علاج الانزلاق الغضروفى بالجراحة الملاحية
علاج الانزلاق الغضروفى بالجراحة الملاحية
2024-02-15
فتحة الجراحة لا تتعدى 2 سم.. دقة أكثر وفترة نقاهة أقل.. العضلات والأنسجة السليمة لا تتأثر
الجراحات محدودة التدخل رفعت نسبة نجاح علاج الانزلاق إلى أكثر من 95%
إن العلم والطب فى حالة ثورة من التطور بما سبّب حدوث تغييرات سريعة وجذرية فى تقنيات الجراحة، مقارنة بتلك السابقة، فقد أدى التطور التقنى إلى اكتشاف أدوات مساعدة للجراح، بحيث تسهل له مهمة الجراحة بشكل دقيق جداً، ومن خلال جروح صغيرة تتفادى ضرر العضلات أو الأوتار أو أى من مكونات جهاز العمود الفقرى. وعليه فنستطيع حالياً إجراء عمليات تثبيت الفقرات أو استئصال الغضاريف أو توسعة ضيق القناة الشوكية من خلال فتحات أصغر، وبأدوات مثل المنظار والحاسب الآلى الملاحى والميكروسكوب. وللعلم، فإن استخدام الميكروسكوب له فائدة جمّة فى تحديد مكان الضرر ومداه بدقة، بما يمكّن الجراح من علاج الجزء المتضرّر فقط ودونما ملامسة للأجزاء الأخرى، ويؤدى ذلك إلى اختصار وقت الجراحة وفترة إقامة المريض بالمستشفى، وبالتالى تخفيض تكلفة العلاج، ويؤدى أيضاً إلى تقليل تأثر التمثيل الغذائى الميتابوليزم للمريض، وبالتالى لسرعة عودته إلى عمله وممارسة أنشطته العادية، وقد أثبتت النتائج فى السنوات السابقة أن علاج المريض بعمليات التدخُّل المحدود يؤدى نتائج مشابهة أو أفضل من الجراحة، ولكن مع تفادى مشكلاتها، وذلك لأن التدخل المحدود هو تدخل دون إحداث خلل فى تركيبة أو ديناميكية العمود الفقرى أو الضرر بأى جزء من أجزائه، سواء كانت عضلات أو أربطة أو غيرها.
* الجراحة بالمنظار
وهذه الجراحة ذات تدخل محدود، بمعنى أنها محدودة الاحتياج إلى الأنسجة، وتشمل إجراء العملية باستخدام كاميرات ذات مناظير يتم إدخالها من خلال جرح صغير عبر فتحة صغيرة فى السطح، ويتم إزاحة جزء من العضلات، لا القطع فيها، كما فى الجراحات القديمة التقليدية، فيقل النزيف وتقل الحاجة لنقل الدم وتلتئم الجروح، ولا حاجة إلى مسكنات قوية أو مخدّرة. ويخرج المريض من المستشفى فى اليوم الثانى من إجراء العملية، ويعود إلى حياته الطبيعية بصورة أسرع.
أما بالنسبة للجراح، فإنه يوفر وضوحاً للرؤية، وكذلك إضاءة قوية للمكان الجراحى مع القدرة على الحركة فى كل الاتجاهات، ومع أن الفتحة تكون صغيرة فإنها تتيح التنقُّل من مستوى إلى مستوى آخر فى العمود الفقرى مع السهولة فى العمل، مما يضمن أفضل نتيجة للمريض.
وبالطبع فقد أسهمت هذه الجراحات فى تقليل المخاطر لعمليات العمود الفقرى التى طالما سبّبت مخاوف كبيرة وهواجس لمرضى الانزلاق الغضروفى وضيق القناة العصبية، كما أن هذه العمليات التى ساعدت على تبسيط عمليات الفقرات القطنية لا تجرى إلا بواسطة طبيب ذى خبرة سابقة بالمناظير الجراحية ولديه مهارة فى التحكم بالأدوات الجراحية مع المنظار.
* الجراحة بالميكروسكوب
لقد حدثت طفرة هائلة فى جراحات المخ والأعصاب فى الربع الأخير من القرن العشرين، بدأت مع استخدام الميكروسكوب الجراحى الذى يوفر للجراح ثلاث ميزات هى التكبير والتجسيم والإضاءة الممتازة، مما يرفع درجة وعى الجراح فى تعامله مع أنسجة جسم المريض السليم والباثولوجية، وتتم العملية حالياً بسهولة تامة بجرح صغير لا يتعدى سنتيمترين بواسطة استعمال الميكروسكوب الجراحى بنسبة نجاح مرتفعة جداً تصل إلى 95%.
ويمكن استعمال الميكروسكوب الجراحى فى استئصال الغضروف القطنى أو العنقى، بالإضافة إلى استئصال أورام المخ والحبل الشوكى دون ضرر للأنسجة السليمة.
* الجراحة بالكمبيوتر الملاحى
هو قمة التكنولوجيا فى عمليات استئصال الغضاريف وتثبيت الفقرات واستئصال أورام المخ، حيث يعتمد على استخدام أشعة قريبة من تحت الحمراء ترسلها وتستقبلها كاميرتان متصلتان بكمبيوتر تخطيط الجراحة الموجود بغرفة العمليات، وبانعكاس هذه الأشعة من عدة علامات ملتصقة بفروة رأس المريض، وبمبضع جراحى يمكن تسجيل مكانها بدقة عالية وتحديد علاقتها بالنسبة للورم الذى تظهر صورته ضمن الأشعة المقطعية لرأس المريض والمثبت عليها العلامات اللاصقة، وتم نقله إلكترونياً إلى الكمبيوتر، ويمكن بذلك تحديد موضع الورم وعمل أصغر فتحة ممكنة بفروة الرأس والجمجمة ومشاهدة الأنسجة التى يتعامل معها الجراح وصولاً إلى الورم، ثم متابعة استئصال الورم وبمعرفة حجم الجزء المتبقى، إلى أن يتم استئصاله كلية ويعرف هذا الأسلوب بالجراحة بالتوجيه الملاحى الإلكترونى، وهو يوفر دقةً عاليةً جداً وتصور ثلاثى الأبعاد لمجال العملية، مما يساعد فى نجاح العمليات التى كانت صعبة جداً من قبل.
المصدر / منتدي نهر الحب
تسلم الانامل