لماذا كان أول المخلوقات القلم وآخرها آدم عليه السلام ؟
ابن قيّم الجوزية
كان أول المخلوقات القلم, ورد بلفظ" أن أول ما خلق الله القلم", أخرجه أبو داود في سننه 4700, والترمذي 2156 وأحمد في المسند عن عبادة بن الصامت, ليكتب المقادير قبل كونها, وجعل آدم آخر المخلوقات وفي ذلك حكم.
الأولى: تمهيد الأرض قبل الساكن.
الثانية: أنه الغاية التي خلق لأجلها ما سواه من السموات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر.
الثالثة: أنه أحذق الصنّاع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه.
الرابعة: أن النفوس متطلعة الى النهايات والأواخر دائما, ولهذا قال موسى عليه السلام للسحرة: أولا{ ألقوا ما أنتم ملقون}يونس80 , فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا الى ما يأتي بعده.
الخامسة: أن الله سبحانه أخّر أفضل الرسل والأنبياء والأمم الى آخر الزمان وجعل الآخرة خيرا من الأولى, والنهايات أكمل من البدايات, فكم بين قول الملك للرسول اقرأ, فيقول:{ ما أنا بقارىء}, وبين قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} المائدة 3.
السادسة: أنه سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم, فهو العالم الصغير وفيه ما في العالم الكبير.
السابعة: أنه خلاصة الوجود وثمرته, فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات.
الثامنة: أن من كراماته على خالقه أنه هيأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته, فما رفع رأسه الا وذلك كله حاضر عتيد.
التاسعة: أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات عليه في الخلق, ولهذا قالت الملائكة: ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا. فلما خلق آدم وأمرهم بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة, فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة, فلما تاب الى ربه, وأتى بتلك العبودية, علمت الملائكة أن لله في خلقه سرا لا يعلمه سواه.
العاشرة: أنه سبحانه لما اقتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الانسان, فان القلم آلة العلم, والانسان هو العالم. ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة الذي اختص به دونهم.
الأولى: تمهيد الأرض قبل الساكن.
الثانية: أنه الغاية التي خلق لأجلها ما سواه من السموات والأرض والشمس والقمر والبر والبحر.
الثالثة: أنه أحذق الصنّاع يختم عمله بأحسنه وغايته كما يبدؤه بأساسه ومبادئه.
الرابعة: أن النفوس متطلعة الى النهايات والأواخر دائما, ولهذا قال موسى عليه السلام للسحرة: أولا{ ألقوا ما أنتم ملقون}يونس80 , فلما رأى الناس فعلهم تطلعوا الى ما يأتي بعده.
الخامسة: أن الله سبحانه أخّر أفضل الرسل والأنبياء والأمم الى آخر الزمان وجعل الآخرة خيرا من الأولى, والنهايات أكمل من البدايات, فكم بين قول الملك للرسول اقرأ, فيقول:{ ما أنا بقارىء}, وبين قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} المائدة 3.
السادسة: أنه سبحانه جمع ما فرقه في العالم في آدم, فهو العالم الصغير وفيه ما في العالم الكبير.
السابعة: أنه خلاصة الوجود وثمرته, فناسب أن يكون خلقه بعد الموجودات.
الثامنة: أن من كراماته على خالقه أنه هيأ له مصالحه وحوائجه وآلات معيشته وأسباب حياته, فما رفع رأسه الا وذلك كله حاضر عتيد.
التاسعة: أنه سبحانه أراد أن يظهر شرفه وفضله على سائر المخلوقات عليه في الخلق, ولهذا قالت الملائكة: ليخلق ربنا ما شاء فلن يخلق خلقا أكرم عليه منا. فلما خلق آدم وأمرهم بالسجود له ظهر فضله وشرفه عليهم بالعلم والمعرفة, فلما وقع في الذنب ظنت الملائكة أن ذلك الفضل قد نسخ ولم تطلع على عبودية التوبة الكامنة, فلما تاب الى ربه, وأتى بتلك العبودية, علمت الملائكة أن لله في خلقه سرا لا يعلمه سواه.
العاشرة: أنه سبحانه لما اقتتح خلق هذا العالم بالقلم كان من أحسن المناسبة أن يختمه بخلق الانسان, فان القلم آلة العلم, والانسان هو العالم. ولهذا أظهر سبحانه فضل آدم على الملائكة الذي اختص به دونهم.
[39] كتابة عذر آدم قبل هبوطه الى الأرض
وتأمل كيف كتب سبحانه عذر آدم قبل هبوطه الى الأرض ونبه الملائكة على فضله وشرفه ونوه باسمه قبل ايجاده بقوله:{ اني جاعل في الأرض خليفة} البقرة 30.
وتأمل كيف وسمه بالخلافة وتلك ولاية له قبل وجوده, وأقام عذره قبل الهبوط بقوله: { في الأرض}- والمحب يقيم عذر المحبوب قبل جنايته. فلما صوره على باب الجنة أربعين سنة لأن دأب المحب الوقوف على باب حبيبه, ورمى به طريق الذل:{لم يكن شيئا} الانسا, لئلا يعجب يوم {اسجدوا}. وكان ابليس يمر على جسده فيعجب منه ويقول: لأمر قد خلقت, ثم يدخل من فيه ويخرج من دبره ويقول: لئن سلطت علي لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك, ولم يعلم أن هلاكه على يده. رأى طينا مجموعا فاحتقره.
