تخطى إلى المحتوى

الزمن الصعب" للكاتبه فجر الامل 2024.

في زمن ماتت فيه الرحمه….
ووأدت العاطفه….
وتجرد فيه البشر من لباس الانسانيه….

نسجت خيوط روايتي …
نسجتها من صميم الواقع…

احداثها خارج الاضواء…

تكشف ماخلف الستار…
من ظلم..
.
سرقه
.
وقتل
.
واغتصاب…

في زمن تمنينا ألا نعيشه…
انه الزمن الصعب…

<<<الجزء الاول>>>
(الفصل الاول)
الرياض الساعه 6 صباحا
طلعت لحوش بيتها القديم المتهالك وهي شايله طشت الغسيل فوق راسها ….وقفت على زاويه معلق فيها حبل مهتري عمره بعمر هالبيت…نزلت الطشت وبدت تعلق الملابس الرطبه… طلع ولدها البكر سالم اللي عمره 10 سنوات وهو كاشخ بالثوب الجديد اللي اهدته اياه جارتهم ام مرزوق امس … اقبل على امه واحزن معتريه حتى في نبرة صوته ”يمه”… تركت شغلها وعلامات الالم والتعب باينه في كل تقاسيم وجهها ”نعم حبيبي ”…رد عليها بنبرة الشاكي ”انا مره جوعان”.. نزلت راسها وهي تتذكر ان عيالها امس ناموا بدون ما يتعشون ..ابوهم امس كان عازم شلة السوء ربعه ودخل المطبخ واخذ الاول والتالي ..تذكرت ولدها اللي واقف جنبها والتفتت عليه ”طيب جهزت اغراضك عشان تروح المدرسه”…سالم ”ايه جهزتها ..حتى عبدالرحمن مجهز شنطته وقاعد بالغرفه”…طلع ولدها عبد الرحمن وترتيبه الثاني وعمره 7 سنوات” ماما ..لي ساعه وانا انتظر الفطور”.. تضايقت نبرة ولدها المتذمره ازعجتها .. تتمنى الموت ولا تشوفهم زعلانين او متضايقين..التفتت على ولدها سالم ” سالم .. رح للبقاله وجب منها كيس خبز وسجله على الحساب .. سالم ” الهندي حق البقاله ما بيرضى يعطيني .. استغربت ” وليش ما يعطيك” …. سالم ”لأنه دايم يقول ادفعوا اللي عليكم وألا ماراح اسجل شي ع الحساب ”…عز عليها ان عيالها يروحون بدون فطور .. تركت اللي بيدها وراحت للغرفه فتحت شنطتها ..تفاجات امس كانت ساحبه 500 وحاطتها بهالشنطه .. واليوم فتحتها مافيها الا ريالين ومهتريات بعد .. اكيد هذا محمد الخايس ايده طايله وبعمره ما يتوب .. اخذت الريالين وعطتها ولدها وراح عشان يجيب الخبز وجلست تنتظره بقلب مليان خوف وقلق …
هذي هي حياة عاليه ..خوف والم وعذاب ..بداية بعيشتها مع ابوها المتسلط .. ونهاية بزواجها من محمد السكران 24 ساعه ولا هو داري ببيته ولا بعياله ..ولوما كانت تشتغل مدرسه كان ماتت هي وعيالها من الجوع….

\\\\\\\\\\\

سياره صغيره واقفه قدام بيت سلطان (ابو عاليه).. نزلت منها جارتهم (د هيفاء) بكل غرور وكبرياء ..طقت الجرس وفتحتلها بنت سلطان العنود اللي عمرها 7 سنوات ..طلعت هيفاء مبلغ من شنطتها وعطته اياها ”قولي لابوك هذا حق الشهر الجاي ..
قالتها بنبره جافه قهرت العنود وسحبت منها المبلغ بقوه ” ان شاء الله ” .. رجعت هيفاء سيارتها ومشت والعنود تتاملها … اففف.. تكره هذي الحرمه وما تواطنها .. كل الحريم اذا جو لمهم يبوسونها ويجيبون معهم حلاو الا هذي ..حتى اختها عذاري ما تحبها لانها ما تتغطى زين وتطلع نص وجهها قدام الرجال (يعني تتلثم)..
قطع عليها ابوها اللي اول ما شاف الفلوس بيده شخط فيها” عنود .. من وين لك كل هالفلوس ”.. العنود (بانزعاج ) ”هذي المغروره اللي اسمها هيفاء جابتها ..تقول هذا حق الشهر الجاي .. خطف الفلوس من بين يديها مثل الملهوف و جلس
يعدها” .. وبنته جالسه تطالعه بكل براءه .. لاحظ نظراتها وما عجبته نظرتها ” وش عندك تطالعين ” .. خافت منه ودخلت داخل ورجع يعد فلوسه من جديد..

\\\\\\\\\\\

من مبنى سجن النساء بالرياض .. طلعت لولوه مع ولد اخوها ابراهيم .. ناظرت الشارع المزحوم بالسيارات … ثم التفتت لمبنى السجن وناظرته نظرة مودع .. وكملت طريقها لسيارة ولد اخوها الفخمه ..

\\\\\\\\\\\\\\\

طلعت عاليه من المطبخ وهي شايله الفطور وهي تحس ان التعب زايد عليها .. كله يهون عشان خاطر عيالها .. حطته قدامهم وهي تحس بسكاكين تخرق بطنها .. لاحظ هالشي ولدها سالم ” يمه .. انتي تعبانه ” ..مسكت عاليه بطنها وهي تداري الالم ” لامافي شي حبيبي .. انتم افطروا عشان ما تتاخرون عن مدارسكم ”… الم فضيع .. يهد جبال .. مستحيل تقدر تتحمله .. صرخت صرخه مخنوقه .. التموا عيالها حولها ” يمه وشفيك” .. عصبت عليهم ” قلتلكم مافيني شي ”.. سالم والخوف بعيونه ” عبدالرحمن رح ناد جارتنا ام مرزوق وتعال .. بسرعه ”… راح عبدالرحمن مثل الريح ينادي الجاره وبقى سالم جنب امه

\\\\\\\\\\\\\\

ريوف وصديقتها شذى يتسكعون باسياب الجامعه.. بعدماسجلوا حضورهم وحضروا ربع المحاضره واهربوا.. دخلوا الكافيتيريا وجلسوا باقرب طاوله صادفتهم ..
رمت شذى كتبها على الطاوله بملل ” محاضرات الدكتور مازن مثل الهم على القلب …. اففف”..
ريوف” خلك من الدكتور مازن واسمعيني ”
شذى بملل ” نعم”
ريوف تتلفت حولها عشان تتاكد ان محد يسمعها ”تعرفين افراح زميلة ابتسام وهند”
شذىتحمست للسالفه” ايه وشفيها ”
فتحت ريوف جوالها ” شوفي صورتها هنا”
اخذت شذى الجوال بلهفه وشهقت يوم شافتها بوضع مخل بالاداب ” وهذي اللي يقولون عنها ملتزمه وتخاف ربها (تضحك باستهزاء)صدقوا يوم قالوا ياما تحت السواهي دواهي”
بهالوقت دخلت بنت حلوه ونعومه وهاااديه .. لفتت الانتباه بهدوئها وصمتها .. وباين عليها من هيئتها الخارجيه انها بنت عز وغنيه..
ناظرتها ريوف مستغربه بعدين التفتت على شذى وهمست لها” اقول .. البنت هذي تعرفينها”
شذى ”اسمع عنها .. يقولون انها بنت عز ويقولون بعد انها تنجح في كل المواد”
ريوف” اكيد هذي واسطتها قويه”
شذى” واسطتها جمالها .. شافتها العميده واعجبتها .. وتلقينها وصت كل اعضاء هيئة التدريس المحترمه عليها”
ريوف” اكيد بتعجبها ماشفتي جمالها .. هذي فتنه بجمالها”
شذى ” ويقولون الدكتوره سلوى ناذره نذر تخطبها لولدها .. الدكتوره سلوى اللي ماينجح عندها احد تعطيها درجة النجاح وهي مغمضه”
ريوف بخبث ” خلينا نلعب عليها شوي ”
شذى ” وش تبغين فيها”
ريوف تناظرها وهي تدعي انها راحمتها” كاسره خاطري بدل ماتجلس لحالها نجلس حنا معها”
شذى ”ريوف .. وش ناويه عليه”
ريوف ” اسمعيني ونفذي كل اللي اقولك عليه”
حطت شذى يدها على خدها بملل وكانها عارفه وش بتقول” اسمعك”

