ن5تعرف يا أستاذ عمر أنك انت الطريقة الوحيدة المتاحه لى لاعبر عما بداخلى من أحداث. ادعى أستاذى أنى أعلم من أحداث التاريخ الكثير مع أن عمرى لم يتعدى عقدة الثالث الا أن الزمن قد حفر داخلى ما لم يحظى به الكثير من البشر من حولى.
أولا أعرفك بنفسى إسمى دعاء إمراة وام فلسطينيه أراد القدر أن يجعلنى إنسانة شاهدة على زمن السكوت. قد يكن هذا يوما افضى فيه ببعض مكنونات نفسى الممتلاء من أحداث والمواقف والأشخاص والاماكن.
لأحظت من أول اللقاء أن دعاء لا ترفع وجهها فى وجهى لا أعلم لماذا ولكنى من خلال صوتها المتقطع الذى قد يختفى أحيانا من غمرات الأسئ والألم الماكث فى قلبها البرئ الأرق والأطيب من قلب طفل صغير علمت السبب.
ترفع وجهها أرى إبتسامة خفيفة على وجة حالم بهدوءالليل الصيفى الساكن وعينان ترقدان بين جفون قد تغلظت من كثيرة البكاء إبتسامة تستر خلفها أهات متراكمة وأهات مخنوقة تريد الخروج من ذلك السجن المشدد والهروب من سجان ضخم الجسد فاهر العينين غليظ الصوت لا توجد الرحمة فى قلبه ذلك القلب القاسى بقسوة الفولاذ او أشد لا عطف لا تسامح عقابه أضعاف أضعاف أضعاف الذنب المرتكب ينفذ الأوامر بكل شدة يسبب الآلام ويفتح الجروح وينزف الدماء من كل أركان الجسد ويسيل الدموع من العيون التى كلت كثرة البكاء يدمر الأطفال ويفطر قلوب الأباء.
لا أعلم لماذا لم ترغب النظر فى وجهى وهى تزرف دموع العيون الثمينه الغاليه قد لا أكن صائب الرأى عندما أقول أن ذلك الشعب الأبى تعود على الكبرياء والفخر والعظمه وترك من وراء ظهره الذل والمكوث فى صندوق المهانه والسكوت على الحقوق المسلوبة
هذا الشعب الذى لا يملك فى بعض الأحيان بل فى معظم الأحيان لقيمات يصلب بها قوامه فى النهار الطويل او يسكن بها الألم معدته فى ظلام الليل الشديد ومع ذك يقف على قدميه طوال اللليل والنهار وحده لا أحد يسانده ولو مجرد مساندة طفبفة بل كلام تفاهات تلقى من أفواه فارهه كلام مجرد تسكين للموقف المتازم عبارات رجل الشارع العادى الذى لا يفقه شئ فى تلك المواقف أصبح يعلم ما سيقال فى هذا لموقف او تلك العبارة سوف تقال فى الموقف التالى وهكذا اصبحنا ندور داخل دائرة مفرغة لا جديد اليوم مثل الأمس تاركين هذا الرجل دون رفيق كأنه شجرة بلا جذور وسط صحراء شاسعة كثيفة الرياح المحمله بأمواج الرمال التى تنطلق من هنا وهناك الكل يتجة فى واجه واحدة اتجاة الشجرة الغير مرغوب فى استمرارها فى أرضها أرض أباءها وأجدادها من قبل ذلك الكل يريد إخبار تلكم الشجرة أن تلك الآرض ليست لها.
تبكى الشجرة بشدة مع ندرة المياة التى تتحصل عليها وسط تلك الصحراء الكاحله اليست تلك الأرض هى نفس الأرض التى نبت فيها أتذكر جيدا أيام الصبى أتذكر مكان كل حبة رمل ومن أين تاتى الرياح وإلى أين تنتهى نميت هنا وكبرت آيضا هنا حتى أصبحت كما انا اليوم.
تقطع دعاء ذلك الصمت الرهيب منها, وتلك الأفكار المتراكمة فى عقلى منى.
تعرف يا استاذ عمر.
انا أم منذ عشرين عام اى إنى تزوجت وانا لدى ست عشرة سنه ولدى ستة أطفال لا لا لن اقص قصتى بل ساحاكيك قصة إحدى السيدات الفلسطينيات اللتى يعشن فى قريتى.
