تخطى إلى المحتوى

القران الكريم وكيف تكون من اهله 2024.

القران الكريم وكيف تكون من اهله
احبتي ما تحدث المتحدثون ولا درس الدارسون كتابًا أفضل من كتاب الله، فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، لا تتشعب معه الآراء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يملّه الأتقياء، ولا يَخْلَق من كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم قال الله فيه: ( وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون) [الأنعام: 155 ].
(فهو مؤثر على القلوب والأبدان، ( لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) [الحشر:21]
به فهو شفاء لأمراض القلوب والأبدان، فهو يليّن القلب القاسي ويشفي اللديغ ويداوي الجريح، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا). [الإسراء2]
(فمن قرأ حرفًا منه فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
( به فتح المسلمون مشارق الأرض ومغاربها، وبه دخلوا بلاد كسرى وقيصر، وبه فتحوا القلوب وأدخلوها في الإسلام، عزت الأمة وارتفعت حينما تمسكت وعملت به، وذلت وهانت حين تركته وأعرضت عنه، قال تعالى: ( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى). [طه4]

أخي الحبيب لتكن من أهل القرآن :
1-أكثر من قراءة القرآن وليكن لك صاحباً بالليل والنهار فالقرآن يأتي شفيعاً لأصحابه كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم : ((اقرؤوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان ـ أو: غيايتان، أو: كأنهما فرقان من طير صَوَافّ ـ تحاجّان عن أصحابهما، اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة)) البَطَلَة،أي: السحرة. [رواه مسلم].

2-اجعل لك مقدارًا من القرآن تقرؤه كل يوم، لتكون قريبًا من كتاب ربك، فتستقيم على أمر الله، وتسير على نهجه وشريعته. وإن لم تستطع القراءة فعليك بالاستماع، فمن استمع فله مثل أجر القارئ، وفضل الله واسع، وهو ذو الفضل العظيم.
قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ). [يونس: 57]
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: )ألم( حرف، ولكن أَلِفٌ حَرْفٌ، ولاَمٌ حرف، ومِيمٌ حرف)) [رواه الترمذي]

3- تأدب وتخلق بأخلاق القرآن, فقد كان خلق نبيك محمد صلى الله عليه وسلم القرآن، والله يقول: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ). [القلم: 4]

4- مع القراءة لا بد من العمل، فالله قد أنزل القرآن للتعبد بتلاوته والعمل به، فاهتدي بهديه، وامتثل أوامره، واجتنب نواهيه، تسعد في دنياك وأخراك. كان الصحابة رضي اله عنهم يتعلمون من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات ثم لم يتجاوزوها حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعًا. وهذا النوع من التلاوة هو الذي عليه مدار السعادة والشقاوة,قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه" اقرءوا القرآن تُعرفوا به، واعملوا به تكونوا من أهله".
أهل القرآن أبعد الناس عن الشرك وأكل الربا و قول الزور وهم أبعد الناس عن الغيبة والنميمة، ووهم أولى الناس ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى اليتامى,وغيرها من التوجيهات القرآنية.

5- تعلم القرآن ففي ذلك الأجر العظيم، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال: ((أَيُّكم يحب أن يغدو كل يوم إلى بُطْحَانَ أو إلى العَقِيقِ فيأتي منه بناقتين كَوْمَاوَيْنِ في غير إثم ولا قطيعة رَحِمٍ؟)) فقلنا: يا رسول الله، كلنا نحب ذلك! قال: ((أفلا يغدو أحدكم إلى المسجد فيتعلّم أو فيقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين، وثلاثٌ خيرٌ من ثلاثٍ، وأربعٌ خيرٌ له من أربعٍ ومن أعدادهن من الإبل؟!)) [رواه مسلم]. الكَوْمَاء: الناقة العظيمة السنام.

6- حاول أن تكون ماهراً بالقرآن ,متقناً لتلاوته ,حافظاً مجوداً له لتفوز بصحبة السفرة الكرام البررة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران)) [رواه البخاري ومسلم]
وهنيئاً لك إن كنت من حفاظ كلام الله ، فهم أعظم الخلق أجراً ، وأكثرهم ثواباً ، كيف لا ، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم ، ويسيرون بنور مولاهم وخالقهم جل جلاله.

7- ليكن لك مع القرآن جلسات للتأمل والتدبر, فهي الغاية الكبرى لنزوله قال تعالى: ( كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) [ص: 29]، وقال جلَّ جلاله: ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد: 24]

8- علِّم غيرك القرآن , وأبدأ بأهلك فخيركم لأهله وخيركم من تعلم القرآن وعلمه.

9- حافظ على مجالس الذكر التي يُتلى فيها القرآن , وكن من أهلها .

10- اجعل لك ولأهلك مجلساً أسبوعيا لقراءة القرآن ,يبارك الله في أهلك وأولادك ويصرف عنكم شر الشياطين . قال صلى الله عليه وسلم : ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان يَفِرُّ من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة)) [رواه مسلم والنسائي والترمذي].

11- أقلل من المعاصي وكن مع الله في كل حال :
فأهل القرآن هم الذين لا يقدمون على معصية ولا ذنباً ، ولا يقترفون منكراً ولا إثماً ، لأن القرآن يردعهم ، وكلماته تمنعهم ، وحروفه تحجزهم ، وآياته تزجرهم ، ففيه الوعد والوعيد ، والتخويف والتهديد ، وإن وقعوا في الزلل أسرع ما يستغفروا ويعودوا إلى ربهم .

12- تعاهد القرآن بشكل دائم ومستمر:
قال صلى الله عليه وسلم : )) تعاهدوا هذا القرآن، فو الذي نفسي بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عقلها )) [أخرجه مسلم ]

13- علم أولادك وبناتك القرآن وبادر بتسجيلهم في حلقات القرآن ، نشئهم على حب كتاب ربهم، علمهم العيش في رحابه، والاغتراف من معينه الذي لا ينضب، فالخير كل الخير فيه، وتعاهدهم بتربيتهم تربية قرآنية، كي تسعدوا جميعاً في الدنيا قبل الآخرة.

14- شارك في دعم المحاضن التربوية , والدور القرآنية التي تبني أجيالاً قرآنية فلك مثل أجورهم لا ينقص من أجورهم شيء , فالدال على الخير كفاعله .

15- تميّز بالطاعة والتقوى: فأنت تحمل بن جنبيك كلام الله عز وجل وقد استدرجت النبوة بين جنبيك فلا ينبغي لك أن تكون مثل غيرك ,قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :"ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون ,وبنهاره إذا الناس مُفطرون ,وبحزنه إذا الناس يفرحون ,وببكائه إذا الناس يضحكون وبصمته إذا الناس يخوضون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً محزوناً حكيماً حليماً سكيناً, ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا سخَّاباً ولا صَّياحا " .

16- الارتباط والدفاع عن القرآن: إذا كنت من أهل القرآن لا بد أن تكون من الدعاة للقرآن ومن المدافعين والمنافحين عنه، فلا ينبغي لك أن تسكت عمن يتهجم على القرآن أو يستهزئ به ، أو لا يكترث به.

أســـأل الله أن يجعل ما نقلته في ميزآن حسناتك
الله يجــزآك الجنــــة , و يعـــآفيك
لا عدمنــــــآ توآجــــــدك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.