إستيقظت مها من نومها مبكرة على غير عادتها …فاليوم سوف تسافر هي وزوجها وولديها إلى مصر …موعد الطائرة بعد الظهر … وقد جهزت كل أمور السفر …ولكنها لاتبدو متحمسة كثيراً … فالسفر مع زوجها صار مملاً..فهو رجل لايحب التنقل كثير …يفضل البقاء في الفندق معظم الوقت تاركاً لها الحرية بالذهاب إلى الأماكن القريبة من الفندق فهم يعرفون مصر جيداً وكثيراً مايسافرون إليها …
إقترب موعد الطائرة وباقي عليه كم ساعة …..أيقظت زوجها الذي مازال نائماً …وقالت له بسرعة يافهد فموعد الطائرة قد إقترب … إستيقظ فهد من نومه متثاقلاً ودخل دورة المياه ليستحم ويلبس ملابس السفر .. وجلست مها بإنتظاره وهي تتساءل هل ستكون سعيدة في سفريتها هذه أم كالعادة لاشئ مثير أو جديد … سيمشيها زوجها في نفس الأماكن المعتادة … مها إمرأة تحب الإنطلاق وتحب المغامرة على عكس فهد الذي لايحب المجازفة وتمشي حياته بصورة جداً روتينية … خرج فهد من الحمام ولبس ملابسه ثم قال لها : يلا يامها مشينا على بركة الله …. وصلوا إلى المطار …وركبوا الطائرة …كانت مها لاتلبس النقاب خارج البلاد… تكتفي بتغطية شعرها فقط مع لباس محتشم … فزوجها معطيها الحرية في مسـألة الحجاب …
جلست مها في الطائرة بجوار أطفالها خالد ومحمد …اللذان لاتتجاوز أعمارهما الثامنة …
جلست تروي لهم قصص الأطفال ثم قضت بعض الوقت بقراءة الصحف وفي الوقت المتبقي غالبها النوم …فنامت وإستيقظت على صوت زوجها يخبرها بوصولهم إلى مطار القاهرة …. وصلت إلى القاهرة في المساء … ودخلوا الفندق … وبعد أن رتبت أمورها …سألت زوجها عن برنامجه في السفر …وعن إقتراحها له بأن يذهبا إلى لرؤية الإهرامات فهي تحب الآثار كثيراً…فرفض زوجها وقال لها وإيش المتعة في الآثار ….
خلينا زي العادة نمشي الأولاد …ونذهب إلى المطاعم … والتمشية والسهر في ليالي القاهرة هو بحد ذاته متعة …أحست مها بخيبة الأمل …فهناك أمور كثيرة تود أن تقوم بها وأن تراها في مصر وفهد غير راغب بالتغيير …ولكن ماباليد حيلة …
إستلقت على السرير إستعداداً للنوم …ولكنها لم تستطع النوم بسهولة … فكان لديها شعور داخلي بأن هناك أمراً ما سيحدث …أمر قد يغير حياتها …. وأن سفريتها هذه ستكون مختلفة عن كل السفريات ….
إستيقظت مها في الصباح الباكر وخرجت إلى الشرفة ونظرت إلى نهر النيل … كم هو جميل …
أحست بالراحة وتحمست للخروج ولكنها تنتظر ان يستيقظ زوجها فهو لايحب ان يستيقظ مبكراً في أيام الإجازة سواء كان في سفر أو غيره …
دخلت إلى الغرفة مرة أخرى وجلست تمشط شعرها …شعرها الأسود الطويل الذي تغبطه عليها معظم السيدات … ونظرت إلى وجهها في المرآة … وتذكرت هذا الوجه كيف كان قبل سنوات …وجه مشرق …ملئ بالحيوية … كانت مصدر إعجاب الكثيرات من زميلاتها وكن يقلن لها مين المحظوظ اللي حتكوني من نصيبه ..لكن هذا الوجه تغير الان ولاتعلم هل التغيير ناتج مع مرور السنين أم أن هناك شئ بداخلها يضايقها فأثر على جمالها الخارجي …
زوجها فهد لم يكن رجلاً سيئاً في نظرها …لكنه رجل بارد المشاعر …الأمور عنده تمشي بالتساهيل …لايخطط … ولا يحب التغيير ….هذا غير أنه لايهتم برأيها كثيراً ..
