (غرناطة وقرطبة) ..
لا يكفي الزائر العربي للأندلس أن يردد ملتاعا "جادك الغيث" فزمان الوصل بالأندلس ترك من الشواهد والآثار ما يستحيل على النسيان محوه حتى إن أراد.
تسير بين المروج الخضراء والأرض المكسوة بثمارها، فتدرك أن عبقرية المكان تنعكس على ما ينتجه من حضارة لا محالة، وتتجول في شوارع قرطبة وغرناطة وإشبيلية فتستحيل الذاكرة واقعا حيا وأنت تسمع الكلمات والأسماء العربية ترن في أذنيك.
حضارة العرب وعمارتهم في الأندلس فاقت كل ما أنتجته الحضارة العربية الإسلامية في أماكن أخرى، هنا امتزجت الحضارة بالطبيعة فخلقت نموذجا سمحا اعترف بالتعدد والاختلاف وقتما كانت أوروبا لا تزال في عصورها الوسطى.
مئذنة وبرج "للمسجد- الكاتدارئية " في قرطبةالماء هو العنصر الغالب والمكون الأوضح في هذه الحضارة، وينقسم المؤرخون في تفسير ذلك:فريق يرى أن العرب الفاتحين القادمين من رحم الصحراء عرفوا قيمة الماء فبرعوا في الاستمتاع به، وآخر يرى أن الأندلس عكست في النفس العربية الصورة المبتغاة لجنات الخلد التي وصفها القرآن فصارت فردوسهم على الارض.
لم يبالغ إذن ابن خفاجة الأندلسي وهو يخاطب أهل الأندلس قائلا " لا تحسبوا في غد أن تدخلوا سقرا ..فليس تُدخل بعد الجنة النار".
الفردوس المفقود ..
ما بين فتح العرب لشبه الجزيرة الأيبيريه في عام 711 ميلادية ووقوف أبي عبد الله ملك غرناطة أمام قصر الحمراء "يبكي ملكا مضاعا" في عام 1492 ، شهدت أسبانيا التي اختزلت في الأندلس مع سقوط المدينة تلو الأخرى، الكثير من الممالك الإسلامية التي تنوعت بين الاستنارة غالبا والتشدد قليلا.
لوحة استسلام قرطبة داخل المسجد يتحدث ديفيد، دليل رحلتنا إلى قرطبة عن مدينته التي كانت حاضرة للخلافة الأموية في الأندلس حتى سقوط الخلافة عام 1031 ميلادية ، ويشير إلى ما تبقى من جامعتها التي كانت الأولى في أوروبا وأنجبت الوليد بن رشد (أفيروس) وابن باجه وبن طفيل ومحمد الغافقي وابن حزم الأندلسي.
تدلف من الجسر الروماني على نهر "الوادي الكبير" – لا يزال محتفظا باسمه العربي – فينتابك الحنين أمام المسجد الجامع الذي لا تزال تعلو جدرانه المنيعة نقوشه القرآنية مخلدة عبقرية فنية نادرة.
ساحة المسجد الذي تحول إلى كاتدرائية بعد سقوط قرطبة في أيدي الأسبان عام 1236 ميلادية كانت تملأها أشجار البرتقال والرمان وكان يأكل منها الجائعون والقادمون إلى المدينة من بقاع شتى.
على مساحة 24 ألف متر أقيم المسجد الجامع في قرطبة ليكون واحدا من أكبر مساجد العالم الإسلامي، بدأ بناؤه عبد الرحمن الداخل في عام 755 وتم توسيعه ثلاث مرات حتى وصل مساحته الحالية.
جدارن مسجد قرطبة لا تزال تحمل النقوش الإسلامية يقوم المسجد الجامع على أكثر من ألف عمود و كان يتسع يوما لأربعين ألف مصل وقتما كان سكان قرطبة نصف مليون نسمة. يقول دليلنا إن المسجد هو الوحيد في العمارة الإسلامية الذي لا يتجه محرابه نحو القبلة في مكة. ولذلك تفسيرات متعددة غير محسومة.
أولها أن خلفاء بني أمية فروا من تنكيل العباسيين بهم في مكة وأرداوا القطيعة بين مرجعية مكة التي يعتمدها العباسيون، والثاني أنهم جاءوا من دمشق التي ظلت في خيالهم فأرادوا بناء لا يقل عظمة ومثالا عن المسجد الأموي بصبغته الرومانية، أما الثالث وهو الأرجح فهو أن معبدا رومانيا كان يقوم مقام المسجد الذي وضع على نفس القواعد القديمة دون تغيير فأخذ نفس اتجاهاته.
