تناول السمك والحليب خطير: معتقد أم حقيقة علمية؟
تنتشر معلومة منذ القدم في العالم العربي ولدى بعض الشعوب والحضارات الاخرى ومفادها أن طهي السمك مع اللبن أو الحليب، او تناول وجبة تحوي السمك والحليب معا هو أمر مضر وخطير وقد يسبب التسمم، وتوارثت الأجيال تلك المعلومة التي تمنع شرب الحليب واللبن بعد أو مع أكل السمك إلا بعد مرور 12 ساعة على الأقل.
تناول السمك والحليب خطير: معتقد
صورة توضيحية
ولنوضح لقراء موقع العرب الاعزاء هذه المعلومة، فنؤكد أنه لا توجد أي دراسة علمية نتائجها موثوقة حول هذا الموضوع، ويرى غالبية خبراء التغذية والأطباء أنها عادة توارثها الأجيال وحسب، ولها أصول إجتماعية أو دينية.
ويرجح العلماء أن يكون السبب في توارث هذه المعلومة سببه تأثير تركيبة السمك والحليب على المعدة وعملية الهضم او الإحساس العام بعد تناول مثل تلك الوجبة لا أكثر ولا أقل. يحتوي الحليب والسمك على نسب مرتفعة من البروتين، مع التنويه أن السمك يحتوي على نسبة اعلى بثلاث أضعاف، والبروتينات تحتاج لبيئة حمضية عالية لكي تتم عملية هضمها في الامعاء والمعدة، وشرب الحليب أو اللبن، الذي يحتوي على نسب عالية من الكالسيوم أيضا، يؤدي الى تعديل حموضة الأمعاء والمعدة بسبب الكالسيوم، الامر الذي يبطئ عملية الهضم ويشوش سيرها. أضف لكل ذلك أن عملية هضم البروتين تترافق مع إطلاق كميات كبيرة من الغازات.
من هنا نرى أن شرب الحليب وتناول السمك معا قد يسبب مشاكل في الهضم أو يؤدي لعسر الهضم وشعور بعدم الراحة في المعدة. لذلك فإن هذا الدمج بين الحليب والسمك ليس خطيرا كما صورّه لنا الأجداد ولا يسبب التسمم.