تخطى إلى المحتوى

نداء قلب عمل مشترك (عازف الكيبورد &مصريه وافتخر) 2024.

خليجية
لمحت بعينيها نظراته الأخيرة الممتلِئة حزن وأسى وهي تودِّعها وداع الرحيل فتساقطت بعض عبراتها وكأنها تودُّ الهرب من عينيها وهي تهمس من داخلها بسؤال يتردد بين شفتيها في خفوت … لماذا تتركني ؟! ظل هذا السؤال يحيرها في تلك اللحظات الأخيرة إلى أن تناولت منديلاً من حقيبتها السوداء الصغيرة ومسحت بها تلك العبرات ثم أعادته مرة أخرى إلى الحقيبة .
نظر إليها نظرة طويلة سبحا فيها كلاهما بهمسات موجعة لا تعرفها إلا الأعين وإذا بها فجأة تتنهد بعمق نافضة عن نفسها تراب الأنين لِتُنهي ذلك الحديث وتقول : لا أعرف ما الذي أتى بي ؟! ربما قلبي الذي أتى بي إلى هنا … ربما أيام وليال وذكريات لن تغرب اليوم ولا الغد عن دنياي … ربما هي مشاعر الأنثى التي لكم أودت بها إلى دروبِ الضعف والمذلة … على أية حال أنا لم أكن أتخيل هذا المشهد ولا أحبُ رؤيته لكن هكذا هي الدنيا وليس لي الآن إلاّ أن أعود وأُلملِم شتات نفسي …
ترقرقت دمعة صغيرة من عينيه كانت ستُتبع بعتاب آخر إلا أن صوت التنبيه بميعاد إقلاع طائرته قد أنساه هذه الكلمات فأمسك حقيبتيه وتركها مُتجها إلى صالة الانتظار بالكاد يحمل قدميه أثناء سيره …
وإذا بدموعها تنهمر بشدة وجرت مُسرعة تندب حظها وتبكي على تلك السنين التي ضاعت في حبه
ظل يتابعها بصورة مهزوزة من خلف ضباب الدموع التي ملأت مقلتيه حتي اختفت عن انظاره فاستدار مغادراً صالة الانتظار وهو يجر قدميه ….

اطرق برأسه وصورة عينيها الدامعتين لا تفارق مخيلته ووجهها الذي طالما كان ينبض بالحيوية والامل رآه اليوم كمن فارقته الحياة …
تذكر أيامهما الماضية حين كان يقسم لها أنه لن يفرق بينهما سوي الموت وكان يري سعادة الدنيا بأكملها في عيونها

تذكر وتذكر وتذكر ….
كل لمسة حب بينهما , كل دقة قلب جمعتهما , وأول خفقة خفقها لها قلبه وكيف انتزعت منه كيانه فصار لا يعرف للحياة معني الا بها ولها ….
توالت علي عقله الذكريات , مما اثار فيضا هائلا من الاسئلة داخله جميعها تحمل معنى واحدا ….. كيف أحيا بدون قلبي ؟
حينها شعر وكأن قلبه يحترق , شعر بصاعقة تضرب كيانه , وانبأه احساسه أن شيئا ما حدث , جعله يستدير قبل ان يصل لنافذة الجوازات بخطوات قليلة …
ترك حلمه في بناء مستقبله بالخارج مثلما كان يتمني دائما وراح يلبي نداء قلبه !!!
من بعيد رأي هؤلاء الاناس يلتفون حول جسد رقيق ملقي ارضا وعيونهم تحمل كل الاسي …
انها هي …. فتاته !!
هرع اليها وكيانه كله ينتفض هاتفا باسمها , ردده قلبه واحساسه في صوت واحد كالأنات ….
وجدها وقد تبعثرت حولها كل اشعاره وخطاباته التي كان يدونها لها التي سقطت من حقيبتها اثر حادث سيارة القي بجسدها الصغير ارضا ….
حملها بين ذراعيه وعيونه تحمل جميع نظرات الاسف وامتقاعة وجهه كمن فقد اسباب وجوده في الحياة ….
فتحت عينيها في تهالك ونظرت اليه وابتسمت قائلة : لن تسافر وتتركني أليس كذلك ؟ لقد راهنت علي ذلك بعمري !!
دمعت عيناه قائلا : لن اتركك حبيبتي … لن اتركك بعد الان
.
ابتسمت ابتسامة واسعة ازدادت تهالك وشحوب ثم …
فارقت الحياة وجهها الرقيق , وسقطت في غيبوبة عميقة …..
تعالت وقع اقدامه في نهاية الممر المفضي لغرفتها في احد المستشفيات وعلي باب الغرفة قابل الطبيب وكان قد انتهي من فحصها فسأله بلهفة : كيف حالها الان ؟
أجابه مبتسما : في خير حال فمن حسن حظها ان الصدمة لم تكن قوية … يمكنك رؤيتها الان … وان صح تخميني فهي لم تتوقف عن ترديد اسمك منذ ان اتت الي هنا .
شكره في سرعة ثم دخل الي غرفتها متطلعا لجسدها الرقيق الذي استقر وسط العديد من الانابيب والخراطيم الدقيقة , ثم اقترب منها في هدوء قائلا بعيون دامعة : لم اكن لاسامح نفسي اذا ما حدث لك مكروه بسببي .
وما ان اقترب من فراشها حتي بدأ جفناها يرتجفان وفتحت عينيها في تهالك …
فابتسم لها قائلا : أحبك .
اجابته في حب وهيام : وأنا ايضا احبك!

ثنائي رائع ومبدع
يفجر لنا حمم من كلمات لا مثيل لها
تتسرب فينا حتىقلوبنا
كما يتسرب البرد بأضلعنا
ينغزنا فتأتي تلك القشعريرة الحلوة
التي نستلذ حلاوتها حتى نذوب فيها
وهي كذلك كلماتكم الراقية
سلمت يداك يا يزن ويا مصرية على هذا التألق
دمتما مبدعين في سماء نهر الحب
لكما مني أرقى التحايا

الله يعطيكـ العافيه على الطرح الذي حواه متصفحكـ
نترقب المزيد من جديدكــ الرائع

ط®ظ„ظٹط¬ظٹط©

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.