\\\\\\\\\\\\

سيارة الدكتوره هيفاء وقفت عند بيت اخوها حسين اللي تسكن معه .. دخلت هيفاء البيت ووراها السواق اللي شايل بعض الاغراض اللي شاريتها من السوبر ماركت .. حط الاغراض عند الباب من داخل وسكر الباب .. ركب سيارته ومشى ….
بهالوقت وقفت سيارة ابراهيم جنب بيت سلطان ..
ابراهيم بلهجه جافه” يقولون انه ساكن بهالحاره .. عاد انتي اسالي”
لولوه بانكسار ”جزاك الله خير ياولدي .. ماقصرت”
فتحت باب السياره وقبل لا تنزل استوقفها بكلامه” الى هنا وتنتهي مهمتنا .. رجاءا حنا مانعرفك ولا تعرفينا ”
لولوه وهي تكتم غصتها” ادري .. ادري”
نزلت وسكرت الباب وماشافت الا غباره .. اكيد ما يبي احد يشوفه معها .. خايف من الفشيله .. يحق له..التفتت حولها .. ياربي من اسال .. الحاره وسيعه واخاف اضيع فيها.. مالي الا اسال هالبيت اللي قدامي وان شاء الله يدلوني ..
توجهت للبيت اللي قدامها واللي هو بيت سلطان وفتحتلها عذاري البنت الثانيه لسلطان بعد عاليه ..
ابتسمت لولوه بفرح وكانها لقت ضالتهاسلمت وردت عليها عذاري السلام وعلامة استفهام كبيره على وجهها..
لولوه باحراج” ممكن اعرف بيت حسين بن علي وين موجود .. اذا كنت تعرفين ”
عذاري ” قصدك بيت ابو فيصل ”
لولوه مستبشره” ايه بيت ابو فيصل ”
ردت وهي تاشر على بيت يدل ان اللي ساكنينه ميسورين الحال”البيت اللي قدامنا”
لولوه ” مشكوره وماقصرتي يابنيتي ”
عذاري ” ابد ماسويت شي ”
لولوه ” باين عليك اصيله وبنت اجاويد”
استحت عذاري من كلا مها” تسلمين ”
لولوه ” مع السلامه ”
عذاري”حياك الله ”
اتجهت لولوه بيت ابو فيصل وعذاري تتاملها ” والله باين عليها مره طيبه .. الله يهني عيالها فيها”

\\\\\\\\\\

دق الجرس في بيت ابو فيصل .. راحت الخدامه تفتح الباب … دخلت لولوه وعلامات الاستغراب على و جهها.. راحت تتامل ارجاء هالبيت … قطع حبل افكارها صوت الخدامه وهي تستقبلها بلهجه متكسره”اتفضل مدام ” …شكرتها لولوه بوجه مبتسم ماتعودت عليه الخدامه المسكينه..
دخلت لداخل البيت وجلست في اقرب كرسي بالصاله…
طلبت من الخدامه تنادي هيفاء وراحت الخدامه تناديها …لما حست لولوه بنزولها وقفت..لانها عارفه انها مقبله على حرب حاميه مع عدو ما يرحم…
,,,,انتهى الفصل واتمنى يعجبكم,,,,

الجزء الاول
(الفصل الثاني)

دخلت هيفاء الصاله عشان تستقبل الضيفه اللي قالت عنها الخدامه مع انه مو من عادتها يجيها ضيوف.. تفاجأت بالضيفه اللي قدامها” لولوه ”.. لولوه اللي ظنت انها ماضي ومحاه الزمن .. بس الظاهر ان الزمن نفض ترابه عن هالماضي ..
لولوه ” ايه لولوه …والا نسيتيني يا هيفاء ”
بهاللحظه بس تأكدت ان لولوه مو ماضي .. انقلبت ملامحها من الاستغراب والدهشه للانفعال و الغضب ” انتي وش جابك هنا … من دلك على مكاننا”
لولوه ” اللي يسأل ما يتوه يا هيفاء ”
آآآآخ .. حست هيفاء انها بتموت من القهر .. هذا واحد من الاشياء اللي تغيض هيفاء من لولوه .. ودايما تسبب المشاكل بينهم .. ثقتها الزايده بنفسها .. وردودها القويه .. لما تتجادل مع احد تحط عينها في عينه وما يهمها .. صدت هيفاء عنها .. ماتبي تشوفها عشان ماتشوف العزه والشموخ بعيونها” انتي وش تبين الحين ”
لولوه ” ابي اشوف حسين رجلي والا نسيتي ان حسين ما طلقني الى الحين ”
هيفاء تفرك يديها من القهر ” لامانسيت (والتفت عليها عشان تكسر عينها) لكن اليوم بخليه يطلقك ”
نزلت لولوه راسها هالكلمه فعلا كسرتها هي تعرف تأثير هيفاء على أخوها ممكن يسوي اي شي عشان يفتك من مشاكلها ” انا مابي منكم شي .. ابي عيالي وبس ”
هيفاء وهي تناظرها بطرف عينها مستهزءه” هذا اذا وافقوا يروحون معك ”
لولوه مازال بعيونها الانكسار بس ماحبت تفرح هيفاء اكثر وردت عليها بنفس اسلوب الاستهزاء ” وليش ما يوافقون حبيبتي”
عرفت انها تتمسخر عليها انقهرت وردت عليها بلهجه كلها حقد وكره ” لأن امهم في نظرهم ماتت … ماتت من زمان ”
قطع هالنقاش الحاد بينهم دخول حسين توه راجع من صلاة الظهر ..
كان دخوله بالنسبه للولوه مثل دخول كتلة ثلج ما يلسع الا برودتها…
” لولوه ”كانت المفاجأه بالنسبه لحسين غير متوقعه لكنه ما انفعل وتضايق مثل هيفاء ..
توقعت لولوه ردة فعله لانها تعرفه وتعرف برودة اعصابه اللي عانت منها كثير .. وردت عليه بنفس بروده ” زين انك تذكرتني يابو فيصل ”
لقتها هيفاء فرصه ترمي كلمه وتجرحها ” شلون ينسى وحده خانته وخلت سمعته بالارض ”
ضربت هيفاء اخوها على الوتر الحساس .. كان دايم وده يوقف بوجه اخته ويرد عليها لكنه يتراجع .. اما هالمره مابيسكت وهالقرار اتخذه يوم شاف الجروح الدفينه تفتحت بعيون لولوه ” هيفاء ( التفتت عليه مستغربه تدخله ) خلينا نتفاهم ”
هيفاء ” مافي تفاهم .. واطلعي برا قبل ما يجون العيال ويشوفونك”
ناظرها بحده وعلا صوته ” هيفاء قلت خلينا نتفاهم ”
ناظرته وهي مستنكره لهجته ” نتفاهم على ايش ”
بدل ما تطول السالفه حبت لولوه تجيبها من قاصرها وتقول اللي جايه علشانه ”اسمعني يا حسين … انا مابي منكم شي .. باخذ عيالي واطلع ولا بتشوفون رقعة وجهي مره ثانيه ”
هيفاء باصرار ” العيال مابيروحون معك ”
انا اشوف انك تجلسين بهالبيت .. لأني انا ابي عيالي يجلسون معي بعد”
اصرار حسين على موقفه ومعارضته لها كان بالنسبه لهيفاء الطامه الكبرى .. واول شي يتغير برجعة لولوه..بهاللحظه حست ان مافي فايده من وجودها .. راحت لغرفتها والقهر بياكلها من تصرفات اخوها معها قدام زوجته …
حس حسين انه بهالكلمات الشجاعه اللي مايدري شلون نطقها فمه انه انهى مهمته وريح ضميره .. اتجه لغرفته واول ماطلع الدرج تذكر شي ” غرفة الوالده الله يرحمها فاضيه ومافيها احد .. تقدرين تجلسين فيها ”
حز هالشي بخاطرها ” ماتبيني اجلس معك ”
حسين ” انا تعودت اجلس لحالي وما بي اغير عادتي ”

\\\\\\\\\\\\\\

شالت شذى كتبها وشنطتها وراحت للطاوله اللي تجلس فيها البنت الجميله مثل ما طلبت منها ريوف ..
شذى ” السلام عليكم ”
رفعت البنت راسها اللي كان غرقان بين الاوراق ” وعليكم السلام ”
شذى ” تسمحيلي اجلس معك”
البنت بابتسامه ” اكيد .. تفضلي ”
حطت شذى اغراضها وجلست ..وريوف تراقبهم من بعيد ..
شذى ” انا اسمي شذى ”
البنت ” وانا اسمي اميره ”
شذى ” عاشت الاسامي ”
ابتسمت بحياء ” تسلمين ”
قالت شذى تخش بالموضوع على طول” انا وصديقتي حابين نكون صداقه معك .. ممكن ”
اميره ” صديقتك من ”
اشرت شذى على ريوف .. والاخت ماصدقت .. شالت اغراضها وجت وهي مسويتلي فيها نعومه ورقيقه والادب باين بكل حركه من حركاتها .. سلمت بصوت ماينسمع وجلست وعيونها بالارض من الحيا الزايد..
شذى وهي ماسكه نفسها بالغصب لا تنفجر من الضحك على شكل ريوف البريء”sory .. ريوف حياويه شوي ومو بسهوله تنسجم مع الناس ”
اميره ” اسمها ريوف؟”
هزت راسها ريوف يعني ايه ..
جلست اميره تفكر بهالصديقتين الجدد.. وشلون بيغيرون مجرى حياتها..