إنها السيدة ام عدنان
هى امراة من السيدات التى لو اراد احد الكتاب الكتابة عنها ما كفاه الدهر كله
هذه السيدة تزوجت وعمرها 30 عام ولم يرزقها الله بالولد الا بعد ثماني من الاخوات البنات
ام عدنان لم تكن ترغب من البدايه فى الزواج مثل باقى الامهات او مثل باقى الفتيات من سنها ولكن هدفها الاساسى شئ راسخ داخل امهات افكارها منذ ان كانت طفلها تتعلم القران على يد ابوها الشيخ حمدان ذو الاحية البيضاء العيون المندثرة وصاحب اشهر عصاى فى بلدنا كان هذا الرجل اساس بذرة الخير فى بلاد كثيرة من حولنا ربى على يديه شباب وفتبات كثيرون على اساس واحد هو كتاب الله ان كل شئ لابد ان يكن لوجة الله لا لشئ غيره
من اجل ذلك خرجت الفتاه على نهج الاب
كانت رغبت الام الحقيقية فى الزواج هو ان يرزقها الله بالصبيه من اجل الدفاع عن بلد كثيرا ما رقدوا اطفالها ليلا وهم جوعا والدموع تسيل على الخدود الملونة بالبراءه
كانت الام ترى الشباب يتساقطون الواحد تلو الاخر قوة خارقه تدفعها لتتمنى لو ان هذا الشاب ابن لها الشباب يتساقطون من المنازل المجاورة كل يوم كانهم اوراق الشجر فى الخريف الجاف ترى بكاء الامهات تصيح لماذا البكاء وفى نفس الوقت ترغب بشدة لو انها واحدة منهن ان تقدم لبلدها شئ ختى ولو كان هذا الشئ اعز الناس الى قلبها قرت العين الدماء التى تسير داخل الوردة والشرييندقات القلب التى لولاها ما امضت على الارض يوما واحد
عندما رزقها الله بالولد فرحت الام ولاول يوم نراها تبتسم
ثم تركت الابسمه جانبا وبدات فى اعداع الولد لليوم يطلبه فية الوطن
كان عدنان شاب مطيع محب لامه اكثر شئ يحبه فى الدنيا هى امه الام التى نقلت له كل شئ توارثه من ابيها بكل امانه وصدق كان اثر الجد هو القاسم المشترك بين الام والولد
اعدت الام الولد على اساس هو حب الله حب الوت فى سبيله فداء الوطن بكل نفيس وغالى وان كان ذلك الشئ هو الروح ربيته على الا يخاف الموت لانه ات ات لا محاله لا يهاب العدو المتربص به من كل جانب لا يخش الاسلحة ولا البنادق والرشاشات ولا تلك القنابل التى تلقى على الرؤؤس بالاطنان فكان الشاب سباق الى الدفاع عن وطنه.
لن اسرد المزيد عن هذه الحياه
وبسرعه بالغة لماذا ؟
قالت لانتقل بك الى مشهد لن انساه ابدا طوال حياتى
انه مشهد مقتل عدنان
ياااااااااااااااااااااااااااااااااااا
مشهد تشيب له رؤؤس الصبيه
فى ذلك اليوم اتذكر كل تفاصيله الحصار يشتد علينا
البطون تصدر اصوات ابواقها ان الانهيار قادم فكان الشخص الضعيفلا يقوى على ذلك فيسقط مغشى علية والشباب وكل من يقوى على حمل الحجارة فى الطرقات يتبادلون القذف اولادنا من جهة بالحجارة وهم من الجهة المقابله بالقنابل والبنادق
وكل دقيقة الجثث تتساقط لكن العيون ساخصة والقلوب لا تهاب الموت المحدق فوق الرؤؤس
تكرر دعاء ما فعلت فى بدء اللقاء تدندن بشئ باللهجة الفلسطينيه حقا لم اسمعه جيدا وكذلك لم افهم ما سمعت تنخرط فى البكاء الصمت يذداد ولكنها لم تمضى الا لحظات الا والعيون تذداد قوة وصمود والصوت يذداد ثقه واصرار
يسقط عدنان بين الجثث التى ملأت المكان ام عدنان تجلس بين النساء والفتيات تداوى الجرحه وتمسح الدموع المنهمرة من عيون الامهات والاباء تزيل الكأبه المظلله للوجوة
وفجاه تطلق الام الزغاريد لقد استشهد ولدى من اجل اعلا كلمة الله من اجل فلسطين مات اعز اهل الارض لقلبى
ماتت العيون التى ارى بها الحياة والإبتسامة التى ترتسم على وجنتى والأرجل التى أسير بها الى مقر الأمان
انطلق الام الى الجثمان الملقى على الارض وسط اهات البشر المحيطين الصراخ يزداد من هنا وهناك تقف الام لماذا البكاء اليس هذا ما تريدون؟ اليس لهذا اليوم اعددتم هؤلاء الشباب؟ ام انكم تمنون على وطنكم بولد يموت فى سبيلة؟ لو كنتم كذلك فهو يرفض منكم تلك المنه ويدير اليكم بظهره اين دينكم اين وطنكم اين واين
تبكون على من لو على الوطن المدمى فقد اصبتم؟ ام لو كنتم تبكون على الابناء فقد اخطاتم
تتحدث الام والابن بين احضانها تضمه بشدة كانها تريد ان تدخله بين الاحشاء لكى يصبح معها الى ابد الدهر الى يوم الموت
ارى القلب الذى يرتفع من بين الضلوع يريد الخروج يريد ان يلمس وجة ابنة الوحيد ولكن هذا كله دون جدوى لا يستطيع الخروج فهو فى زنزانته المشدده لا يقوى على الخروج منها
ومن بين كل هذه الأحداث الشديده تسقط دمعه واحدة من تلك العيون الصامدة فتقع على وجه الابن تلتصق به بشده كانها تقبله قبلة الوداع وكان تلك الدمعه تحمل بين ضياتها كل انواع العذاب الماكث فى صدر الام وكانها امواج من الاحزان المتلاحقة التى تغطى كل ما يقابلها
من وسط الكلمات التى سمعت ادركت شئ واحد ان هذا الشعب ليس ضعيف وسيصل لاى ما يريد ما دام يمتلك تلك العيون الصامدة المتحدية لكل المعوقات لم استطع ان اكمل باقى الحديث وعدت الى مقر عملى لا اشعر بالحياة كما كانت من قبل شعرت ان شئ كسر داخلى ان انسان يموت من اجل قضية مؤمن بها واخرى يموت من اجل السيجارة او غير ذلك
فى تلك الاثناء رايت الدنيا كمايجب ان ترى من منظار اخرى اكثر عقل وحكمه.
يسـلمو محمد علي الطرح الرائع .