حديث القرآن عن القرآن
حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿1﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿2﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾.
ومن حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى في سورة يوسف: ﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ ﴿1﴾ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴿2﴾ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾ [يوسف: 1- 3 ].﴿الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾. والإشارة في قوله: ﴿تِلْكَ﴾ إلى الآيات المؤلفة من هذه الأحرف العربية المعروفة. وهذه الأحرف قريبة للناس متداولة بينهم. ولكن الآيات التي ألفت منها بعيدة في رتبتها ومكانتها وعجز الناس عن الإتيان بمثلها ولذلك أشار إليها بقوله: ﴿تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ﴾ المظهر للحق من الباطل والحلال من الحرام.
وقد أنزله الله قرآنًا عربيًا وقصَّ فيه من القصص ما لم يكن الرسول يعلمه هو ولا قومه. فهو معجز في بيانه وفيما قصَّه وأخبر به.
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾.
وذلك، لأنَّ لغة العرب أفصح اللغات وأبينها وأوسعها وأكثرها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنفس.
فلهذا أنزل الله أشرف الكتب بأشرف اللغات على أشرف الرسل بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذَلِكَ في أشرف بقاع الأرض. وابتدئ إنزاله في أشرف شهور السنة وهو شهر رمضان، فكمل من كل الوجوه.
ولهذا قال: ﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ أي: بسبب إيحائنا إليك هذا القرآن كما ذكر ابن كثير في تفسيره وقال بعد أن ذكر ما ورد في سب النزول قال: ومما يناسب ذكره عند هذه الآية الكريمة المشتملة على مدح القرآن وأنَّه كاف عن كل ما سواه من الكتب ما رواه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله (أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فغضب النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: متهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ معناه: أمتحيرون أنتم في الإسلام حتى تأخذونه من اليهود؟
والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبونه، أو بباطل فتصدقونه.
والذي نفسي بيده لو أن موسى كان حيا ما وسعه إلا أن يتبعني).
﴿نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ﴾ ففي القرآن قص الله على نبيه أحسن القصص، ونزل أحسن الحديث وما كان من قبل نزوله يتلو من قرآن ولا بخطه بيمينه، وما قص الله على نبيه -صلى الله عليه وسلم- في سورة يوسف لم يكن متداولاً بين قومه حتى بُعث إليهم. إنَّه من أنباء الغيب التي لم يشهدها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يشاهد أحداثها ﴿ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ﴾ [يوسف: 102 ].
وفي ذَلِكَ دعوة إلى الإيمان بهذا القرآن والعمل بما جاء فيه؛ لأنه وحي من الله إلى نبيه، لينذر به ويبشر. ويقدم سنن الله في آيات تتلى ﴿لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُولِي الألْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُّفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُّؤْمِنُونَ﴾ [يوسف: 111 ]، إنَّ القرآن الكريم وهو يقص علينا أحسن القصص يقدم لنا العظة والعبرة في آيات تتلى. ويرينا سنن الله الباقية في أحداث ماضية.
يرينا سنته فيمن خافه واتقاه، وسننه فيمن جحد بآياته وعصاه.
ومن تدبر ما انتهى إليه أمر يوسف وإخوته أيقن أن الحق لا يهزم أبدا. وأن الأمور بعواقبها، والعاقبة لن تكون إلى لمن آمن واتقى.
وفيما قصة الله علينا نرى النتائج والعواقب.
نرى كيف بطل الكذب والكيد وظهر الصدق والحق.
نرى أن من حفظه الله لا يضيعه الناس. وأن من حفظ الله في جميع أمره حفظه الله ورعاه، وجعل الفوز والعاقبة له.
وذاك ما كان من أمر يوسف -عليه السلام-.
فمن كذبت عليه وكادت له هي التي قالت: ﴿الآَنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ﴾ أي: ثبت واستقر وتلاشى كيدها ﴿أَنَا رَاوَدْتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾.
ومن جاءوا على قميصه بدم كذب وكادوا له هم الذين وقفوا أمامه طالبين تلبية حاجتهم ﴿قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا﴾ [يوسف: 88 ]، ولما أذهلتهم المفاجأة وعلموا أنَّه يوسف الذي كادوا له، واتهموا الذئب كذبًا في دمه -أعلنوا مقسمين أنَّ الله قد فضله عليهم وأعزَّه وأذلهم بالوقوف بين يديه.
﴿ قَالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿91﴾ قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 91-92 ].
وانتصر الحق وبطل الكيد وبقيت آية الحق تخاطب الأجيال كلها بعبرتها ودلالتها.
﴿إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾ [يوسف: 90].
ارق التحاايا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير واثابك جنته وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك دمت برضا الرحمن |
منتهى الروووووعة والجمال
لك الشكر وجزاك الله الخير كله
دمتى بحفظ الله
اقتباس:
|
يسلموووووووووو ع الرد غلاتي
يعطيك الف عافيه