\\\\\\\\\\\\\\

بعد ماتخرجت عذاري من المتوسط جلسهاابوها بالبيت واستغل حبها للطبخ ونفسها الزين فيه بجمع الفلوس ..فصاروا يطبخون الاكل بكميات كبيره ويبيعونها ع الجيران مقابل مبلغ شهري يدفعونه..ومن هالجيران بيت ابو فيصل … اثناء ماكانت عذاري تطبخ الغدا نقص عليها الملح..خافت تقول لبوها يهزأها ويتهمها بالاسراف مثل العاده .. وخافت تقلله يطلع الاكل ماصخ وذيك الساعه ابوها مو بيهزأها بس الا بيكفخها لان رضا زباينه اهم شي عنده.. مالها الا الجيران .. نادت اختها العنود وارسلتها لبيت جارهم ابو طراد عشان تجيب الملح…

\\\\\\\\\\\

دخلت جود بيت عمها وابو زوجها .. كانت توها راجعه من المدرسه اللي تشتغل فيها والتعب راسم خطوطه على وجهها .. سكرت الباب الخارجي واتجهت للباب الداخلي الا وتسمع صوت دق خفيف على الباب .. فتحت الباب .. العنود .. زال كل التعب والارهاق وانقلب لفرحه ونشوه بشوفه العنود اللي تعتبرها مثل عيالها لأنها انحرمت من نعمة الاطفال .. دخلتها ونزلت بمستواها .. باستها ومسحت على راسها بحنان” نعم حبيبتي ”
العنود” اختي عذاري تبي ملح .. لأن الملح حقنا خلص”
جود” تامرين امر انتي وعذاري .. تعالي معي ”
مسكت يدها ودخلت معها البيت .. دخلت المطبخ وكانت مستقبلتها (فاطمه) ام رجلها بنظراتها الحاده ..وكانت جالسه تقطع السلطه..
سلمت جود لكن الخاله المؤدبه ماردت السلام لأن عيونها على هالبزر اللي مع جود” وش اللي جايبته معك”
جود” هذي بنت الجيران …ارسلتها اختهاتبي شوي ملح ”
فاطمه” طيب روحي غيري ملابسك وتعالي قطعي السلطه عني .. تراني تعبت” ورمت كل شي بيدها وطلعت.. بالحقيقه هي ماتعبت بس لما شافت الابتسامه على وجه جود وفرحتها بالعنود حبت تخرب هالفرحه عليها.. هي دايما كذا … ماتحب تشوف احد سعيد بحياته .. وبالذات جود .. دايما تتسلط عليها وتنكد فرحتها .والمشاكل بينهم ماتخلص…

\\\\\\\\\\\\\\

دخلت عاليه بيتها ومعهم جارتها الكبيره بالسن (ام مرزوق).. توهم راجعين من المستشفى وباين على عاليه التعب والارهاق…
ام مرزوق توصيها” سمعتي وش قالتلك الدكتوره.. لا تعبين نفسك ولا تشيلين شي ثقيل”
عاليه” مشكوره يام مرزوق وما قصرتي .. جميلك هذا ماراح انساه طول العمر”
ام مرزوق ” لاابد … ماسويت الا الواجب”
عاليه والحزن ارتسم على وجهها ” لا.. هذا مو واجبك.. هذا واجب اللي سكران هناك بفراشه”>> تقصد زوجها ..
ام مرزوق تحاول تخفف عنها ” بكرا ان شاء الله يكثرون عياله ويحس بالمسؤليه”
عاليه بيأس ” محمد لواجيب له عشرين ولد … عمره مابيحس بالمسؤليه”
ام مرزوق بتلطف الجو” وشفيك يام سالم ماتبيني اساعدك”
استحت عاليه منها ” لا ما اقصد بس”
قاطعتها ” لابس ولا شي .. والحين روحي ارتاحي بفراشك وبرسلك الخدامه ومعها الغدا”
عاليه” والجوهره”
ام مرزوق ”بنتك الحين تلقينها نايمه اذا صحت جبتها”
طلعت ام مرزوق وسكرت عاليه الباب .. تسندت عليه وجلست تتأمل بيتها اللي غطت جدرانه طبقه من التراب .. وكومة الغسيل اللي تنتظرها.. اشياء واشياء تثبتلها انها ماراح ترتاح بحياتها ابد..

\\\\\\\\\\\\\\

جلست تناظر المره اللي قدامها بذهول .. بعد ما علمها ابوها ان اللي قدامها هي امها” انتي ….تصيرين امي”
فتحت لولوه يديها مثل جناح الحمامه لأنها متأكده ان بنتها محتاجه لضمه حنونه بين هالجناحين” ايه .. انا امك ياريوف..امك اللي بتضمك لصدرها وبتعطيك من حنانها”
تتوقعون وش بتكون ردة فعل ريوف تجاه امها ???
انتهى الفصل واتمنى يعجبكم

الجزء الاول
(الفصل الثالث)
صدت عنها" لا..منتي امي.. امي ماتت من زمان.. حتى لو كانت عايشه .. فهي في قلبي ماتت .. ومن يوم ما ماتت مات قلبي معها "
لولوه والصدمه مرسومه على وجهها " لا..لا يا ريوف انا امك صدقيني"
التفتت عليها وصرخت في وجهها " لا تقولين امك .. ولو رضيتي تكونين لي ام بعد 15 سنه انا ماراح ارضى .. لأنه خلاص فات الاوان"
خنقتها العبره.. ماتصورت ابدا ان بنتها تستقبلها هالاستقبال… جلست تتأملها وهي متجهه للدرج .. شافت فيها هيفاء من جديد .. بظلمها وغرورها وتكبرها.. هيفاء هي السبب.. التفتت عليها وعيونها غرقانها دموع… قمة البرود والتبلد.. متمدده على اريكه بالصاله وتتصفح المجلات ولا كأن صار قدامها شي .. مالها الا حسبي الله ونعم الوكيل .. دعوة كل مظلوم على كل ظالم .. دعوه مستجابه بأذن الله…

\\\\\\\\\\\\\

مضاوي وعيالها ابراهيم واميره في غرفة الطعام في فلتهم الفخمه.. جالسين يتغدون والصمت عنوانهم كالعاده.. لكن مضاوي اضطرت تكسر هالصمت لما شافت حال بنتها .. سرحانه بعالم ثاني .. وقاعده تتعبث بالصحن والملعقه بدون ما تاكل" اميره.. اميره(انتبهت لها) وشفيك ما تاكلين"
اميره ما عرفت وش تقول" ها.. الحين .. الحين باكل"
مضاوي بنبرة شك" انتي تعبانه"
اميره زاد ارتباكها" لا..لايمه.. ماني تعبانه ولاشي"
ابراهيم عصب من ارتباكها" انتي وشفيك اليوم صاحيه والا مجنونه"
انفجرت عليهم" انتم اللي وشفيكم علي .. تراني ماني ناقصه"
تركت غداها وطلعت غرفتها وخلتهم محتارين من تصرفاتها
ابراهيم" بنتك هذي فعلا ماهي صاحيه"
مضاوي" خلك من اميره وقلي… مريت على ابوك اليوم"
ابراهيم بدون نفس" لا.. بمر عليه العصر"
مضاوي ما عجبتها طريقة كلامه" اذا كلمتك تكلمني بأدب..فاهم والالا"
ابراهيم" بنتك هذي عكرت مزاجي"
مضاوي بنبره عاليه" لا تحط اللوم على اميره.. انت نفسك خايسه من اول ماجيت"
ابراهيم دف الصحن اللي قدامه وقام
مضاوي" على وين"
ابراهيم" الحمد لله … شبعت وبروح انام"
دف الكرسي وطلع غرفته.. مابقى الا هي.. بالنسبه لها احسن عشان تتغدى على راحتها بدون محد يعكر عليها..

