بقلم عبد الله يحي عجيبي
.
روى الإمام البخاري رحمه الله في ( كتاب الصوم ) باب ( السواك الرطب واليابس للصائم ) قالت عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب )
وكون السواك مرضاة للرب لأن العبد يذكر الله ويقرأ القرآن بفم طاهر نظيف زكي طيب ، وهذا من الأدب مع الله سبحانه .
ولكن بقاء فم الإنسان طاهرا نظيفا زكيا طيبا طوال الوقت محال بدليل قوله عليه الصلاة والسلام ( .. ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) .
ولم يحصل بقاء الفم طاهرا نظيفا زكيا طيبا لأحد من البشر إلا للنبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم .
وقد عمل النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم على جعل فمه الشريف طاهرا نظيفا زكيا طيبا طوال الوقت إرضاءا لله وتأدبا مع الله ، واتبع في ذلك طريقتين :
الطريقة الأولى : التنظيف اليدوي بالسواك ونحوه .
ولكن بعد التنظيف بالسواك ونحوه يبقى في الفم وبين الأسنان شيء من الطعام لا سبيل إلى إزالته إلا بالطريقة الثانية .
الطريقة الثانية : التنظيف التلقائي بتحريض غريزة في الجسم البشري هي غريزة البحث عن الطعام عند شدة الحاجة إليه ، فكان النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم لا يأكل إلا عندما يشتد به الجوع ، وإذا أكل يكتفي ببعض اللقيمات ثم يتوقف وهو لا يزال يشعر بالجوع ، وهنا يستمر الجسم في إفراز اللعاب وإذابة كل بقايا الطعام المحشورة بين الأسنان وفي دهاليز الفم وعلى سطح اللسان، وامتصاصها بالكامل فيبقى الفم طاهرا نظيفا زكيا طيبا .
وقد التزم النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم بهذا السلوك طوال حيته حتى انتقل إلى جوار ربه .
والتوقف عن الأكل رغم الشعور بشدة الجوع سلوك لا يطيقه البشر ، ولم يطقه إلا النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أعلم الناس بالله وأحب الناس لله وأعبد الناس وأتقاهم لله وأكثر الناس تأدبا مع الله وإجلالا لله ، ولهذا استحق شهادة الله له شهادة عظيمة لم يشهدها لغيره في قوله نعالى ( وإنك لعلى خلق عظيم ) .
اللهم صل وسلم وبارك وأكرم وزد على هذا النبي العربي الأمي ولا تحرمنا شفاعته وصحبته في الجنة .
اللهم صل وسلم وبارك وأكرم وزد على هذا النبي العربي الأمي ولا تحرمنا شفاعته وصحبته في الجنة