لم يرغب الأسبان في هدم المسجد عقب سقوط قرطبة فحولوه إلى كنيسة تملأ جدرانها النقوش القرآنية تتداخل مع التماثيل والأيقونات المسيحية وشواهد رفات القديسين ورجال الدين الذين دفنوا في المكان.
وبدلا من مسمى المسجد الجامع صار اسمه "موزكيتو/ كاثدرائيل" أي المسجد الكاثدرائية في إشارة لا تتكرر لمكان عبادة مسيحي ، حتى مئذنته الشاهقة أحيطت ببرج مربع تنتصب فوقه أجراس الكنيسة، لإخفاء طابعها الإسلامي.
شوارع وأسماء
منارة المسجد من داخل الحي العربي القديم في قرطبة لم يقنصر الطراز المعماري الذي بناه "المورز" وهي التسمية الأوروبية المخربة للعرب الذين أقاموا في الأندلس، على المساجد ودور العبادة. فالبيوت العربية في قرطبة القديمة لا تزال قائمة كنموذج معماري يحتذى في الألفية الثالثة.
بيوت يغمرها الضوء والشمس والظلال في الساعات المختلفة للنهار، يقوم البناء حول ساحة فسيحة تتوسطها فسقيات الماء ، الذي ينهمر من "مزاريب" الأسطح ليتخلل أرضية يكسوها الحصى ويمر عبر الفسقية في نافورة بديعة وهكذا دواليك.
في قرطبة القديمة تقف الجامعة الإسلامية وأمامها تمثال للعالم المسلم محمد الغافقي أحد مؤسسي طب العيون، وعلى مقربة منها الحي اليهودي الذي طمست معالمه بعد سقوط الأندلس.
هنا عاش الفيلسوف العربي اليهودي عبد الله بن ميمون الذي فر من اضطهاد دولة الموحدين في عصر ملوك الطوائف إلى مصر. لكن ما قاساه بن ميمون ظل نذرا يسيرا مما لقيه العرب واليهود على أيدي الأسبان.
180 عمودا من الرخام في صالة الأسود داخل الحمراء وعلى بعد خمسة أميال تقريبا من قرطبة القديمة تقف بقايا مدينة الزهراء التي قيل أن الخليفة عبد الرحمن الناصر شرع في بنائها تكريما لجارية شُغف بها حبا واستغرق بناؤها 17 عاما، لكنها دمرت بعد خمسين عاما في فتنة قيل أنها قامت بين العرب والبربر.
جنان الحمراء
وتظل غرناطة هي درة عقد هذه الحضارة التي سقطت بسقوطها، نجت غرناطة من يد الأسبان بعد سقوط أشبيلية وقرطبة لأن ملوك بني الأحمر تحالفوا مع المسيحيين الأسبان ضد أخوانهم المسلمين. لكن الزحف القادم من الشمال ما كان ليتوقف أمام أسوار قصر الحمراء.
كل شيء في غرناطة يشير إلى ذلك الماضي العربي، طبائع سكانها الصاخبة الحارة، قدريتهم وهم يتحدثون عن مضار العمل الشاق ورغبتهم الجارفة في الاستمتاع بحياتهم. لكن عندما تحدثهم عن الإسلام يبدو التناقض صارخا. ففي اعتقادهم أن أسبانيا الكاثوليكية مئة بالمئة لا مكان فيها للإسلام اليوم، لكنها تتسع لما خلفته حضارة المسلمين.
تشق طريقك إلى الميدان الرئيسي لتمر عبر الكاتدرائية الكبرى في المدينة وقد أقيمت وسط الحي التجاري، كان يعرف بـ"القيسرية" وهو الاسم الذي تتخذه الأحياء المماثلة في كثير من المدن العربية حتى اليوم.
مجلس العرش في مواجهة صالة الريان ملامح المعمار القوطي في الكاتدرائية لا تخفي ما تحتها من معمار إسلامي فقد أقيمت على أنقاض مسجد المدينة القديمة، وفي مواجهتها تقع المدرسة القرآنية التي بناها يوسف الأول في القرن الرابع عشر، لا تزال نقوشها القرآنية غالبة رغم التعديلات المختلفة التي لحقت بها في القرن الثامن عشر.