\\\\\\\\\\\\\

دخلت غرفتها وارتمت على السرير وبكت.. ماتدري وش سر هالدموع.. من يوم مارجعت من الجامعه وهي تحس بالعبره خانقتها.. ودها تتكلم مع احد.. ودها تفضفض له.. من بعد ما طلبوا البنتين اللي بالجامعه انهم يتعرفون عليها وهي حاسه بشعور غريب .. شي جديد اقتحم حياتها.. عالم الصداقه.. كلمه محذوفه من قاموسها واحساس ما جربته من قبل .. اهلها ناس منعزلين .. كل علاقاتهم محدوده بأطار العمل والمصالح الشخصيه.. كان ابوها دايم يحذرها من الناس ويقول مالهم امان .. والحين له شهر بالمستشفى ومحد فكر يطل عليه .. لأنه ببساطه كان يتجنب الناس .. فصاروا يتجنبونه.. الله يسامحك يبه .. عيشتني بدوامه مالها نهايه…

\\\\\\\\\\\

دخلت شهلا غرفة جود ولقتها تكلم بالتلفون وجالسه على طرف السرير .. سكرت الباب وجلست جنبها..
جود" خلاص بكلم المديره واشوف وش تقول.. بس مااظن انها تعطيك اجازه..لأن اجازاتك كثرت ياعاليه…خلاص خلاص انا بحاول معها..مع السلامه”
شهلا" هذي عاليه ام سالم؟"
جود" ايه.. تبي اجازه .. تصدقين انها حامل بالشهر الرابع وتوها تدري"
شهلا" معقوله؟… شلون ما عرفت"
جود" عاليه ما عندها وقت لنفسها .. طول عمرها تشيل هم غيرها وتنسى نفسها.. حياتها موزعه بين دوامها المتعب.. وزوجها التعبان .. وعياله الصغار.. وبيتها اللي ما تسكن فيه حتى الحيوانات"
شهلا تتنهد" محد خالي في هالدنيا من الهموم.. بس وش نسوي مالنا غير الصبر"

\\\\\\\\\\\

قيصل بغرفته متمدد على السرير و قدامه شاشة اللاب توب كالعاده .. واخته ريوف قاعد على كرسي هزاز بجهه ثانيه من الغرفه..
ريوف " تخيل.. امنا تظهر بعد15 سنه…لا وتبيني استقبلها بالاحضان بعد..هه.. تتوقع وين كانت كل هالسنين ؟"
فيصل مازال قدام الشاشه" مادري يمكن تكون مسافره او… اقولك لا تشغلين بالك بشي ماله داعي"
ريوف" اكيد وراها سالفه كبيره.. وانا لازم اعرفها"
فيصل"ياحبك لنبش الماضي..انا عن نفسي الموضوع ماهمني"
ريوف" مو نبش ماضي على قولتك.. ممكن تسميه حب استطلاع"
فيصل" هذي يسمونها لقافه"
ريوف باصرار" حب استطلاع لقافه انا مايهمني… المهم اني اعرف السالفه وبس"
سكر فيصل اللاب توب والتفت عليها"قفلي على موضوع امك وقوليلي.. لقيتي الفريسه رقم7 "
ريوف بانزعاج" والله انك فاضي"
قامت من مكانها واتجهت للباب لكنه استوقفها بكلامه" ريوف.. الاسد اذا ما لقى فريسه ياكلها ممكن ياكل اقرب الناس له"
مثل كل مره تحاول تتكتم على الموضوع لكنه باسلوبه يقدر يجبرها على الكلام" تقريبا.. بس عطني مهله شوي"
فيصل" اول شي ابغاه منك صورتها"
ريوف" ادري مايحتاج تعلمني"
حركت مقبض الباب عشان بتطلع لكنه استوقفها مره ثانيه" وين رايحه"
ريوف" بروح حفلة الdj اللي مسويتها بغرفتي.. يعني وين بروح .. اكيد بروح انام"
فيصل" بس لا تنسين"
ريوف باهتمام" ايش"
فيصل" سكري الباب وراك"
طبعا هنا هو انفجر ضحك .. وهي انفجرت قهر منه.. رمت خداديه قريبه منها عليه وراحت غرفتها .. دايما يسوي فيها هالحركه بس ماتابت .. فيصل هو اخوها الكبير وقدوتها بالحياه .. وتصدقه في كل شي يقوله..

\\\\\\\\\\\\\\

الساعه وحده بالليل .. جود تصلي صلاة الوتر قبل ما تنام زي ماتعودت… بهالوقت دخل زوجها طراد ببدلته العسكريه .. رمى نفسه على السرير والارهاق باين على وجهه.. خلصت جود من الصلاة والتفتت على زوجها.. اللي يوم شافها خلصت عدل جلسته" مساء الخير"
جود" مساء النور.. احطلك العشا"
طراد " لا..تعشيت برا"
جود" زين.. طراد ودي اكلمك بموضوع"
طراد باهتمام" خير"
ارتسمت على وجهها علامات التردد.. فكت جلال الصلاة وطوته مع السجاده وجلست جنب زوجها" سمعت عن دكتور في"
قاطعها بعصبيه" ارجوك قفلي ع الموضوع"
جود بترجي" ارجوك انت اسمعني"
طراد" وش اسمع"
جود" ليش ما نحاول .. مابنخسر شي"
طراد" وش الفايده من المحاوله اذا كانت النتيجه وحده"
جود خنقتها العبره" انت تدري كم لنا متزوجين.. سبع سنين.. يعني سبع سنين وامك تعايرني وتلومني وتذلني( نزلت راسها وبكت)انا تعبت ياطراد.. تعبت"
طراديحاول يكون هادي"يعني وش تبيني اسويلك"
جود تكمل كلامها" تصدق انها كل يوم وقدام عيوني.. تتصل على الخطابات عشان يدورون لك على عروس"
طراد بيطمنها" ومن قالك اني بتزوج"
جود" بس انت ماتقدر توقف بوجه امك ولا تقدر تقولهالا"
طراد حس بهالكلام اهانه لامه" لا تنسين ان امي هي اللي ربتك"
جود بحسره والم" امك اخذتني من حضن امي وحرمتني منها"
اخذ ملابسه ودخل الحمام.. اكيد بيتهرب .. مثل كل مره يفتحون فيها موضوع للنقاش .. جود تدري قبل الزواج بحكم عيشتها في بيت عمها..ان طراد تربية امه .. وانه شخصيه مهزوزه بسبب اسلوب الامر والنهي اللي تستخدمه امه معه..كثير ما تصير بينهم مشاكل بسبب امه .. بس هي مضطره تتحمل هالعيشه.. مالها احد بعد الله الا هم .. ابوها توفى وهي عمرها سنتين.. بعدها تزوجت امها واخذها عمه وتكفل فيها.. هذا الكلام كانت تسمعه من يوم هي صغيره من عمها ومرته.. وهالكلام كان كافي عشان يحسسها بالذل..بس مستحيل تبين هالشي .. مستحيل تبين لاحد ضعفها وقلة حيلتها.. بالذات مرت عمها ..لأن هذا اللي تبيه..
انتهى الفصل واتمنى تستمتعون بقراءته
مع خالص تحياتي
وللمعلوميه انا وحده مب واحد

الجزء الاول
(الفصل الرابع)

