سأل أحد الناس عبد الله بن عباس–رضي الله عنهما– فقال له: ما تقول في الغناء ؟ أحلال أم حرام ؟.. فقال ابن عباس : لاأقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.. فقال الرجل: أحلال هو ؟.. فقال ابنعباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.. ونظر ابن عباس إلىالرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.. فقال له : أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يومالقيامة، فأين يكون الغناء ؟.. فقال الرجل: يكون مع الباطل.. وهنا قال ابن عباس:اذهب فقدأفتيت نفسك.
إن الإسلام أوجب بين الناس التعاون والإحسان، وحرم الأذى والعدوان، وأقام العلائق بين الخلائق، ورغبهم في الحب والإخاء، والتراحم والوفاء.ولهذا أوصى الإسلام الجار، فأمر بالإحسان إليه، وأكد حقه وحذر من إيذائه وقهره.ولقد كان العرب في الجاهلية والإسلام يحمون الذمار، ويتفاخرون بحسن الجوار، وعلى قدر الجار يكون ثمن الدار.
المعاصي،سمٌّ يسري في الأبدان فيهلكها،وفي البلدان فيفسدها،وإن لها أضرارًا عظيمة،وعواقب وخيمة،حريٌّ بعاقلٍ تدبرهاأن يفر منها فراره من الأسد..
الرؤيا لها منزلة عظيمة ومكانة رفيعة في الإسلام ، ولا ينكرها إلا جاهل، وتعجّب كثيرون من حقيقتها، وكيف تأتي الإنسان، وخاض علماء النفس وأصحاب الفلسفة في ذلك كثيرًا.
الأممُ الراقيةُ الواعيةُ.. تأخذُ من المخترعاتِ دواءَها، وتسخِّرُها لتحقيقِ مصالحِها ومنافعِها، والأممُ المتخلِّفةُ تنشغلُ بجناحِ الدَّاء ولا تأخذُ من المخترعاتِ إلاَّ جانبَها المظلمَ ، وطرَفَها المضرَّ، وحدَّها المؤذي.
ثمت بلية من البلايا ، ورزية من الرزايا ظهرت في الأمة ، وانتشرت في الناس في زمن الانفتاح الفضائي والتقني ، والتحرر الصحفي .. حتى صار الناس معها مشتتين لا يقر لهم قرار .. ولا يخلص لهم رأي .. إنها بلية تمشيخِ الصحفيين .. وترؤسِ الجهال .. إنها بلية تصدر ذوي الأهواء للفتوى .. أو الترجيح بين الأقوال ، أو تنميقِ الأقوال الشاذة و الرفع من شانها لتكون هي الحاكمَ على أدلة الكتاب والسنة .
</SPAN>