طاب وقتكم
My life with the Taliban
حياتي مع طالبان
الكاتب – عبد السلام ضعيف – السفير الاسبق لطالبان في اسلام اباد
يعد هذا الكتاب الأول من نوعه عن طالبان، يقوم بتأليفه أحد الأعضاء البارزين في الحركة سابقًا، ويحتوي على سيرة ذاتية عن عبد السلام ضعيف، الذي كان في السابق عضوًا بارزًا في الحركة. والكتاب ليس فقط بمثابة مذكرات شخصية ولكنه يعد أيضًا شاهدًا تاريخيًا على الأحداث التي عاشتها أفغانستان حتى وقتنا هذا. ومن ثم، فإن الكتاب يقدم عرضًا لطبيعة حركة طالبان الحقيقية بأسلوب روائي، كبديل عن الرؤية التقليدية التي عادة ما ينظر من خلالها للحركة.
إذا نظرت في أقرب مكتبة إليك، فالأرجح أنك ستجد كمًا هائلًا من الكتب التي تغطي "الحرب على الإرهاب" ومذكرات الجنود وتاريخ الماضي الأفغاني المليء بالمتاعب. فهناك الكثير جدًا من المؤلفات التي تتناول موضوع طالبان، حيث إن المؤلفين الغربيين يزداد اهتمامهم بالكتابة عن الإرهاب والخوف من الإسلام (ظاهرة الإسلام فوبيا) والتفجيرات التي تحدث في البلدان البعيدة. لكن السؤال هو: هل من رؤية داخلية؟ وأين أدلة التجارب الشخصية؟ كتاب "حياتي مع طالبان" بمثابة الإجابة عن هذا السؤال ..
فهو يعد أول كتاب من نوعه عن طالبان، قام بتأليفه أحد الأعضاء البارزين في الحركة سابقًا. والكتاب سيرة ذاتية لعبد السلام ضعيف، وهو عضو بارز سابق في الحركة منذ أن تم تأسيسها في أوائل الثمانينيات. وقد نشأ ضعيف في قندهار، وهي الإقليم الذي نشأت فيه الحركة. وُلد ضعيف في عام 1968، وقد شهد خلال حياته أكثر الأحداث تحولًا في التاريخ الأفغاني بدءًا من الغزو السوفيتي في عام 1979، إلى رحيل اللاجئين الأفغان إلى باكستان، إضافة إلى الحرب الطائفية التي أدت إلى سيطرة طالبان على الحكومة والغزو الأمريكي الذي أعقب ذلك.
وبدأ أول نشاط لضعيف مع طالبان في سن الخامسة عشرة بحرب العصابات ضد السوفييت؛ وبعد ذلك، برز ضعيف في التنظيم وعمل سفيرًا أفغانيًا في باكستان. وتكشف مذكراته عن معاناته بين جدران سجن جوانتانامو وما تعرض له من إهانة وتعذيب. والكتاب لا يعد فقط مجرد مذكرات شخصية لضعيف، ولكنه يعد أيضًا شاهدًا تاريخيًا على الأحداث التي عاشتها أفغانستان حتى الوقت الحالي.
وقصة ضعيف جرت أحداثها في قارتين وثلاث دول هي: أفغانستان وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية؛ تلك الدول الثلاث التي ربما تكون أكثر تورطًا في الصراع الحالي. وأول فصول هذه القصة كان في قندهار، وهي الأرض القديمة التي كان يقطنها ضعيف والموطن الأصلي لطالبان. ويستفيض الكتاب في تسليط الضوء على ثقافة وهوية البشتون وقواعدهم القبلية وهيكل القوى لديهم وتضامنهم مع أهداف طالبان في كثير من الأحيان. ويمكن أن نستفيد من رواية ضعيف للقتال أثناء الغزو السوفيتي ورد فعل الناس إزاء هذا الغزو. ويشدد ضعيف على حقيقة مهمة وهي؛ أن طالبان لا تزال تستخدم نفس الإستراتيجيات التي كانت تستخدمها آنذاك في حربها مع قوات التحالف في الوقت الحالي.
ولعل أكثر ما يدهش القارئ ذلك الأسلوب الذي تغلب عليه الصبغة الأخلاقية. فضعيف رجل متدين وتعلم في المدارس الإسلامية وهو ابن لمعلم ديني. ويرى ضعيف أن هدفه من تأليف هذا الكتاب هو في الأساس مساعدة الناس على فهم حقيقة أن "الحياة هبة من اللـه، لا يمكن لأحد أن ينتزعها من أحد بأي ثمن". وكلمات ضعيف هذه تتناقض بشكل تام مع عقلية طالبان. فضعيف قد يكون متدينًا لكنه كان سببًا في إزهاق أرواح الكثيرين في السنوات الأولى من قتاله مع طالبان. ويتضح لنا أن معنى كلمة الجهاد بالنسبة لضعيف تعني بالفعل حربًا مقدسة من أجل التخلص من قوى التحالف الكافرة التي تهدد المبادئ الإسلامية.