كان يصعد الدرج بخطوات متلاحقه.. اليوم الصبح صحى على صوت جواله .. وكانوا الشرطه.. هذي المره الرابعه اللي يتصلون فيها خلال شهر .. وكله من ولده الخبل دلوع امه.. فتح الباب والغضب راسم ملامحه على وجهه .. صرخ فيه بأعلى صوته " نايف" .. وهالصرخه خلته يصحى من النوم مفزوع" ها… وشفيكم"
خلف" اللي فينا انك بتفضحنا .. انت وش مسوي البارحه؟"
نايف وهو يتثاءب والنوم يغالبه" اوووه.. والله ماسويت شي"
خلف" لا تقول ماسويت شي.. اجل ليش الشرطه متصلين فيني وطالبينك"
نايف بتضجر" وهالشرطه ماعندهم غيري"
بهالوقت دخلت حصه ام نايف.. الابتسامه شقت وجه نايف لين بانت ضروسه .. محد بيفكه من ابوه الا هي " هلا و الله.. هلا بماي ماذر..هلا بنوارة البيت "
حصه" نايف يهلي من صباح الله.. اكيد عندك شي"
نايف " اسألي المملوح اللي جنبك وهو بيقولك" ورجع ينام مره ثانيه..
حصه" خلف وش السالفه؟"
خلف " السالفه ان ولدك المدلل امس مسوي حادث وصدم في بوابة مطعم وكسرها"
حصه" بس.. وانت خاب عمرك ليش.. نايف حبيبي تفداه بوابات المطاعم كلها "
خلف بأسف" كنت ادري انك بتدافعين عنه وبتختلقين الف عذر وعذر.. بس من الحين اقولك .. انا مالي شغل بهالسالفه.. وماعندي ادنى استعداد ادخل اقسام علشانه .. وهذا هو عندك.. وريني وش بتسوين انتي وياه"
طلع وتركها.. هي ما همها كل اللي قاله.. اللي شالت همه هو من بيخلصلها الموضوع … العاده خلف يخلص كل شي عن طريق ولد اخوه الضابط طراد وتمشي الامور بسلام .. بس هالمره شلون بتتصرف .. نايف لا يمكن يعتمد عليه.. بس لمتى.. لازم هالمره هو يتصرف .. اتجهت لسريره وصرخت فيه" نايفوه ووجع فز من مكانك"
قام بتثاقل" ياناس والله حرام .. خلوا عندكم شوي انسانيه.. خلوني اناااام"
حصه" ونومة جدي ان شاء الله.. شلون بيجيك النوم والشرطه طالبينك"
نايف" عادي هي اول مره"
حصه" خل عنك الكلام اللي ماله معنى .. وفكر معي شلون بنتصرف.. ابوك غسل يديه من الموضوع"
نايف" سهله.. عطيني من هالكنوز اللي عندك.. اصلحله قزازته وهو بيتنازل على طول"
حصه" لا والله.. على برودك هذا انا اسفه.. ماراح تشوف مني ولاريال"
طلعت من الغرفه وهي مقهوره من بروده وعدم احساسه بالمسؤليه.. لقت قدامها بنتها البكر وصايف.. اللي كانت جايه من غرفتها مستغربه من الاصوات اللي جايه من غرفة نايف" يمه وشفيكم"
حصه نفخت عليها" مب شغلك.. وخري عن وجهي"
جلست تتأمل امها وهي رايحه لغرفتها والاستغراب يزيد على وجهها .. خصوصا انها شافت ابوها قبل طالع من الغرفه زعلان والحين امها .. اكيد هذي مصيبه من مصايب نايف.. راحت غرفته عشان بتسأله" نايف وشفيكم؟"
نايف" اعتقد سمعتي امي وش قالتلك .. مب شغلك.. ويله اذلفي وخليني انام .. ولا تنسين تسكرين الباب وراك"
طبعا هو رجع يدبخها نومه وهي ما عرفت السالفه ولا بتعرف ..

\\\\\\\\\

توجهت وهي شايله بوكيه الورد بيدها.. للممر الطويل اللي بالمستشفى واللي فيه غرفة ابوها.. كانت تحاول ترسم الابتسامه على وجهها لو بالغصب .. بس عشان تبعث الامل في نفس ابوها وتخفف عليه.. هي تدري ان انسداد الشرايين شي مب هين.. بالذات لواحد كبير فالسن مثل ابوها.. بس تحاول تصبر نفسها وماتبين خوفها عشان ما تضايق ابوها ولا تقلقه.. انتبهت على نفسها قدام باب الغرفه.. رسمت الابتسامه المصطنعه من جديدودخلت " صبحك الله بالخير يبه"
ابوها تهلل وجهه بشوفتها" هلا والله ببنيتي باسمه"
قربت من ابوها وحبت راسه ويده.. وجلست بكرسي قريب منه"
جابولك الفطور؟"
ابوها" ايه جابوه وافطرت الحمد لله"
باسمه" طيب ما تبي اسويلك شي"
ابوها بجديه" ابيك تسمعيني"
باسمه باهتمام"خير يبه"
ابوها" انا خلاص ايامي بعالدنيا صارت معدوده.. والصراحه اني خايف عليك من هالدنيا وبلاويها.. انتي وحيده ومالك احد وابي اتطمن عليك قبل ما اموت"
قاطعته والخوف يملى وجهها" بسم الله عليك ليش تقول هالكلام"
ابوها " خليني اكمل.. في واحد جاني امس وخطبك مني.. وبصراحه انا ماشفت منه شي واشوف انه مناسب… ها وش قلتي"
باسمه تتنهد" اقول سو اللي يريحك يبه"
ابوها " انا مابي اللي يريحني ابي اللي يريحك"
باسمه تتغصب الابتسامه" ولا يهمك يالغالي .. كل اللي تبيه بيصير"
ابوها وانا اوعدك اني اضمن لك كل حقوقك.. وبسجل البيت والمصنع باسمك"
باسمه" انا موافقه على كل شي بتسويه"
ابوها" اجل خلاص.. اتصل بالرجال عشان نروح اليوم المحكمه يملك عليك واسجل البيت والمصنع باسمك"
اكن باين عليها الضيق واحزن من اول ماتكلم ابوها بالموضوع.. بس مافي مجال انها ترفض.. عشان ترضي ابوها اولا..ولأنها وحيدهبهالدنياومحتاجه رجال يسندها بعد وفاة ابوها… باسمه عايشه كل حياتها مع ابوها بعد ما توفت امها الاجنبيه.. وابوها وحيد اهله.. يعني لا خوال ولا اعمام.. ابوها كل شي بحياتها ولا شي غيره…

\\\\\\\\\\\\\\\

جود اليوم كانت تعبانه شوي ولاداومت..طفشت من جلستها بالغرفه ونزلت بالصاله وجلست تصحح بعض دفاتر طالباتها.. وقريب منها كانت جالسه ام طراد تكلم وحده من خواتها..
ام طراد" مايخالف .. مايخالف يام فهد.. بيعوا هالبيت وبيعوضكم الله بغيره..
وشو اللي حسافه.. كبير ع الفاضي.. مافيه الا انتي وابو فهد..
مادامكم بايعينه وشوله موجعه راسك وموجعه راسي معك..
اقول بس غيري السالفه..
وشو؟ (تناظر جود بشماته) لقيتي عروس لطراد..
بهاللحظه وقفت جود منزعجه… لملمت الدفاتر المتناثره على الطاوله مستعده للهروب من الموضوع اللي ماتحب ابدا انه يفتح قدامها.. بس اكيد ماراح تخليها فاطمه.. انهت مكالمتها بسرعه.. ووقفت عشان تتفرغ لمواجهة جود" وشفيك وقفتي.. ماعجبك كلامي"
جود وهي مشغوله بلملمة الدفاتر" انا ماقلت انه ماعجبني"
فاطمه" اجل ليش تو بغيتي تهربين"
التفتت عليها جود بثقه" وليش اهرب انا ماسويت شي غلط"
فاطمه مصره تنكد عليها" اذا ماتبين طراد يتزوج عليك.. جيبيله الولد"
جود خنقتها العبره بس حاولت ماتبين" انتي تعرفين ان الامر هذا لا بيدي ولا بيدك.. بيد رب العالمين وبس"
ما كانت تبي تسمع اكثر .. رمت الدفاتر اللي بيدها .. تبي تهرب لأي مكان … بس عشان ماتسمع هالسهام الحارقه اللي ترسلها مرت عمها وتخترق اعماق قلبها المجروح.. لكن ام طراد ما خلتها حست انها للان ما شفت غليلها " وين رايحه.. وش قصدك بهالكلام.. يعني انا مافهم.."
انصدمت من ردها" انا قلت ما تفهمين"
ام طراد" صدق انك ناكره للجميل.. حنا اللي ربيناك وضفيناك بعد ما كنتي بتترمين بالشارع.. تقولين عني ما افهم.. ايا اللي ما تستحين"
جود من صدمتها بكت .. قولتها كلام ماقالته .. والحين تمن عليها بالتربيه..هذي اي نوع من البشر" يامره حرام عليك .. خافي الله في نفسك وفيني"
هربت للمطبخ.. وهي تحاول تخفف من حدة صياحها.. ماتبي تحسسها بلذة الانتصار.. ماتبي تبين لها انها قهرتها وكسرتها بالكلمتين اللي قالتهم.. تبي تظل دايما جود القويه الشامخه اللي ماترضى لنفسها بالمهانه…