وتأمل كيف وسمه بالخلافة وتلك ولاية له قبل وجوده, وأقام عذره قبل الهبوط بقوله: { في الأرض}- والمحب يقيم عذر المحبوب قبل جنايته. فلما صوره على باب الجنة أربعين سنة لأن دأب المحب الوقوف على باب حبيبه, ورمى به طريق الذل:{لم يكن شيئا} الانسا, لئلا يعجب يوم {اسجدوا}. وكان ابليس يمر على جسده فيعجب منه ويقول: لأمر قد خلقت, ثم يدخل من فيه ويخرج من دبره ويقول: لئن سلطت علي لأهلكنك ولئن سلطت علي لأعصينك, ولم يعلم أن هلاكه على يده. رأى طينا مجموعا فاحتقره.
فلما صور الطين صورة دب فيه داء الحسد, فلما نفخ فيه الروح مات الحاسد. فلما بسط له بساط العز, عرضت عليه المخلوقات, فاستحضر مدعي {ونحن نسبح } الى حاكم {أنبئوني}. وقد أخفى الوكيل عنه بينة {وعلم} فنكسوا رؤوس الدعاوى على صدور الاقرار. فقام منادي التفضيل في أندية الملائكة ينادي:{ اسجدوا}, تطهروا من حدث دعوى {ونحن} بماء العذر في آنية {لا علم لنا }, فسجدوا على طهارة التسليم, وقام ابليس ناحية لم يسجد, لأنه خبث, وقد تلون بنجاسة الاعتراض. وما كانت نجاسته تتلافى بالتطهير, لأنها عينية, فلما تم كمال آدم قيل: لا بد من خال جمال على وجه {اسجدوا}, فجرى القدر بالذنب, ليتبين أثر العبودية في الذل.
يا آدم! لو عفى لك عن تلك اللقمة لقال الحاسدون: كيف فضل ذو شره لم يصبر على شجرة. لولا نزولك ما تصاعدت صعداء الأنفاس, ولا نزلت رسائل "هل من سائل" *ولعلّه يقصد حديث:" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا.." البخاري في التوحيد 13473 برقم 7494, عن أبي هريرة ومسلم في صلاة المسافرين رقم (758). ولا فاحت روائح "ولخلوف فم الصائم" جزء من حديث أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه والدرامي و(أحمد 2232, 393, 407,457.), فتبين حينئذ أن ذلك التناول لم يكن عن شره.
يا آدم, ضحكك في الجنة لك, وبكاؤك في دار التكليف لنا.
ما ضر من كسره عزي, اذا جبره فضلي انما تليق خلعة العز ببدن الانكسار. أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي. ما زالت تلك الأكلة تعاده حتى استولى داؤه على أولاده, فأرسل اليهم اللطيف الخبير الدواء على أيدي أطباء الوجود:{ فاما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} طه 123. فحماهم الطبيب بالمناهي, وحفظ القوة بالأمر, واستفرغ أخلاطهم الرديئة بالتوبة, فجاءت العافية من كل ناحية.
فيا من ضيّع القوة ولم يحفظها, وخلط في مرضه وما احتمى, ولا صبر على مرارة الاستفراغ, لا تنكر قرب الهلاك, فالداء مترام الى الفساد. لو ساعد القدر فأعنت الطبيب على نفسك بالحمية من شهوة خسيسة ظفرت بأنواع اللذات وأصناف المشتهيات. ولكن بخار الشهوة غطى عين البصيرة, فظننت أن الحزم بيع الوعد بالنقد. يا لها من بصيرة عمياء, جزعت من صبر ساعة, واحتملت ذل الأبد. سافرت في طلب الدنيا وهي عنها زائلة, وقعدت عن السفر الى الأخرة وهي اليها راحلة.
اذا رأيت الرجل يشتري الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير, فاعلم بأنه سفيه.
المصدر:
كتاب الفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر
المعروف بابن قيّم الجوزية
كتاب الفوائد للامام الجليل شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر
المعروف بابن قيّم الجوزية
سبحاان الله..
يخلق مايشااء..
يسلموو اسلام جهد وموااضيع مفيده ومميزه..
تحيااتي..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
غرور
نورتى متصفحى بوجودك العطر
بارك الله فيكى
سبحان الله
يسلمو اخوي
وجزيت خيييييييييير
الجزااااااااااااء
عالطرررررررررح
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بهجت الدنيا
عطرتى متصفحى بمرورك الطيب
جزاكى الله خيرا
سبحان الله العظيم
باركــ الله فيكــ اخوي اسلام
طرح راقي جعل حروفه بميزان حسناتك
الى الامام دووم
تحيتي
اسلام
يعطيك العاافيه .. إختي
وبارك الله فيك
..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
دلع عينى دلع
نورتى الموضوع بحضورك الطيب
بارك الله فيكى