"لا غالب إلا الله"
لكن زيارة غرناطة أو الاندلس عامة لن تكتمل دون إطلالة مطولة على قصور الحمراء، التي شيدها ملوك بني الأحمر في وقت كانت فيه غرناطة تقف واحدة كآخر معاقل المسلمين في الأندلس.
لا تكشف قصور الحمراء عن أسرارها للوهلة الأولى، فأسوارها الشاحبة تخفي داخلها كنوز من الفن المعماري تؤكد بدورها أن الحضارة العربية في الأندلس لم تتخل عن تذوق الجمال والاستمتاع به حتى والانهيار يتهددها وكأنها تعيش أبدا.
جنة العريف المقر الصيفي لملوك بني الأحمر لكن رؤية كل ذلك تخلف في النفس انطباعات متضاربة إذ لا يخلو جدار واحد داخل الحمراء من نقش لعبارة "لا غالب إلا الله". فهل كان بنو الأحمر يتوقعون الهزيمة بين لحظة وأخرى، وهل ثمة تسليم أكبر بالقدر من تلك العبارة؟
قبل الدخول إلى ساحات القصبة الجديدة – تعني القلعة- سيجد الزائر نفسه أمام أثر لا يمت للمكان بصلة. قصر على الطراز الروماني بناه الامبراطور كارلوس الخامس ليبز به قصور الحمراء في عام 1527 ولم يتم حتى القرن الثامن عشر.
ويجتاز الزائر أسوار الحمراء عابرا بمحراب صغير طغت عليه نقوش مسيحية ثم بأقواس خشبية تقود إلى صالة الريان، وهي صالة واسعة لا سقف لها وسطها بركة مستطيلة تمثل مياهها مرآة عاكسة لجمال الجدران والزخارف المحيطة بها.
وتفضي صالة الريان في طرفها الآخر إلى صالة العرش، وقد كانت مكانا قاصرا على الضيوف الذين ينتظرون مقابلة السلطان.
ولا يتكرر الشكل الواحد مرتين في زخارف الحمراء وهو ما يكسر أي شعور بالملل أثناء التجول فيها، فالمقصورات والأقواس والأعمدة وفسقيات الماء تتخذ أشكالا متنوعة من مكان لآخر.
صالة الأسود تشكل لوحة نادرة فهي تقوم على 124 عمودا من الرخام الأبيض الناصع وتتوسطها نافورة يحيطها اثنا عشر أسدا كانت تخرج المياه من أفواهها في أوقات محددة وتحيطها قنوات تشير إلى الاتجاهات الرئيسية الأربعة.
وما أن ينتهي المرء من التجول في قصور الحمراء حتى يجد نفسه في "جنة العريف"، تلك الجنان التي كانت المقر الصيفي لملوك بني الأحمر وبنيت في القرنين الثالث عشر والرابع عشر.
تسير وسط جنة العريف فتعرج على "ساحة الساقية"، "وساحة السلطانة" في خضرة ممتدة لا يقطعها سوى منظر برك الماء والمدرجات التي تأخذك صعودا وهبوطا.
سقوطها..ونهايتها..
يقول التاريخ إن غرناطة سقطت بأيدي المسيحيين الأسبان عندما كانت أوروبا تخرج من عصورها الوسطى، وكان من المتوقع والحال كذلك أن تزداد المدينة ازدهارا في ظل حرص الملوك الأسبان على قيمتها الاقتصادية والحضارية، لكن ذلك لم يحدث فمع حلول عام 1570 طردت بقية العرب والمسلمين الذين ثاروا على الإجراءات القمعية ضدهم وبعدها طويت صفحة غرناطة والأندلس.
يسلمـــــك ربى غــــرور ع روعــة الطرح
سلمت الايادى غـرور
تحيـــاتى
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يسلموو على المعلوماااات
لك خاالص الشكررر
جهد رااائع
اوسكار..
همس الحجاز..
الله يعطيكي العافيهـ
غـــــــرور
يسلمووووووووووو
يعطيــــــــــــــــك الف عافيه
الله لايحرمنا جديد طرحك
دمت بود
يسلمووووووو
يعطيــــــــــك العافيه
تحياتي لك
بتوول ..
انثىا لايكررها القدر..
يسلمو علىا المرور..
الموج الازرق,,
يعطيك الف عافيه..