\\\\\\\\\\

كان قاعد يذوق الاكل اللي طبخته بنته عذاري قبل مايرسلونه للجيران" المرق ناقصه بهارات.. زيدي بهاراته.. لا تفشلينا قدام الناس"
عذاري" ان شاء الله..(بهمس)خايف افشلكم والا خايف يدورون مطعم غيرك"
سلطان لاحظها بس مايدري وش تقول" وش عندك تخربطين"
عذاري ارتبكت" انا اخربط…. لا من قال.. ابد سلامتك.. قاعده اكلم نفسي"
سلطان " الحمد لله والشكر.. اقول كملي شغلك احسن لك"
قطع عليهم صوت جواله يرن .. واللي طبعا شاريه مستعمل ويستقبل بس مايرسل.. يقول ما يحب كثر الهرج بالتلفونات وهو اصلا مايحب كثر الفلوس اللي بيدفعها..
نرجع للمكالمه اللي فز قلبه عليها ولاحظت هالشي عذاري.. طلع بالحوش ورد هناك وهالشي خلى عذاري تتأكد ان المسأله فيها ان .. لحقته عشان تسمع المكالمه" هلا .. هلا بوباسمه.. وافقت.. الله يبشرك بالخير.. ان شاء الله.. مع السلامه"
هربت عذاري للمطبخ قبل ما يشوفها ابوها.. سمعت المكالمه بس مافهمت شي.. وتدعي انه مايكون اللي في بالها…

\\\\\\\\\\\\

من دخلت المطبخ فجرتها صياح.. وشهلا بنت عمها تحاول تهديها بدون فايده… كانت ماسكه نفسها قدام ام طراد بالغصب.. ماصدقت تبعد عنها عشان تطلع كل اللي بداخلها" انا مادري ليش تعاملني كذا"
شهلا" امي طول عمرها وهذا اسلوبها.. يعني ماتعودتي عليه"
جود" مافي انسان يقبل بالذل والاهانه"
شهلا وكأن بداخلها جروح وتفتحت" الا انا.. طول عمري مذلوله ومهانه… وساكته"
جود" انتي غير.. هذولا اهلك وهذي امك"
شهلا بسخريه" امي.. يابنت الحلال.. خليني ساكته احسن"
قطع عليهم دخول ابو طراد.. وبيده اغراض للبيت.. وقفوا جود وشهلا احتراما له.. سلم عليهم وردوا السلام.. ومسحت جود دموعها بسرعه لكن عمها انتبه لدموعها واثارت فضوله" جود.. وشفيك يابنيتي احد مزعلك"
جود تتغصب الابتسامه" لا ابد .. مافيني شي.. سلامتك"
التفت على شهلا بعبوس كالعاده" وانتي.. جيبيلي القهوه الحين .. مو مثل العاده ماتجيبينها لي الا بعد الظهر..
طلع ابو طراد .. والالم ارتسم على وجه شهلا.. دايما اذا شافت الفرق بمعاملة ابوها لها ولبنت عمها تحس بالاضطهاد.. معتبره نفسها خدامه بهالبيت لا اكثر ولا اقل.. امها تعتمد عليها بكل شي يخص البيت.. كل اللي عليها تنفذالاوامر وبس.. وطلباتها دايما مرفوضه.. اشي الوحيد اللي تحقق لها هو اكمالها لدراسة الثانويه.. وهي بطبعها مثقفه .. تحب القراءه والاطلاع على كل شي … ومنع اهلها لدخولها الجامعه كان صدمه بالنسبه لها… بس عادي .. هي تعودت على الصدمات…
انتهى الفصل واتمنى يعجبكم

(الفصل الخامس)

تسللت اشعة الشمس لعيونها وكأنها تبي تحرمها لذة النوم .. مثل ما انحرمت من اشياء كثيره بحياتها واولهم زوجها وعيالها …
رفعت يدها بتطالع الساعه.. الساعه 1 الظهر .. يالله هي بحياتها مانامت لهالحزه .. بس معذوره امس مانامت الا بعد الفجر .. شلون بيجيها النوم بعد اللي صار من ريوف اللي صرخت فيها وتنكرت لها .. والا فيصل اللي اول ما عرف ناظرها بطرف عينه ومشى وتركها.. يارب صبرني على بلواي … هذا كل شي تقدر تسويه لولوه … الدعاء هو سلاحها الوحيد .. وسهام الليل بأذن الله ماتخيب….
قامت من فراشها توضت وصلت صلاة الظهر وطلعت من الغرفه.. البيت فاضي وهادي .. طلعت فوق يمكن يكون احد من عيالها موجودين .. نفس الشي .. مافي احد الا الخدامه قاعده تمسح الارضيه… سألتها اذا احد موجود قالت البيت مافي احد … غياب هيفاء فرحها بس عيالها وزوجها لا .. كان ودها تجلس معهم لحالها بسولفون ويتصارحون … بدون هيفاء وبدون كلامها اللي مثل السم … قطع عليها حبل افكارها صوت خطوات على الدرج … التفتت … ناظرته والابتسامه على وجهها شوفته تسوى الدنيا ومافيها .. مامداها تكمل هالابتسامه الا تحولت لعبوس وصدمه .. مر من جنبها ولامس جسمه جسمها وما فكر يلتفت مجرد التفاته عليها … حاولت تختلقله الاعذار وفسرته بأنه ما انتبه لها فجا في بالها انها تبدى هي وتكلمه وتحاول تنسى اللي صار منه امس" فيصل " … وقف بمكانه بدون مايلتفت لها.. ضايقها هالتصرف بس ولدها ولازم تتحمله" تبي اسويلك شي "
هز راسه بلا ودخل غرفته وسكر الباب .. هي تدري ان اسلوبه هذا يعني الرفض القاطع لوجودها.. بس هي ما راح تيأس لين يرجع لها من جديد..
رن جرس البيت ولما شافت الخدامه مشغوله راحت بنفسها وفتحته..تفاجأت بعذاري قدامها وشايله قدر كبير ومعها بنت صغيره شايله قدر صغير .. كل وحده تفاجات بالثانيه .. بالذات عذاري .. جيتها لبيت ابوفيصل شبه يوميه ومحد كان يفتح لهم غير الخدامه .. وهالمره امس تسأل عن بيت ابو فيصل واليوم هي اللي تفتح لهم .. وش سالفتها ؟ … ماحاولت عذاري تشغل نفسها بالموضوع .. سلمت واستأذنت بالدخول .. مثل كل مره دخلت المطبخ وحطت القدور على الطاوله" هذا الغدا .. اسفين اذا كنا تأخرنا فيه"
لولوه وعلامات الاستغراب على وجهها" وشوله الكلافه يابنيتي"
حست عذاري انها فهمت الموضوع غلط وحبت تبين لها" ايه بس حنا متعودين نسوي الغدا ونجيبه لبيت ابوفيصل كل يوم "
لولوه"هذا اول.. لأن مافي ام فيصل.. بس الحين ام فيصل رجعت وهي اللي تطبخ الغدا"
عذاري بصدمه" ام فيصل.. بس ام فيصل قالوا انها" وبهاللحظه سكتت عذاري حست الموضوع يضايقها.. وام فيصل عرفت وش بتقول وبنفسها كملت الكلام " ادري قالو اني مت … الله يسامحهم"
حست عذاري بالفشيله " اسفه خالتي اذا قلت كلمه وازعجتك فيها .. انا بس كنت مستغربه"
لولوه تحاول تكتم غصتها " معك حق تستغربين .. انا سالفتي طويله وما ابغى اشغلك فيها"
عذاري انكسر خاطرها عليها" الله يعينك"
لولوه تحاول تبين عاديه" الله يعين الجميع… وبالنسبه للغدا خلاص لا عاد تجيبونه"
عذاري " اللي تشوفينه … يله مع السلامه"
طلعت عذاري من البيت وتفكيرها مشغول بهالمره وقصتها اللي يكتنفها الغموض….

