الجامعة..عند الثامنة والنصف صباحا.. مئات من الطلبة يسرعون بشوق نحو القاعات رغبة في ادراك المحاضرة الأولى..أما هو..فلم اسرع ولم يكترث.. ظل خارجا سارحا في أعماق الحديقة..ساندا ظهره الى شجرة سنديان وارفة..هائما متأملا..يفكر بعينيها
الثانية والنصف بعد الظهر.. يخرج الورقة والقلم..ويكتب وهو يجلس خلفها في طريق العودة الى البيت:
خذيني اليك سيدتي.. التقطيني من بين ملايين الاشياء اجعليني قريبا منك لأفوز بحياة لا يحلم بها أمثالي.. اتركيني في حقيبتك ولو ساعة واحدة.. طوقيني بأصابعك الملائكية.. انني من دون حنانك أغرق.. أضيع وأتلاشى
وان لم ينتشلني قاربك الهادئ الأمين.. العائم بسلام فوق أمواج المعجبين.. فسوف تتقاذفني أمواج الحياة .. وكم سأكون سعيدا ..وكم ستضحك لي الدنيا..وافوز وأستبشر ..لو ابتسمتي بحنان لي
..أو تطلعتي في الصباح نحوي أو على الأقل سمحتي لصورتي أن تمر في خيالك
ويدفع اليها القصاصة مع الأجرة..تقرأها بامعان فتتألم..وتزفر بغيض وتكنب خلف الورقة: يبدو أن الأوراق قد اختلطت عليك يا زميلي
فلم تعد تدري هل أن الله خلقك لتساهم في صنع الحياة.. أم لتكون منديلا تافها في محفظة امرأة عادية
..كن واقعيا يا سيدي كن حرا ولا تكن عبدا..تحرر من الأحلام والشعر وعبودية الانثى.زواعلم أن المرأة انسان كالرجل.ز انسان يسعى كباقي المخلوقات نحو هدفه
المرأة ليست انثى فقط. او جسدا للاعجاب والتشهي. المرأة ابنة وأخت وأم وفي بعض الأحيان زوجة.ز انني انسان يازميلي
انسان بمعنى الكلمة..وليست غريزة أو سحرا.. أو كائنا خرافيا يبذر الأحلام والشعر.. بلمساته ونظراته.. أين ما حل وارتحل.. كما تظن وتعتقد.. اعلم هذه الحقيقة.. واحترم انسانية المرأة
وعندها فقط ستنال اعجابها.. وربما ستفكر بالاقتران بك امرأة لو قررت أن تنشئ وتعيش مع انسان يفهمها..احفظ ذلك يا زميلي
ولا تضيعه كما ضيعت دروسك..واعتن بمستقبلك.. ووفر على نفسك الاوقات الثمينة التي ماتزال تنفقها في الأحلام والشعر.ز ولا تكن متوسلا ذليلا فتهرب انساء منك ولا تعير لك وزنا
قرأ القصاصة..فتخشبت أصابعه وجف لسانه.. وتصاعدت في احال ضربات قلبهوأصيب بصدمة أول الأمر.زكانت بمثابة صفعة قوية أيقظته من سبات عميق
فخجل من نفسه وأحرج أمام رجولته وأقلامه…وكتبه الكثيرة التي يحملها..وأخيرا
شعر بحاجة ماسة الى الضحك…الضحك على عقله الذي صغر الى هذا الحد..والضحك على مستنقع الرومانسية الذي وقع فيه منذ أن دخل الجامعة
وعلى منديل الحقيبة الذي أراد أن يزاحمه ويلعب دوره .. وقبل أن ينفجر أمام الراكبين بالضحك .. نادى على السائق مسرعا وبصوت خجول ..أنزلني هنا من فضلك…وقبل أن تتوقف السيارة نهض من كرسيه محمر الوجنتين ..
وفتح الباب على عجل وألقى بنفسه الى الرصيف
وانفجر أمام المارة بالضحك .ز وضل يضحك ويضحك..
ويلعن الغزل والرومانسية
وقصص الغرام والحب…
تقبلوا تحياتي…
يسلمواخى على القصه
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية . تسلم الايادى 