ولكنه رجل محترم ويؤدي فروضه الدينية …هذه الأفكار تأتيها أحيانا ً عندما تكون لوحدها …لذا فهي تحب ان تشغل نفسها كثيراً لتبعد عنها هذه الأفكار …
ثم رجعت بذاكرتها للوراء قبل أن تتزوج زوجها قبل عشر سنوات وكان عمرها 18 سنة …كيف كانت فتاة مرحة تحب الحركة والضحك والمزاح…وانها عند زواجها من زوجها فوجئت أن زوجها وأهله من النوع الغير مرح … وانها كثيراً ما أنتقدت بسبب مرحها وكانوا يعتبرونه خفة عقل …وكيف انها تضطر في أمور كثيرة أن تكون رسمية حتى لاتتعرض للإنتقاد …وكانت لاتجد راحتها سوى مع أهلها لأنهم من نفس الطبيعة …كانت تتحدث بحريتها دون أي قيود ودون أي خوف من أن تنتقد …
تنبهت مها على صوت زوجها … يطلب منها ان تقوم بإيقاظ أبناءها والإستعداد للخروج لتناول الفطور في الطابق السفلي من الفندق …
إستعدت مها وأبناءها وذهبت مع فهد إلى الصالة المخصصة لتناول الفطور في الفندق
جلست على طاولة مطلة على نهر النيل…كم تعشق هذا النهر وتحب أن تنظر إليه لأنها عندما تنظر إليه تذهب إلى عالم آخر من التخيل والأفكار …
نظرت حولها فوجدت أناس من مختلف الجنسيات عرب وعجم ولكن الحضور الأكبر كان للعرب …عندما إنتهت من تناول الفطور قالت لفهد أنها لن تصعد لغرفتها لأنها تفضل أن تقوم بجولة صباحية في الشوارع والمحلات المحيطة بالفندق …فسمح أن لها بالذهاب بمرافقة أحد أطفالها …فقررت ان تأخذ أحمد ذو الخمسة أعوام معها وعاد خالد مع أباه إلى الفندق ….
شعرت مها بسعادة وهي تقوم بجولتها …فهي تحب مصر وتحب ناسها لأنهم عشريين …
ولها صديقات من نفس الفندق تعرفهم من خلال زيارتها لمصر كل عام ….
نزلت إلى باحة الفندق وتوجهت إلى محل صغير داخل الفندق ورأت صديقتها سعاد
تقرأ كتاباً …دخلت عليها مبتسمة وقالت لها إزيك ياسوسو ..رفعت سعاد رأسها ورأت امامها مها فهبت واقفة وإحتضنتها قائلة لها وحشتيني يامها …كيف حالك وكيف أولادك… وقبلت أحمد وحملته إلى داخل المحل وأعطته بعض الحلوى … ثم جلست بجوارها وسألتها عن أحوالها …قالت لها مها : أحوالي زي ماهي ما إتغيرت أشعر بملل من حياتي …فحياتي ليس بها جديد..أعاني من الضغوطات …ضغوطات العمل …ضغوطات الأولاد …ضغوط مع زوجي …ضغوط مع اهله …
أشعر باني لستُ انا مها التي كانت مليئة بالحيوية والتفاؤل …
زوجي إنسان لابأس به ولكنه في بعض الأحيان يغيظني بتصرفاته …ببروده ..بتحطيمه لي من غير أن يقصد…لا يتفاهم معي في معظم الأوقات فهو يصر على أنه هو الصح وأنا الخطأ دائماً…لذا إستسلمت للأمر الواقع رفعت راية الطاعة والولاء له ليس لأنني ضعيفة ولكني إمرأة تكره النكد والمشاكل … وكثيراً ما أتنازل له وأبادر أنا بالإعتذار …حياتي الزوجية تعتبر جيدة بالنسبة لحياة بعض النساء الأخريات ولكني أشعر بشئ فارغ في حياتي …