\\\\\\\\\\\\\

حصه ام نايف بفلتها الكبيره اللي تمتلكها.. جالسه بغرفة الطعام وعلى رأس الطاوله .. وزوجها خلف على يمينها وبنتها وصايف جالسه ع اليسار … جوا الخدامات وصفوا الاصناف اللي ملت نص الطاوله وبدوا يتغدون…
خلف" اقول حصه… وش صار في موضوع ولدك نايف مع راعي المطعم"
حصه بثقه" الموضوع انتهى"
خلف كان متوقع انهم مايقدرون يسوون شي بدونه عشان كذا تفاجأ" شلون انتهى؟"
حصه" دفعناله تعويض وتنازل"
خلف " ومن اللي دفع له"
حصه" انا … من يعني"
خلف اخذته العزه" كم مره قايلك ولدي انا اصرف عليه و انتي خلي فلوسك لك"
حصه باستهزاء" ياسلام… الحين صارت لك فلوس"
خلف عصب منها" وش قصدك يعني .. انا ما عندي فلوس"
حصه" من وين لك ياحسره.. لولاي ماعشت هالعيشه لا انت ولا عيالك.. انا اللي شريت هالفيلا وفرشتها من فلوسي.. وسيارتك من فلوسي .. حتى راتبك من فلوسي.. والا انت من وين لك فلوس "
خلف" وش رايك اشتغل بمكان ثاني غير معرضك عشان يصير لي راتب لحالي "
حصه" انت الخسران … انا ماراح اخسر شي .. وعندي الف واحد يتمنون يشتغلون مكانك.. واولهم نايف "
عرف خلف انه مهما قال ومهما هدد هذا مابيضر حصه بشي .. ببساطه حصه تملك كل المؤهلات اللي تخليه مثل الخاتم باصبعها بنت عايله غنيه لها مكانتها وسمعتها المرموقه بين الناس.. وغير كذا وارثه من ابوها سيارات يعيشها بعز العمر كله… هذا غير جمالها ومؤهلاتها العلميه وعلاقاته الواسعه.. في حين انه مايملك ولا واحد بالميه من هالامور… احيانا يندم على لحظة الطيش اللي خلته يتزوج حصه.. وخصوصا انه بدا يمل منها ومن تصرفاتها … بس يحاول يتصبر عشان عياله… اخذ شماغه وعقاله اللي كانوا على طرف الطاوله وطلع وهو ماكمل غداه…
تضايقت وصايف لما شافت ابوها طلع زعلان خصوصا انه متعلقه فيه كثير بعكس امها اللي تقريبا ما في علاقه بينهم.. رمت الملعقه على الصحن بغضب وهالشي لفت انتباه حصه " شفيك؟"
وصايف" يمه انتي ليش تتعاملين معه كذا؟"
حصه" وش تبيني اسوي له … يعني اقوم ابوس راسه واتسامح منه واقوله شبيك لبيك فلوسي ومعرضي بين يديك .. خليه يبلع لسانه وما اقوله شي"
وقفت وصايف من مكانها معصبه واعتبرت هالكلام اهانه لبوها…
حصه" ليش وقفتي"
وصايف" شبعت"
حصه" اقول اجلسي كملي اكلك بلا دلع بنات "
سحبتها امها وجلستها بالغصب .. اكلت وهي حاسه اللقمه واقفه فبلعومها … شلون تتهنى بالاكل بعد ما سمعت طريقة امها بالكلام عن ابوها..

\\\\\\\\\\\

استأذن ابو باسمه من الطبيب وطلع مع سلطان وكتب كل شي باسم بنته … بعدها راحوا بيت ابو باسمه .. وملك سلطان على باسمه.. وبعد عشى حلو من يدين باسمه جلسوا بالصاله مع بعض…
ابوباسمه" مبروك يابنتي"
باسمه بحياء" الله يبارك فيك يبه"
ابوباسمه" مبروك ياسلطان الف مبروك.. منك المال ومنها العيال ان شاء الله"
سلطان" الله يسمع منك يابو باسمه بس عيال مانبي بنات … يكفي اللي عندي..
كان ابو باسمه فرحان بهالليله.. ع الاقل تطمن على بنته… حتى سلطان الفرحه مو سايعته.. اكيد بيفرح … لقى اللي يتمناه وحده تجيب له المال والعيال.. اما باسمه فكانت ظاهريا فرحانه لفرحة ابوها.. اما من الداخل مو مرتاحه من هالانسان ابدا….

\\\\\\\\\\\\

الساعه قربت على ثلاث وهي ما قدرت تنام … شلون بتنام واصوات الموسيقى والاغاني اللي طالعه من مجلس رجلها تخرق اذانها خرق … هذا غير خوفها ان واحد من هالسكارى ربعه يطبون عليها .. رغم انها قافله باب الغرفه قفلتين.. بس هذولا شبه مجانين وممكن يسوون اي شي … جلست تدعي ربها انه يخلصها منهم.. ولما حست بطلعتهم ارتاحت.. وحطت راسها ع المخده ونامت ع الاقل ترتاح شوي قبل موعد الدوام…

\\\\\\\\\\\

الصبح كانوا كلهم مجتمعين على السفره … لولوه من فرحتها بهالجمعه ماجلست بمكانها وهي اللي جهزت الفطور بنفسها … ولما شافتهم بدوا ياكلون راحت المطبخ عشان تجهز الشاهي…
ريوف كانت جالسه يسار اخوها وهي الوحيده اللي ما بدت بالاكل … في سؤال محيرها وما راح تاكل لين تعرف الجواب .. التفتت على ابوها حست انه هو اللي بيجاوبها على هالسؤال" يبه.. ودي اسألك سؤال محيرني "
حسين وهو منهمك بالاكل" قولي .. وشو سؤالك"
ريوف" امي .. وين كانت كل هالسنين .. اقصد ليش تركتنا"

تتوقعون بيجاوب حسين على سؤال بنته والا احد ثاني؟
ووش ردة فعل فيصل وريوف تجاه هالاجابه؟
انتهى الفصل واتمنى تعطرون صفحتي بردودكم

——————————————————————————–

الجزء الثاني
(الفصل الاول)

حس باللقمه وقفت في بلعومه وماهي راضيه تتحرك … مثل كل عرق بجسمه توقف عن النبض … من يوم سمع هالطاري بعد ما كان ناوي ينساه وللابد …كانت صدمه بالنسبه له.. او بالاصح.. ماتوقع انه هو بينسأل هالسؤال … ماحس الا بضربات خفيفه على ظهره … وبيد تناوله كاس المويه … اللي شربه لاخر قطره وتسند على ظهر الكرسي بتعب … " ابو فيصل انت بخير "… رفع راسه لمصدر الصوت .. وشافها … شاف في عيونها نظرة الخوف … نفس هالنظره شافها قبل 25 سنه .. لما غص باللقمه في صباحية زواجهم… ما تغيرت بعد كل اللي صار… نزل راسه وبعثر نظراته بالفراغ … يدري انه لو طول يناظرها هالشي بيفتح عيونه على اشياء هو مقرر يتجاهلها .. او بيولد تجاهها مشاعر يكرهها كل انسان .. رغم انه مصدر راحته واطمئنانه …
حاول يرجع لطبيعته قد ما يقدر … رغم انه حاس بحرارة نظراتها الناريه له … رفع راسه وشافها تطالعه بطرف عينها … وابتسامة سخريه خفيفه ارتسمت على جانب وجهها.. احساسه يقوله انها ماراح تسكت … اخته ويعرفها زين … مستحيل تجيها فرصه تذل فيها لولوه وتفوتها … تأكد من هالشي لما سألته بسخريه" شفيك؟… جاوب على بنتك" …
علقت ريوف بوجل " ليش ؟.. لهالدرجه سؤالي صعب ؟"
كان ناوي يتهرب مثل عادته … بالتحديد بعد ما شاف بعيون اخته مشهد قذر قاعده تخطط له وهي توزع نظراتها بينه وبين لولوه … بس لسانها كان اسرع من اي قرار يتخذه " لا حبيبتي … سؤالك مهو صعب ابدا … وانا اللي بجاوبك عليه "
>>>امك كانت بالسجن … لا… وبقضيه اخلاقيه بعد<<<
بضع كلمات جلجل صداها بالعالم كله … عالم ناسه اثنين بس .. ريوف اللي جمدتها الصدمه وخلتها تشخص ببصرها وكأنها جسد بلا روح … وفيصل اللي رفع راسه بعد ماكان منهمك بأكله ومو معهم .. او بالاصح يدعي انه مو معهم … عالم خدرهم .. خلا الاجواء حولهم عباره عن ضباب اسود كثيف .. محمله بغبار الماضي وريحته النتنه … لدرجه انهم ما عادو يحسون بشي … لا بعمتهم اللي شالت اغراضها وطلعت ونشوة النصر تعتري كل نبض في جسدها … ولا بأبوهم اللي ندم على الساعه اللي تردد فيها عن الهروب لحظه… ولا بأمهم اللي اسرعت لغرفتها ودموع القهر تسبقها … عالم خلاهم يسترجعون مشاعر مدفونه … مشاعر الالم والمراره والحرمان … خلاهم يستطعمونها بطعم جديد .. طعم الفضيحه …

