إ[color=#800080][color=#FF0000][size=9]ن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فيقول الله تبارك و تعالى :
( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (الكهف:110).
ويقول الإمام ابن كثير الدمشقي – رحمه الله – في تفسيره في هذه الآية :
" (فليعمل عملا صالحاً ) أي ما كان موافقا لشرع الله عز وجل ، ( و لا يشرك بعبادة ربه أحدا ) وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له،وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصا لله ، صوابا على شريعة رسول الله ".
وروى الشيخان الإمامان : البخاري ومسلم عن أنس بن مالك قال :
جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادة النبي ، فلما أخبروا كأنهم تقالوها ، فقالوا : وأين نحن من النبي قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم : أما أنا فإني أصلي الليل أبدا، وقال آخر : أنا أصوم الدهر ولا أفطر ، وقال آخر : أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدا ، فجاء رسول الله إليهم ، فقال :
" أنتم الذين قلتم كذا وكذا ؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني " .
ونحن معشر المسلمين إنما أمرنا بالاتباع الحق للرسول الله ، والاهتداء بهديه في سائر الطاعات والقربات .
ولقد صلى النبي محمد مرة على المنبر كما روى ذلك الإمام أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري عن سهل بن سعد إذ قال :
ولقد رأيت رسول الله قام عليه فكبر وكبر الناس وراءه وهو على المنبر ثم رفع فنزل القهقرى حتى سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من آخر صلاته ثم أقبل على الناس فقال:
يا أيها الناس إني صنعت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي ".
وروى الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله بسنده إلى مالك بن الحويرث أن النبي قال :
"صلوا كما رأيتموني أصلي ".
و لقد كان الصحابة م يحرصون على معرفة صفة وضوئه وصلاته وسائر عباداته ، وضربوا لنا صوراً رائعة من الطاعة والاستجابة لرسول الله والتأسي به مع الحذر والتحذير من مخالفة نهجه وهديه ، نجد ذلك مسطورا في ثنايا كتب الحديث والعقيدة المسندة وغيرها .
ولقد حج النبي مع صحابته م وقال :
" لِتَأْخُذُوا مَنَاسِككُمْ فَإِنَى لَا أَدْرِي لَعَلِّي لَا أَحُجّ بَعْد حَجَّتِي هَذِهِ " رواه مسلم وأبو داود و غيرهما .
و فِي هذا الحديث كما قال الإمام النووي – رحمه الله – إِشَارَة إِلَى تَوْدِيعهمْ وَإِعْلَامهمْ بِقُرْبِ وَفَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَحَثّهمْ عَلَى الِاعْتِنَاء بِالْأَخْذِ عَنْهُ , وَانْتِهَاز الْفُرْصَة مِنْ مُلَازَمَته , وَتَعْلَم أُمُور الدِّين , وَبِهَذَا سُمِّيَتْ حَجَّة الْوَدَاع وَاَللَّه أَعْلَم ".
ولقد روى جابر بن عبدالله الأنصاري صفة حج النبي في حديث اشتهر ب "حديث جابر الطويل في الحج " وهو حديث عظيم رواه الإمام مسلم – رحمه الله – في صحيحه .
و يقول النووي في هذا الحديث :
" وَهُوَ حَدِيث عَظِيم مُشْتَمِل عَلَى جُمَل مِنْ الْفَوَائِد , وَنَفَائِس مِنْ مُهِمَّات الْقَوَاعِد , وَهُوَ مِنْ أَفْرَاد مُسْلِم لَمْ يَرْوِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه , وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ كَرِوَايَةِ مُسْلِم . قَالَ الْقَاضِي : وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّاس عَلَى مَا فِيهِ مِنْ الْفِقْه , وَأَكْثَرُوا , وَصَنَّفَ فِيهِ أَبُو بَكْر بْن الْمُنْذِر جُزْءًا كَبِيرًا , وَخَرَّجَ فِيهِ مِنْ الْفِقْه مِائَة وَنَيِّفًا وَخَمْسِينَ نَوْعًا , وَلَوْ تُقُصِّيَ لَزِيدَ عَلَى هَذَا الْقَدْر قَرِيب مِنْهُ "
أقول : إن من أبرز معالم الاتباع في هذا الحديث العظيم ، والدروس العظيمة المستفادة منه حرص الصحابة م على الحج مع النبي ، فأعظم بها من رفقة مع رسول الله ، في ركن عظيم من أركان الإسلام استجابة لداعي الله .
( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ) (الحج:27) ولقوله تعالى :
( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ) (آل عمران:97) ويقول جابر الأنصاري في وصفه حجة النبي :
"إن رسول الله مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله حاج ، فقدم المدينة بشر كثير، كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله ويعمل مثل عمله".
نعم ، هكذا كانت سرعة الاستجابة لأمر رسول الله بعد الأذان بالحج وكلهم يحرص على الائتمام برسول الله والتأسي به ، والعمل مثل عمله ، حتى وصف جابر التفاف الصحابة حول النبي بقوله :
"نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك".
ويقول أيضاً : "ورسول الله بين أظهرنا ، وعليه ينزل القرآن ، وهو يعرف تأويله ، وما عمل به من شيء عملنا به "
ولم تكن سرعة استجابة الصحابة م لأوامر الله وأوامر رسوله خاصة بالحج بل في كل أمر ، كما وصف الله سبحانه عباده المؤمنين و أثنى عليهم بقوله تعالى :
( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (النور:51) ،
.والصحابة هم أولى و أول من يدخل ضمن (المؤمنين) في هذه الآية الكريمة .
و يقول جابر في سياقه للحديث :
"فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله كيف أصنع ؟ قال : " اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي"
فانظري أختي المسلمة رعاك الله ما في سؤال أسماء الخثعمية ا النبي ماذا تصنع عندما ولدت ،إذ لم يمنعها الحياء من السؤال في دين الله وعن حكم الشرع في ذلك ، وهذا يدل على مدى حرص صحابيات رسول الله على السنة و الاتباع .
ومن ذلك تقول عائشة أم المؤمنين ا وعن سائر الصحابة : " نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين " رواه مسلم .
ثم ذكر جابر قول النبي :
" لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي ،وجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل " إلى أن قال :
وقدم علي من اليمن ببدن النبي فوجد فاطمة ا ممن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها فقالت إن أبي أمرني بهذا ، قال فكان علي يقول بالعراق فذهبت إلى رسول الله محرشا على فاطمة للذي صنعت مستفتيا لرسول الله فيما ذكرت عنه فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال : " صدقت صدقت "
وإن في قصة فاطمة ابنة رسول الله مع زوجها علي – ما وعن سائر الصحابة- لدليل آخر على حرص الصحابة على السنة والاتباع ، إذ ما كان من فاطمة ا لما سمعت الأمر من النبي بالتحلل لمن لم يسق الهدي ويجعلها عمرة – وكانت لم تسق الهدي – إلا بأن تحللت من إحرامها بالحج وجعلته عمرة ، ولما قدم زوجها من اليمن وجدها ممن حل من إحرامه ، حيث لبست ثياباً صبيغاً واكتحلت ، فأنكر ذلك إذ أنى لها ذلك وهي محرمة ؟ فما كان من علي إلا أن ذهب للنبي – حيث إنه لم يكن يعلم أمر النبي بالحل لمن لم يسق الهدي – معاتباً فاطمة ما صنعت ، ومستفتياً لرسول الله فيما ذكرت عنه ، فأجاب رسول الله علياً عما سأل واستشكل علي ما فعلته فاطمة فقال له :"صَدَقَتْ صَدَقَتْ أي أن ما فعلته لتحللها إنما هو من أمر النبي .
جزاك الله خير واثابك جنته
وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
تحيتي
الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اخواني مشكورين علي مروركم الف الف شكر ليكم اخوكم في الله
جزاك اللة كل خير اخوي علي ما قدمت
يعطيك الف عافية هشام
يجعلة في ميزان حسناتك
تحياتي
اسيررررررررر يسلمووو يا حلوو ع الكلام الرائع يعطيك العااافية ومشكوور على الموضوع الرائع والكلام الاروع
تحياتي
يسلموو اخوي
رد ومرور يزيدني شرف
يعطيك الف عافيه
الله لايحرمني طلتك
دمت بخير
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
جزاك الله خير اخوي على جديدك
ويعطيك العافيه
منور النهر الى الامام دوووم
تحيتي