ثم ضحكت مها وقالت لسعاد: ألحين انا جاية أسلم عليكِ أزعجتك بقصة حياتي …
قالت لها : سعاد عادي عزيزتي أنا زي أختك … صحيح مدة معرفتك بي قصيرة فنحن نعرف بعض من الصيف قبل الماضي …ولكن اشعر ان بيننا أشياء كثيرة مشتركة وإن إختلفت ظروف كل واحدة فينا ..وأثناء حديثهما معاً دخل زبون إلى المحل وكان رجل خليجي يبدو في اواخر الأربعينات … وسأل سعاد عن حالها …يخاطبها وكأنه يعرفها من زمان …وطلب منها ان تجهز له بعض التحف والهدايا وتغلفها بطريقة جميلة …
وعند خروج الرجل من المحل سألت مها سعاد هل تعرفين هذا الرجل يبدو أنه يعرفكِ جيداً…قالت نعم هذا أبو عبدالله …رجل ياتي إلى هنا بإستمرار …لأخذ بعض الحاجيات فهو صاحب ذوق رفيع …ورجل إجتماعي درجة أولى …ليس له إلا شهر فقط هنا وأصبح معروف لدى معظم العاملين في الفندق …تخيلي متزوج إمرأتين … وماخذ لكل وحدة فيهم جناح مع أبناءها … قالت مها : لابد انه في حالة مادية جيدة …. ثم إلتفت إلى إبنها أحمد الذي كان يلهو ببعض الأشياء وقالت له : هيا يا أحمد سوف نذهب لنتمشى قليلاً خارج الفندق ثم نعود إلى الجناح … وودعت صديقتها سعاد على أمل اللقاء بها لاحقاً …
خرجت من المحل وإتجهت إلى خارج الفندق وأخذت تتمشى في المحلات المجاورة ورغبت في داخلها لو إستمرت في المشي لولا إحساسها بان أحمد قد تعب …فقررت الرجوع إلى الفندق …وعند دخولها الفندق توجهت إلى المصعد وعند دخولها المصعد ..دخل معها أشخاص آخرون ..كان من بينهم أبو عبدالله الذي رأته في المحل عند صديقتها سعاد
كان مشغولاً فقد كان يتكلم بالهاتف الجوال …
وصلت مها إلى الجناح المخصص لإقامتها …
ووجدت فهد وولدها خالد يشاهدان فيلما في التلفزيون ..قال لها فهد: لماذا تأخرتِ يا مها قلقت عليكِ وعلى أحمد …فأجابته بأنها لم تنتبه إلى أن الوقت يمشي سريعاً ..
بعد العصر خرجوا جميعا ً إلى مدينة الملاهي … وقضوا يوما جميلاً … ثم عادوا إلى الفندق وأثناء رجوعهم لمحت أبو عبدالله جالساً في بهو الفندق .. لاحظ أبو عبدالله مها وزوجها وأبناءها ثم قام وإتجه إليهم …ثم قال مخاطباً زوجها : فهد كيف حالك …صدفة سعيدة شفتك فيها …فرد عليه فهد : هلا هلا سعيد … إيش أخبارك … علمت مها أن إسم أبو عبد الله هو سعيد ويبدو أن له معرفة قديمة بزوجها ..سحبت نفسها هي وأبناؤها وصعدت إلى جناحها … بدلت ملابسها …ونيمت أطفالها ثم خرجت إلى الشرفة لتشاهد القاهرة في الليل …
( ماعلاقة فهد بسعيد … وما التطورات التي ستحدث جراء إلتقاءه به ..هذا ماسنعرفه في الجزء الثاني من القصة )
شكل القصه حلوة رح كملها ان شاء الله
لنتاابع ما سيحصل بالجزء التاني
روايه وكان حلما
ـــ
تسلم الايادى والانامل مريومة ع الطرح الجميل دا ~ ن25
ــ