\\\\\\\\\\\\\\\\

كانت تسترق النظر من البنات اللي متوزعين على الطاولات في كافيتيريا الجامعه وبنفس الوقت شاده على كوب القهوه اللي قدامها رغم البخار الكثيف اللي يتصاعد منه …. هالنظرات مب شي جديد على ريوف بالعكس هي متعوده على نظرات الأعجاب بعيونهم وهمسات المدح فيما بينهم خصوصا انها تلفت انتباههم بخطواتها الملكيه الواثقه وهالشي كل يوم يتكرر .. حتى اليوم ..دخلت الكافيتيريا بنفس الخطوات والكل التفت لها وناظرها بس حستها نظرات سخريه .. الكل همس للي جنبه بس حست بهمساتهم سخريه .. وممكن تقوم اي وحده من هالجالسات وتأشر لها بأصابع الأتهام وتقول هذي بنت الـ……….
" يالخبله شيلي يديك .. شوفي شلون حمرت "
التفتت على شذى اللي قطعت حبل افكارها بهالكلمات " ها" قالتها بنظرات مذهوله …
شذى " لا ولا شي … سلامة قلبك … بس ممكن تفكين يديك عن الكوب .. حرام عليك خنقتيه .. خليه يتنفس "
بالبدايه قالت بخاطرها وش تهذي به هالمرجوجه … بس لما رفعت يديها عن الكوب فهمت المقصد .. يديها ولعت حراره من كثر الضغط على الكوب وهي ما حست فيها … اكيد ماراح تحس لأنها ولا شي … ولا شي قدام النار اللي داخلها … اللي تحسها بركان خامد وقرب يثور من جديد …
انتبهت على شذى اللي بدت تتأفف والظاهر انها ملت من الجلسه ومن صمت ريوف القاتل " الحين بتسولفين والا اضف وجهي وادور وحده غيرك "
ريوف بثقه " من وين بتحصلين مثلي ياماما "
شذى " اقول بس يا شين الغرور الزايد … وبعدين نسيتي اميره … شوفيها جالسه هناك لحالها والظاهر انها تبينا حنا نجيها "
ريوف " سوي نفسك ما شفتيها بصراحه مالي خلقها "
شذى " الله يالدنيا … الحين صار مالك خلقها … وانتي طول امس تترجيني اروح لها و…
قاطعتها ريوف باندفاع " لحظه .. لحظه.. لحظه .. انا (تأشر لنفسها) ترجيتك انتي … متى؟.. ما اذكر … حبيبتى انا اكبرمن اني اترجاك … وبعمري ما ترجيت احد … ولو صار هالشي .. لا تعتبريني ريوف "
شذى " هبي عليك … ماصارت زله .. اكلتيني "
ريوف " عشان تحاسبين على كلامك معي مر ه ثانيه ..وتعرفين من تكلمين يا شاطره "
شذى " اقول بس ياشينك اذا نط فيك عرق الكرامه فجأه … تصيرين غثيثه "
من حسن حظ شذى ان ريوف ما سمعت كلماتها الاخيره ولا انتبهت انها توجهت للطاوله اللي فيها اميره … لأنها بكل بساطه كانت في حاله من الذهول والصدمه … متفاجأه كيف قدرت تتمسك بثقتها او بغرورها زي ما تسميه شذى … رغم الموقف اللي صار الصبح واللي بلحظه بدد كل المشاعر اللي تخليها تتمسك بالحياه … بعد ما قربت تتخلى عنها … \\\\\\\\\\\\\\\

فكرة انه هو الوحيد اللي يوصلها الخبر تخوفه … مو لانه خايف على مشاعرها .. لابالعكس.. اصلا مشاعرها ما تهمه في شي … بس يمكن لأنه اول مره ينحط بهالموقف او لأنه ماصار بينهم اي نوع من الحوار … فكر للحظه انه يتراجع … بس حس بغباء الفكره البنت مصيرها تدري .. فتعرف منه احسن مما تعرف من غيره.. وبنفس الوقت هي فرصه لأثبات ولائه لها .. وزرع الثقه بنفسها …
بس شلون بيوصلها الخبر … قرر انه بيرمي الكلمه عليها واللي يصير يصير …

\\\\\\\\\\\\\\\

وجه منفخ .. عيون محمره .. جسم مرهق .. وصوت متهدج … هذا هو حال باسمه من اسبوع… او بالاصح … من اللحظه اللي تلقت فيها خبر وفاة ابوها …من يوم دخل عليها هذا المتبلد اللي يسمونه زوجها بكل برود " ابوك يطلبك الحل " رمى عليها هالكلمتين وطلع … ما فكر حتى يواسيها بكلمه وحده … ولولا الله ثم جيرانها الطيبين وزميلاتها بالمدرسه كان راحت ورا ابوها على طول … ياليتها راحت معه .. او ماتت قبله .. يمكن افتكت من هالعذاب والغربه اللي تحس فيها … الله يصبرك يا باسمه ويعظم اجرك …

\\\\\\\\\\\\\\\\\.

جلس على الكرسي عشان يربط خيوط جزمته … دخلت عليه جود وبيدها صينية الفطور وعلى طول حطتها على الطاوله الصغيره بزاوية الغرفه " صباح الخير "
رفع راسه وحس براحه لما شاف ابتسامتها المشرقه " صباح الورد"
جود" ورد؟… وش عنده الحبيب صاير رومانسي اليوم …(تغمز بعينها) اخاف قاعد تاخذ كورسات من وراي "
يازينها لا صارت رايقه … يحس ان اليوم غيييييير " يا حليلك اذا روقتي … تجننين "
جود " صدق … اجل انتبه لا اجننك "
طراد " دام الجنون منك راضي به "
جود " ما تهون علي تصير مجنون بسببي"
طراد " جد والله ؟… ما اهون عليك"
جودبابتسامه تذوب " اجل وش على بالك … انا جود واذا قلت كلمه اعنيها… مو مثل بعض الناس اللي يحبون اللواقه "
حست جود انه تضايق من كلمتها وحبت تغير الموضوع " تعال افطر البيض برد"
قام من مكانه واتجه لها وبدوا يفطرون …
طراد " اقول … وش اخبار زميلتك اللي توفى ابوها"
جود" قصدك باسمه … الله يعينها ويصبرها … والله ياطراد انها تكسر الخاطر .."
طراد" هي تقرب لعاليه"
جود"لا.. ليش؟"
طراد" غريبه… يوم رحت اعزيهم استقبلني سلطان .. وكل الناس يعزونه"
جود متفاجأه" سلطان ابو عاليه ?"
طراد " ايه هو"
جود بقلق " والله ما دري وش براسه هالرجال"
شرب طراد كوب الحليب بسرعه وقام من مكانه…
جود " شفيك قمت "
طراد " الحمد لله شبعت "
جود " وش شبعت… هذا تسميه اكل "
طراد " انا اصلا من شفتك شبعت … وبعدين اهون عليك اكثر اكل واصير دب "
جود" لاااا… اليوم شكل الفيوزات ضاربه عندك… رح بس لا يجي منك اكثر"
طراد " ههههههههههه… احبهم انا اللي يستحون "
جود " اقول انتم يالرجال صدق ما تنعطون وجه "
طراد" خلاص سكتنا … المهم اليوم العصر خلك جاهزه "
جود" ليش؟"
طراد" مفاجأه"
طلع وهو على اخر وناسه … يكفي انه شاف ابتسامتها وسمع ضحكتها … هالشي يسوى عنده الدنيا وما فيها …
\\\\\\\\\\\\\\\\\\

بخطوات متسارعه نزلت من السياره واتجهت لبوابة المستشفى … ما قدرت تحبس دموعها لما قالها السواق ان امها رايحه من الصبح عند ابوها … قلبها ناغزها … حاسه ان فيه شي … حاولت تتصل بأمها او بأخوها ابراهيم بس محد يرد .. وهذا اللي خوفها اكثر … خافت لا يصير فيه شي خطير … اتجهت لغرفته اللي بالدور الرابع وهي حاطه يدها على فمها وتحاول تخفف من صياحها اللي لفت انتباه الكل … حست للحظه انها بتفقده .. وللأبد … الوساوس بدت تاكلها من كل جهه … خصوصا ان شذى اليوم حكت لها معاناتها بعد وفاة ابوها المريض .. وانها حاسه بالفراغ والحرمان بدونه … بكت شذى وبكت اميره معها … خافت لا يجي يوم وتكون بنفس مكانها … انتبهت على نفسها قدام باب الغرفه وبدت ضربات قلبها تتسارع .. رفعت يدها لمقبض الباب وهي تنتفض .. حركته بكل هدوء طلت على داخل بنظرات وجله .. ما تشوف قدامها الا كرسيين وطا وله .. السرير في الجهه الثانيه وما تقدر تشوفه الا اذا دخلت .. رغم خوفها تجرأت ودخلت … شهقت بأعلى صوتها وتجمدت بمكانها … كل شي فيها وقف حتى دموعها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.