والكتاب يلقي نظرة خاطفة من وراء الأبواب المغلقة على العالم المظلم لنفاق القوى العظمى وقيادة طالبان. وينقل الكتاب لنا رؤية كاشفة من داخل مكتب ضعيف في السفارة في إسلام آباد. وتكشف المناورات الدبلوماسية من وراء الكواليس بين القوى الغربية وأفغانستان العديد من الأخطاء القاتلة التي ارتكبت في الفترة التي تسبق الحادي عشر من سبتمبر/أيلول. ويظهر الفصل المتعلق بقضية أسامة بن لادن فشل الولايات المتحدة وأفغانستان في تقديم تنازلات وضمان محاكمة وسجن أسامة بن لادن قبل الهجوم على البرجين في نهاية الأمر.
ويجب أن نرجع الفضل إلى المحررين، وهما أليكس ستريك فان لينشوتن، وفيليكس كوين، على اختيار وتجميع المواد، ووضع تأريخ زمني دقيق يبدو منطقيًا بالنسبة للقارئ. وقام المحرران بإمداد القارئ بقائمة بالشخصيات، والخرائط الإقليمية والتسلسل الزمني لحياة ضعيف بالتوازي مع الأحداث التاريخية لفض اشتباك الفوضى من الشخصيات والمصطلحات العامية والجغرافيا التي تبدو بلا نهاية. وتمت ترجمة العمل إلى اللغة الإنجليزية. ولكي يتجنبا ما سوف يعتبره الكثيرون على أنه دعاية لطالبان، أمضى المحرران أربع سنوات يدققان في مذكرات ضعيف لضمان أنها كانت مؤيدة بأدلة دامغة.
إلا أن الأمر المحبط، أن الكتاب لم ينجح في عرض وحشية وفساد نظام طالبان. ويغفل ضعيف أي إشارة إلى الانتهاكات المروعة لحقوق الإنسان التي ارتكبها التنظيم. ورغم أنه لم يرتكب هذه الجرائم شخصيًا، كان ضعيف جزءًا من آليات الحركة. وبعد أن نقرأ الكتاب، من المهم ألا ننخدع بالوقار الزائف لنظام طالبان وأن نتذكر الفظائع التي ارتكبت تحت قيادتهم.
والكتاب يقدم عرضًا لطبيعة حركة طالبان الحقيقية بأسلوب روائي كبديل عن الرؤية التقليدية التي عادة ما ينظر من خلالها للحركة. ولم تعد حركة طالبان مجموعة رجال مجهولي الهوية يحملون البنادق، ولكنهم أناس تعرضوا للفساد وخيبة الأمل من تاريخهم المضطرب. وتعتبر خبرات ضعيف أساسية في فهم نفسية حركة طالبان اليوم وغيرهم من المقاتلين المتمردين. ولا ينبغي أن نتعاطف معهم ولكن على الأقل نعترف أنهم ينتمون إلى جيل عاش في حالة مستمرة من الصراع، وبالتالي يعانون الإذلال من العيش كلاجئين بينما يشاهدون دمار وطنهم وهم مكتوفو الأيدي.
ويمكن أن يتعلم الساسة والقادة العسكريون وعامة الناس الكثير من مذكرات ضعيف كنافذة على العقل الأفغاني. فالكتاب يقدم نظرة مميزة على عالم حركة طالبان، سواء لمن هم حديثو العهد بهذا الموضوع، أو لمن ظلوا يبحثون عن إجابات لعدة سنوات. وكما يقول ضعيف نفسه "الأجانب لا يستطيعون أن يفهموا أبدًا فهمًا دقيقًا معنى أن تكون أفغانيًا" ولكن قطع هذا الكتاب شوطًا طويلًا في سد هذه الفجوة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا استاذ بدر يسلمك ربي ع الطرح القيم سيتم تحميل الكتاب وقراءته تحيتي |
يسلمو انثى على المرور
مع خالص شكري وتقديري
يسلمو اديك بدر
مميز دائما بتقديمك
تحياتي
تسلم الايادي ..عـ الطرح الرائع …والمميز..
دام… ابداعك ..بأنتظار جديدك بشوق..